مملكة عربايا
"الحضر"
مملكة عربية قديمة نشأت في شمالي العراق مابين نهري دجلة والفرات وذلك خلال الفترة الممتدة من العام50ق.م وحتى العام 241م.ويعود الفضل في إنشاء هذه المملكة إلى قبائل عربية بدأت بالدخول إلى شمالي العراق بعد سقوط نينوي عاصمة الآشوريين عام 612ق.م بقرون عديدة مستفيدة من الظروف الطبيعية المناسبة للاستقرار ومزاولة الرعي فظهرت هترا إلى الوجود كمركز لتجمع هذه القبائل , وعاصمة دينية أقيم فيها معبد لعبادة الشمس "شمش أو شمشا" معبودهم الرئيس.وبناء على المعلومات المتوفرة عن مملكة عربايا عند المؤرخين الإغريق والرومان والعرب وعلى نتائج الحفريات الأثرية يمكن تقسيم تاريخ عربايا إلى ثلاثة أدوار:
1-دور النشوء والتكوين :بدايته غير معروفه واستمرت حتى منتصف القرن الأول للميلاد تحولت خلاله مدينة هترا إلى حصن منيع نتيجة وقوعها على المنطقة الحدودية الفاصلة بين الفرثيين والرومان.وكانت السلطة في هذا الدور موزعة بين الزعماء والمتنفذين في المجالات المختلفة مثل ربا أي الكبير والعظيم,ورب بيتا أي المسؤول الكبير عن سلامة المعبد الكبير,والأفكل أي كبير الكهنة وسادة القوافل التجارية والقادة العسكريين وبناء على ذلك يمكن القول أن إدارة تتم بشكل ديمقراطي بحيث لا يطغى فريق على فريق.وكان المعبد الكبير المخصص لإله الشمس مركزا لاجتماعات المسؤولين في المملكة.
2-دور السادة:ودام هذا الدور من منتصف القرن الأول الميلادي وإلى مابعد منتصف القرن الثاني الميلادي بقليل وتولى زعامة عربايا فيه رجال حملوا لقب مريا أي السيد ومن هنا سمي هذا الدور بدور السادة ويبدو أن هؤلاء كانوا ينتسبون إلى أسرة واحدة ومن أشهرهم نشريهب ونصرو ومعنو ولجش الذي أطلق على نفسه لقب ملك العرب أي ملك عرب شمالي العراق,حققت عربايا خلال هذا الدور درجة كبيرة من الاستقلال الذاتي والغنى والقوة التي يشهد عليها تشيد وتوسيع العديد من الأبنية العامة
والتي يأتي في مقدمتها المعبد الكبيروالذي أصبح من أوسع الأبنية وأجملها في الشرق الأدنى القديم.ومن أبرز أحداث هذا الدور معاهدة السلام التي عقدت بين الرومان والفرثيين65م ودامت حوالي نصف قرن نعمت عربايا خلالها بنمو وازدهار كبيرين وعندما استلم عرش الرومان الإمبراطور تراجان (98-117م)اشتعلت الحرب من جديد بين الفرثثين والرومان وأصبحت هترا قاعدة عسكرية تم تحصينها وإحاطتها بأسوار منيعة لتكون موقعا متقدما لدفاع عن العاصمة طيسفون,وعندما حاصرها الإمبراطور تراجان أظهر أبناءها شجاعة كبيرة في الدفاع عنها وكان حاكمها آنذاك نصروا لكن الإمبراطور الروماني استطاع الاستيلاء عليها ومن ثم سار إلى طيسفون التي احتلها هي الأخرى غير أنه توفي بعد ذلك بفترة قصيرة مما أتاح الفرصة للفرثيين للنهوض من جديد وبدأت فترة من السلم والاستقرار توجد أثارها في هترا ممثلة في العديد من الأبنية والمعابد.
3-دور الملوك:دام من منتصف القرن الثاني الميلادي إلى العام240/241م وهو العام الذي
سقطت فيه عربايا بشكل نهائي على يد الساسانيين ,ويتميز هذا الدور بأن حكامه حملوا لقب
ملك ومن أشهرهم سنطروق الأول بن نصرو .ومن أهم الأعمال التي تنسب إليه سك أول
عملة عرفتها ملكة عربايا واضعا النسر رمز إله الشمس مع عبارة هترا مدينة الشمس على
أحد الوجهين وأن دل ذلك على شيء دل على تطور اقتصادي كبير عاشته عربايا في عهده
واستدعى ضرب عملة خاصة به. وأما عهد سنطروق الثاني فلقد امتدت عربايا في عهده إلى
الخابور ومابعد الفرات في الغرب والذي دفعه إلى أن يلقب نفسه "بالمظفر ملك بلاد العرب
",وأصبحت عربايا تتمتع باستقلال كامل في علاقاتها واتصالاتها لدرجة أنها صدت محاولتين
رومانيتين للاستيلاء عليها .
