فالادعاء الأول :
هو : أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على
ألوهية المسيح - عليه السلام - لأنها - بزعمهم - تدل على أن الإله ثلاثة
أشخاص منهم : المسيح - عليه السلام - فقد كان نصارى نجران ((يقولون [ عن
عيسى عليه السلام ] : هو الله ، ويقولون : هو ولد الله ، ويقولون : هو ثالث
ثلاثة ويحتجون بأنه ثالث ثلاثة بقول الله : فعلنا ، وأمرنا ، وخلقنا
وقضينا فيقولون : لو كان الله واحدا ما قال إلا فعلت ، وقضيت وأمرت وخلقت
ولكنه هو وعيسى ومريم )) ابن هشام : '' السيرة النبوية '' . ج1 ص : (575) . كما احتجوا على الرسول صلى الله عليه وسلم - بقوله تعالى : إنا نحن (الحجر ، : 9) . قالوا : وهذا يدل على أنهم ثلاثة)) انظر : ابن تيمية '' الجواب الصحيح '' ج3 ، ص : (448) . .
كذلك
ردد عبد المسيح الكندي هذا الزعم حيث يقول - مخاطبا عبد الله الهاشمي - : "
وفي كتابك أيضا شبيه بما ذكرنا من قول موسى ، ودانيال عن الله تعالى :
فعلنا ، وخلقنا ، وأمرنا ، وأوحينا ، وأهلكنا ، ودمرنا ، مع نظائر لهذه
كثيرة "
فحجتهم أن الله تكلم عن نفسه في القرآن بصيغة الجمع ومن ثم زعموا أن ذلك
دليل على أن عيسى - عليه السلام - واحد من الذين تدل عليهم الضمائر
المذكورة ، وأن هذا الجمع إنما هو ثلاثة وزعموا بذلك أن القرآن يدل على
ألوهية المسيح - عليه السلام - .
ويقول المنصر فندر ((إن مما لا يصح إغفاله إن القرآن يتفق مع الكتاب المقدس في إسناد الفعل ، وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله . وفي القرآن ما ورد في سورة العلق حيث يقول : سندع الزبانية وإنما أوردنا ذلك إشعارا بأننا لا نخطئ إذا اعتبرنا عقيدة التثليث موافقة لإسناد ضمير الجمع إلى الله في القرآن))
أما الادعاء الثاني : -
فهو
: أن المسيح - عليه السلام - روح من الله بجعل (من) للتبعيض إذ يرونه إلها
من إله وكلمة الله التي تجسدت - بزعمهم - وصارت إنسانا أي أن كلمة الله هي
عيسى - عليه السلام - . . . إلى غير ذلك مما يتعلق بهذا الزعم .
يقول
عبد المسيح الكندي - مخاطبا عبد الله الهاشمي - : (( . . . فافهم كيف أوجب
[ يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كذب عليه في ذلك ] أن الله تبارك
وتعالى ذو كلمة وروح ، وصرح بأن المسيح كلمة الله تجسدت وصارت إنسانا)) '' رسالة عبد المسيح إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية '' ص (42) . .
كما
يقول منصر آخر : ((إذا أردت أن يتغمدك الله [الخطاب موجه لأبي عبيدة
الخزرجي رحمه الله ] برحمته ، وتفوز بجنته فآمن بالله ، وقل : إن المسيح
ابن الله الذي هو الله [ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا] . . . ألم تسمع ما
في الكتاب الذي جاء به صاحب شريعتك أنه [ أي عيسى عليه السلام ] روح الله
وكلمته " '' بين الإسلام والمسيحية '' ص75 - 76 .
مسقطا بذلك اعتقاد النصارى المعروف المنصوص عليه في مستهل إنجيل يوحنا في
قوله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله)) يوحنا (1 : 1) . . بجعل الكلمة هي عين عيسى مما يعني أن عيسى هو الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
كما
يقول فندر : ((توجد بعض الآيات الأخرى التي تعطي له [ أي لعيسى ] أعظم
الألقاب التي لم تعط لغيره فيه [ أي في القرآن ] البتة ، منها : كلمة الله
وهذا اللقب لا يصح أن يسمى به أي مخلوق كان)) نقلا عن : الجزيري : '' أدلة اليقين '' ص(359) .
