إن أغب، يا صحب، عن ذاك الحمى | لم أزل معكم كما أنتم معي
|
فإذا الأنجم شعّت في السما | قلت هذي أنت في مجمع
|
وإذا الشادي بلحن رنّما | خلته أصواتكم في مسمعي
|
آه لو يغني خيال عن عيان | كان كالمنهل رسم المنهل
|
ولعاش المرء في دنيا الأماني . | يقطع الدنيا ولم ينتقل
|
وسلونا عن مكان بمكان | ولألغني آخر عن أوّل
|
ولنابت عن نجوم نيّرات | صور مطبوعة في الورق
|
واكتفينا بخرير الساقيات | في الدّجى عن مائها المندفق
|
يا ليالي ((بوسطن)) هل ترجعين | فأرى صحبي الكرام البرره؟
|
ويزول الهمّ عن قلبي الحزين | بالوجوه المشرقات النضره
|
إنه يسألني في كلّ حين | أين تلك الجنّة المحتضره؟
|
ذهبت، يا قلب ، إلا ذكريات | كبروق ضحكت في الغسق
|
تأنس العين بها في الظلمات | وهي تفنى في رحاب الأفق
|
يا ليالي بوسطن ليت الحياة | عدلت فينا فلم نتفرق |