تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
اليوم الثالث للحزن
دمعة متأججة في رثاء الحبيب الغالي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
و كنت قد اعتدت أن أهاتفه كل صباح لا سيما في الفترة الأخيرة فيكون أول من يلبي ندائي ,
أما هذه المرة فقد ضاع صوتي سدى .
أحرقتني دموعي كثيراً فأسقطتها على الورق .. فسامحوني
ألو .. هل تُجِيبُ النِّدا يَا حَبِيبِي
أَتَسمَعُ صَوتِي ، و جَمرَ نَحِيبِي ؟
أَتَسمَعُ نَبضِـي و تَنـأَىَ بَعِيـداً
و قَد كُنتَ بَهجَةَ صُبحِ الغَرِيبِ ؟
لِمَ اليومَ أَعرَضتَ عَنِّي ، و أُذْنِي
تَتُوقُ لصوتِكَ يُطفِـي لَهِيبِـي ؟
و كُنتُ إذا مـا بَثَثتُـكَ حُزنِـي
تقـولُ فِـداكَ العُيـونُ حَبِيبِـي
و تُهرَعُ للصَّـوتِ قَبـلَ النِّـداءِ
و قبـلَ أقـول ألا مِـن مُجِيـبِ
أحقـاً رَحلـتَ كَمَـا يـدَّعُـونَ
و شَمسُكَ قد آَذَنَت بِالمَغِيـبِ ؟
فَمَن ذا سَيُشرِقُ لِي كُـلَّ صُبـحٍ
و مَن ذا سَيَصدَحُ كَالعَندَلِيـبِ ؟
و مَن ذا سَيَسكُبُ فِي مِسمَعَـيَّ
أَرِيجَ الصَّباحِ و سِحرَ الطُّيوبِ ؟
و مَن ذا سَيَأخُذُنِي فِي الحَنَايَـا
يُخَفِّفُ أَعبَـاءَ يَـومٍ عَصِيـبِ ؟
يَقُولُـونَ ضَمَّـكَ قَبـرٌ صَغيـرٌ
و قد كُنتَ نَسرَ الفَضَاءِ الرَّحِيبِ
جَنَاحَـاكَ مِثـلُ جَنَاحَيـهِ مُـدَّا
بِخَيرٍ عَلَى الأُفْقِ رَغمَ المَشِيـبِ
و سَاقَاكَ نَهـرا لُجَيـنٍ أُرِيقَـا
عَطاءً و جُـوداً بِكُـلِّ الـدُّرُوبِ
يَمِينُـكَ بَيضَـاءُ تُـورِقُ فُــلاًّ
و يُسرَاكَ تَقطُرُ عَـذبَ الحَلِيـبِ
و وَجهُكَ مِثلُ نُصُـوعِ المَرَايَـا
و قَلبُكَ غَـضٌّ كَعُشـبٍ رَطِيـبِ
أَبِي : كيفَ أَرثِيكَ يا نَبضَ قَلبِي
أَيَا لَيـتَ تَفدِيـكَ كُـلُّ القُلُـوبِ
أَيَـا لَيـتَ أَنِّـي قُبِـرتُ فِـداءً
لِمَن كَانَ عِندَ السَّقـامِ طَبِيبِـي
و مَن أَطعَمَتْنِـي يَـدَاهُ الحَنَـانَ
و مَن دَاعَبَتْنِي بِحُـبٍّ عَجِيـبِ
عَجِبتُ لِطَـودٍ يُصَـارِعُ مَوتـاً
فَلَم يَشكُ مِن عِلَّـةٍ أو شُحُـوبِ
فَلَمَّـا أَتَـى أَمـرُ رَبٍّ قَـدِيـرٍ
أَنَـاخَ الرِّكَـابَ بِقَلـبٍ مُنِيـبِ
و أَعجَبُ مِن بَيتِنَـا لـو أَعُـودُ
و يَسأَلُنِي صَمتُهُ عَـن حَبِيبِـي
و يَنظُرُ لي بَابُـهُ فِـي ذُهُـولٍ
كَنَظـرَةِ طِفـلٍ يَتِيـمٍ كَئِـيـبِ
يَقُولُ مَضَى مَن تَحَـرَّقَ شَوقـاً
لِلُقيا البَعيـدِ و لُقيـا القَرِيـبِ
و لـم يُغْلِقنِّـي إذا جَـنَّ ليـلٌ
أو افتَرَّ صُبـحٌ بِوَجـهِ الغَرِيـبِ
سَيَشتَاطُ عُكَّازُك الغـضُّ غيظـاً
و يَبكِيكَ في جَيئَـةٍ أو ذُهُـوبِ
و رُكنٍ تَرَكـتَ لَـهُ الذِّكرَيَـاتِ
سَيَذكُـرُ وِردَكَ وقـتَ الغـرُوبِ
و مَكتَبـةٍ كَـانَ نَبضُـكَ فِيهَـا
تَنُوءُ بِكُتْـبِ الفِـرَاقِ الرَّهِيـبِ
فَمَن ذا سَيَمسَحُ عَنهَـا الغُبَـارَ
إذا مـا تَرَاكَـمَ مِثـلَ الكَثِيـبِ
أبـي : إنَّ سَلـوَايَ أَنَّـكَ مِـتَّ
لتحيى هنـاكَ جِـوارَ الحَبِيـبِ
و أَنَّـكَ لَبَّيـتَ دَعـوَةَ رَبِّــي
بِقَلـبٍ نَـدِيٍّ و صَـدرٍ رَحِيـبِ
سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَـا دُمـتُ حيـاً
و أَلقـاكَ أَلقـاكَ عَمَّـا قريـبِ
فيا رَبُّ كُـن بالحَبِيـبِ رحيمـاً
و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنـى فطِيبـي
اليوم الثالث للحزن
دمعة متأججة في رثاء الحبيب الغالي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
و كنت قد اعتدت أن أهاتفه كل صباح لا سيما في الفترة الأخيرة فيكون أول من يلبي ندائي ,
أما هذه المرة فقد ضاع صوتي سدى .
