بسم الله الرحمن الرحيم
بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
آية عظيمة من آيات القران الكريم بها حقائق واسرار وإجابات لتساؤلات عديدة قد نكون نحن في زماننا هذا في امس الحاجه اليها.وسنتعرف كذلك على حقائق جديدة تبين العدل الالهي للإنسان على مر الازمان من ابينا آدم الى اليوم وكيف انهم متساويين في جميع المعجزات والايات المرسلة اليهم الى يومنا هذا وقد تكتشف انك ماساوي او اوفر حظاً من الاقوام السابقة.
وسنبدأ بالاجابة على السؤال الاهم وهو كيف يكون جميع الناس متساوون في الاختبار و الابتلاء والمعجزات في جميع الازمان ؟ ولكي نصل الى الجواب يجب البحث في جميع جوانب العدل منذ خلق الانسان الى يومنا هذا وسنبدأ رحلة العدل وسنحاول اختصارها قدر الامكان. مع العلم ان الآية السابقة هي الدليل!
المحور الاول ( العدل في حق الاختيار )
الانسان المخلوق الوحيد الذي يعبد والله ويلتزم بالأوامر ويجتنب النواهي بحرية تامه وبإختيارة بل ويطالب بجزاء وراحة عن ذلك في حياة خالدة لسبب واحد فقط قبولة الآمانة والدليل قولة تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) بمعنى لقد عرضت الآمانة على اهل السماوات و الارض والذي وافق عليها الانسان فقط. اما كلمة (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) فلها تفسيرن الاول اما عائد على السماوات و الارض ويكون المعنى الخوف من التقصير من حمل الامانة و المعنى الاخرى وهو اما تكون عائدة على الامانة وتكون هنا بمعنى قللنا منها لضعف الانسان!
في هذه المرحلة يوجد محور رئيسي للعدل لن يخطر على بالك! ولتوضيح المسألة الله عز شأنة خلق جميع المخلوقات للعبادة وليس لها اية حرية بمعنى مقيدة للسمع و الطاعة والعبادة دون جزاء. وبالرغم من ذلك الى ان الله عز شأنة لم يظلمهم وقد خيرهم بذلك كيف ؟ الامانة من منظور بشري تعنى ان الله سألهم هل تريدون فرض العبادة والطاعة عليكم إلا مالا نهاية بمعنى العبودية المقيدة ام تريدون الاختيار و الحرية. اذا كنتم ترغبون بالحرية اذاً سنختبرها وسنخيرها وسنرى هل تستحق ذلك! ولذلك سنعطيكم الحرية في التصرف و العبادة والتقيد ( الأمانة ) وسنخفف منها الكثير وبعدها سنرى اذا كانت الحرية الطوعية اختارت العبادة والتقيد من نفسها فإذا حدث ذلك فلها الحق ان تطالب بما تريد من الجزاء ولها الحق في التصرف كيفما تشاء في حياة خالدة واذا لم تختر الحرية العبادة والتقيد من نفسها فإنها تستحق العذاب وهو اعظم من التقيد بالعبادة الى مالا نهاية. هنا جميع المخلوقات اختارت العبودية المقيدة و لم ترغب بحرية الاختيار و الاختبار(وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) اي انها خافت ان لاتؤديها. إلا الانسان فقط رغب بها وهنا انتهينا من المحور الرئيسي لعدل الخالق عز وجل لجميع المخلوقات.