. لأنه يرى مثل كثير من النصارى اليوم أن كلمة الله - التي هي عندهم عيسى -
هي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . اتباعا للنص الإنجيلي المزعوم
السابق .
فالمسيح
- عليه السلام - كما يزعم الكندي ، والعيسوي ، وفندر ، وغيرهم من النصارى
والمنصرين - ليس مخلوقا وإنما هو إله بل هو الله - تعالى الله عن ذلك علوا
كبيرا .
والأدهى
من ادعائهم هذا - فيما أرى - المناقض للأديان السماوية والفطر السليمة هو
البهتان الذي افتروه على الله سبحانه وتعالى بأن كتابه العظيم القرآن
الكريم يؤيدهم في كفرهم ووثنيتهم هذه
أما الادعاء الثالث : -
فهو
زعمهم أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى - عليه السلام - التي ذكرت في
القرآن تدل على ألوهية عيسى - عليه السلام - ولا سيما إحياء الموتى . وقد
كان وفد نصارى نجران الذين وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ((يحتجون
في قولهم [ عن عيسى بأنه ] هو الله بأنه كان يحي الموتى ، ويبرئ الأسقام ،
ويخبر بالغيوب ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا)) ابن هشام : '' السيرة النبوية '' ج1 ، ص : (575) . أي بالمعجزات التي أيد الله بها عيسى - عليه السلام - والتي ذكرت في القرآن .
كما
يقول العيسوي مخاطبا أبا عبيدة الخزرجي : ((وفي الكتاب الذي جاء به صاحب
شريعتك أنه [ أي عيسى ] أحيا الموتى وكفى بذلك دليلا على أنه هو الله)) '' بين الإسلام والمسيحية '' ، ص : (75 - 76) . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
كما
أن المنصر المشهور فندر زعم أن ما ورد في القرآن من أن عيسى خلق طيرا من
الطين إنما هو من صفات الله وحده ذاهبا إلى أن القرآن يؤيد بذلك ألوهية
المسيح عبد الرحمن الجزيري : '' أدلة اليقين '' ص : (363) . .
ويورد
المنصر المعاصر يوسف الحداد قولا مجملا عن دلالة القرآن على ألوهية المسيح
- بزعمه - وتفرده عن غيره من الأنبياء فضلا عن سائر البشر فيقول : ((إن
القرآن يقرر بصورة عامة أن المسيح آية في حداثته ، آيه في رسالته ، آيه في
قداسته وكماله ، آية في شخصيته ، آية في انفراده ، وأن هذه الشخصية في
القرآن تسمو على جميع الأنبياء ، وأن الآيات بمجملها لا يمكن إلا أن تترك
في نفس القارئ فكرة عظيمة عن سمو المسيح حتى لتخرج به عن طبقة البشر وتترك
الباب مفتوحا لاعتقاد النصارى بألوهيته)) نقلا عن : محمد عزة دروزة : '' القرآن والمبشرون '' الطبعة الثانية (1392هـ - 1972م) ، ص : (399) . .
هذه
من أبرز الادعاءات التي زعم المنصرون قديما وحديثا إستنادا إليها أن
القرآن يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح - عليه السلام - وقد بدأت منذ عصر
الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما مر آنفا - على يد نصارى عرب مثل : وفد
نصارى نجران ، ثم تبعهم فيما بعد عبد المسيح الكندي ، وغيره .
والمنصرون
تبعا لذلك وتطويرا له وصلوا إلى مرحلة خطيرة من التلبيس في عرض بهتانهم
هذا وما شابهه على المسلمين ، ولا سيما غير المتقنين للعربية . ثم إن هذا
الأسلوب أسلوب فكري (هجومي) يخاطب عقل المسلم ويرمي إلى التأثير فيه من
خلال مسلماته لزلزلة اعتقاده وإيمانه بربه سبحانه وتعالى ، ومحاولة الوصول
به في مرحلة تالية إلى تنصيره إن لم يكن من المرحلة الأولى ، ولخطورة هذا
الأسلوب وما يتطلبه - فيما يرى الباحث - من مقدمات عامة يستند إليها في
الرد المفصل لاحقا رئي نقد هذه الادعاءات التي افتراها المنصرون على كتاب
الله - سبحانه وتعالى - في المبحثين الآتيين على نحو مجمل أولا ، ثم على
نحو مفصل - إن شاء الله تعالى - ثانيا .
