الحمدلله حمدآ طيبا كثيرا مباركآً فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم
سلطانك ،،، واصلي واسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم ،، محمد بن
عبدالله الرسول الأمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ،،
تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ،،
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم
فقلت : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في
أعراضهم ) رواه احمد في المسند ،،
يالله يالله يالله ،،، أظفاااار من نُحاس ،،،
أخواتي في الله :
كم نسمع في مجالسنا من النهش في أعراض المسلمين ،، وقد أصبح الأمر عاديا
جدا ،، وكأن المجلس الخالي من ذكر مساوئ الناس وأخطائهم لا طعم له ،، فلا
تحلوا المجالس إلا بذكر فلان وعلان وانتقاد هذا وذاك ،، أصبحت الغيبة فاكهة
نتفكَه بها في مجالسنا ولقاءاتنا ،، متناسين عِظم حُرمة عِرض المسلم ،،،
عمّت البلوى وراجت في أصقاع عالمنا الاسلامي ،،، وظهر النهش في لحوم
البشر كغذاء أساسيّ لذوي النفوس الدنيئة ،، بحجج وآهنة لايقبلها الشرع وجاءت
خلاف نص الشارع الحكيم ،،،
" شعارنــاااا "
نحو مجالس طاهرة من كل جيفة ونتن خبيث ،،، لنُوقًِفُِ نزف حسناتنا فقد أُصبنا
بالافلاس من جرّاء اللسان ،، آن لنا التوّقف ليكلا نُخدش باأظفار النُحاس ،،،
لنُمْسِك ألسنتنا عن مزالق الهلكة حتى لا نقع في أعراض المسلمين على حين غفلة
منَا ,, وبعدها نُخدش با أظفار النحاس ،،،
لنًٍِصوًُِم عن لحوم البشريّة المسلمة ،، لكيلا نُخدش باأظفار النحاس ،،،
آن الاوآن لإيقااااف هدر وحلق الحسنات ،،، آن آوآن التوبة من هذه الجريمة
المنكرة ،،، آن الاوآن للترّفع عن كل خبيث ونتن وإثبات القوّة في حفظ اللسان
،،،لننفر سويّا خفافا وثقالآ فالأمر وربِ الكعبة جد خطير ولم يسلم منه مؤمن إلا
من رحم الله تعالى وقليل ماهم ،،، لنُحِكم الأغلاق على صندوق الحسنات لأنه
سيكون مفلسين يوم تصفية الحساب ،، ياقومِ أجيبوا داعي الله فالمغتابون تحت
رحمة الله إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم إذا لم يتوبوا ،،،
ياقومِ والله لو كانت الغيبة بالذنب اليسير لما جاء القران مصرّحاً بحرمتها وتبعتها
السنّة المطهرّة في مواضع عدة ،،
آما تفكرنا ذات يوم لماذا كررها النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن حُرمتها في
مواقف عدّة ،،، إذن الأمر يدعوا للقلق والخوف ،،،
قد تتسائلون لما أستنفركم هذا النفير ؟؟
لما كل هذه الضجّة والتشديد ؟؟؟
لما هذه التهويل ؟؟؟
سيأتيكم الرد كالريح المرسلة ليس منّي بل الله العليّ الحكيم ورسوله الصادق
الأمين ،،،
قال تعالى : ( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) [الحجرات:12].
