يا أيّها الشّرق انظر إلى | القوم الذين شددت أزرك فيهم
|
ما زلت تكلأهم بطرف ساهر | يحيي الظلام و هم هجود نوّم
|
و الغرب يرنو خافا | أجدادهم و يودّ لو لم ينعموا
|
حتى إذا طرّت شواربهم و بات | من الشباب لهم طراز معلم
|
خرجوا عليك و أنت لا تدري و هم | لا يشعرون و لو دروا لتندّموا
|
يا طالما مثلوا لديك كأنّهم | أذد الشّرى فنسيت أنّك تحلم
|
ورجوت ما يرجوه كلّ أب لدى | أبنائه / أنّ العقوق مذمّم
|
و لطالما شدت القصور من المنى | خاب الرّجاء و ساء ما تتوهّم
|
ألهتهم الدّنيا فهذا بالطّلى | صبّ و هذا بالحسان متيّم
|
و الخمر فاتكة بناعم | ترف يكاد من النّسائم يسقم
|
قد أصبحوا وقفا على شهواتهم | يستسلمون لها و لا تستسلم
|
لم يفهموا معنى الحياة و كنهها | إنّ البليّة أنّهم لم يفهموا
|
فليقلعوا عن غيّهم إنّي أرى | خور الشيوخ بهم و لمّا يهرموا
|
قد قلّدوا الغربيّ في آفاقه | تقليده الشّرقيّ فيما يعصم
|
فتنتهم لغة الأعاجم إنّما | لغة الأعاجم منهم تتبرّم
|
أمسى الذي تهدى إليه لآليء | و كأنّما هو بالحجارة يرجم
|
لا تعذل الشعراء إن بخلوا به | إنّ القريض على الغبيّ محرّم
|
بتنا و بات الشّرق يمشي القهقرى | مع ذاك نحسب أنّنا نتقدّم |