تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون مقدمات هذي قصة قريتها قبل فترة طويلة
وقبل كم يوم حصلتها في منتدى قلت خليني احطها هنا
خصوصاً إنها قصة مؤثرة جداً انصحكم إقرأوها للنهاية , اخليكم معها
هَذه أختنَآ هَنَآءْ تبداُ بقصِ حِكَآيَتُهَآ
مَعَ أختهَآ نوره صَآحِبة المرض الخَبيث , عَآفَآنَآ ربى وإيَآكُمْ
فتقول:
بدت أختي شَآحبة الوجه نحيلة الجسم لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم
تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجد رافعة يديها إلى السماء
هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي
أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عُرفت بهِ.. ومن أكثر من شيء عُرف به
لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شآهدت أفلاماً منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصله
ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور
عدت إلى فراشي
تناديني من مصلاها تَقصِدُ أختَهَآ قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة :
لا تنامي قبل أن تصلي الفجر
أوه........
بقي سآعة على صلاة الفجر
وما سمعته كان الأذآن الأول بنبرتها الحنونة
هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش
نادتني : تعالي يا هناء إلى جانبي
لا أستطيع إطلاقاً ردّ طلبها
تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟
فقآلت نوره أجلسي ..
ها قد جلست ماذا تريدين ؟
فقآلت لى بصوت عذب
{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة }.
سكتت برهة .. ثم سألتني : ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفورً رحيم .. والعمر طويل
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغته ؟
انظري هنداً أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة وفلانة .. الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له ..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ..
إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟
كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها وأهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..
ربما يا هناء الأعمار بيد الله .. وانفجرتُ بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً
أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً ..
ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟
كلا ..
ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء ..
وأنتى إلى متى ستعيشين ؟
ربما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..
لا فرق بيننا وكلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
تصبحين على خير ,,
هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذني هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً
أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنه , مكتوب عليّ البقاء هذه السنه في بيتنا ..
بعد انتظار طويل ..
وبعد الواحدة ظهراً ؟
هاتفنا أبي من المستشفى .. ؟
تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعه..
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..
ركبنا في السيارة ..
أمي بجواري تدعو لها ..
إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيّع وقتاً أبداً ..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلم بسرعه
قالت الممرضة :
إنها في غرفة العناية المركزة وسآخذكم إليها
إنها بنت طيّبة وطمأنت أمي إنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد
هذه غرفة العناية المركزة .
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة
أرى عيني أختي نوره تنظر إليّ وأمي واقفة بجوارها
بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معها كثيراً .
كيف حالك يا نورة ؟
لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي :
كنتُ جالسة على حافة السرير ولامست ساقها فأبعدتهآ عني
فقلت آسفة إذا ضايقتكِ ..
قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
عليكى يا هناء بالدعاء لي
فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخره
سفري بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم أنتبه أين أنا
استمرت عيناي في البكاء
أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نوره ..
لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ..
ساد صمت طويل في بيتنا ..
دخلت عليّه ابنة خالتي .. وابنة عمتي
أحداثٌ سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات ..
شيء واحد عرفته ......... نوره ماتت .
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..
يا الله ..
أين أنا ؟
وماذا يجري ؟
عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان ..
تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفّست عني كربتي ..
من دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة
وهي تحدّثني عن الموت والحساب ..
الله المستعان ..
هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها ..
هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة ..
بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي ..
دعوت الله أن يثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو..
أختى الكريمه لآتنسى الموتَ حينَ يأتى وأعدي لهُ العُده
أسأل الله أنْ يرحمُ موتىَ المُسلمينْ وأنْ يغفر لهم ويدخلهم جنته
وان يحسن خواتيمنا اجمعين آمينْ يَآرب العآلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون مقدمات هذي قصة قريتها قبل فترة طويلة
وقبل كم يوم حصلتها في منتدى قلت خليني احطها هنا
خصوصاً إنها قصة مؤثرة جداً انصحكم إقرأوها للنهاية , اخليكم معها
هَذه أختنَآ هَنَآءْ تبداُ بقصِ حِكَآيَتُهَآ
مَعَ أختهَآ نوره صَآحِبة المرض الخَبيث , عَآفَآنَآ ربى وإيَآكُمْ
فتقول:
بدت أختي شَآحبة الوجه نحيلة الجسم لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم
تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجد رافعة يديها إلى السماء
هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي
أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عُرفت بهِ.. ومن أكثر من شيء عُرف به
لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شآهدت أفلاماً منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصله
ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور
عدت إلى فراشي
تناديني من مصلاها تَقصِدُ أختَهَآ قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة :
لا تنامي قبل أن تصلي الفجر
أوه........
بقي سآعة على صلاة الفجر
وما سمعته كان الأذآن الأول بنبرتها الحنونة
هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش
نادتني : تعالي يا هناء إلى جانبي
لا أستطيع إطلاقاً ردّ طلبها
تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟
فقآلت نوره أجلسي ..
ها قد جلست ماذا تريدين ؟
فقآلت لى بصوت عذب
{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة }.
سكتت برهة .. ثم سألتني : ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفورً رحيم .. والعمر طويل
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغته ؟
انظري هنداً أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة وفلانة .. الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له ..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ..
إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟
كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها وأهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..
ربما يا هناء الأعمار بيد الله .. وانفجرتُ بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً
أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً ..
ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟
كلا ..
ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء ..
وأنتى إلى متى ستعيشين ؟
ربما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..
لا فرق بيننا وكلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
تصبحين على خير ,,
هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذني هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً
أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنه , مكتوب عليّ البقاء هذه السنه في بيتنا ..
بعد انتظار طويل ..
وبعد الواحدة ظهراً ؟
هاتفنا أبي من المستشفى .. ؟
تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعه..
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..
ركبنا في السيارة ..
أمي بجواري تدعو لها ..
إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيّع وقتاً أبداً ..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلم بسرعه
قالت الممرضة :
إنها في غرفة العناية المركزة وسآخذكم إليها
إنها بنت طيّبة وطمأنت أمي إنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد
هذه غرفة العناية المركزة .
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة
أرى عيني أختي نوره تنظر إليّ وأمي واقفة بجوارها
بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معها كثيراً .
كيف حالك يا نورة ؟
لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي :
كنتُ جالسة على حافة السرير ولامست ساقها فأبعدتهآ عني
فقلت آسفة إذا ضايقتكِ ..
قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
عليكى يا هناء بالدعاء لي
فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخره
سفري بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم أنتبه أين أنا
استمرت عيناي في البكاء
أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نوره ..
لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ..
ساد صمت طويل في بيتنا ..
دخلت عليّه ابنة خالتي .. وابنة عمتي
أحداثٌ سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات ..
شيء واحد عرفته ......... نوره ماتت .
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..
يا الله ..
أين أنا ؟
وماذا يجري ؟
عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان ..
تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفّست عني كربتي ..
من دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة
وهي تحدّثني عن الموت والحساب ..
الله المستعان ..
هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها ..
هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة ..
بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي ..
دعوت الله أن يثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو..
أختى الكريمه لآتنسى الموتَ حينَ يأتى وأعدي لهُ العُده
أسأل الله أنْ يرحمُ موتىَ المُسلمينْ وأنْ يغفر لهم ويدخلهم جنته
وان يحسن خواتيمنا اجمعين آمينْ يَآرب العآلمين