قد يتسائل البعض كيف حدث ماذكر في الاية السابقة ومتى عرضت علينا الامانة ومتى قبلتها ؟ هل انت فعلا قبلت هذا الابتلاء ام انك مظلوم ؟ تستطيع الاجابة على نفسك بكل بساطة كيف ؟ لو خيرك الله عز شأنة الآن هل تريد ان اخلقك للعبادة ليل و نهار في حياة مالا نهاية لها. عملك فقط العبادة وطاعة الاوامر وليس لك اختيار او حرية في اي شيء مثل سائر المخلوقات . ام تريد ان اختبرك اختبار بسيط جدا تعيش ساعة واحدة فقط ( اليوم في الاخرة بالف سنة ) في هذه الساعة سنخيرك للطاعة والعبادة ليست كلها عبادة فقط اقل من 10% من الوقت هي العبادات مع اتباع اوامر بسيطة واجتناب اوامر محددة كما يقال صبر ساعة ليس هذا فقط بل سنكفل لك جميع شهواتك فيما احل لك ! ولكن الفارق ان الاختبار سيكون غيبي لتكون حرية كاملة وليس دليل قهري يجبرك على العبادة تأمل العدل اين وصل! اذا نجحت في ذلك لن تكون مثل سائر الخلق بل ستعيش في نعيم حسب ما تشاء في حياة خالدة ولك كل ما تطلب واذا فشلت تعيش في عذاب حياة خالدة!! الآن بالتأكيد اجابه الانسان نعم اما اذا كنت تقول لا فأعتقد انها اجابه غير صحيحة ؟ والدليل انظر لحياتنا اليوم لماذا نتعب ونقضي نصف حياتنا دراسة وتعب لكي نرتاح النصف الآخر فقط ! لماذا نعمل اصلا طوال حياتنا لكي نرتاح الجزء البسيط من اليوم هذا هو الانسان ولك ان تتخيل عرض الامانة ساعة تعب مقابل راحة في حياة خالدة وبمجرد ان عرضت هذه الامانة على جميع المخلوقات الوحيد الذي قال اريد ان اتعب ليس ساعة بل آلاف الاعوام اذا كانت بعد ذلك حياة خالدة لي فيها حرية وكل ما اريد وارتاح من التعب. ومن العجيب ان الله عز شأنة وصفة بصفتين الظلم و الجهل لأنة جهل واستخف بالأمر واعتبرة شيء بسيط جداً وظلم نفسه بذلك والدليل انظر لحال الانسان اليوم (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ).
المحور الثاني ( العدل في الحياة الاولى )
من خلال دراسة ما سبق اعتقد بأن الإنسان قبل الأمانة وهو في الجنة والدليل إعطاء سيدنا آدم الحرية وذلك في قولة تعالى ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ) بمعنى ان الانسان قد قبل الامانة ( الحرية ) والدليل حَيْثُ شِئْتُمَا. ومن الاعجاز هنا ان بعض الاشخاص قد يرون ان الاختبار الغيبي للدين فية ظلم ولكن العكس صحيح الايمان الغيبي فيه رحمه ولو كان اختبار يقين لفشلنا او بالاحرى قد فشلنا به! والدليل على ان ايمان الغيب فيه رحمة قصة سيدنا عيسى عليه السلام عندما طلب منه اتباعة معجزة وهي المائدة لتنزل من السماء وبذلك سيكون ايمان قهري فرد الله تعالى بقولة (قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) بمعنى لوكان الايمان قهري فإن خطأ واحد ينهي الامر ومثال على ذلك خطأ سيدنا آدم. ولكن من عدل الله انه لايريد ان يبتلينا بأن نحمل الامانة ويكون الايمان يقين لأننا سنعصيه كما فعل سيدنا آدم او كما فعلنا سابقا بمعنى لايوجد لدينا حجة لإختبار الامانة في الحياة الاولى ! هل تريد الدليل اليك إختبارين للحرية الاول بأن يكون في الحياة الاولى وهو يرى الحق امامه وفي هذا الاختبار خطأ واحد ينهي الاختبار لانه يرى جميع الحقائق امامه , والاختبار الثاني غيبي وهنا الخطأ الواحد ليس نهائي بل يكفي ان يستغفر بالغيب ويعمل صالحاً وهنا تلاحظ الموازنة في طربقة الحساب لكي تتناسب مع كل حياة. ولك ان تسأل نفسك هل هذا العدل قد يأتي من غير الخالق.
والآن لوعدنا الى قصة سيدنا آدم لوجدنا انه هو من عصى ربة ما ذنب بني آدم جميعهم وابنائهم الى يومنا هذا في الاختبار الاول؟ والجواب على اساس السؤال بإختصار شديد ورد في الآية التالية قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) بمعنى ان هنالك كان عهد بين الله عز وجل وبين الانسان (الامانة) يقضي بأن نعيش في الجنة ضمن شروط وهي أوامر يجب ان نتبعها ولكن ما حدث من قبلنا هو الفشل في اول اختبار للامانة والعهد والسبب صفتين رئيسين بينها الله تعالى وهي النسيان تعني كثير الغفلة ونسيان ما أمر به , العزم تعني قلة الصبر عما نهي عليه , والاجابة هنا واضحة اذا كانت لاتوجد بك الصفتين السابقة فأنت مظلوم في الاختبار الاول! وستكون مظلوم في حاله واحدة وهي لاتوجد بك الصفات البشرية التي لوكنت مكان سيدنا آدم لن تفعلها وهي الغفلة و قلة الصبر. وبعد ان عصا الانسان ربة للمرة الاولى صدق بذلك على الصفتين الاولى التي ذكرها الله للانسان عندما قبل الامانة وهي الظلم و الجهل وذلك بقول الانسان على نفسة بعد ان فشل للمرة الاولى الوارد في قولة تعالى ( ربَّنا ظلمنا أنفسا ) . وهنا يظهر معنى التخفيف لكلمة (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) وتعني خففنا من الآمانة لضعف الانسان وتكون ايمان غيبي ليتوب الانسان ويستغفر حتى لو أخطأ !
