( 1 )
|
دَاري التي أَبحرتِ غرَّبتِ معي,
|
وكنتِ خيرَ دارْ
|
في دوخةِ البحارْ
|
وغربةِ الديارْ,
|
والليلُ في المدينهْ
|
تمتصُّني صحراؤُه الحزينهْ
|
وغرفتي ينمو على عَتْبَتِها الغبارْ
|
فأَبتغي الفرارْ,
|
أَمضى على ضوءٍ خفيٍّ
|
لا أَعي يقينَهْ
|
فتزهر السكينهْ
|
وأَرتمي والليلَ في القطارْ
|
***
|
رِحلاتيَ السبعُ وما كنَّزْتُهُ
|
مِنْ نعْمةِ الرحمانِ والتجارَهْ
|
يومَ صرعت الغُولَ والشيطَانَ
|
يومَ انشقَّتِ الأكفانُ عنْ جسمي
|
ولاحَ الشقُّ في المغارهْ,
|
رَوَيْتُ ما يَرْوُونَ عنِّي عادةً
|
كَتَمْتُ ما تعْيَا لهُ العِبارَهْ
|
ولم أَزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
|
أُحسُّهُ عندي ولا أَعيهِ
|
وكيفَ أَنساقُ وأَدري أَنني
|
أَنساقُ خلف العري والخسارَهْ
|
أودُّ لو أَفرغتُ داري عَلّهُ
|
إن مرَّ تُغْويه وتدَّعيهِ
|
أُحسُّه عندي ولا أَعيهِ.
|
( 2 )
|
وكان في الدارِ رواقٌ
|
رَصَّعَتْ جدرانَهُ الرسومْ
|
موسى يَرى
|
إزميل نارٍ صاعقَ الشرَرْ
|
يحفرُ في الصخْرِ
|
وصايا ربِّهِ العَشَرْ:
|
اَلزفتُ والكبريتُ والملحُ على سَدُومْ.
|
هذَا على جدارْ
|
على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
|
وكاهنٌ في هيكلِ البعْلِ
|
يُرَبِّي أُفعُوَانًا فاجرًا وَبُومْ
|
يَفْتَضُّ سرَّ الخصبِ في العَذَارى
|
يهلِّلُ السكارى
|
وتُخصبُ الأرحامُ والكرومْ
|
تُفَوِّرُ الخمرةُ في الجِرَارْ.
|
على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
|
هذا المعَرِّي,
|
خلف عينَيْهِ
|
وفي دهليزِهِ السحيقْ
|
دنياهُ كيدُ امرأَةٍ لم تغْتسِلْ
|
من دمِها, يشتمُّ ساقَيْها وما يُطِيقْ
|
شطَّي خليجِ الدنسِ المطليِّ بالرحيقْ
|
تكويرةُ النهدينِ من رغوتِهِ
|
وسوسنُ الجباهْ,
|
اَلمجرمُ العتيقْ
|
والثمرُ المرُّ الذي اشتهاهْ.
|
***
|
من هذه الرسومْ
|
يرشحُ سيلٌ
|
مثقلٌ بالغَازِ والسمومْ
|
تمتصُّهُ الحيَّةُ في الأنثى
|
وما في دمها من عنصر الغَجَرْ
|
والنِمرُ الأعمى وحمَّى يدهِ
|
في غَيرةِ الذكَرْ:
|
"لوركا" و"عُرسُ الدمِ" في إسبانيا
|
وسيْفُ ديكِ الجِنِّ يوم ارتدَّ من حماهْ
|
اَلعُنُقُ العاجِيُّ نهْرٌ أَحْمَرٌ
|
يا هولَ ما جمَّدَهُ الموتُ على الشفاه.
|
هذا الدمُ المحتقنُ الملغُومُ في العُروقْ
|
تعضُّهُ, تكويهِ ألفُ حُرْقَهْ
|
وفي حنايا دَرَجٍ
|
في عَتْمَةِ الأَزقَّهْ
|
حشرجةٌ مخنوقةٌ وشهقَهْ.
