كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم أصحابه ألا يكونوا من الغافلين؛ فلا يمرُّ عليهم نصف يومٍ دون مناجاةٍ لله ربِّ العالمين، حتى إن كانت هذه المناجاة قصيرة وسريعة؛ ولكنها في النهاية تربط العبد بربِّه، خاصةً إذا أعلن فيها العبد أنه يُقِرُّ ويعترف أن كل شيء بيد الله عز وجل، وقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ يَقُولُ: "إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ المَصِيرُ، وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ".
ففي هذه المناجاة لا يطلب العبد من الربِّ شيئًا؛ إنما فقط يعترف له أن حياته في الصباح أو المساء، إنما هي بسبب نعمة الله عليه، وأنه سيظل كذلك في نعمة الله إلى حين موته، وهذه المناجاة الخالصة هي العبودية في أرقى صورها، فنحن لا نقوم بفروض الطاعة تفضُّلاً أو منَّة، إنما نفعل ذلك شكرًا وحمدًا؛ قال تعالى: {قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} [الحجرات: 17]، وهذه المناجاة تقال مرَّة واحدة في الصباح، وأخرى في المساء، ولها صيغ مختلفة صحيحة، وما ذكرناه هو إحدى هذه الروايات الصحيحة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
بقلم د/ راغب السرجاني
ففي هذه المناجاة لا يطلب العبد من الربِّ شيئًا؛ إنما فقط يعترف له أن حياته في الصباح أو المساء، إنما هي بسبب نعمة الله عليه، وأنه سيظل كذلك في نعمة الله إلى حين موته، وهذه المناجاة الخالصة هي العبودية في أرقى صورها، فنحن لا نقوم بفروض الطاعة تفضُّلاً أو منَّة، إنما نفعل ذلك شكرًا وحمدًا؛ قال تعالى: {قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} [الحجرات: 17]، وهذه المناجاة تقال مرَّة واحدة في الصباح، وأخرى في المساء، ولها صيغ مختلفة صحيحة، وما ذكرناه هو إحدى هذه الروايات الصحيحة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
بقلم د/ راغب السرجاني