المرحلة الثالثة (العدل في الحياة الثانية)
الاختبار الثاني للحرية كما ذكرنا سابقاً سيكون الاختبار الغيبي ومن رحمة الله للانسان انه سيري الانسان آيات تدل على خالقة وله كامل الحرية في قبول ذلك او رفضة وقد ناقشنا من قبل محاور العدل في كل حياة ولذلك سنتعرف على جوانب العدل في حياتنا اليوم بالنسبة لجميع الازمنة السابقة ومن هذا المنطلق نبدأ في شرح الموضوع قال تعالى { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الايه تعني انه لم يقدرو الله حق القدر الذي يليق بعظيم شأنة ولاحظ تم ذكر كلمه قدروا ومعناها اعطاء الشيء قدره وليس عرفوا وهذا بحد ذاتة عدل لعدة اسباب انه امر غيبي فكيف يتم محاسبتهم على امر غيبي والاهم من ذلك قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ولذلك مسألة تقدير الشيء اذا كان غيبي هو رأيت ما يدل عليه ومن ثم تقديره ومثال على ذلك لو تم التنقيب عن حظارة قديمة مثلاً لم نعاصرها وتم اكتشاف منازلهم وهي ضخمة وشاهقة الارتفاع ؟ سوف نستطيع تقديرهم من ناحية القوة كيف قاموا بالبناء مثلاً او من ناحية احجامهم لماذا البناء شاهق وهكذا بمعنى انه من خلال معطيات وادلة مقدمة ( آيات ) استطعنا تقدير صفاتهم رغم اننا لم نعش معهم (امر غيبي). ولله المثل الاعلى .وبذلك نكون قدرنا صفاتهم من خلال معطيات و ادله تدل على صفاتهم وبمصطلحات القران تسمى آية وتعني الدليل او المعجزة لتدل على ان الحق من عند الله
بعد هذه المقدمة ننتقل الى اجابات التسائلات ذكرنا اننا لم نعاصر زمن الانبياء و المعجزات فكيف يتم محاسبة من في زماننا بمثل من في الازمنة الاخرى ؟ اولا من منطلق عام الله وحده يعلم ما لانعلمه بمعنى انه يعلم جميع الازمان اكثر منا وله حكمه في كل شيء قد لانعلمها لقله علمنا فاذا لم نجد دليل لأي موضوع نبحث عنه هذا لايعني انه لايوجد دليل بل يوجد ونحن لا نعلمه , ومن هذا المنطلق نحن علينا ان نفكر كما امرنا الله ونكتشف بأنفسها الغاية ولذلك سوف نخاطب العقل البشري وسيتم وضعه في زمان سابق وزماننا اليوم لتكتشف بنفسك عدل الله في هذا الموضوع.
مدى تقدير عظمة الله لدى الانسان في الازمنة السابقة
عندما نقرا القران ونستمع الى قصص الاقوام السابقة نجدها متشابهة بمعنى البداية تكون الدعوة الى توحيد الله وذلك عن طريق الآيات و المعجزات الدالة على وجود الله وقد يكون لكل نبي معجزات خاصة لقومه حسب الزمان وسنذكرها لاحقا ولكن اهم الايات العامة للناس وردت في جميع الاديان وهي معجزة خلق السماوات و الارض , تخيل انك في الزمان القديم وسمعت الاية التالية قال تعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}
منذ اول حياة على الارض لازالت هذه هي اعظم آية ليفكر فيها الانسان ينظر بنفسه لخلق الله حولة ليكتشف الدليل على قدرة الله و عظمتة بمعنى هذه الجبال الشاهقة والبحار والسماوات بحجمها العظيم من خلقها بالتأكيد من خلقها اعظم , السؤال هنا كيف ستقدر عظم الله اذا كنت في الزمن القديم وترى من حولك ضمن الارض التي تعيش عليها:-
اضغط على الصورة لعرض أكبر
بالتأكيد العقل السليم عندما يرى عظم الخالق سيؤمن بأنة عظيم وسيقدر ذلك حسب ما رأى من عظم خلقة وذلك من حجم الجبال و البحار والسماء بلا عمد وغيرها من المعطيات ولك ان تتخيل انسان على الفطرة لم يتعلم الدين بعد فقط رأى ما حولة كيف سيكون تقديرة لعظمة الله بإستخدام معادلة افتراضية بسيطة لكل آية درجة فقد رأى ماحولة ( رأى السماء حسب مدى ادراكة - رأى الارض حولة حسب مدى بصرة - رأى الشمس حسب حجمها اللذي يراه ) سيقدر ولكن لن يكون تقدير دقيق ولنأخذ مثال حول انسان في زمان اخر و مثال قصة سيدنا ابراهيم في قوله تعالى {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ} هل ادركت الخلاصة التي نريد ان نصل اليها ان تقدير عظم الله لدى الانسان على الفطرة في الاقوام السابقة لم يكن دقيق ولذلك قد نمثله 50% من الادراك كيف يتم اكمال الايمان في تلك الازمان يتم ارسال نبي ومعجزة بخصائص محددة من الذي نعرفها منها ان المعجزات تظهر في كل زمان من جنس ما يغلب على أهله, لأنهم يبلغون فيه الدرجة العليا الحد الذي يمكن للبشر الوصول إليه، فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند اللّه , وبذلك يكون ايمان فطري 50% ومعجزات وادلة ملموسة في عصرهم بالاضافة لتعاليم الدين 50% وبعدها يتم تقدير الله حق قدرة بناء على المعطيات والمخلوقات من حولة بالاضافة الى ما يتعلمة من الدين عن صفات الله الغيبية.