|
***
|
عاينتُ في مدينةٍ
|
تحترفُ التمويهَ والطهاره
|
كيف استحالتْ سمرةُ الشمسِ
|
وزهوُ العمرِ والنضارهْ
|
لغصَّةٍ, تشنُّجٍ, وضيقْ
|
عبرَ وجوهٍ سُلختْ من
|
سورها العتيقْ,
|
عاينتُ في الوجوهْ
|
وجهَ صبيٍّ ناءَ بالعمرِ
|
الذي أتلفَهُ أبوهْ
|
وأَطعمَ الجوعَ من الأفيونِ
|
رؤْيا خلَّفتهُ يعلكُ اللِّجامْ
|
وبعدَ حينٍ يحمدُ الصيامْ.
|
مدينةُ التمويهِ والطهارهْ
|
مدينةُ (...) تستفيقْ
|
فتبصرُ الأدغالَ تغْزو سورَها العتيقْ
|
وتبصرُ الحجارَهْ
|
تفرُّ في الطريقْ
|
ومن كهوفٍ شبعتْ مرارَهْ
|
تفورُ قطعانٌ جياعٌ
|
ليسَ يرويها سوى التدمير والحريقْ
|
***
|
هذا الدمُ المحتقنُ الملغومُ في العروقْ
|
( 3 )
|
بَلَوتُ ذلك الرِّوَاقْ
|
طِفلاً جَرَتْ في دمهِ الغازاتُ والسمومْ
|
وانْطَبَعتْ في صدرِهِ الرسومْ
|
وكنتُ فيه والصحابَ العتاقْ
|
نرفِّهُ اللؤْمَ, نحلِّي طعْمَهُ بالنفاقْ
|
بجُرْعةٍ من "عَسَلِ الخليفَهْ"
|
"وقهوة البشيرْ"
|
أُغَلِّفُ الشفاهَ بالحريرْ
|
بطانةِ الخناجرِ الرهيفَهْ
|
لحلوتي لحيَّةِ الحريرْ
|
***
|
سلَختُ ذاكَ الرِّواقْ
|
خلَّيتْهُ مأْوى عتيقًا للصحابِ العِتاقْ
|
طهّرْتُ داري من صدى أشباحِهِمْ
|
في الليل والنهارْ
|
من إلِّ نفسي, خنجري,
|
لِيني, ولينِ الحيَّةِ الرشيقَه,
|
عشتُ على انتظارْ
|
لعَلّهُ إن مَرَّ أُغويهِ,
|
فما مرَّ
|
وما أرسلَ صوبي رعدَهُ, بروقَهْ.
|
طلبتُ صحوَ الصبح والأمطَارَ, ربِّي,
|
فلماذا اعتكرتْ داري
|
لماذا اختنقَتْ بالصمتِ والغُبارْ
|
صحراءَ كلسٍ مالحٍ بَوَارْ.
|
وبعدَ طعْمِ الكلسِ والبَوَارْ
|
اَلعَتْمَةُ العَتْمَةُ فارَتْ مِنْ
|
دهاليزي, وكانت رَطْبةً
|
مُنْتِنَةً سخينَهْ
|
كأَنَّ في داري التقَتْ
|
وانسكبَت أَقنيةُ الأوساخِ في المدينَهْ,
|
تَفُورُ في الليلِ وفي النهارْ
|
يعُود طعْمُ الكلس والبَوَارْ
|
وذاتَ ليلٍ أرْغَتِ العَتمةُ
|
واجترَّتْ ضلوعَ السقفِ والجدَارْ,
|
كيف انطوى السقفُ انطوى الجدارْ
|
كالخرقةِ المبتلَّةِ العتيقَهْ
|
وكالشراعِ المرتمي
|
على بحارِ العَتْمَةِ السحِيقَهْ,
|
حفُّ الرياحِ السودِ يُحْفيهِ
|
وموجٌ أَسودٌ يعلِكُهُ,
|
يرميهِ للرياحْ,
|
أغلقتِ الغَيْبوبةُ البَيْضاءُ عَيْنَيَّ
|
تركتُ الجَسدَ المطحونَ
|
والمعْجونَ بالجراحْ
|
للموجِ والرياحْ
|
( 4 )
|
في شاطىءٍ من جُزُرِ الصَّقيعْ
|
كنتُ أَرى فيما يَرَى المُبَنَّجُ الصريعْ
|
صحْراءَ كلْسٍ مالحٍ, بَوارْ,
|
تمرجُ بالثلجِ وبالزهرِ وبالثِّمارْ
|
داري التي تحطَّمَتْ
|
تنهضُ من أَنقاضِها,
|
تختلِجُ الأخشابُ
|
تلْتمُّ وتحيا قُبَّةً خضراءَ في الرَّبيعْ
|
لن أَدَّعي أَنَّ ملاكَ الربِّ
|
ألقى خمرةً بكرًا وجمرًا أخضرًا
|
في جسدي المغْلُولِ بالصقيعْ
|
صفَّى عروقي من دمٍ
|
محتقنٍ بالغَازِ والسمومْ
|
عن لوحِ صدري مسحَ
|
الدمغَاتِ والرسومْ,
|
صحوٌ عميقٌ موجُهُ أُرجوحةُ النجومْ.
