أ.هياء الدكان
لم يخطر ببالي يوماً أن يكون هناك تسابقٌ محموم، ٌوجهدٌ يحاولُ أن يستأسد بنا من قبل أطرافٍ تنسبُ لنفسها التقدمَ والتطورَ والحرية!! ولغيرها التخلفَ والرجعية َ!!.. وتعقد بشأنها مؤتمرات دولية
جهودٌ كبيرةٌ, وهيمنة معاصرة, في إفسادِ المرأة وإغوائها وإخراجها خارجَ حدود الحرية الشريفة, خارج حدود الفطرة السوية.. والنقاء والحياء الجميل.. والابتسامة العذرية.. والأسرة الحميمة.. بدعوى الحقوق والتمييز والمساواة.؟!..
يا الله!! أي عقلٍ يستطيع أن يتصور ذلك؟ يتصور أن سعادة المرأة صاحبة الفضل الأول بعد الله في كل تميزٍ وتفوقٍ اجتماعيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ أو علميّ لها أو لشريكها الرجل أو لأسرتها في مجتمعاتنا الإسلامية, هو ما يطالب فيه في تلك المؤتمرات الدولية التي تتخذ الحقوق مدخلاً ومبرراً لها في العمل على تقويتها ضده _ ضد أبيها وضد أخيها وزوجها سكنها وسكنه_ ... والخروج بها بإرادتها من حيث لا تشعر لخارج أطــر الحرية الصافية إلى الحرية المشبوهة، والتجاوز المزري.
لقد سُميت الأسرة والزواج في الإسلام منذ مئات السنين "سكناً "، وكان ذلك قبل أن ينصِّب هؤلاء أقلامهم ويسنوها _لا لمصلحة تُطلب أو هدف يُنشد _ وإنما جهل أو حسد ونكايةً؛ ليخططوا ويرسموا للمرأة المسلمة طريق حياتها، وهكذا شيئاً فشيئاً جرفت تلك المخططات الآثمة جذور كيانها من بيتها ومملكتها لتلقي بها ختاماً على حـــافة الهاوية, غير آبهة بها مع إصرار حثيث على اجتثاث هويتها ومعالم شخصيتها بطرح تلك المخططات والاتفاقيات كاتفاقية ( سيداو ) , لتكون النتيجة التي يطمحون إليها الإذابة والتزهيد الرخيص من قيمتها الرفيعة التي كفلها لها إسلامها .
سؤال ؟؟؟ هل نعرف نحن وهل يعرفون هم ما معنى السكن؟؟ ...
وهل تأوي تلك المصونة بعد نهاية يوم عمل أو بعد حاجة تقضيها إلا إلى ركن شديد؟؟ ومكانٍ آمنٍ وسكنٍ تطمئن إليه؟...
أليس هو بيتك ودفء عائلتك؟؟...
كيف لي أن أفهم أن العائلة والرجل سبب لشقاء المرأة وكبت لحريتها ولعذريتها؟، تلك العذرية التي إن كانت تحت ظلال الشرع في نظرهم كبت! وفي غيره من إطلاق العنان للنفس بأن تفعل ما تشاء، وتذهب مع من تشاء وتقضي ما تشتهي أو ما يراد بها في أي مكان ومع أي كان في علاقات شرعية أو علاقات شاذة؟ وما تجره ورائها من جرائم وأمراض تفتك بالمجتمعات أضف إلى ذلك هتك الأعراض وضياع النسب..
أي دونية تنشدها المرأة وغيرها من الرجال أصحاب الغيرة النائمة أو الميتة؟ أي دونية تبتغى من تلك الحرية المزعومة وما تنص عليه أجندة تلك الاتفاقات الدولية..؟!
كيف لي أن أفهم أن ذلك تقدماً وحرية؟!... وأن التمسك بالدين والحياء والعفة والعمل بشرف تخلف ورجعية؟! ..
كيف لي أن أفهم أن ما خفت عليه وسترته وصنته عن كل ما يفسده ويعكر صفائه بات الآن مع المرأة إهانة وكبت وتخلف ورجعية ؟؟
أن تبقى بسترها وما يلفها ويصونها حتى لا تكون لكل أحد فذاك يهمس، والآخر يضحك، وذلك يضع يده، وآخر يقلب نظره! وآخر وآخر ..
