الديك المغرور
تفديك عينايَ يا ابن العـم تفديكـا
إذا تطوعت كي تشوي لنـا ديكـا
ديكـاً أراهُ وقـد غرّتـهُ قـوتـهُ
ناهيكَ عن طبعهِ المنبـوذِ ناهيكـا
كل الطيور تعيش السلـم تنشـدهُ
إلاّهُ ؛ يشحـذ منقـاراً ليؤذيـكـا
كل الطيور لها ريـشٌ تتيـهُ بـهِ
جمالهُ في بريق الضـوء يسبيكـا
وذاك ينفش ريشـاً بـات يدعمـهُ
بالشوك حتى يدك الخـوف عاليكـا
ويشهر المخلب الواهـي لتحسبـه
كالنسر حين انقضاضٍ سوف يدميكا
لا ترهبنَّ فهـذي محـض زوبغـةٌ
أثارها كي يزيـد البيـت تفكيكـا
كن رابط الجأش ذا عزمٍ و ذا ثقـةٍ
عنـد اللقـاء بـهِ ، فالله يكفيكـا
***
وذات يومٍ رأيـتُ الديـكَ منبطحـاً
على خِوانٍ مع المشروب يغريكـا
ألقيتُ نظرةَ إشفـاقٍ، وقلـتُ لـه
أين اغترارك يا مسكيـن ينجيكـا
ها أنت قطعة لحـمٍ فـوق مائـدةٍ
كُلٌّ سيذكر حين المضـغِ ماضيكـا
فيُخرج المضغة الحمقاء من فمـهِ
يُلقي بهـا لذئابٍ فـي أراضيكـا
حتى الذئاب فقـد عافتـكَ عازفـةً
من مُرِّ طعمكَ والكِبرِ الـذي فيكـا