حيَّاك أُمَّاهُ جَمِيعُ الخَلْقِ والنَّاسِ ** وَطِبْتِ أُمَّاهُ طَوَالَ العُمْرِ مِنْ بَاسِ
فَكَمْ سَهِرْتِ لَنَا فِي لَيْلَةٍ سَكَنَتْ ** فِيهَا العُيُونُ وغَابَتْ رِفْقَةُ النَّاسِ
وتَوأَمُ الرُّوْحِ مِلْءُ الجَفْنِ يَرْفُلُ فِي ** ثَوبِ المَنَامِ بِلَا هَمٍّ وَوِسْوَاسِ
والنوم يَهْرُبُ مِنْ عَيْنِ الوَلِيْدِ وَمَا ** تُغْرِيهِ هَدْهَدَةٌ حَاشَاكِ مِنْ يَاسِ
عزَّ النَّدِيمُ وعَزَّ الأنِيْسُ بِهَا ** ومَا عَسَاهُ جَلِيْسٌ طُولُ أَخْمَاسِ
كَأَنَّمَا ونُجُومُ اللَّيلِ تَرْقُبُكُمْ ** أَشْلَاءُ بَدْرٍ دَعَاهَا بَعْضُ إِحْسَاسِ
وأَنْتَ يَا لَيْلُ لَيْتَ اللهُ مَلَّكَنِي ** مِنْكَ الزَّمَانَ فَأَمْحُوهُ بِأَضْرَاسِي
وصَائِحُ الفَجْرِ حَيَّا اللهُ يَقْظَتَهُ ** لِصَيْحَةٍ نَقِمَتْ مِنْ لَيْلِنَا القَاسِ
وبَادَرَتْ لِبُكَاءِ الطِّفْلِ أَفْئِدَةٌ ** وأَلقَمَتْ ثَدْيَ إطعامٍ وإِيْنَاسِ
أَلقَمْتِنِي بَعْدَ ذَاكَ اللّيْلِ رَاضِيَةً ** والعَينُ ذَاهِلَةٌ عَنْ خُبْثِ أَنْجَاسِي
كُنَّا أَنِيْسَينِ قَبْلَ التِّسْعِ وَا أَسَفِي ** يَا بِئْسَ ذَا اليَومُ ذِكْرَا فِي دُنَا النَّاسِ
إنّي مَدِيْنٌ إِلى تِسْعٍ مَضَتْ فَخُذِي ** يَا أشْهُرِ العُمْرِ صَكَّا غَيْرَ إفْلاسِ
أُمَّاهُ مِثْلُكِ مَنْ يُبْقِيهِ مِنْ سَقَمِي ** عَافٍ طَعَامَا وعَافٍ رِشْفَةَ الكَاسِ
أَنْتِ السَّقِيْمَةُ لَو فَاتَ الفَتَّى شِبَعٌ ** ولَوْ أَغِيْبُ يَغُوصُ القَلْبُ لِلسَّاسِ
وقَدْ تَنْكِرُ الأَبْدَانُ مَرْقَدَهَا ** لَو أَسْهَدَ النَّومُ مِنَّا أَعْيُنَ الرَّاسِ
كَمْ شَدَّنِي بَرْحَ آلامِكْ ومَا أَخَذَتْ ** مِنْكِ الوِلَادَةُ بِأَعْصَابٍ وأَنْفَاسِ
أَيُّ الشَّرِيْكَينَ فِي وَصْفِ الوَفَاةِ هُمَا ** إلَّا مَنَامٌ وكَرْبُ الطَّلْقِ يَا نَاسِي
ولَسْتُ أَغْفُلُ عَنْ يَومِ الفِطَامِ وَمَا ** يَخْفَى جَمِيلٌ عَلَيْنَا يَومَ إِعْرَاسِ
أَنْتِ السَّحَابَةُ فِي شَيْبِي وفِي صِغَرِي ** سَقَيْتِ أَثْمَارَ تَفْكِيْرِي وإِحْسَاسِي