فيا من تجرأتم ورسمتم في أجنداتكم خطة ًلسير حياة المرأة المسلمة كما ترونه، وحسب مشيئتكم المحدودة وما كتبتموه باسم الحقوق... وأسميتموها حقوق المرأة ... وحقوق الطفل .و و
هل عرفتم من هي المرأة المسلمة ومن هي لعائلتها ومن هم لها؟ ...
هل عرفتم أو سمعتم يوماً ما عن الحقوق في هذا الإسلام العظيم؟ عن حقوق الطفل؟
حقوق المرأة ؟حقوق الزوجة في التشريع السماوي الآلهي ... المشيئة التي لا حد لها ..
لقد رسم الله جل وعلا العليم الخبير حقوقاً شرعها لنا.. ما من أحد تمسك بها إلا هدي وكفي, وما من أحد بعُد عنها إلا ضل وعمي..قال الله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج 46، فالعمى ليس عمى البصر كما قال جل وعلا وإنما العمى عمى البصيرة.
أما ترون الأسرة المسلمة كيف هي متماسكة ومستقرة؟ فذاك والدٌ، وتلك والدةٌ وذاك جدٌ وتلك جدةٌ وذاك أخٌ وتلك أختٌ وخالٌ وخالةٌ وعمٌ وأبناءُ عمٍ وأقاربٌ بل وحتى الجيران لهم علينا حقوق، بل وحُرم في الإسلام أذيتهم يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ) رواه البخاري ومسلم.
هذا الجار فكيف بالقريب قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل/90 )
وهنا الله الحكيم أمر بثلاثة أوامر هي: العدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربـى، ونهى عن ثلاث هن: الفحشاء، والمنكر، والبغي.
هذا للأقارب، فكيف بالوالدين الذين قال الله فيهما وجعل الأمر بالإحسان إليهما بعد أمر عظيم، وهو توحيد الله عز وجل مباشرة يقول سبحانه : (وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)الإسراء23
هذا للوالدين لا يقال لأحدهما " أف " ... كلمة من حرفين، فكيف للأم التي أوصى بها الشارع في الحديث والقصص والسير، وأوجب برها وحرم عقوقها: فهذه أم ابن مسعود رضي الله عنهما سألته أن يسقيها ماءً في بعض الليالي، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح.. أي نعيم تنشده الأم في غير الإسلام والتشريع السماوي؟
وذلك الرجل اليماني الذي رآه ابن عمر رضي الله عنهما يطوف بالبيت حمل أمه وراءه على ظهره، يقول: إني لها بعيرها المدلَّل، إن أذعِرت ركابها لم أذعر، الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟! قال ابن عمر: (لا، ولا بزفرة واحدة).
ومع ذلك كله ... وعلى ما أوصانا الله به من حقوق وما أمرنا به من فضائل للآخرين فإن للنفس وحمايتها وصيانتها اهتماما كبيرا في الشرع، فحرم عليها أن تُقدم على الضار بها والمـُهلك لها قال تعالى : (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ. وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 195، وفيها النهي عن قتل النفس وإيذائها وإلقائها إلى التهلكة بأي طريقة من طرق التهلكة... أو ليست العلاقات الشاذة وغير الشرعية من المهلكات سواء أمراض مهلكة وبائية مميتة أو أمراض اجتماعية بتفكيك للأسر وروابطها وتحليل تدريجي لما بين الوالدين والزوج والزوجة وما بينهما من حقوق وآداب كالاحترام والبر والصلة، وبعد الواجبات والحدود الذي أمر بها الله رحمة بنا وهو أرحم الراحمين .. فالله جل وعلا أيضا فضله واسع فأفسح للنفس البشرية أن تبتغي من فضل الله في قوله تعالى : (وَابْتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخرة وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرض) (القصص/77) .