بيَّنها رسول الله بقوله: { أتدرون ما الغيبة؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم ،
قال: { هي ذكرك أخاك بما يكره } ، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته }
[رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي] ،،
وروى أنس قال عليه الصلاة والسلام : { بلحم أخيكما ، والذي نفسي بيده إني
لأرى لحمه بين أنيابكما } ، قالا: استغفر لنا يا رسول الله، قال: { هو بل
يستغفر لكما } ،، والحديث طويل وكني اختصر على الشاهد ،،
قال رسول الله : {إن أربى الربا استطالة المسلم عرض أخيه المسلم ،،،
عن جابر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح
منتنة فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : تدرون ماهذه الريح ؟ هذه ريح الذين
يغتابون المؤمنين) أخرجه أحمد ،،،
وهذا النداء من خير الخلق صلى الله عليه وسلم والذي لاينطق عن الهوى :
( لاتغتابوا المسلمين ) ،،، وتركت من الأحاااااديث الشيء الكثير ،،،
أقرأتم ،، أرايتم ،، أسمعتم ،،، ألا هلّ بلّغت اللهم فاشهد ،،،
والله هذه النصوص الصريحة التي تحمل من الوعيد ماتقشعرّ منه جلود الذين
ءامنوا حقا أغظم نذير وواعظ وداعيآً لترك هذه العادة والقبيحة والذنب الخبيث ،،
انتظروووآآآ قليلا ،، ترّيثوا لاتفيقوا من الصدمة ،، ساأنثر لكم الان قاصمة الظهر
التي ستردينا في قعر الحسرآآت وسنعّض أنامل الندم اسفاً وحزناً على أيام مضت
وهذه الكبيرة في أعناقنا ،،،
قال الإمام القرطبي : الإجماع على أنها من الكبائر وأنّه يجب التوبة منها إلى
الله ،،،
أجمع العلماء ،،،
يااااا إلهي ،،،
أي ذنب يُجمع العلماء بلا اختلاف باأنّه كبيرة من كبائر الذنوب ،،، بينما هناك
مسائل أكبر واعظم كان الاختلاف هو الأساس ،،،
همسة :
الان علمنا حكمها واي نوع من الذنوب تجرّأنا على الله تعالى واقترفناه ،، بقي أن
نعرف ماهي الكبيرة وكيف تغتفر ؟؟؟
لو إطلّعتِ على مذهب أهل السنّة والجماعة في حكم مرتكب الكبيرة لطار عقلكِ
وارتعدت فرائصكِ ،،
وكيف أن باب الكبائر انقسم فيه الناس على أقسام عدّة وهو باب في العقيدة
وآآآآآآسع ،،،
الكبيرة : أنها كل ذنب تُوعِّد عليه بالحدِّ في الدنيا والغضب أو اللعنة أو النار ،،
أو البراءة من صاحبه ،، أو نفي الإيمان عنه ،، كما اختاره المحققون ،،
وأسفاه ندعّي الالتزام والاستقامة والدعوة ونحن عاكفون على كبيرة من الكبائر ،،
نقوم الليل ونصوم النهار وتلك التي سُئل النبي عنها وهي صوّامة قوّامة ولكنها
تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار ،،،
وغالبيتنا كفعل هذه المرأة ،،،
وأسفاه الصلاة الى الصلاة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهنّ
ماجُتنبت الكبائر ،،،
إذن لنُعلنها توبة عن هذه الكبيرة ،، ونتعاهد ألسنتنا بالحفظ والصيانة ،، ونلزم
السنتنا الصمت إلا من خير ،،
الغيبة بضاعة كاسدة وسلعة رخيصة لا يسعى لها ولا يحافظ عليها إلا ضعاف
الإيمان ،، وهي في الوقت نفسه تجارة خاسرة للمغتاب حيث إنه يخسر كثيراً من
حسناته ،، ويكسب كثيراً من الذنوب والسيئات ،،
يكفي ياأخواتي ضيّعنا أوقاتنا وايامنا في الجلسات والضحكات التي لاترضي الله ،،
يكفي والله التجمّعات العائلية في لهو وغفلة ،، والعلماء من حولنا تتلقفهم المنايا ،،
ونحن في جهلنا ،، كوني قويّة في الذب عن عرض المسلم ،، لاترضي أن ينتقص
عندكِ مسلمة وتبقين صامتة ،، اهجري هذه المجآلس وانتفضي منها انتفاضة
الصابرة الثابتة الشامخة ،،، جاهدي وجاهدي وجاهدي في ذات الله ،،،
مرغيّ وجهكِ يوما في جنب الله تعالى ولأجله ،،،
مهما ستكون ردّات أفعال من ستهجري مجالسهم ،، ابقي ثابتة قويّة في الله ،،،
وكوني ممن لايلومها في الحق لومة لآئم ،،
سنواجه صعوبات وستنتابنا الضيقة ونشعر بالغربة ،،،
ولكن عندما يطرق اسماعنا (طوبى للغرباء) ،،،
(القابض على دينه كالقابض على الجمر) ،،،
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ،،،
ينتابنا السلوان والفرح ،، ونعلم أن كل شيء في مرضاة الله يهووون ،،،
فلنعقد النيّة أن نترك الغيبة ،،، قبل أن تتلفظي بالكلمة تفكري قليلآ هل ستهوي
بي في النار لأني مألقيت لها [b]بالآ ،، أم ستقربني الى الجنة ،،،