مدى تقدير عظمة الله لدى الانسان في زماننا هذا
كما ذكرنا سابقا لكل زمان معجزات تكون من جنس ما يغلب على اهله فمثلا في زمن سيدنا موسى عليه السلام السحر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم البلاغة. في زماننا هذا ما هو جنس المعجزات ما يغلب على اهله هو العلم الدليل قوله تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} ولشرح الايه كلمه سنريهم مستقبلاً آياتنا علامة او دليل على الله , الأُفُق مدى الاطِّلاع ، يقال في المعرفة والرأْي : فلان واسع الأُفق أَو ضيق الأُفق وتأتي بمعنى العلم ولها معنى آخر جميل أفق : خط عنده ينتهي امتداد البصر ؟
ولذلك يمكن ان تقدر مدى ادراك الانسان في الازمنة السابقة ولك ان ترجع الى الصورة السابقة لترى ما يحيط بك من عظم خلق الله و تقدر صفات الله حسب ما ترى حولك لتكتشف مدى تقدير عظمة الله وتقارن بين الانسان في الزمان السابق وبين الانسان في زماننا وما يرى ويعرف حول عظم خلق الله لتكتشف الفرق اليوم يمكن ان نحدد مدى ادراك الانسان سابقا من خلال هذه الصورة للارض سترى الارض الشاسعة و الجبال العظيمة كيف صار حجمها بالنسبة للكواكب المحيطة و الشمس.
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الصورة السابقة تمثل مجموعتنا الشمسية واكبرها الشمس وهي عبارة عن نجم صغير الحجم بالنسبة للنجوم الاخرى يبلغ حجم الشمس ما يفوق حجم كوكب الأرض بأكثر من مليون مرة و يبلغ حجم أكبر نجم معروف نحو ألفي ضعف حجم الشمس، ولوضع ذلك في تصور أقرب للقياس البشري، فإذا كانت طائرة ركاب تسافر بمعدل السرعة الطبيعي البالغ نحو 885 كيلومترا/الساعة فإنها ستحتاج إلى نحو 1100 سنة لتدور حول ذلك النجم مرة واحدة.
الى هذه المرحلة نلاحظ بأنه كلما زاد مجال ادراك وعلم الانسان زاد عظم المعجزات فمثلا لو ان بعض المعجزات ظهرت في زماننا هذا على سبيل المثال معجزة عصا سيدنا موسى فقد تجد الانسان يستخدم العلم ليجد تفسير علمياً لذلك وبما انه يعتقد انه وصل لدرجة من العلم تؤهلة لايجاد سبب علمي لكل معجز اذاً بإمكانك ان تبحر في الكون لتجد الدليل العلمي وهنالك تحدي على ان الانسان لن يجد دليل علمي على عظم خلق الكون ومهما زاد العلم ستكتشف اكثر ان الدليل الوحيد هو خالق عظيم ولذلك سنكمل الجولة في الكون لنكتشف بأنفسنا.