أُعِيْذُ يَوْمَكِ فِي الأَثْنَاءِ لَيْلَتَهُ ** مِنْ خَاطِرَ الهَمِّ أَو فِعْلٍ لِنَطَّاسِ
لَوْ اسْتَطَعْتُ لابْتَعْتُ الخُلُودَ لَكُمْ ** لَوْ عَادَ بَيْعِي عَلَى خُلْدٍ بِإفْلاسِي
لَمْ تَلْقِ بِرَّا؛ ولمّا تلْقِ مِنْ حَسَنٍ** وَخَانَنَا الصَّبْرُ عَنْ أُفٍّ وإِبْلَاسِ
لَمْ نُجْزِكُمْ ، مَا عَلِمْنَا مِنْكِ بَادِرَةً ** بِرَّا بِبِرٍ وإحْسَاسَا بِإحْسَاسِ
لَمْ تُبْغِضِيْنِي وحَالِي كُلُّهَا سَبَبٌ ** وَمَا يَصُدُّكِ تَعْبِيسِي وخَنَّاسِي
وَظِلْتِ تُولِيْنِي عَطْفَاً وتَكْرُمَةً ** حَتَّى غَدَا حِمْلُهَا بِلَىً لِأَحْلاسِي
أُقِيْمُ رَحْلِي عُمْرِي عِنْدَ أَرْجُلِكُمْ ** بَابُ الجِنَانِ عَلَيهِ قَيْدُ أَحْبَاسِي
لَكِ الحَنَانُ ونَحْنُ المُرتَوُونَ بِهِ ** مِنَّا الشَّكُورُ وفِيْنَا الجَاحِدُ النَاسِي
تَحِيَّةُ اللهِ يَا أمَّاهُ مَا صَدَحَتْ ** وَرْقَاءُ لَمْ تشْدُ يَومَاً خَلْفَ أَحْبَاسِ
ومَا سَقَى الرَّيْحُ وَادِينَا بِمَاطِرَةٍ ** مَا عَقَّبَ الدَّهْرُ أَقْمَارَا بِأشْمَاسِ
فَكَمْ سَهِرْتِ لَنَا فِي لَيْلَةٍ سَكَنَتْ ** فِيهَا العُيُونُ وغَابَتْ رِفْقَةُ النَّاسِ
وتَوأَمُ الرُّوْحِ مِلْءُ الجَفْنِ يَرْفُلُ فِي ** ثَوبِ المَنَامِ بِلَا هَمٍّ وَوِسْوَاسِ
والنوم يَهْرُبُ مِنْ عَيْنِ الوَلِيْدِ وَمَا ** تُغْرِيهِ هَدْهَدَةٌ حَاشَاكِ مِنْ يَاسِ
عزَّ النَّدِيمُ وعَزَّ الأنِيْسُ بِهَا ** ومَا عَسَاهُ جَلِيْسٌ طُولُ أَخْمَاسِ
كَأَنَّمَا ونُجُومُ اللَّيلِ تَرْقُبُكُمْ ** أَشْلَاءُ بَدْرٍ دَعَاهَا بَعْضُ إِحْسَاسِ
وأَنْتَ يَا لَيْلُ لَيْتَ اللهُ مَلَّكَنِي ** مِنْكَ الزَّمَانَ فَأَمْحُوهُ بِأَضْرَاسِي
وصَائِحُ الفَجْرِ حَيَّا اللهُ يَقْظَتَهُ ** لِصَيْحَةٍ نَقِمَتْ مِنْ لَيْلِنَا القَاسِ
وبَادَرَتْ لِبُكَاءِ الطِّفْلِ أَفْئِدَةٌ ** وأَلقَمَتْ ثَدْيَ إطعامٍ وإِيْنَاسِ
أَلقَمْتِنِي بَعْدَ ذَاكَ اللّيْلِ رَاضِيَةً ** والعَينُ ذَاهِلَةٌ عَنْ خُبْثِ أَنْجَاسِي
