طِر يا حَجَر
كان يرجم اليهود بحجره الذي يزهو في يمينه منشداً له
طِر و كُنْ جمراً وناراً يا حَجَرْ
وسهاماً من لهيبٍ و شَرَرْ
ولتُذِقْ مُحتلَّ أرضي علقماً
حين تهوِي فَوقَ خَوَّانٍ غَدَر
دنَّسَ الأقصى و مَسرَى المُصطَفَى
و استباحَ الشَّمسَ و اغتَالَ القَمَر
و تَمَادَى سَادِراً فِي غيِّهِِ
يَحرِقُ الأَزهَارَ حَرقاً و الشَّجَر
فَأَحَالَ الرَّوضَ جَدباً ، بَعدَمَا
كانَ فِي ثَوبِ اخضِرارٍ وثَمَر
طِر ، و من يُمنى أبِيٍّ فانطلقْ
شامخاً واسلب حِجاهُم والنَّظَر
ثمَّ بسم اللهِ فاسقط فوقهم
مثل جُلمودٍ تهاوى من سقر
أَنتَ أَسمَى ، أَنتَ أَمضَى سَطوةً
مِن رَصَاصاتِ المنايا والضَّرَر
قد حباكَ الله منهُ قُوةً
تُرهبُ الباغي وتُردِي مَن كَفَر
فَاختَرِق أَكبَادَهُم و افتِك بِها
و انفَجِر لا تَترُكَنْ مِنهُم أَثَر
كَم يَهُودِيٍّ تَوَارَى خَائِفاً
سائلاً ـ من خَوفِهِ ـ أين المفر
جَمَّدَ الرُّعبُ الذي جَرَّعتَهُ
قَلبَهُ فَانهَارَ يَبكِي فِي خَوَر
وانزوى في الرُّكنِ يَشكُو حَالَهُ
سَاكِباً دَمعَ التَّرَجِّي كَالمَطَر
وسَرَت عبرَ الفَضَا أَبوَاقُهُ
أَدرِكُونِي ، ضِقتُ ذَرعاً بِالحَجَر
طِر و دَمِّرهُم فَقَد تُقنَا إِلَى
فَرحَةِ اللُقيا بِنَصرٍ مُنتَظَر
أو جِنانٍ رَائِعَاتٍ ، فَوحُهَا
ضَاعَ فِي الآَفَاقِ ضَوعاً وانتَشَر
لَيسَ عِندِي يا رَفِيقِي مِدفَعٌ
لا ، ومَالِي سَاتِرٌ عِندَ الخَطَر
غير قرآنٍ بقلبي صُنتُهُ
أرتوي من فيضِهِ الصَّافِي الأَغَر
و دُعَاءٍ طَالَمَا رَدَّدتُهُ
خَاشِعاً للهِ أَرجُوهُ الظَّفَر
أُمَّتِي يَا رَبُّ هذا حَالُهَا
غيرُ خافٍ عَنكَ فَاجبُر مَا انكَسَر
و انصرِ الدِّينَ الذي تَوَّجتَهُ
عِزةً تَسمُو عَلى هَامِ البشر