بعد اكتشاف مجموعتنا الشمسية اعتقد الانسان ان هذا هو الكون الى ان تم اكتشاف كواكب ونجوم اخرى وتوالت الاكتشافات لتصل الى مئات بل الاف بل ملايين بل مليارات النجوم وقد توصل الانسان ان الكون عبارة عن مليارات النجوم تسمى مجرة وقد سميت مجرتنا مجرة درب التبانة
بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
آية عظيمة من آيات القران الكريم بها حقائق واسرار وإجابات لتساؤلات عديدة قد نكون نحن في زماننا هذا في امس الحاجه اليها.وسنتعرف كذلك على حقائق جديدة تبين العدل الالهي للإنسان على مر الازمان من ابينا آدم الى اليوم وكيف انهم متساويين في جميع المعجزات والايات المرسلة اليهم الى يومنا هذا وقد تكتشف انك ماساوي او اوفر حظاً من الاقوام السابقة.
وسنبدأ بالاجابة على السؤال الاهم وهو كيف يكون جميع الناس متساوون في الاختبار و الابتلاء والمعجزات في جميع الازمان ؟ ولكي نصل الى الجواب يجب البحث في جميع جوانب العدل منذ خلق الانسان الى يومنا هذا وسنبدأ رحلة العدل وسنحاول اختصارها قدر الامكان. مع العلم ان الآية السابقة هي الدليل!
المحور الاول ( العدل في حق الاختيار )
الانسان المخلوق الوحيد الذي يعبد والله ويلتزم بالأوامر ويجتنب النواهي بحرية تامه وبإختيارة بل ويطالب بجزاء وراحة عن ذلك في حياة خالدة لسبب واحد فقط قبولة الآمانة والدليل قولة تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) بمعنى لقد عرضت الآمانة على اهل السماوات و الارض والذي وافق عليها الانسان فقط. اما كلمة (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) فلها تفسيرن الاول اما عائد على السماوات و الارض ويكون المعنى الخوف من التقصير من حمل الامانة و المعنى الاخرى وهو اما تكون عائدة على الامانة وتكون هنا بمعنى قللنا منها لضعف الانسان!
في هذه المرحلة يوجد محور رئيسي للعدل لن يخطر على بالك! ولتوضيح المسألة الله عز شأنة خلق جميع المخلوقات للعبادة وليس لها اية حرية بمعنى مقيدة للسمع و الطاعة والعبادة دون جزاء. وبالرغم من ذلك الى ان الله عز شأنة لم يظلمهم وقد خيرهم بذلك كيف ؟ الامانة من منظور بشري تعنى ان الله سألهم هل تريدون فرض العبادة والطاعة عليكم إلا مالا نهاية بمعنى العبودية المقيدة ام تريدون الاختيار و الحرية. اذا كنتم ترغبون بالحرية اذاً سنختبرها وسنخيرها وسنرى هل تستحق ذلك! ولذلك سنعطيكم الحرية في التصرف و العبادة والتقيد ( الأمانة ) وسنخفف منها الكثير وبعدها سنرى اذا كانت الحرية الطوعية اختارت العبادة والتقيد من نفسها فإذا حدث ذلك فلها الحق ان تطالب بما تريد من الجزاء ولها الحق في التصرف كيفما تشاء في حياة خالدة واذا لم تختر الحرية العبادة والتقيد من نفسها فإنها تستحق العذاب وهو اعظم من التقيد بالعبادة الى مالا نهاية. هنا جميع المخلوقات اختارت العبودية المقيدة و لم ترغب بحرية الاختيار و الاختبار(وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) اي انها خافت ان لاتؤديها. إلا الانسان فقط رغب بها وهنا انتهينا من المحور الرئيسي لعدل الخالق عز وجل لجميع المخلوقات.