كما حرم العليم الخبير الخبائث ونهى الناس عنها وعن ما يدعو ويقرب لها، فالزنا حرمه وحرم ما يقرب منه كالخلطة غير الشرعية ... وتجاوز حدود الله يقول عز وجل: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) (الإسراء:32 ) وقوله تعالى: ) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً( (الفرقان).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من عواقب الزنا وما يخلفه من أمراض قاتلة : ]لم تظهر الفاحشةُ في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا[ (رواه ابن ماجة) ، ولنا في قصص من ظلم نفسه وتجاوز حدود الله وجزاؤه وما آل إليه عبرة لمن اعتبر .
يأتي بعد كل ذلك وغيره من تنظيم شرعي سماوي إلهي... من ينادي باسم الحقوق في قوانين غربية تغريبية ويسن تشريعاته البشرية ؟!! .. وبعضها وربما كثير منها يترتب عليه فساد أمة وضياع للحقوق وخنق للبراءة... يدعون إلى ما لا يقارن ولا يكاد يقترب مما نتمتع به ولله الحمد من نعم وحقوق مكفولة مصونة في ظل الشريعة الإسلامية الغراء.
إنني والله في حقيقة الأمر لا أتعجب من هؤلاء! فهم ربما جهلة لا يستشعرون بشيء لم يعيشوه.. ولكنني أتعجب من بعض بني جلدتي من بعض الكتبّة! كيف يدعون إلى المفاسد وإفساد المرأة يزعمون نبل تعجب به الضعيفة المسكينة كما يزعمون... بل تعجبي منهم كيف يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
وإن كان هناك من ظلمٍ وقع على أحد منهم في طفولته أو شبابه؟ أو شهد أو سمع عن ظلمٍ وقع على أحد من معارفه أو قريباته بسبب ضعف الدين أو الجهل أو العداء يكون سبباً لأن تظلم نفسك أيها المطالب أو الكاتب، وتكون بيدك لا بيد غيرك مفتاح لكل ما هو تغريبي وتحاول بكل ما أوتيت من نعم الله عليك, وتُقبل بخيلك ورجلك وقلمك من أجل تمرير أو تحقيق طموحات أصحاب تلك الاتفاقيات الملوثة إلى مجتمعك ا لطاهر والمنبـع الصافي..
نحن لا ننكر أبداً أن هناك ظلما وقع أو يقع ! لكنها أخطاء بشرية فردية لا تأخذ صفة العموم أو الغلبة, بل أنها وبكل يسر وموضوعية يمكن أن تعالج وأن يعاقب المتسبب في الظلم أو الإساءة على حـده بروية وبعقلانية وبحقٍ ... لكن أن تمسخ هويةً أمة كاملة أعزها الله بدينه، و أن تصدر الأحكام عليها جزافاً والتبرير بأخطاء بشرية... فهذا _صدقاً_ ما يحتاج إلى مراجعة صريحة ومتأنية لذاتنا قبل كل شيء ...
إنني أتسأل كيف يستطيع القلم أن ينثر حبره في سبيل تفكيك أسرة وتأليب المرأة على زوجها أو وليها ؟؟ هل أنتَ أو أنتِ عندما تكتبان تستشرفان المستقبل؟؟ أم تكتبان ما هو تحت قدميكما فقط؟؟
... فكر، فكري .. حدثي، حدث نفسك قبل أن تهم.. مطالباً بلسان غيرك..فكر فهذا شأنك ... أما المرأة المسلمة فستبقى بحول الله وقوته عزيزة بدينها وحياءها، ذات هوية مشرقة، فمن يستطيع أن يمنع إشراقة الشمس؟؟..
أما المكابرون ومدعو الحقوق فليس لهم مكان، وليس أمامهم سوى ظلمة وسوداوية تفكيرهم ولكل أجل كتاب! وعند الله تجتمع الخصوم ..!!
دمت أيتها المسلمة متوهجة, معطاءة، براقة, واضحةً كالشمس, نقيـــةً كالماء, عذبةً كالمطر طيبةً كالثمر, غاليةً كالجوهر ليس لكل أحد... دمت في حفظ الله ورعايته فمن حفظ الله؛ حفظه الله ..