هو : أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على
ألوهية المسيح - عليه السلام - لأنها - بزعمهم - تدل على أن الإله ثلاثة
أشخاص منهم : المسيح - عليه السلام - فقد كان نصارى نجران ((يقولون [ عن
عيسى عليه السلام ] : هو الله ، ويقولون : هو ولد الله ، ويقولون : هو ثالث
ثلاثة ويحتجون بأنه ثالث ثلاثة بقول الله : فعلنا ، وأمرنا ، وخلقنا
وقضينا فيقولون : لو كان الله واحدا ما قال إلا فعلت ، وقضيت وأمرت وخلقت
ولكنه هو وعيسى ومريم )) ابن هشام : '' السيرة النبوية '' . ج1 ص : (575) . كما احتجوا على الرسول صلى الله عليه وسلم - بقوله تعالى : إنا نحن (الحجر ، : 9) . قالوا : وهذا يدل على أنهم ثلاثة)) انظر : ابن تيمية '' الجواب الصحيح '' ج3 ، ص : (448) . .
كذلك
ردد عبد المسيح الكندي هذا الزعم حيث يقول - مخاطبا عبد الله الهاشمي - : "
وفي كتابك أيضا شبيه بما ذكرنا من قول موسى ، ودانيال عن الله تعالى :
فعلنا ، وخلقنا ، وأمرنا ، وأوحينا ، وأهلكنا ، ودمرنا ، مع نظائر لهذه
كثيرة "
فحجتهم أن الله تكلم عن نفسه في القرآن بصيغة الجمع ومن ثم زعموا أن ذلك
دليل على أن عيسى - عليه السلام - واحد من الذين تدل عليهم الضمائر
المذكورة ، وأن هذا الجمع إنما هو ثلاثة وزعموا بذلك أن القرآن يدل على
ألوهية المسيح - عليه السلام - .
ويقول المنصر فندر ((إن مما لا يصح إغفاله إن القرآن يتفق مع الكتاب المقدس في إسناد الفعل ، وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله . وفي القرآن ما ورد في سورة العلق حيث يقول : سندع الزبانية وإنما أوردنا ذلك إشعارا بأننا لا نخطئ إذا اعتبرنا عقيدة التثليث موافقة لإسناد ضمير الجمع إلى الله في القرآن))
أما الادعاء الثاني : -
فهو
: أن المسيح - عليه السلام - روح من الله بجعل (من) للتبعيض إذ يرونه إلها
من إله وكلمة الله التي تجسدت - بزعمهم - وصارت إنسانا أي أن كلمة الله هي
عيسى - عليه السلام - . . . إلى غير ذلك مما يتعلق بهذا الزعم .
يقول
عبد المسيح الكندي - مخاطبا عبد الله الهاشمي - : (( . . . فافهم كيف أوجب
[ يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كذب عليه في ذلك ] أن الله تبارك
وتعالى ذو كلمة وروح ، وصرح بأن المسيح كلمة الله تجسدت وصارت إنسانا)) '' رسالة عبد المسيح إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية '' ص (42) . .
كما
يقول منصر آخر : ((إذا أردت أن يتغمدك الله [الخطاب موجه لأبي عبيدة
الخزرجي رحمه الله ] برحمته ، وتفوز بجنته فآمن بالله ، وقل : إن المسيح
ابن الله الذي هو الله [ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا] . . . ألم تسمع ما
في الكتاب الذي جاء به صاحب شريعتك أنه [ أي عيسى عليه السلام ] روح الله
وكلمته " '' بين الإسلام والمسيحية '' ص75 - 76 .
مسقطا بذلك اعتقاد النصارى المعروف المنصوص عليه في مستهل إنجيل يوحنا في
قوله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله)) يوحنا (1 : 1) . . بجعل الكلمة هي عين عيسى مما يعني أن عيسى هو الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
كما
يقول فندر : ((توجد بعض الآيات الأخرى التي تعطي له [ أي لعيسى ] أعظم
الألقاب التي لم تعط لغيره فيه [ أي في القرآن ] البتة ، منها : كلمة الله
وهذا اللقب لا يصح أن يسمى به أي مخلوق كان)) نقلا عن : الجزيري : '' أدلة اليقين '' ص(359) .
. لأنه يرى مثل كثير من النصارى اليوم أن كلمة الله - التي هي عندهم عيسى -
هي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . اتباعا للنص الإنجيلي المزعوم
السابق .
فالمسيح
- عليه السلام - كما يزعم الكندي ، والعيسوي ، وفندر ، وغيرهم من النصارى
والمنصرين - ليس مخلوقا وإنما هو إله بل هو الله - تعالى الله عن ذلك علوا
كبيرا .
والأدهى
من ادعائهم هذا - فيما أرى - المناقض للأديان السماوية والفطر السليمة هو
البهتان الذي افتروه على الله سبحانه وتعالى بأن كتابه العظيم القرآن
الكريم يؤيدهم في كفرهم ووثنيتهم هذه
أما الادعاء الثالث : -
فهو
زعمهم أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى - عليه السلام - التي ذكرت في
القرآن تدل على ألوهية عيسى - عليه السلام - ولا سيما إحياء الموتى . وقد
كان وفد نصارى نجران الذين وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ((يحتجون
في قولهم [ عن عيسى بأنه ] هو الله بأنه كان يحي الموتى ، ويبرئ الأسقام ،
ويخبر بالغيوب ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا)) ابن هشام : '' السيرة النبوية '' ج1 ، ص : (575) . أي بالمعجزات التي أيد الله بها عيسى - عليه السلام - والتي ذكرت في القرآن .
كما
يقول العيسوي مخاطبا أبا عبيدة الخزرجي : ((وفي الكتاب الذي جاء به صاحب
شريعتك أنه [ أي عيسى ] أحيا الموتى وكفى بذلك دليلا على أنه هو الله)) '' بين الإسلام والمسيحية '' ، ص : (75 - 76) . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
كما
أن المنصر المشهور فندر زعم أن ما ورد في القرآن من أن عيسى خلق طيرا من
الطين إنما هو من صفات الله وحده ذاهبا إلى أن القرآن يؤيد بذلك ألوهية
المسيح عبد الرحمن الجزيري : '' أدلة اليقين '' ص : (363) . .
ويورد
المنصر المعاصر يوسف الحداد قولا مجملا عن دلالة القرآن على ألوهية المسيح
- بزعمه - وتفرده عن غيره من الأنبياء فضلا عن سائر البشر فيقول : ((إن
القرآن يقرر بصورة عامة أن المسيح آية في حداثته ، آيه في رسالته ، آيه في
قداسته وكماله ، آية في شخصيته ، آية في انفراده ، وأن هذه الشخصية في
القرآن تسمو على جميع الأنبياء ، وأن الآيات بمجملها لا يمكن إلا أن تترك
في نفس القارئ فكرة عظيمة عن سمو المسيح حتى لتخرج به عن طبقة البشر وتترك
الباب مفتوحا لاعتقاد النصارى بألوهيته)) نقلا عن : محمد عزة دروزة : '' القرآن والمبشرون '' الطبعة الثانية (1392هـ - 1972م) ، ص : (399) . .
هذه
من أبرز الادعاءات التي زعم المنصرون قديما وحديثا إستنادا إليها أن
القرآن يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح - عليه السلام - وقد بدأت منذ عصر
الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما مر آنفا - على يد نصارى عرب مثل : وفد
نصارى نجران ، ثم تبعهم فيما بعد عبد المسيح الكندي ، وغيره .
والمنصرون
تبعا لذلك وتطويرا له وصلوا إلى مرحلة خطيرة من التلبيس في عرض بهتانهم
هذا وما شابهه على المسلمين ، ولا سيما غير المتقنين للعربية . ثم إن هذا
الأسلوب أسلوب فكري (هجومي) يخاطب عقل المسلم ويرمي إلى التأثير فيه من
خلال مسلماته لزلزلة اعتقاده وإيمانه بربه سبحانه وتعالى ، ومحاولة الوصول
به في مرحلة تالية إلى تنصيره إن لم يكن من المرحلة الأولى ، ولخطورة هذا
الأسلوب وما يتطلبه - فيما يرى الباحث - من مقدمات عامة يستند إليها في
الرد المفصل لاحقا رئي نقد هذه الادعاءات التي افتراها المنصرون على كتاب
الله - سبحانه وتعالى - في المبحثين الآتيين على نحو مجمل أولا ، ثم على
نحو مفصل - إن شاء الله تعالى - ثانيا .