منقول للإفادة
كيف حالكم أيها الأحبة الكرام ها نحن نعود لكم بموضوع جديد
لكل من يريد نجديد قلبه وتصحيح نفسه فنحن على مقربة من موسم التجارة فيه رابحة
وفي شهرٍ حري بنا أن نستغله للاستعداد لذلك الشهر الكريم فهيا معنا لنعالج أنفسنا قبل حلول الشهر الفضيل ~
تعال أخي و أختي لنقف وقفة العمر مع أنفسنا ونواجه أهم صفاتها ونطهرها منها:
1-الخداع
قال تعالى:{ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( 8 ) يخادعون الله والذين
آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 9 ) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم
بما كانوا يكذبون} سورة البقرة
أخوتي إنك تستطيع أن تخدع,والديك صاحبك في العمل تخدع امرأتك و زملائك تخدع الدنيا كلها إلا الله !
إن الذي يظن أنه يخدع الله فإنه مسكين لا يدري أنه هو المخدوع !
وعلاج النفس المخادعه هو بالمواجهة:
واجه نفسك بآفاتها ومعاصيها واعترف بحقيقتك المرّه ثم عالج الحقيقة و أصلح نفسك
المخادعة أن تعيش الحقيقة لا الوهم والصدق مع النفس إلا الخداع
الجبروت:
( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون
بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في
أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز
الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله
عليم بذات الصدور ) آل عمران : [154]
تأمل هذا الجبروت " لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ " والسبب في هذا الجبروت الاهتمام بالنفس والحرص
عليها فلم يكن الاخلاص والصدق ولا القبول ولا الجنة ولا الرضا إنما "أهمتهم أنفسهم "
و الحقيقة أن كل ماتهتم به لنفسك لن ينفعك إذا نزلت إلى القبر وقد جردناك من ملابسك وفرغنا
جيوبك و أغلقنا عليك في قبرك وحدك معك فقط جليسك الذي هو عملك فإن كان خيراً فصالح وإن
كانت الآخرى فيا خسارة نفسك في الدنيا والآخرة
:{ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ
هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الزمر 15
3-الغرور
"لقد استكبروا في انفسهم وعتوا عتوّاً كبيرا " الفرقان 21
فتجد أحدهم يقول أن لا أعصي الله ! وهذا هو والله عين الغرور وتأمل خطورة معاصي القلب مقارنة
بمعاصي الجوارح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجن وإن زنا وإن سرق " متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة
من كان في قلبه مثقال ذر من كبر"أخرجه مسلم
4- الشح
"وأحضرت الأنفس الشح " سورة النساء 128
والشح :هو شدة البخل.
نفسك شحيحه لابد أن تعلم هذا إنك تستخلص منها العمل الصالح
بإخلاص بعد مفاصلة ومجادلة ولوم !
تجدك تشح بساعة تجلسها في المسجد بين الفجر وطلوع الشمس
رغم إعطاء العمل ثماني ساعات كاملة بخلاف المواصلات !
وتزكية هذه النفس من الشح تكون بإيثار اللهو إدمان البذل لله سبحانه.
قال تعالى"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " التوبة 103
ولذلك قال كعب بن مالك "توبتي أن أُخْرِج من مالي"
5-التحسر على الدنيا
{ يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا
عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير
( 156) } آل عمران
تجد الذي ينوي عمرة فينفق لأجلها سبعة آلاف جنيه مثلا تجد نفسه أو زوجه
تحسره على هذا المال تقول له أليس كان عيالك أولى ؟ أليس كان بيتك أولى ؟
سبحان الله عيالي أولى من من ؟! من الله !