حفظكم الله ورعاكم
لم يخطر ببالي يوماً أن يكون هناك تسابقٌ محموم، ٌوجهدٌ يحاولُ أن يستأسد بنا من قبل أطرافٍ تنسبُ لنفسها التقدمَ والتطورَ والحرية!! ولغيرها التخلفَ والرجعية َ!!.. وتعقد بشأنها مؤتمرات دولية
جهودٌ كبيرةٌ, وهيمنة معاصرة, في إفسادِ المرأة وإغوائها وإخراجها خارجَ حدود الحرية الشريفة, خارج حدود الفطرة السوية.. والنقاء والحياء الجميل.. والابتسامة العذرية.. والأسرة الحميمة.. بدعوى الحقوق والتمييز والمساواة.؟!..
يا الله!! أي عقلٍ يستطيع أن يتصور ذلك؟ يتصور أن سعادة المرأة صاحبة الفضل الأول بعد الله في كل تميزٍ وتفوقٍ اجتماعيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ أو علميّ لها أو لشريكها الرجل أو لأسرتها في مجتمعاتنا الإسلامية, هو ما يطالب فيه في تلك المؤتمرات الدولية التي تتخذ الحقوق مدخلاً ومبرراً لها في العمل على تقويتها ضده _ ضد أبيها وضد أخيها وزوجها سكنها وسكنه_ ... والخروج بها بإرادتها من حيث لا تشعر لخارج أطــر الحرية الصافية إلى الحرية المشبوهة، والتجاوز المزري.
لقد سُميت الأسرة والزواج في الإسلام منذ مئات السنين "سكناً "، وكان ذلك قبل أن ينصِّب هؤلاء أقلامهم ويسنوها _لا لمصلحة تُطلب أو هدف يُنشد _ وإنما جهل أو حسد ونكايةً؛ ليخططوا ويرسموا للمرأة المسلمة طريق حياتها، وهكذا شيئاً فشيئاً جرفت تلك المخططات الآثمة جذور كيانها من بيتها ومملكتها لتلقي بها ختاماً على حـــافة الهاوية, غير آبهة بها مع إصرار حثيث على اجتثاث هويتها ومعالم شخصيتها بطرح تلك المخططات والاتفاقيات كاتفاقية ( سيداو ) , لتكون النتيجة التي يطمحون إليها الإذابة والتزهيد الرخيص من قيمتها الرفيعة التي كفلها لها إسلامها .
سؤال ؟؟؟ هل نعرف نحن وهل يعرفون هم ما معنى السكن؟؟ ...
وهل تأوي تلك المصونة بعد نهاية يوم عمل أو بعد حاجة تقضيها إلا إلى ركن شديد؟؟ ومكانٍ آمنٍ وسكنٍ تطمئن إليه؟...
أليس هو بيتك ودفء عائلتك؟؟...
كيف لي أن أفهم أن العائلة والرجل سبب لشقاء المرأة وكبت لحريتها ولعذريتها؟، تلك العذرية التي إن كانت تحت ظلال الشرع في نظرهم كبت! وفي غيره من إطلاق العنان للنفس بأن تفعل ما تشاء، وتذهب مع من تشاء وتقضي ما تشتهي أو ما يراد بها في أي مكان ومع أي كان في علاقات شرعية أو علاقات شاذة؟ وما تجره ورائها من جرائم وأمراض تفتك بالمجتمعات أضف إلى ذلك هتك الأعراض وضياع النسب..
أي دونية تنشدها المرأة وغيرها من الرجال أصحاب الغيرة النائمة أو الميتة؟ أي دونية تبتغى من تلك الحرية المزعومة وما تنص عليه أجندة تلك الاتفاقات الدولية..؟!
كيف لي أن أفهم أن ذلك تقدماً وحرية؟!... وأن التمسك بالدين والحياء والعفة والعمل بشرف تخلف ورجعية؟! ..
كيف لي أن أفهم أن ما خفت عليه وسترته وصنته عن كل ما يفسده ويعكر صفائه بات الآن مع المرأة إهانة وكبت وتخلف ورجعية ؟؟
أن تبقى بسترها وما يلفها ويصونها حتى لا تكون لكل أحد فذاك يهمس، والآخر يضحك، وذلك يضع يده، وآخر يقلب نظره! وآخر وآخر ..