قد يتسائل البعض كيف حدث ماذكر في الاية السابقة ومتى عرضت علينا الامانة ومتى قبلتها ؟ هل انت فعلا قبلت هذا الابتلاء ام انك مظلوم ؟ تستطيع الاجابة على نفسك بكل بساطة كيف ؟ لو خيرك الله عز شأنة الآن هل تريد ان اخلقك للعبادة ليل و نهار في حياة مالا نهاية لها. عملك فقط العبادة وطاعة الاوامر وليس لك اختيار او حرية في اي شيء مثل سائر المخلوقات . ام تريد ان اختبرك اختبار بسيط جدا تعيش ساعة واحدة فقط ( اليوم في الاخرة بالف سنة ) في هذه الساعة سنخيرك للطاعة والعبادة ليست كلها عبادة فقط اقل من 10% من الوقت هي العبادات مع اتباع اوامر بسيطة واجتناب اوامر محددة كما يقال صبر ساعة ليس هذا فقط بل سنكفل لك جميع شهواتك فيما احل لك ! ولكن الفارق ان الاختبار سيكون غيبي لتكون حرية كاملة وليس دليل قهري يجبرك على العبادة تأمل العدل اين وصل! اذا نجحت في ذلك لن تكون مثل سائر الخلق بل ستعيش في نعيم حسب ما تشاء في حياة خالدة ولك كل ما تطلب واذا فشلت تعيش في عذاب حياة خالدة!! الآن بالتأكيد اجابه الانسان نعم اما اذا كنت تقول لا فأعتقد انها اجابه غير صحيحة ؟ والدليل انظر لحياتنا اليوم لماذا نتعب ونقضي نصف حياتنا دراسة وتعب لكي نرتاح النصف الآخر فقط ! لماذا نعمل اصلا طوال حياتنا لكي نرتاح الجزء البسيط من اليوم هذا هو الانسان ولك ان تتخيل عرض الامانة ساعة تعب مقابل راحة في حياة خالدة وبمجرد ان عرضت هذه الامانة على جميع المخلوقات الوحيد الذي قال اريد ان اتعب ليس ساعة بل آلاف الاعوام اذا كانت بعد ذلك حياة خالدة لي فيها حرية وكل ما اريد وارتاح من التعب. ومن العجيب ان الله عز شأنة وصفة بصفتين الظلم و الجهل لأنة جهل واستخف بالأمر واعتبرة شيء بسيط جداً وظلم نفسه بذلك والدليل انظر لحال الانسان اليوم (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ).
المحور الثاني ( العدل في الحياة الاولى )
من خلال دراسة ما سبق اعتقد بأن الإنسان قبل الأمانة وهو في الجنة والدليل إعطاء سيدنا آدم الحرية وذلك في قولة تعالى ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ) بمعنى ان الانسان قد قبل الامانة ( الحرية ) والدليل حَيْثُ شِئْتُمَا. ومن الاعجاز هنا ان بعض الاشخاص قد يرون ان الاختبار الغيبي للدين فية ظلم ولكن العكس صحيح الايمان الغيبي فيه رحمه ولو كان اختبار يقين لفشلنا او بالاحرى قد فشلنا به! والدليل على ان ايمان الغيب فيه رحمة قصة سيدنا عيسى عليه السلام عندما طلب منه اتباعة معجزة وهي المائدة لتنزل من السماء وبذلك سيكون ايمان قهري فرد الله تعالى بقولة (قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) بمعنى لوكان الايمان قهري فإن خطأ واحد ينهي الامر ومثال على ذلك خطأ سيدنا آدم. ولكن من عدل الله انه لايريد ان يبتلينا بأن نحمل الامانة ويكون الايمان يقين لأننا سنعصيه كما فعل سيدنا آدم او كما فعلنا سابقا بمعنى لايوجد لدينا حجة لإختبار الامانة في الحياة الاولى ! هل تريد الدليل اليك إختبارين للحرية الاول بأن يكون في الحياة الاولى وهو يرى الحق امامه وفي هذا الاختبار خطأ واحد ينهي الاختبار لانه يرى جميع الحقائق امامه , والاختبار الثاني غيبي وهنا الخطأ الواحد ليس نهائي بل يكفي ان يستغفر بالغيب ويعمل صالحاً وهنا تلاحظ الموازنة في طربقة الحساب لكي تتناسب مع كل حياة. ولك ان تسأل نفسك هل هذا العدل قد يأتي من غير الخالق.
والآن لوعدنا الى قصة سيدنا آدم لوجدنا انه هو من عصى ربة ما ذنب بني آدم جميعهم وابنائهم الى يومنا هذا في الاختبار الاول؟ والجواب على اساس السؤال بإختصار شديد ورد في الآية التالية قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) بمعنى ان هنالك كان عهد بين الله عز وجل وبين الانسان (الامانة) يقضي بأن نعيش في الجنة ضمن شروط وهي أوامر يجب ان نتبعها ولكن ما حدث من قبلنا هو الفشل في اول اختبار للامانة والعهد والسبب صفتين رئيسين بينها الله تعالى وهي النسيان تعني كثير الغفلة ونسيان ما أمر به , العزم تعني قلة الصبر عما نهي عليه , والاجابة هنا واضحة اذا كانت لاتوجد بك الصفتين السابقة فأنت مظلوم في الاختبار الاول! وستكون مظلوم في حاله واحدة وهي لاتوجد بك الصفات البشرية التي لوكنت مكان سيدنا آدم لن تفعلها وهي الغفلة و قلة الصبر. وبعد ان عصا الانسان ربة للمرة الاولى صدق بذلك على الصفتين الاولى التي ذكرها الله للانسان عندما قبل الامانة وهي الظلم و الجهل وذلك بقول الانسان على نفسة بعد ان فشل للمرة الاولى الوارد في قولة تعالى ( ربَّنا ظلمنا أنفسا ) . وهنا يظهر معنى التخفيف لكلمة (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) وتعني خففنا من الآمانة لضعف الانسان وتكون ايمان غيبي ليتوب الانسان ويستغفر حتى لو أخطأ !
