يكون الإنسان أحمقاً إذا أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره ..
يقول الشاعر ..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه .. فصدر الذي يستودع السر أضيق
أحبائي المارين على سطوري ..
الحياة .. والطبيعة .. والبشر .. في حالة صمت ..
هدم وتعمير وعملاً دءوباً بالليل والنهار ..
فترات راحة نهاراً .. وسكون بالليل .. طباع متنوعة لهذا الإنسان ..
الأخطار محدقة به إن هو لم يحسن التعامل ويتبع التعايش كما ينبغي ..
فالوسيلة الصمت إن استطاع أن يعرف قدر الآخرين عندئذ سيجد له قدراً ..
اجعل كل كلماتك التي تستخدمها مع الآخرين طيلة حياتك مختارة بعناية
حتى لا تضطر أن تستخدم هذه الكلمة .. اعـتـذار ..
فكم أحرى بنا أن نعيش هذه الحياة بدون هذه الكلمة آسف المعذرة ..
لن نستطيع فعل ذلك إذا لم نستطع أن نتحكم بأحد الأعضاء المهمة
بأجسادنا والذي عن طريقه نستطيع أن ننقل ما نفكر به
من الحب والمشاعر والكره إلى الآخرين . . ذلك هو اللـسـان ..
إن استطعنا أن نحافظ عليه وأن نتحكم فيه ارتاح الناس من أذانا..
يقول عمر رضي الله عنه عن اللسان .. من كثر كلامه كثر سقطه ..
ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه .. ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ..
بالإمكان إذا أن نتحكم به لو أننا تعلمنا الأسلوب في الحوار ..
وتقبل أفكار الطرف الآخر مهما كان اختلافنا معهم ..
ولو أننا عرفنا أن هنالك قوانيين رادعة
لمن يتعدى على الآخر بسبب وبدون سبب
ويسلط لسانه الوقح المعبر عن عقله المتخلف عندئذ سوف يسود
المكان والمجتمع الحب والإخلاص والحياة الخالية من المشاكل ..
اللسان إذاً هو العضو الرئيسي الذي عن طريقه
يمكن أن يقدم كلاماً جميلاً يفيد صاحبه .. أو كلاماً سيئاً ضاراً به ..
كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه ويقول :
ويحك قل خيراً تغنم واسكت عن سوء تسلم .. وإلا فأعلم أنك ستندم ..
وقيل للقمان الحكيم : ما بلغ من حكمتك ..؟
قال : لا أسأل عما كفيته .. ولا أتكلم بما لا يعنيني ..
وقد روى أنه دخل على داوود عليه السلام وهو يسرد درعاً ..
فجعل يتعجب مما رأى فأراد أن يسأله عن ذلك فمنعته حكمته ..
فأمسك .. فلما فرغ داوود عليه السلام .. قام ولبس الدرع ..
ثم قال: نعم الدرع للحرب ..
فقال لقمان : في الصمت حِكَم .. وقليل فاعله ..
على الإنسان العاقل أن يلزم نفسه بعدم استخدام الكلام السيئ
وان يبتعد عن إقحام نفسه في أمور لا فائدة منها فالجدال سيطول
والنتيجة الحقد .. والكره .. وانتقاص في الشخصية .. من الآخرين
إن تطاول الإنسان بالتشدق .. والبذاءة .. والفحش في الكلام
لن يزيده إلا انتقاصاً من الآخرين ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما معناه :
إن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة مساويكم أخلاقاً الثرثارون
وفي الحديث : "إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ".
" الجنة حرام على كل فاحش ". وفى حديث آخر :
" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء "
لو استطعنا أن نتحكم بهذا العضو في أجسامنا
فنحن إلى خير لكن خوفي أن نكابر ..
ويأتي البلاء من دعاء شخص مظلوم في آخر الليل ..
بأن يشل السنة كل إنسان بهذه الدنيا كتب أو تكلم أو أساء لغيره .
بقصد آو غير قصد .. فيصبح في اليوم التالي كلامه لا يفهم ..
أو لسانه ثقيل أو إنخرس فلا يتكلم .. عندئذ الندم لن يفيده .
إن حفظ ألسنتنا واجباً علينا وإذا تحدثنا أن نقول خيراً أو نصمت ..
لأن قبح الكلام والغيبة والنميمة مسجل علينا
وسنحاسب يوم القيامة ..
يقول سبحانه وتعالى : { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
وفي الختام أقول أن اللسان هو ..
السبب الأساسي في تعقيد العلاقات الاجتماعية في المجتمع ..