|
لن أَدَّعي, ولستُ أَدري كيفَ,
|
لا, لعَلَّها الجراحْ,
|
لعلَّهُ البحرُ وحفُّ الموجِ والرياحْ
|
لعلَّها الغَيْبوبةُ البيضاءُ والصقيعْ
|
شدَّا عروقي لِعُروقِ الأرضِ
|
كانَ الكفنُ الأبيضُ درعًا
|
تحتَهُ يختمرُ الربيعْ,
|
أَعشبَ قلْبي,
|
نبضَ الزنبقُ فيهِ,
|
والشراعُ الغَضُّ والجناحْ,
|
طفل يغَنّي في عروقي الجهلُ,
|
عريانٌ وما يُخلجني الصباحْ,
|
اَلنبضةُ الأولى,
|
ورؤْيا ما اهتدت للَّفظِ
|
غصَّتْ, أَبرقتْ وارتعَشَتْ دموعْ
|
هلْ دعوةٌ للحُبِّ هذا الصوتُ
|
والطيفُ الذي يلْمعُ في الشمس
|
تجسَّدْ واغْترفْ من جَسَدي
|
خبزًا وملْحًا,
|
خمرةً ونارْ,
|
وحدي على انتظارْ
|
أفرغتُ داري مرة ثانيةً
|
أَحيا على جمرٍ طريٍّ طَيبٍ وجوعْ
|
كأَنَّ أَعضائي طيُورٌ
|
عَبَرَتْ بحارْ
|
وحدي على انتظَارْ
|
( 5 )
|
في ساحة المَدينهْ
|
كانَتْ خُطَاها
|
زورقًا يجيءُ بالهزيجْ
|
من مَرَحِ الأمواجِ في الخلِيجِ
|
كانَتْ خُطَاها تكسرُ الشمسَ
|
على البلَّورِ, تسقيهِ الظلالَ
|
الخضرَ والسكينهْ,
|
لمْ يَرَها غيري تُرَى
|
في ساحةِ الْمدينَهْ?
|
لم تَرَها عينٌ من العُيونْ.
|
اَلعُمرُ لن يقولْ
|
يا ليتَ من سنينْ
|
ملءُ دمي وساعدي
|
أَطيَبُ ما تزهو به الفصولْ
|
في الكرم والينْبوعِ والحقولْ,
|
اَلعُمرُ لن يقولْ
|
يا ليتَ من سنينْ.
|
( 6 )
|
داري تعاني آخرَ انتظارْ
|
وقعُ الخطى الجَريئهْ
|
تُفتِّقُ المرجانَ والمرجَ
|
بأَرض الدارِ والجدارْ,
|
مرآةَ داري اغتسلي
|
من همِّكِ المعْقودِ والغُبارْ
|
واحتفلي بالحلوةِ البريئهْ
|
كأَنها في الصبحِ
|
شُقَّتْ من ضلُوعي
|
نبتتْ من زنبقِ البحارْ
|
ما عكَّرَ الشَّلالَ في ضحكتها
|
والخمرَ في حلْمَتِها
|
رعبٌ من الخطيئهْ
|
وما دَرَتْ كيْفَ تروغُ الحيَّةُ
|
الملْساءُ في الأقبيَةِ الوَطيئهْ,
|
اِحتفلي بالحلوَةِ البريئهْ
|
بالصحوِ في العيْنَيْنِ,
|
ما صحوُ الشعاعِ الغَضِّ
|
عَبْرَ النبعِ والثلوجْ,
|
بالصدرِ والخصرِ,
|
ترى ما تربةُ المسكِ
|
طريًّا دافئًا
|
ما بيْدرُ الحنطةِ والمروجْ
|
ما سُمْرةُ الصَّيْفِ على الثمارْ
|
ما نكهةُ البهارْ
|
ما كلُّ ما رَوَيْتْ
|
خلَّيْتُ للغَيرِ كنوزَ الأرضِ
|
يكفيني شبِعْتُ اليومَ وارتَوَيْتْ,
|
اَلحلوة البريئهْ
|
تُعْطي وتدري كلَّما أَعطَتْ
|
تَفُورُ الخمْرُ في الجِرَارْ
|
بريئةٌ جريئهْ
|
جريئةٌ بريئهْ
|
في شفَتيْها تُزبدُ الخمْرُ
|
وتصفُو الخمرُ في القَرارْ
|
لن يتخَلَّى الصُّبحُ عنا
|
آخِرَ النَهارْ.