المرحلة الثالثة (العدل في الحياة الثانية)
الاختبار الثاني للحرية كما ذكرنا سابقاً سيكون الاختبار الغيبي ومن رحمة الله للانسان انه سيري الانسان آيات تدل على خالقة وله كامل الحرية في قبول ذلك او رفضة وقد ناقشنا من قبل محاور العدل في كل حياة ولذلك سنتعرف على جوانب العدل في حياتنا اليوم بالنسبة لجميع الازمنة السابقة ومن هذا المنطلق نبدأ في شرح الموضوع قال تعالى { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الايه تعني انه لم يقدرو الله حق القدر الذي يليق بعظيم شأنة ولاحظ تم ذكر كلمه قدروا ومعناها اعطاء الشيء قدره وليس عرفوا وهذا بحد ذاتة عدل لعدة اسباب انه امر غيبي فكيف يتم محاسبتهم على امر غيبي والاهم من ذلك قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ولذلك مسألة تقدير الشيء اذا كان غيبي هو رأيت ما يدل عليه ومن ثم تقديره ومثال على ذلك لو تم التنقيب عن حظارة قديمة مثلاً لم نعاصرها وتم اكتشاف منازلهم وهي ضخمة وشاهقة الارتفاع ؟ سوف نستطيع تقديرهم من ناحية القوة كيف قاموا بالبناء مثلاً او من ناحية احجامهم لماذا البناء شاهق وهكذا بمعنى انه من خلال معطيات وادلة مقدمة ( آيات ) استطعنا تقدير صفاتهم رغم اننا لم نعش معهم (امر غيبي). ولله المثل الاعلى .وبذلك نكون قدرنا صفاتهم من خلال معطيات و ادله تدل على صفاتهم وبمصطلحات القران تسمى آية وتعني الدليل او المعجزة لتدل على ان الحق من عند الله
بعد هذه المقدمة ننتقل الى اجابات التسائلات ذكرنا اننا لم نعاصر زمن الانبياء و المعجزات فكيف يتم محاسبة من في زماننا بمثل من في الازمنة الاخرى ؟ اولا من منطلق عام الله وحده يعلم ما لانعلمه بمعنى انه يعلم جميع الازمان اكثر منا وله حكمه في كل شيء قد لانعلمها لقله علمنا فاذا لم نجد دليل لأي موضوع نبحث عنه هذا لايعني انه لايوجد دليل بل يوجد ونحن لا نعلمه , ومن هذا المنطلق نحن علينا ان نفكر كما امرنا الله ونكتشف بأنفسها الغاية ولذلك سوف نخاطب العقل البشري وسيتم وضعه في زمان سابق وزماننا اليوم لتكتشف بنفسك عدل الله في هذا الموضوع.
مدى تقدير عظمة الله لدى الانسان في الازمنة السابقة
عندما نقرا القران ونستمع الى قصص الاقوام السابقة نجدها متشابهة بمعنى البداية تكون الدعوة الى توحيد الله وذلك عن طريق الآيات و المعجزات الدالة على وجود الله وقد يكون لكل نبي معجزات خاصة لقومه حسب الزمان وسنذكرها لاحقا ولكن اهم الايات العامة للناس وردت في جميع الاديان وهي معجزة خلق السماوات و الارض , تخيل انك في الزمان القديم وسمعت الاية التالية قال تعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}
منذ اول حياة على الارض لازالت هذه هي اعظم آية ليفكر فيها الانسان ينظر بنفسه لخلق الله حولة ليكتشف الدليل على قدرة الله و عظمتة بمعنى هذه الجبال الشاهقة والبحار والسماوات بحجمها العظيم من خلقها بالتأكيد من خلقها اعظم , السؤال هنا كيف ستقدر عظم الله اذا كنت في الزمن القديم وترى من حولك ضمن الارض التي تعيش عليها:-
اضغط على الصورة لعرض أكبر
بالتأكيد العقل السليم عندما يرى عظم الخالق سيؤمن بأنة عظيم وسيقدر ذلك حسب ما رأى من عظم خلقة وذلك من حجم الجبال و البحار والسماء بلا عمد وغيرها من المعطيات ولك ان تتخيل انسان على الفطرة لم يتعلم الدين بعد فقط رأى ما حولة كيف سيكون تقديرة لعظمة الله بإستخدام معادلة افتراضية بسيطة لكل آية درجة فقد رأى ماحولة ( رأى السماء حسب مدى ادراكة - رأى الارض حولة حسب مدى بصرة - رأى الشمس حسب حجمها اللذي يراه ) سيقدر ولكن لن يكون تقدير دقيق ولنأخذ مثال حول انسان في زمان اخر و مثال قصة سيدنا ابراهيم في قوله تعالى {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ} هل ادركت الخلاصة التي نريد ان نصل اليها ان تقدير عظم الله لدى الانسان على الفطرة في الاقوام السابقة لم يكن دقيق ولذلك قد نمثله 50% من الادراك كيف يتم اكمال الايمان في تلك الازمان يتم ارسال نبي ومعجزة بخصائص محددة من الذي نعرفها منها ان المعجزات تظهر في كل زمان من جنس ما يغلب على أهله, لأنهم يبلغون فيه الدرجة العليا الحد الذي يمكن للبشر الوصول إليه، فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند اللّه , وبذلك يكون ايمان فطري 50% ومعجزات وادلة ملموسة في عصرهم بالاضافة لتعاليم الدين 50% وبعدها يتم تقدير الله حق قدرة بناء على المعطيات والمخلوقات من حولة بالاضافة الى ما يتعلمة من الدين عن صفات الله الغيبية.
