مِنَ السُّنَّة أن نتداوى إذا أصابنا المرضُ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه-: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ". وقد حفلت السُّنَّة النبوية بأنواع مختلفة من العلاج، ويأتي على قمَّتها عسل النحل؛ خاصة في أمراض البطن؛ حيث روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ. فَقَالَ: "اسْقِهِ عَسَلاً". ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: "اسْقِهِ عَسَلاً". ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: "اسْقِهِ عَسَلاً". ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. فَقَالَ: "صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلاً". فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.
ويبدو أن المريض كان يأخذ العسل في البداية دون قناعة بجدواه فلم يُحْدِث معه أثرًا؛ فلمَّا بلغه تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم شربه وهو مؤمن بنتيجته فتحقَّق الشفاء له بإذن الله؛ خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل المسألة تدخل في باب الإيمان الصادق بالله عز وجل؛ حيث قال: "صَدَقَ اللَّهُ". وذلك في إشارة إلى قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].
فلْنشرب العسل للتداوي، ولْنعلم أنه فيه الشفاء بإذن الله، ولا يمنع هذا بالطبع من الذهاب إلى الأطباء وأخذ الدواء الموصوف؛ بل يتحتَّم علينا فعل ذلك؛ ولكن لنا أجر كبير بإذن الله في اتباع سُنَّة التداوي بالعسل.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].