وعندما اعتلى العرش المدعو عبد سميا تحالفت عربايا مع الرومان ضد الملك الفارسي أردشير لكن الملك الفارسي شابور الأول قام بمحاصرة هترا لمدة عام اضطرت في نهاية الأمر للاستسلام 241م لينتهي بذلك تاريخها ولتصبح جزء من الإمبراطورية الفارسية .ولم يبقى من تاريخ هذه المملكة العربية في العصور القديمة سوا بعض الآثار والأخبار المتناثرة هنا وهناك.
حضارة عربايا:
الديانة:عبد سكان عربايا قوى الطبيعة المختلفة وأولها الشمس التي كانت عندهم إلها مذكرا سموه شمش أو شمشا وبنوا معبدا كبيرا له في هترا ,ويظهر التأثير الرافدي القديم(البابلي –الآشوري )في ديانة سكان عربايا في جعل إله الشمس مذكرا,ومن الإلهة السومرية القديمة والتي عبدها سكان هترا نرجال إله الطاعون والعالم السفلي لكن بصيغة نرجول.
تتميز منحوتات ومباني هترا بالتنوع ووجود تأثيرات عديدة فيها سواء كانت قديمة(بابلية –آشورية),أو معاصرة لها (فارسية وإغريقية ورومانية).
وجدت كتابة على أحد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له. حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس سنة 199م بعد أن احتل كلاً من بابل وسلوقية وتيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً, واستخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة وقتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطر على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس سنة 241م ودمرت تدميراً شديداً ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهاية مملكة عربايا.
عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، وكانت مدينة الحضر التي أسست في القرن الثاني قبل الميلاد في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل.
"الحضر"
مملكة عربية قديمة نشأت في شمالي العراق مابين نهري دجلة والفرات وذلك خلال الفترة الممتدة من العام50ق.م وحتى العام 241م.ويعود الفضل في إنشاء هذه المملكة إلى قبائل عربية بدأت بالدخول إلى شمالي العراق بعد سقوط نينوي عاصمة الآشوريين عام 612ق.م بقرون عديدة مستفيدة من الظروف الطبيعية المناسبة للاستقرار ومزاولة الرعي فظهرت هترا إلى الوجود كمركز لتجمع هذه القبائل , وعاصمة دينية أقيم فيها معبد لعبادة الشمس "شمش أو شمشا" معبودهم الرئيس.وبناء على المعلومات المتوفرة عن مملكة عربايا عند المؤرخين الإغريق والرومان والعرب وعلى نتائج الحفريات الأثرية يمكن تقسيم تاريخ عربايا إلى ثلاثة أدوار:
1-دور النشوء والتكوين :بدايته غير معروفه واستمرت حتى منتصف القرن الأول للميلاد تحولت خلاله مدينة هترا إلى حصن منيع نتيجة وقوعها على المنطقة الحدودية الفاصلة بين الفرثيين والرومان.وكانت السلطة في هذا الدور موزعة بين الزعماء والمتنفذين في المجالات المختلفة مثل ربا أي الكبير والعظيم,ورب بيتا أي المسؤول الكبير عن سلامة المعبد الكبير,والأفكل أي كبير الكهنة وسادة القوافل التجارية والقادة العسكريين وبناء على ذلك يمكن القول أن إدارة تتم بشكل ديمقراطي بحيث لا يطغى فريق على فريق.وكان المعبد الكبير المخصص لإله الشمس مركزا لاجتماعات المسؤولين في المملكة.