فيا من تجرأتم ورسمتم في أجنداتكم خطة ًلسير حياة المرأة المسلمة كما ترونه، وحسب مشيئتكم المحدودة وما كتبتموه باسم الحقوق... وأسميتموها حقوق المرأة ... وحقوق الطفل .و و
هل عرفتم من هي المرأة المسلمة ومن هي لعائلتها ومن هم لها؟ ...
هل عرفتم أو سمعتم يوماً ما عن الحقوق في هذا الإسلام العظيم؟ عن حقوق الطفل؟
حقوق المرأة ؟حقوق الزوجة في التشريع السماوي الآلهي ... المشيئة التي لا حد لها ..
لقد رسم الله جل وعلا العليم الخبير حقوقاً شرعها لنا.. ما من أحد تمسك بها إلا هدي وكفي, وما من أحد بعُد عنها إلا ضل وعمي..قال الله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج 46، فالعمى ليس عمى البصر كما قال جل وعلا وإنما العمى عمى البصيرة.
أما ترون الأسرة المسلمة كيف هي متماسكة ومستقرة؟ فذاك والدٌ، وتلك والدةٌ وذاك جدٌ وتلك جدةٌ وذاك أخٌ وتلك أختٌ وخالٌ وخالةٌ وعمٌ وأبناءُ عمٍ وأقاربٌ بل وحتى الجيران لهم علينا حقوق، بل وحُرم في الإسلام أذيتهم يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ) رواه البخاري ومسلم.
هذا الجار فكيف بالقريب قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل/90 )
وهنا الله الحكيم أمر بثلاثة أوامر هي: العدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربـى، ونهى عن ثلاث هن: الفحشاء، والمنكر، والبغي.
هذا للأقارب، فكيف بالوالدين الذين قال الله فيهما وجعل الأمر بالإحسان إليهما بعد أمر عظيم، وهو توحيد الله عز وجل مباشرة يقول سبحانه : (وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)الإسراء23
هذا للوالدين لا يقال لأحدهما " أف " ... كلمة من حرفين، فكيف للأم التي أوصى بها الشارع في الحديث والقصص والسير، وأوجب برها وحرم عقوقها: فهذه أم ابن مسعود رضي الله عنهما سألته أن يسقيها ماءً في بعض الليالي، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح.. أي نعيم تنشده الأم في غير الإسلام والتشريع السماوي؟
وذلك الرجل اليماني الذي رآه ابن عمر رضي الله عنهما يطوف بالبيت حمل أمه وراءه على ظهره، يقول: إني لها بعيرها المدلَّل، إن أذعِرت ركابها لم أذعر، الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟! قال ابن عمر: (لا، ولا بزفرة واحدة).
ومع ذلك كله ... وعلى ما أوصانا الله به من حقوق وما أمرنا به من فضائل للآخرين فإن للنفس وحمايتها وصيانتها اهتماما كبيرا في الشرع، فحرم عليها أن تُقدم على الضار بها والمـُهلك لها قال تعالى : (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ. وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 195، وفيها النهي عن قتل النفس وإيذائها وإلقائها إلى التهلكة بأي طريقة من طرق التهلكة... أو ليست العلاقات الشاذة وغير الشرعية من المهلكات سواء أمراض مهلكة وبائية مميتة أو أمراض اجتماعية بتفكيك للأسر وروابطها وتحليل تدريجي لما بين الوالدين والزوج والزوجة وما بينهما من حقوق وآداب كالاحترام والبر والصلة، وبعد الواجبات والحدود الذي أمر بها الله رحمة بنا وهو أرحم الراحمين .. فالله جل وعلا أيضا فضله واسع فأفسح للنفس البشرية أن تبتغي من فضل الله في قوله تعالى : (وَابْتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخرة وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرض) (القصص/77) .