كُنَّا أَنِيْسَينِ قَبْلَ التِّسْعِ وَا أَسَفِي ** يَا بِئْسَ ذَا اليَومُ ذِكْرَا فِي دُنَا النَّاسِ
إنّي مَدِيْنٌ إِلى تِسْعٍ مَضَتْ فَخُذِي ** يَا أشْهُرِ العُمْرِ صَكَّا غَيْرَ إفْلاسِ
أُمَّاهُ مِثْلُكِ مَنْ يُبْقِيهِ مِنْ سَقَمِي ** عَافٍ طَعَامَا وعَافٍ رِشْفَةَ الكَاسِ
أَنْتِ السَّقِيْمَةُ لَو فَاتَ الفَتَّى شِبَعٌ ** ولَوْ أَغِيْبُ يَغُوصُ القَلْبُ لِلسَّاسِ
وقَدْ تَنْكِرُ الأَبْدَانُ مَرْقَدَهَا ** لَو أَسْهَدَ النَّومُ مِنَّا أَعْيُنَ الرَّاسِ
كَمْ شَدَّنِي بَرْحَ آلامِكْ ومَا أَخَذَتْ ** مِنْكِ الوِلَادَةُ بِأَعْصَابٍ وأَنْفَاسِ
أَيُّ الشَّرِيْكَينَ فِي وَصْفِ الوَفَاةِ هُمَا ** إلَّا مَنَامٌ وكَرْبُ الطَّلْقِ يَا نَاسِي
ولَسْتُ أَغْفُلُ عَنْ يَومِ الفِطَامِ وَمَا ** يَخْفَى جَمِيلٌ عَلَيْنَا يَومَ إِعْرَاسِ
أَنْتِ السَّحَابَةُ فِي شَيْبِي وفِي صِغَرِي ** سَقَيْتِ أَثْمَارَ تَفْكِيْرِي وإِحْسَاسِي
أُعِيْذُ يَوْمَكِ فِي الأَثْنَاءِ لَيْلَتَهُ ** مِنْ خَاطِرَ الهَمِّ أَو فِعْلٍ لِنَطَّاسِ
لَوْ اسْتَطَعْتُ لابْتَعْتُ الخُلُودَ لَكُمْ ** لَوْ عَادَ بَيْعِي عَلَى خُلْدٍ بِإفْلاسِي
لَمْ تَلْقِ بِرَّا؛ ولمّا تلْقِ مِنْ حَسَنٍ** وَخَانَنَا الصَّبْرُ عَنْ أُفٍّ وإِبْلَاسِ
لَمْ نُجْزِكُمْ ، مَا عَلِمْنَا مِنْكِ بَادِرَةً ** بِرَّا بِبِرٍ وإحْسَاسَا بِإحْسَاسِ
لَمْ تُبْغِضِيْنِي وحَالِي كُلُّهَا سَبَبٌ ** وَمَا يَصُدُّكِ تَعْبِيسِي وخَنَّاسِي
وَظِلْتِ تُولِيْنِي عَطْفَاً وتَكْرُمَةً ** حَتَّى غَدَا حِمْلُهَا بِلَىً لِأَحْلاسِي
أُقِيْمُ رَحْلِي عُمْرِي عِنْدَ أَرْجُلِكُمْ ** بَابُ الجِنَانِ عَلَيهِ قَيْدُ أَحْبَاسِي
لَكِ الحَنَانُ ونَحْنُ المُرتَوُونَ بِهِ ** مِنَّا الشَّكُورُ وفِيْنَا الجَاحِدُ النَاسِي
تَحِيَّةُ اللهِ يَا أمَّاهُ مَا صَدَحَتْ ** وَرْقَاءُ لَمْ تشْدُ يَومَاً خَلْفَ أَحْبَاسِ
ومَا سَقَى الرَّيْحُ وَادِينَا بِمَاطِرَةٍ ** مَا عَقَّبَ الدَّهْرُ أَقْمَارَا بِأشْمَاسِ