|
( 7 )
|
وليلُ أَمسِ كانَ ليلَ الجنِّ
|
والزوبعَةِ السوداءِ
|
في الغَاباتِ والدروبْ
|
مال إليْنا الزنبقُ العريانُ
|
أَدفأناهُ باللمسِ وزودْناهُ بالطيُوبْ
|
أَوَتْ إليْنا الطيرُ
|
من أعشاشِها المخرَّبَهْ
|
رُحْنا مع القافلَةِ المغَرِّبَهْ
|
في أرخبيلِ "الجُزُرِ الحِيتانِ"
|
حوَّلْنا استرحنَا والتحَفْنَا الليْلَ والغُيُوبْ,
|
غريبةٌ ومثلُها غريبْ
|
حيْثُ نَزلْنا ارتفعَتْ
|
دارٌ لنا ودَارْ
|
خَفَّ إليْنا ألفُ جارٍ مُتعَبٍ وجارْ
|
في دَوْخةِ البحارْ
|
وغُرْبةِ الديَارْ
|
( 8 )
|
ولم أزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
|
أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ
|
أَودُّ لو أفرغتُ داري علَّهُ
|
إنْ مرَّ تُغْويهِ وتدَّعيهِ
|
أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ.
|
***
|
تمضي إلى غُرفتها
|
تعْثرُ في وَحْشتي,
|
وحدي,
|
مَدى عَتْمَتي
|
مَدى ليالى السهَادْ
|
دقَّاتُ قلْبي مثلُ دَلْفٍ أَسودٍ
|
تحفِّرُ الصمتَ
|
تزيدُ السوادْ,
|
وكانَ ما عاينتُ ممَّا ليْسَ
|
يُروى عادةً أَو يُعَادْ:
|
بئرٌ جفافٌ فوَّرَتْ,
|
وفورَتْ من عَتْمتى منارَهْ
|
أُعاينُ الرؤيا التي تصرعني حينًا,
|
فأَبكي,
|
كيْفَ لا أَقوي على البشارَهْ?
|
شهرانِ, طالَ الصمتُ,
|
جفَّتْ شَفَتي,
|
مَتَى مَتَى تُسعِفُني العبارَهْ?
|
وطالما ثُرْتُ, جلدتُ الغُولَ
|
والأَذنابَ في أَرضي
|
بصقتُ السم والسبابْ,
|
فكانتِ الأَلفاظُ تجري من فمي
|
شلاَّلَ قطْعَانٍ مِن الذئابْ,
|
واليَومَ, والرؤيا تغَنِّي في دمي
|
برعشَةِ البرق وصحو الصباحْ
|
وفطرةِ الطيرِ التي تَشْتَمُّ
|
ما في نيَّةِ الغاباتِ والرياحْ
|
تُحِسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
|
تَرَاهُ قبلَ أن يولدَ في الفُصُولْ,
|
تُفَوِّرُ الرؤْيا, وماذَا,
|
سوف تأتي ساعةٌ,
|
أَقول ما أَقولْ:
|
( 9 )
|
تحتلُّ عَيْنيَّ مروجٌ, مُدْخَناتٌ
|
وإلَهٌ بَعْضُهُ بَعْلٌ خصِيبٌ
|
بعْضُهُ جبَّارُ فحْمٍ ونارْ,
|
ملْيُونُ دارٍ مثلُ داري ودارْ,
|
تزهو بأَطفالٍ غصُونِ الكرمِ
|
والزيتونِ, جمرِ الربيعْ
|
غبَّ ليَالى الصَّقيعْ
|
يحتلُّ عيْنيّ رِواقٌ شمختْ
|
أَضلاعُهُ وانعَقَدَتْ عَقْدَ
|
زنودٍ تبتنيهِ, تبتني المَلْحَمَهْ
|
ومن غِنى تربتنا تستنبتُ
|
