حين امسك القلم بين يداي ..
يرفض حبره ان يسيل و يظل عالقا
و كانه يحتّج من كثرة الكلمات المتزاحمة بالاعماق..
اضعه جانبا و اذ بالحروف المبعثرة تصطّف امام ناظري معلنة ميلادها ..
و تنساب بعذوبة تحكي مكنون القلب...
ألجا الى قلمي لانقل ما يشجيني على الورق
فارتاح منه و استعيد روحي المتفائلة ..و لكن قلمي اعلنها حربا علي..
و كأنه ضاق ذرعا بما تجود به قريحتي و فكر ان ياخد لنفسه راحة...
و بعد ان خذلني وجدت لنفسي متنفسا اخر ؛ بدل ان اكتب لما لا اتكلم..
لما لا اعبر بصوتي عني و اطلق العنان لما يجول بخاطري
فيجوب اسماع الاخرين عله يجد عند البعض جوابا على اسئلتي الكثيرة..
و اولها لما رفض قلمي الكتابة ؟ اتراه احساسي الصامت الجريح من ارغمه على ذلك..
ام ان للاقلام اوقات تركن فيها الى السبات حين لا ينفع الكلام...
اصبحنا نكتب فقط ..نعبر و نحتج و نصرخ و نثور...و لكن فقط على الورق ...
نرفض و نندّد و نحتج بشدة و لكن ايضا على الورق...
لما لا نفعل مثل اقلامنا و نعلنها حربا عن الصمت و الاستكانة ؟
لما لا نعبر بكل قوتنا و نحتج عن كل وضع خاطئ ..؟
لما لا نخرج من دائرة الظلام الى النور و نتعلم كيف نكون سفراء الحق ..
اظنه سهلا جدا ان نكتب و نتفنن في كتابتنا
و لكنه من الصعب ان نكون اول من يطبق ما ننادي به...
تعودنا ان ننصح الغير و نقدم الحلول لمشاكل غيرنا
في حين نقف مذهولين امام مشاكلنا او ما يعترينا من هموم...
و عند اول جرح او صدمة ؛ نلقي على الاوراق البيضاء
كل ما يجتاح النفس ..حتى تصبح سوداء قاتمة..
و نظن بهذا اننا تخلصنا مما نحن فيه...
و لكننا ابدا لا يمكن ان نرتاح الا بالمواجهة...
علينا ان نتوقف عن الهروب من ذواتنا ..
و ان نجالسها حينا و نؤنبها احيانا..
و ان نكون اكثر قدرة على فهمها ...
علينا ان نضع النقاط على الحروف فلا نيأس حين الفشل
و لا نتردد حين الاقبال على امر فيه خيرنا..
علينا ان نمسك بزمام الامور و نسوس الذات المتمردة ..
لتنضبط و ترى الحياة بمنظار اجمل ...
لحظتها سينساب الحبر مرغما ليترك وراءه سطورا شاهدة على ما فعلناه بحياتنا..
ليدون خلاصة تجربة رائعة كنا نحن روادها فاثمرت
ومضات مشرقة ستكون لغيرنا سبيل الخلاص ...
حينها ستكون اوراق بيضاء ناصعة برغم ما خط فيها من كلمات...
لكل منا قدرة خارقة على اثبات ذاته ...و العبور بها الى بر الامان...
و لكن الفرق الوحيد ان منا من يستلم المشعل
و يواصل المسير دون استسلام ..دون تراجع.
و منا من يعتزل العالم و يغلق على نفسه داخل شرنقة ضيقة ...
و لو اجلنا النظر لوجدنا ان اكثر الناجحين فشلوا مرات ومرات
قبل النجاح و لكنهم لم يستكينوا و لم يرذعهم فشلهم عن الاستمرار ..
بل حاولوا و هم متشبثين بقناعة جميلة ؛ انه لا شيئ مستحيل..
و حين نريد نصل باذن الله
الفرق الوحيد هونفس تقول :
توكلنا على الله و اخرى تقول : تواكلنا على الله
لتملانا الثقة اذن و ليحذونا العزم ان نجعل مسيرتنا عطرة و ان ننثر خيرا من حولنا ...
لنصنع لانفسنا تماثيل حب في قلوب الناس بما يلمسوه فينا من صدق الاحساس ...
و لنبسط ايدينا بباقات ورد تحمل شذى الحب و الاخلاص...