تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم تُسعد نفسك و تبتهج عندما ترى ورده متفتح
قد ملأ عبقها و شذاها المكان
و تزداد نفسك نشوةً عندما تقترب منها
و تشم ريحها بــ شهيق يملأ جوفك
و تسلهم عينيك انتعاشاً من شذا عطرها
و تُتمتم شفتيك بـــ الثناء لــ خالقها
بما أودع فيها من العبير العاطر و زاهي الألوان
و يتسلل الى نفسك شعور
أن هذه الوردة قد أروى عروقها شيء أحياها
و بث فيها شذا العطر وألوان الجمال
و تخاف عليها ان يُهملها الساقي فــ تذبل بين يديه
ويذهب بهاؤها و صفاؤها و شذا عطرها
فــ تجف اوراقها و ييبس عودها
ثم تنكسر و تموت
أليس هذا شعوركم أيها القراء
فــ كم من وردة ذابلة في بيوتنا
لا ترعاها يدٌ و لا يحس بها أحد
و هي قد عطشت عروقها و جفت روحها
و احترق جوفها بــ صمت و سكون
فــ ادركوها قبل أن تموت
إنها أختنا أو بنتنا هن في بيوتنا كــ الورود
ترى في وجه إحداهن تفتح الورد وبهاء الزهور
و قد فاحت أطايبها و روائحها الزكية تملأ المكان
تُسعد من حولها بـــ ابتسامتها و حلو كلامها
و يُخيل إليك انها من اسعد الناس
و أنها "جوهرة" بين الالماس
مع ما في عينيها من حيرة و حزن عميق
قد أحاط بــ كل مشاعرها
و ترى ابتسامة تخفي خلفها همّا جاثما على صدرها
قد كبّل فرحتها و أود ابتهاجها
بل تضم جحيما يستعر بين أضلاعها
كـــ الشمعة يلتهب فتيلها لــ يحرق قلبها
كي تُضيء لمن حولها
فــ هم ينعمون بــ نورها ووهجها
و لا يشعرون بـــ ما تكتوي به
من صلو النار و لفح العذاب
ثم ماذا بعد ...؟؟
ما إن تلامس وجدانها بــ لمسة حنان
إلا و تبوح لك بــ بركان من
الأحزان و الآلام و الآهات
المردومة تحت حطام مشاعرها
و قد انهمر دمعٌ على خديها طالما أروى وسادتها
في سكون الليل و هجيع الأنام
على حين غفلة من أهلها
قد تفطرت كبدها من البكاء
و اشتكى الصمت من نشيجها وأنينها
فــ لا تجد من يمسح دمعتها
و لا من يسقي جفاف روحها
و لا من يضم قلبها الصغير
و يحتويه بــ كل ما فيه من الأحزان و الآلام
لا تجد حضناً دافئاً ترمي به كل همومها
إنها " أشواق " محطمة
و مشاعر مبعثرة وآمال ممزقة
كانت جوهرة تتلألأ
فــ أصبحت خُردة يعلوها الصدأ
زفرات من الألم و الحزن والجراح
اجتمعت بين جنبات ورده ذابلة
تحتاج من يداوي جرحها
و يخفف ألمها
و يبدد حزنها
بــ قُبلة حب ولمسة حنان
إنها ورده تُزهي ألوانها ويفوح عطرها
بــ سُقيا الحنان و الحب
و تذبل و تموت عندما تُترك
لــ ساقي الوحدة و الوحشة و البُعد
فــ أدركوها قبل أن تموت
شجون قلب
وأحرف قلم
أبثها و اسطرها
لــ كل أب و أم و أخ
عنده من هذه الورود الذابلة
أن يرعاها بــ دفء أحضانه ومحبته
و يسقيها بــ حنان قلبه و وجدانه
و يحوطها بــقربه و عطفه
ورودنا تحتاج من يضمها الى صدره
و يغمرها بــ الأمان و الحنان
تحتاج من يمسح دمعتها
تحتاج أن تحس بــ قربك و حبك و عطفك
و روودنا تحتاج من يشم ريحها و يستنشق شذا عطرها
تحتاج من يُداعب شعرها بــ أنامله
و يُبهج قلبها بــ ابتسامته
تحتاج من يسمع همسها و أنينها
تحتاج قلبا يحوطها بــكل مشاعره
حتى لا تذبل و تموت
و إن لم يكن ذلك
فســ تجد من يُسقيها
زيف الحب و الحنان
لــ تُصبح رهينة في يده
حتى إذا أسر ضعفها و قلبها
خدش عفتها وطهارتها
و مزّق فؤادها و جنانها
و أوقد في قلبها حُرقة
و في فكرها شتاتاً و حيرة
فـــ لا تجد خلاصاً
إلا ان تُزهق نفسها لــ ترتاح من دناءة دُنياها
فـــ و الله لولا الإيمان بـ الله و الخوف من منه لــ رأيت ازهاقاً للــ أنفس و الأرواح
مما تعيشه تلك الورود من الهم و الحزن و الألم و الضيق الذي ملأ قلبها و جنانها
يوم فـقدت الحنان و الحب و الأمل فـــ بالله عليكم أدركوها قبل أن تموت
فــ كم عانت بيوتنا من إهمالنا لـــ سُقيا ورودنا و أزهارنا