2-دور السادة:ودام هذا الدور من منتصف القرن الأول الميلادي وإلى مابعد منتصف القرن الثاني الميلادي بقليل وتولى زعامة عربايا فيه رجال حملوا لقب مريا أي السيد ومن هنا سمي هذا الدور بدور السادة ويبدو أن هؤلاء كانوا ينتسبون إلى أسرة واحدة ومن أشهرهم نشريهب ونصرو ومعنو ولجش الذي أطلق على نفسه لقب ملك العرب أي ملك عرب شمالي العراق,حققت عربايا خلال هذا الدور درجة كبيرة من الاستقلال الذاتي والغنى والقوة التي يشهد عليها تشيد وتوسيع العديد من الأبنية العامة
والتي يأتي في مقدمتها المعبد الكبيروالذي أصبح من أوسع الأبنية وأجملها في الشرق الأدنى القديم.ومن أبرز أحداث هذا الدور معاهدة السلام التي عقدت بين الرومان والفرثيين65م ودامت حوالي نصف قرن نعمت عربايا خلالها بنمو وازدهار كبيرين وعندما استلم عرش الرومان الإمبراطور تراجان (98-117م)اشتعلت الحرب من جديد بين الفرثثين والرومان وأصبحت هترا قاعدة عسكرية تم تحصينها وإحاطتها بأسوار منيعة لتكون موقعا متقدما لدفاع عن العاصمة طيسفون,وعندما حاصرها الإمبراطور تراجان أظهر أبناءها شجاعة كبيرة في الدفاع عنها وكان حاكمها آنذاك نصروا لكن الإمبراطور الروماني استطاع الاستيلاء عليها ومن ثم سار إلى طيسفون التي احتلها هي الأخرى غير أنه توفي بعد ذلك بفترة قصيرة مما أتاح الفرصة للفرثيين للنهوض من جديد وبدأت فترة من السلم والاستقرار توجد أثارها في هترا ممثلة في العديد من الأبنية والمعابد.
3-دور الملوك:دام من منتصف القرن الثاني الميلادي إلى العام240/241م وهو العام الذي
سقطت فيه عربايا بشكل نهائي على يد الساسانيين ,ويتميز هذا الدور بأن حكامه حملوا لقب
ملك ومن أشهرهم سنطروق الأول بن نصرو .ومن أهم الأعمال التي تنسب إليه سك أول
عملة عرفتها ملكة عربايا واضعا النسر رمز إله الشمس مع عبارة هترا مدينة الشمس على
أحد الوجهين وأن دل ذلك على شيء دل على تطور اقتصادي كبير عاشته عربايا في عهده
واستدعى ضرب عملة خاصة به. وأما عهد سنطروق الثاني فلقد امتدت عربايا في عهده إلى
الخابور ومابعد الفرات في الغرب والذي دفعه إلى أن يلقب نفسه "بالمظفر ملك بلاد العرب
",وأصبحت عربايا تتمتع باستقلال كامل في علاقاتها واتصالاتها لدرجة أنها صدت محاولتين
رومانيتين للاستيلاء عليها .
وعندما اعتلى العرش المدعو عبد سميا تحالفت عربايا مع الرومان ضد الملك الفارسي أردشير لكن الملك الفارسي شابور الأول قام بمحاصرة هترا لمدة عام اضطرت في نهاية الأمر للاستسلام 241م لينتهي بذلك تاريخها ولتصبح جزء من الإمبراطورية الفارسية .ولم يبقى من تاريخ هذه المملكة العربية في العصور القديمة سوا بعض الآثار والأخبار المتناثرة هنا وهناك.
حضارة عربايا:
الديانة:عبد سكان عربايا قوى الطبيعة المختلفة وأولها الشمس التي كانت عندهم إلها مذكرا سموه شمش أو شمشا وبنوا معبدا كبيرا له في هترا ,ويظهر التأثير الرافدي القديم(البابلي –الآشوري )في ديانة سكان عربايا في جعل إله الشمس مذكرا,ومن الإلهة السومرية القديمة والتي عبدها سكان هترا نرجال إله الطاعون والعالم السفلي لكن بصيغة نرجول.
تتميز منحوتات ومباني هترا بالتنوع ووجود تأثيرات عديدة فيها سواء كانت قديمة(بابلية –آشورية),أو معاصرة لها (فارسية وإغريقية ورومانية).
وجدت كتابة على أحد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له. حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس سنة 199م بعد أن احتل كلاً من بابل وسلوقية وتيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً, واستخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة وقتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطر على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس سنة 241م ودمرت تدميراً شديداً ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهاية مملكة عربايا.
عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، وكانت مدينة الحضر التي أسست في القرن الثاني قبل الميلاد في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل.