وأَنا في وحشَة المَنفَى
|
مَع الداءِ الذي ينثرُ لَحْمي
|
ومع الصمت وإِيقَاعِ السُّعالْ,
|
أنفُض النومَ لَعلِّي أَتَّقي
|
الكابوسَ والجِنَّ التي تحتلُّ جِسْمي
|
وإِذا الليلُ على صدري جلاميدٌ,
|
جدارُ الليلِ في وجهي
|
وفي قلبي دخانٌ واشتعالْ,
|
آهِ ربِّي! صوتهم يصرخُ في قبري:
|
تعالْ!!
|
كيف لا أنفضُ عن صدري الجلاميدَ
|
الجلاميدَ الثقالْ
|
كيف لا أصرعُ أوجاعي ومَوتي
|
كيف لا أضرعُ في ذلٍّ وصمتِ:
|
"رُدَّني, ربي, إِلى أرضي"
|
"أعِدني للحياة"
|
وليكن ما كانَ, ما عانيتُ منها
|
محنةَ الصلب وأعيادَ الطغاة.
|
غير أني سوف ألقى كل من أحببتُ
|
مَنْ لولاهُمُ ما كان لي
|
بعثٌ, حنينٌ, وتمنِّي
|
بِي حنينٌ موجع, نارٌ تدوِّي
|
في جليد القبر, في العرق المواتْ,
|
بِي حنينٌ لعبير الأرضِ,
|
للعصفور عند الصبحِ, للنبعِ المغنِّي
|
لشبابٍ وصبايا
|
من كنوزِ الشمس, من ثلجِ الجبالْ
|
لصغارٍ ينثرونَ المرجَ
|
مِنْ زهوِ خطاهمْ والظِّلالْ
|
في بيوتٍ نَسيَتْ أَنَّ وراءَ
|
السور مرجًا وظلال.
|
أنتُمُ أَنتنَّ يا نسل إلهٍ.
|
دمُهُ يُنبت نيسانَ التِّلالْ
|
أنتُمُ أَنتنَّ في عمري
|
مصابيحٌ, مروجٌ, وكفاهْ
|
وأنا في حُبِّكمْ, في حبكنَّ
|
- وفِدى الزنبق في تلك الجباهْ -
|
أتحدَّى محنةَ الصَّلبِ,
|
أُعاني الموتَ في حبِّ الحياهْ
|