غضب البحر :
في الأول من نيسان من العام 1964 ضربت هزة أرضية قاع المحيط الهادئ ، نتج عنها موجة عملاقة قطعت 2250 ميل ووصلت إلى هاواي بمدة 4 ساعات و 34 دقيقة أي بمعدل سرعة بلغت 490 ميل بالساعة وعندما ضربت هذه الموجة بلدة هيلو ( ) كان ارتفاعها 45 قدم فقتلت 173 شخص وجرحت المئات وتسببت بأضرار مادية بلغت حوالي 50 مليون جنيه إسترليني .
تعرف هذه الموجة العملاقة باسم ( تزونامي ) وهي تنتج عن حركة قاع البحر أثناء هزة أرضية وهذه الموجة رهيبة للغاية ، فهي تسير بصمت عبر المحيط لتضرب فجأة أقرب شاطئ تصادفه وكانت تسود في قدم الزمان في اليابان مقولة تفيد بضرورة توقع موجة ( تزونامي) كلما حدثت هزة أرضية وهذه نصيحة مهمة تدل على تاريخ طويل لليابان مع هذه الموجة .
إن تسمية ( تزونامي ) يابانية الأصل ، تبدأ هذه الموجة بالانتشار من نقطة حدوث الهزة لتولد إنحناءات موجبة صغيرة لكنها طويلة جدا وتسير في الأعماق بجيث لا يمكن للسفن ملاحظتها ولا تعادل القوة الموجودة فيها جزء منه من قوة الهزة ، لكن هذا الجزء يعادل قوة سلاح ذري يحمل عدة ميجا أطنان من الطاقة بداخله .
عندما تقترب ( التزونامي ) من الشاطئ وتصل إلى المياه السطحية تصبح قوتها أكثر تركيز ويزداد ارتفاعها ويسبق هذه الموجة عادة انخفاض شديد في مستوى المياه يشبه الجزر .
إن تأثير التزونامي غالبا ما يكون رهيبا ومخيفا فقد ذكر أحد من شاهدوا التزونامي ، التي حدثت في العام 1946 في هاواي ، بأن منزلا قد اقتلع من أساساته وحمل مسافة طويلة في الهواء ليهبط كما هو دون أن يصاب بأي أذي إلى درج أن كل شئ بداخله بقي مرتبا كما كان .
بعد كارثة عام 1946 ، صمم نظام إنذار مسبق في المحيط الهادئ حيث غالبا ما تحدث هزات قاع البحر مهمته إعلام محطات المد والجزر بقدوم موجة تزونامي .