بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل منا يوجد ... هنا
كل منا يوجد ... هنا
وأقصد بــ هنا تلك الدائرة والتي تدور في علاقاتنا بالآخرين .. فإبحث عن نفسك
فسوف تجد ذاتك هنا ضمن تلك التصنيفات الأربعة
الإنسان في علاقته بالآخرين لا يخرج عن تصنيفات أربعة يتبعها ( هو ) أو
يتبعها ( الآخرون ) معه
Win = Win
أنا أربح وأنت تربح
..
هذه من أجمل الصفات التي يتمتع بها الفرد بعلاقاته مع
( الآخر ) .. فهو لا يبحث فقط عن ما يُريده بل يُحاول إكتساب ما يُريده
بالإضافة إلى إكتساب الآخرون والذين هم حوله بمقادير مُختلفة أو مُتساوية لما
يكتسبه هو ... تلك الفئة من البشر هي الأرقى والأسمى فإينما تكون يوجد من
بعدها الخير والراحــة .
Win = Lose
أنا أربح وأنت تخسر
تلك الفئة هي الأكثر أنانية وإجحافاً للآخرين .. فهؤلاء لا يعنيهم أمر سوى
أنفسهم ..
هل سبق وأن شاهدت في إحدى المحلات لافتة بعنوان :
البضاعة التي تُشترى لا تُرد ولا تُستبدل ؟
أنهم من هذه الجماعة والفئة .. فإنهم لا يثقون في بضاعتهم ولهذا يرفضون
إستبدالها إذا لم تكن مُناسبة .. ولهذا فهم لا يعنيهم إضرار الطرف الآخر
طالما هم يتمتعوا بالربحية ...
فمن يود التعامل مع شركة هذه سياستها أو من يود التقرب لشخص هذا منهجه ؟
Lose = Win
أنا أخسر وأنت تربح
وقد يتسائل أحد ما وهل هناك من يفعل ذلك ؟
بالتأكيد هناك الكثيرون .. ونعتقد بأنهم يفعلون ذلك دون مُقابل .. ولكن
الحقيقة عكس ذلك .. فهم يفعلون ذلك بغية إثبات الذات أو تأكيد وجودهم أو
مُحاولة اللعب لدور الفدائية والضحية ...
فتلك الفئة مُفيدة ظاهرياً ولكنها تحمل طيات سلبية كثيرة لا حصر لها
Lose = Lose
تلك الفئة التي تحمل سياسة ( الأرض المحروقة )
أو كما يُقال ( عليّ وعلى أعدائي )
إن تلك الفئة إينما تكون تحدث دماراً ومشاكل لا حصر لها .. ومن يتقرب لها
فإنه سوف يخسر بأي حال من الأحوال لكون تلك الفئة هي نتاج للفئة الثانية فإن
لم تحقق مُبتغاها فهي لا تتوقف عن إستخدام سياسة الأرض المحترقة
إننا بصورة أو بأخرى نقبع تحت تلك الفئات الأربعة في تعاملنا مع ( الآخر ) أو
تعامل الآخر ( معنا )
ولهذا فنحنُ نستطيع تصنيف ذاتنا وتقيمها من خلال سياستنا في التعامل مع
الآخرين ..
يُضاف إلي أنني لا أؤمن بأن الفئات الأربعة تلك ذات تأثير إيجابي .. فإنني
أعتقد بأننا بصورة أو بأخرى نقوم بتغييب ( البُعد الثالث ) فلابد أن نعزز
قناعاتنا بـــ ( الله سبحانه / ثم القيم الاسلامية / ثم المجتمع )
فعلى تصنيف فئة ( أنا أربح وأنت تربح ) وهو التصنيف المُفضل للجميع يستطيع
تاجر مخدرات أن يتعامل مع مُروج مُخدرات بطريقة ( أنا أربح وأنت تربح ) فيقوم
بالبيع له بأسعار مُنخفضة ليقوم الآخر بالترويج بأسعار جيدة ولكن المجتمع
والآخرون يتضررون هنا
ولهذا لا نستطيع أن نكون من سلالة آدم بصورة صحيحة إلا حينما نتبع تصنيف :
Win = Win = Win
أي أنا أربح وأنت تربح والآخر يربح
عندما بحثتُ عن هذا التصنيف لم أجده في مجتمعاتنا .... فلا احد يُفكر بأهمية
هذا التصنيف فقط كلٌ يُغني على ليلاه
بل حتى في عالم المُنتديات والأنترنت
نجد هذا التصنيف مُغيّب بصورة كُلية .. فنجد البعض يتراقصون طرباً وسعادة على
مشاكل الآخرين .. وفي المُقابل نُشاهدهم إما أنهم يتبعون التصنيف الثاني أو
يلجأون بصورة أو بأخرى إلي سياسة الأرض المُحترقة
هذا المُجتمع لن تقوم له قائمة حقيقية وفعّالة إلا حينما نتخلى عن سياسة
الأرض المُحترقة ونبحث عن البعد الثالث .. عندما نعتمد على
( الله سبحانه / ثم القيم / ثم نبحث عن الآخرون )
فإننا نستطيع حينها أن نؤمن
بأننا أدركنا أهمية البعد الثالث وحقيقته .