هل تذكرون الثلاثة اللذين آواهم المبيت إلى الغار..تأملوا قول أولهم اللهم إنه كان لي والدان
شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي
فسقيتهما قبل بني وأنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت
كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي
الصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت
تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا
منها السماء .."متفق عليه
إننا لا نريد منك أن تضيع أولادك إن لهم عليك حقا لكن
اذا تعارضت رغبتهم مع حق الله فلا تقدم على الله أحداً
ودواء هذه الصفة ألا تسمع لنفسك ولا للناس
(فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا"34"واذكر اسم ربك بكرة واصيلا "35" ) الانسان
1- النسيان
قال تعالى"ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم " الحشر 19
نعم إن كثيرا منا ينسون انفسهم .إنك عن نسيت فإن لك ربا لاينسى"لايضل ربي ولا ينسى "طه 52
تب إلى الله من نسيان ذنوبك فإنه بحد ذاته من أكبر ذنوبك"ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض
عنها ونسي ماقدمت يداه " الكهف 57
2-التنصل
إن النفس هي سبب ما أنت فيه ثم هي تتخلى عنك وتتبرأ منك "وما أصابك من سيئة فمن نفسك"النساء 79
افطن لهذه الخصلة جيدا لتتخطى هذه المشكلة:
بالصدق والإخلاص والاعتراف وعدم اللف والدوران والتبرير.!
3-السفه
النفس سفيهة ترغب في صغائر الامور وترغب عن المعالي والعظائم والعزائم" وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِّلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَـهُ فِى الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِى الاَْخِرَةِ لَمِنَ الصَّـلِحِينَ(130) البقرة
ودواء هذه المشكلة أن تفطن لنهاية نفسك أنها ستسكن في التراب فلا تتركها لسفهها و لتأخذ
على يدها وتقومها "قد أفلح من زكاها "9"وقد خاب من دساها "10" الشمس
4-الخيانة
قال تعالى"علم الله أنكم كنتم تختانون انفسكم "البقرة 187
تجد نفسه تقول له : اطلب العلم فيسارع في ذلك لا لوجه الله
وانما ليماري به ويجادل به ويرائي به.
واقوى ما تداوي به هذه الخصلة مواجهتها بهذه الآية"يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا
أماناتكم و أنتم تعلمون "الأنفال 27
قال الله تعالى"يا ابن آدم قم إلي امشي إليك امش إلي أهرول إليك"
اخرجه الامام أحمد وصححه الالباني
عليك بالصدق والإصرار وعلى الله التمام
لابد أن يرى الله منك هذان ضاقت علي نفسك كرهت نفسك ومعاصيك كرهت
ذنوبها وكسلها كرهت سفولها وتطلب منها الخروج من هذا الاحساس
"وضاقت عليهم أنفسهم"هو الذي سيكتب لك الله به المخرج"ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إنه هو التواب الرحيم "التوبه
هيا اعقد هذه الصفقة والله اشترى
قال تعالى:"ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة " التوبه(111)
هل رأيت هذا من قبل ؟النفس تثبت على التضحية وبيع النفس والمال لله ؟!
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه
له أضعافاً كثير) "البقرة :245"قال أبو الدحداح الأنصاري وإن الله ليريد منا القرض؟ قال نعم يا أبا
الدحداح.. قال: ارني يدك يا رسول الله.. قال: فناوله يده.. قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي قال:
وحائط له فيه ستمائة نخله و أم الدحداح في هوعيالها قال :: فجاء أبو الدحداح فنادى :: يا أم
الدحداح قالت:لبيك قال اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي عز وجل فلما سمعته يقول ذلك عمدت
إلى صبيانها تخرج مافي افواههم وتنفض ما في أكمامهم وتقول : كخ كخ,إن أباكم قدأقرض ربه
حائطه,فقال صلى الله عليه وسلم"كم من عِذق رداح لأبي الدحداح في الجنة"
أخرجه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي
قال تعالى : ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا
بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا
يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا
ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون )
.التوبه 120
قال تعالى "ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً"النساء 65
أريدك أن تشعر بحلاوة الاستسلام ,أن تشعر بسلامة الصدر من الغل والآفات..
أن تشعر بنشوة الانتصار على نفسك, والاطمئنان إلى مستقبلك في رضا ربك
قال تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم
تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا "الكهف 28
إذا هُديت لهذه الأدوية فاصطبر عليها ولا تتعجل ثمرتها تيقن من النتيجة إن شاء الله فعاقبة الصبر
مضمونة قال صلى الله عليه وسلم"الصبر ضياء " اخرجه مسلم
إلى هنا نصل وإياكم أحبتنا في الله إلى نهاية موضوعنا الذي نسأل الله
أن نكون وفقنا فيه للإخلاص و أن ينال على رضا الله أولا ثم رضاكم