مدى تقدير عظمة الله لدى الانسان في زماننا هذا
كما ذكرنا سابقا لكل زمان معجزات تكون من جنس ما يغلب على اهله فمثلا في زمن سيدنا موسى عليه السلام السحر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم البلاغة. في زماننا هذا ما هو جنس المعجزات ما يغلب على اهله هو العلم الدليل قوله تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} ولشرح الايه كلمه سنريهم مستقبلاً آياتنا علامة او دليل على الله , الأُفُق مدى الاطِّلاع ، يقال في المعرفة والرأْي : فلان واسع الأُفق أَو ضيق الأُفق وتأتي بمعنى العلم ولها معنى آخر جميل أفق : خط عنده ينتهي امتداد البصر ؟
ولذلك يمكن ان تقدر مدى ادراك الانسان في الازمنة السابقة ولك ان ترجع الى الصورة السابقة لترى ما يحيط بك من عظم خلق الله و تقدر صفات الله حسب ما ترى حولك لتكتشف مدى تقدير عظمة الله وتقارن بين الانسان في الزمان السابق وبين الانسان في زماننا وما يرى ويعرف حول عظم خلق الله لتكتشف الفرق اليوم يمكن ان نحدد مدى ادراك الانسان سابقا من خلال هذه الصورة للارض سترى الارض الشاسعة و الجبال العظيمة كيف صار حجمها بالنسبة للكواكب المحيطة و الشمس.
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الصورة السابقة تمثل مجموعتنا الشمسية واكبرها الشمس وهي عبارة عن نجم صغير الحجم بالنسبة للنجوم الاخرى يبلغ حجم الشمس ما يفوق حجم كوكب الأرض بأكثر من مليون مرة و يبلغ حجم أكبر نجم معروف نحو ألفي ضعف حجم الشمس، ولوضع ذلك في تصور أقرب للقياس البشري، فإذا كانت طائرة ركاب تسافر بمعدل السرعة الطبيعي البالغ نحو 885 كيلومترا/الساعة فإنها ستحتاج إلى نحو 1100 سنة لتدور حول ذلك النجم مرة واحدة.
الى هذه المرحلة نلاحظ بأنه كلما زاد مجال ادراك وعلم الانسان زاد عظم المعجزات فمثلا لو ان بعض المعجزات ظهرت في زماننا هذا على سبيل المثال معجزة عصا سيدنا موسى فقد تجد الانسان يستخدم العلم ليجد تفسير علمياً لذلك وبما انه يعتقد انه وصل لدرجة من العلم تؤهلة لايجاد سبب علمي لكل معجز اذاً بإمكانك ان تبحر في الكون لتجد الدليل العلمي وهنالك تحدي على ان الانسان لن يجد دليل علمي على عظم خلق الكون ومهما زاد العلم ستكتشف اكثر ان الدليل الوحيد هو خالق عظيم ولذلك سنكمل الجولة في الكون لنكتشف بأنفسنا.
بعد اكتشاف مجموعتنا الشمسية اعتقد الانسان ان هذا هو الكون الى ان تم اكتشاف كواكب ونجوم اخرى وتوالت الاكتشافات لتصل الى مئات بل الاف بل ملايين بل مليارات النجوم وقد توصل الانسان ان الكون عبارة عن مليارات النجوم تسمى مجرة وقد سميت مجرتنا مجرة درب التبانة