كما حرم العليم الخبير الخبائث ونهى الناس عنها وعن ما يدعو ويقرب لها، فالزنا حرمه وحرم ما يقرب منه كالخلطة غير الشرعية ... وتجاوز حدود الله يقول عز وجل: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) (الإسراء:32 ) وقوله تعالى: ) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً( (الفرقان).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من عواقب الزنا وما يخلفه من أمراض قاتلة : ]لم تظهر الفاحشةُ في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا[ (رواه ابن ماجة) ، ولنا في قصص من ظلم نفسه وتجاوز حدود الله وجزاؤه وما آل إليه عبرة لمن اعتبر .
يأتي بعد كل ذلك وغيره من تنظيم شرعي سماوي إلهي... من ينادي باسم الحقوق في قوانين غربية تغريبية ويسن تشريعاته البشرية ؟!! .. وبعضها وربما كثير منها يترتب عليه فساد أمة وضياع للحقوق وخنق للبراءة... يدعون إلى ما لا يقارن ولا يكاد يقترب مما نتمتع به ولله الحمد من نعم وحقوق مكفولة مصونة في ظل الشريعة الإسلامية الغراء.
إنني والله في حقيقة الأمر لا أتعجب من هؤلاء! فهم ربما جهلة لا يستشعرون بشيء لم يعيشوه.. ولكنني أتعجب من بعض بني جلدتي من بعض الكتبّة! كيف يدعون إلى المفاسد وإفساد المرأة يزعمون نبل تعجب به الضعيفة المسكينة كما يزعمون... بل تعجبي منهم كيف يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
وإن كان هناك من ظلمٍ وقع على أحد منهم في طفولته أو شبابه؟ أو شهد أو سمع عن ظلمٍ وقع على أحد من معارفه أو قريباته بسبب ضعف الدين أو الجهل أو العداء يكون سبباً لأن تظلم نفسك أيها المطالب أو الكاتب، وتكون بيدك لا بيد غيرك مفتاح لكل ما هو تغريبي وتحاول بكل ما أوتيت من نعم الله عليك, وتُقبل بخيلك ورجلك وقلمك من أجل تمرير أو تحقيق طموحات أصحاب تلك الاتفاقيات الملوثة إلى مجتمعك ا لطاهر والمنبـع الصافي..
نحن لا ننكر أبداً أن هناك ظلما وقع أو يقع ! لكنها أخطاء بشرية فردية لا تأخذ صفة العموم أو الغلبة, بل أنها وبكل يسر وموضوعية يمكن أن تعالج وأن يعاقب المتسبب في الظلم أو الإساءة على حـده بروية وبعقلانية وبحقٍ ... لكن أن تمسخ هويةً أمة كاملة أعزها الله بدينه، و أن تصدر الأحكام عليها جزافاً والتبرير بأخطاء بشرية... فهذا _صدقاً_ ما يحتاج إلى مراجعة صريحة ومتأنية لذاتنا قبل كل شيء ...
إنني أتسأل كيف يستطيع القلم أن ينثر حبره في سبيل تفكيك أسرة وتأليب المرأة على زوجها أو وليها ؟؟ هل أنتَ أو أنتِ عندما تكتبان تستشرفان المستقبل؟؟ أم تكتبان ما هو تحت قدميكما فقط؟؟
... فكر، فكري .. حدثي، حدث نفسك قبل أن تهم.. مطالباً بلسان غيرك..فكر فهذا شأنك ... أما المرأة المسلمة فستبقى بحول الله وقوته عزيزة بدينها وحياءها، ذات هوية مشرقة، فمن يستطيع أن يمنع إشراقة الشمس؟؟..
أما المكابرون ومدعو الحقوق فليس لهم مكان، وليس أمامهم سوى ظلمة وسوداوية تفكيرهم ولكل أجل كتاب! وعند الله تجتمع الخصوم ..!!
دمت أيتها المسلمة متوهجة, معطاءة، براقة, واضحةً كالشمس, نقيـــةً كالماء, عذبةً كالمطر طيبةً كالثمر, غاليةً كالجوهر ليس لكل أحد... دمت في حفظ الله ورعايته فمن حفظ الله؛ حفظه الله ..
حفظكم الله ورعاكم