بحث قدمه الدكتور عطية فتحي البقري في المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن و السنة باسم:
* وجه الإعجاز العلمي في الحديث الشريف عليكم بقيام الليل *
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من سار على نهجه إلى يوم الدين. فسبحان من أيقظ المتهجدين و الناس نيام، و جعل خلواتهم معه أُنسهم و ميدانهم، و ذكره نزهتهم و و بستانهم، و تلاوة القرآن نعيمهم، فهيا يا أخي أغلق باب الراحة، و افتح باب الجهد، أغلق باب النوم و افتح باب السهر.
و خل الهوينا للضعيف و لا تكن نؤوماً فإن الحزم ليس بنائم
نظرت فوجدت أناساً قد تقدم بهم السن و هم أصحاء، يمشون إلى المساجد يمارسون عباداتهم و حياتهم بصورة إلى حد ما طبيعية، فسألت عن شبابهم فإذا بي أجدهم كانوا في الطاعة مجتهدين و على قيام الليل من المحافظين، فقلت الحمد لله، هؤلاء حفظوا الله في شبابهم، فحفظهم الله في كهولتهم.
و صدق من قال: هذه جوارح حفظناها في الصغر، فحفظها الله لنا في الكبر.
و صدق فيهم قول النبي الكريم صلى الله عليه و سلم: "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، و قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم و تكفير للسيئات ، ومطردة للداء عن الجسد"الراوي: بلال و أبو أمامة و أبو الدرداء و سلمان و جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4079
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و إذ بي أتمثل رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يمدح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال صلى الله عليه و سلم: "نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي بالليل"الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3738 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
و من هنا كان اختياري لعنوان البحث، و ما هذا الجهد الضعيف مني إلا محاولة لإلقاء الضوء عليه من الناحية الشرعية، ثم من الناحية العلمية، ثم محاولة ذكر وجه الإعجاز في الحديث الشريف.
فما كان صواباً فمن الله، و ما كان من خطأ فمن نفسي و من الشيطان، و أستغفر الله على ذلك و أدعو الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء : 88 ، 89]، و أن ينفع الله به المسلمين في كل مكان، و أن يبارك في كل من سبقوني في البحث و الذين يسروا لي طريق البحث، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خطة البحث
اشتمل البحث على عدة فصول:
الفصل الأول: و قد خصصته لنص الحديث و شرحه و تفسيره و أقوال العلماء فيه.
الفصل الثاني: و قد تناولت فيه الطرح العلمي و قسمته إلى ثلاث مباحث:
المبحث الأول/ عن النوم و أنواعه.
المبحث الثاني/ عن فسيولوجية النوم.
المبحث الثالث/ عن اضطرابات النوم.
الفصل الثالث:و قد اشتمل على الوضوء و الطهارة و السواك.
الفصل الرابع:عن فوائد الصلاة بصفة عامة، و قسمته إلى:
المبحث الأول/ الصلاة و الانزلاق الغضروفي.
المبحث الثاني/ و قسمته إلى ثلاث أجزاء:
الجزء الأول: الصلاة و حمايتها للرئة.
الجزء الثاني: الصلاة و كفاءة القلب.
الجزء الثالث: القيام كالصلاة و أثرها في علاج الأمراض النفسية و العصبية.
الفصل الخامس:فوائد السجود.
المبحث الأول/ السجود يمنع الإغماء.
المبحث الثاني/ السجود و التخفيف من مضاعفات مرض السكر.
المبحث الثالث/ السجود و فائدته للكبد.
الفصل السادس:القيام، و قد اشتمل على ثلاث مباحث:
المبحث الأول/ القيام و تقوية جهاز الناعة.
المبحث الثاني/ فائدة صلاة التهجد.
المبحث الثالث/ و في القرآن شفاء.
الفصل السابع:الليل و علاقته بالساعة البيولوجية و فائدة الاستيقاظ للذكر و الدعاء.
الفصل الثامن:و قد خصصته لوجه الاعجاز العلمي في الحديث.
الخاتمة و التوصيات.