البلَّورَ والرخامْ
|
تكدَّسَ البلَّورُ من رؤيا عيُونٍ
|
ضوَّأَتْ واحترقتْ في حلَكِ الظَلامْ
|
وفرَّخَتْ أَعمدةُ الرخامْ
|
من طينَةِ الأَقبيَة المعْتِمَهْ
|
تلْك التي مصَّتْ سيُولَ الدمعِ,
|
مصَّتْ رَبَواتٍ
|
من طحينِ اللحْمِ والعِظَامْ
|
واختمرتْ لألفِ عامٍ أَسودٍ وعامْ
|
فكيْفَ لا يفرخُ منْها ناصعُ الرخامْ
|
أَعمدةً تنمو ويعْلوها رِواقٌ أَخضَرٌ
|
صَلْبٌ بوجهِ الريحِ والثلوجْ
|
اَلمِحورُ الهادىءُ والبرجُ الذي
|
يصْمدُ في دوَّامَةٍ تبتلِعُ البروجْ
|
***
|
رؤيا يقين العَينِ واللمسِ
|
وليْست خَبَرًا يحدو به الرواةْ
|
***
|
ما كانَ لي أن أحتفي
|
بالشمْسِ لو لم أرَكُمْ تغْتَسِلُونَ
|
الصُّبحَ في النِّيلِ وفي الأردنِّ والفُراتْ
|
من دمغَة الخطيئهْ
|
وكلُّ جسمٍ ربوةٌ تجوهرتْ في الشمْسِ,
|
ظلٌّ طيِّبٌ, بحيرةٌ بريئهْ.
|
أَمَّا التماسيحُ مَضَوا عن أرضِنَا
|
وفارَ فيهم بحرُنا وغَارْ
|
وخلَّفُوا بعْضَ بقايا
|
سُلِخَتْ جلُودُهُمْ,
|
ما نبتَتْ مطرحَها جلُودْ,
|
حاضرُهُم في عَفَنِ الأمس الذي
|
ولَّى ولنْ يَعُودْ
|
أَسماؤهمْ تحرقُها الرؤيا بعَينيَّ
|
دخانًا ما لها وجودْ.
|
***
|
ربِّي, لماذَا شاع في الرؤيا
|
دخانٌ أحمرٌ ونارْ?
|
أَحببتُ لو كانت يدي سيْلاً,
|
ثلُوجًا تمسحُ الذنوب
|
من عَفَنِ الأمس تنمِّي الكرْمَ والطيُوبْ,
|
تضيعُ في بحري التماسيحُ
|
وحقدُ الأنهرِ الموحلَهْ
|
وينبعُ البَلْسَمُ من جرحٍ
|
على الجُلْجُلَهْ.
|
أَحببتُ, لا, ما زالَ حبّي مطرًا
|
يسخُو على الأخضَرِ في أرضي,
|
عداهُ حطَبٌ وَقودْ
|
تحرقها الرؤيا بعَينيَّ دخانًا
|
ما لها وجودْ,
|
وسوف يأْتي زمنٌ أَحتضنُ
|
الأرضَ وأَجلو صدرَها
|
وأَمسَحُ الحدودْ
|
( 10 )
|
رِحلاتيَ السبْعُ رواياتٌ عن
|
الغُولِ, عن الشيطَانِ والْمَغارَهْ
|
عن حِيَلٍ تعْيا لها المَهارَهْ,
|
أُعيدُ ما تحكي وماذَا, عَبَثًا,
|
هيهاتِ أَستعِيدْ,
|
ضيَّعتُ رأس المالِ والتجَارَهْ,
|
ماذا حكى الشلاَّلُ
|
للبِئرِ وللسدودْ
|
لريشةٍ تجوِّدُ التمويه تُخفِي
|
الشحَّ في أقنِية العِبَارَهْ
|
ضيَّعْتُ رأس المالِ والتجارَه,
|
عدتُ إليكم شاعرًا في فمه بشارَه
|
يقولُ ما يقولْ
|
بِفِطرةٍ تحسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
|
تراهُ قَبْلَ أن يولدَ في الفُصُولْ
|