أحرقتني دموعي كثيراً فأسقطتها على الورق .. فسامحوني
ألو .. هل تُجِيبُ النِّدا يَا حَبِيبِي
أَتَسمَعُ صَوتِي ، و جَمرَ نَحِيبِي ؟
أَتَسمَعُ نَبضِـي و تَنـأَىَ بَعِيـداً
و قَد كُنتَ بَهجَةَ صُبحِ الغَرِيبِ ؟
لِمَ اليومَ أَعرَضتَ عَنِّي ، و أُذْنِي
تَتُوقُ لصوتِكَ يُطفِـي لَهِيبِـي ؟
و كُنتُ إذا مـا بَثَثتُـكَ حُزنِـي
تقـولُ فِـداكَ العُيـونُ حَبِيبِـي
و تُهرَعُ للصَّـوتِ قَبـلَ النِّـداءِ
و قبـلَ أقـول ألا مِـن مُجِيـبِ
أحقـاً رَحلـتَ كَمَـا يـدَّعُـونَ
و شَمسُكَ قد آَذَنَت بِالمَغِيـبِ ؟
فَمَن ذا سَيُشرِقُ لِي كُـلَّ صُبـحٍ
و مَن ذا سَيَصدَحُ كَالعَندَلِيـبِ ؟
و مَن ذا سَيَسكُبُ فِي مِسمَعَـيَّ
أَرِيجَ الصَّباحِ و سِحرَ الطُّيوبِ ؟
و مَن ذا سَيَأخُذُنِي فِي الحَنَايَـا
يُخَفِّفُ أَعبَـاءَ يَـومٍ عَصِيـبِ ؟
يَقُولُـونَ ضَمَّـكَ قَبـرٌ صَغيـرٌ
و قد كُنتَ نَسرَ الفَضَاءِ الرَّحِيبِ
جَنَاحَـاكَ مِثـلُ جَنَاحَيـهِ مُـدَّا
بِخَيرٍ عَلَى الأُفْقِ رَغمَ المَشِيـبِ
و سَاقَاكَ نَهـرا لُجَيـنٍ أُرِيقَـا
عَطاءً و جُـوداً بِكُـلِّ الـدُّرُوبِ
يَمِينُـكَ بَيضَـاءُ تُـورِقُ فُــلاًّ
و يُسرَاكَ تَقطُرُ عَـذبَ الحَلِيـبِ
و وَجهُكَ مِثلُ نُصُـوعِ المَرَايَـا
و قَلبُكَ غَـضٌّ كَعُشـبٍ رَطِيـبِ
أَبِي : كيفَ أَرثِيكَ يا نَبضَ قَلبِي
أَيَا لَيـتَ تَفدِيـكَ كُـلُّ القُلُـوبِ
أَيَـا لَيـتَ أَنِّـي قُبِـرتُ فِـداءً
لِمَن كَانَ عِندَ السَّقـامِ طَبِيبِـي
و مَن أَطعَمَتْنِـي يَـدَاهُ الحَنَـانَ
و مَن دَاعَبَتْنِي بِحُـبٍّ عَجِيـبِ
عَجِبتُ لِطَـودٍ يُصَـارِعُ مَوتـاً
فَلَم يَشكُ مِن عِلَّـةٍ أو شُحُـوبِ
فَلَمَّـا أَتَـى أَمـرُ رَبٍّ قَـدِيـرٍ
أَنَـاخَ الرِّكَـابَ بِقَلـبٍ مُنِيـبِ
و أَعجَبُ مِن بَيتِنَـا لـو أَعُـودُ
و يَسأَلُنِي صَمتُهُ عَـن حَبِيبِـي
و يَنظُرُ لي بَابُـهُ فِـي ذُهُـولٍ
كَنَظـرَةِ طِفـلٍ يَتِيـمٍ كَئِـيـبِ
يَقُولُ مَضَى مَن تَحَـرَّقَ شَوقـاً
لِلُقيا البَعيـدِ و لُقيـا القَرِيـبِ
و لـم يُغْلِقنِّـي إذا جَـنَّ ليـلٌ
أو افتَرَّ صُبـحٌ بِوَجـهِ الغَرِيـبِ
سَيَشتَاطُ عُكَّازُك الغـضُّ غيظـاً
و يَبكِيكَ في جَيئَـةٍ أو ذُهُـوبِ
و رُكنٍ تَرَكـتَ لَـهُ الذِّكرَيَـاتِ
سَيَذكُـرُ وِردَكَ وقـتَ الغـرُوبِ
و مَكتَبـةٍ كَـانَ نَبضُـكَ فِيهَـا
تَنُوءُ بِكُتْـبِ الفِـرَاقِ الرَّهِيـبِ
فَمَن ذا سَيَمسَحُ عَنهَـا الغُبَـارَ
إذا مـا تَرَاكَـمَ مِثـلَ الكَثِيـبِ
أبـي : إنَّ سَلـوَايَ أَنَّـكَ مِـتَّ
لتحيى هنـاكَ جِـوارَ الحَبِيـبِ
و أَنَّـكَ لَبَّيـتَ دَعـوَةَ رَبِّــي
بِقَلـبٍ نَـدِيٍّ و صَـدرٍ رَحِيـبِ
سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَـا دُمـتُ حيـاً
و أَلقـاكَ أَلقـاكَ عَمَّـا قريـبِ
فيا رَبُّ كُـن بالحَبِيـبِ رحيمـاً
و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنـى فطِيبـي