عاد للأرض مع الصيف صباها | فهي كالخود التي تمّت حلاها
|
صور من خضرة في نضره | ما رآها أحد إلاّ اشتهاها
|
ذهب الشمس على آفاقها | و سواد اللّيل مسك في ثراها
|
و نسيم في أشجارها | و شوشات يطرب النهر صداها
|
و السّواقي فتن راقصة | ضحكها شدو و تهليل بكاها
|
و الأقاحي صور خلّابة | و أغاني الطير شعر لا يضاهى
|
إنّها الجنة لامريء | هو فيها و قليلا ما يراها
|
أيّها المعرض عن أزهارها | لك لو تعلم ، يا هذا ، شذاها
|
أيّها النائم عن أنجمها | خلق الله لعينيك سناها
|
أيّها الكابح عن لذّاتها | نفسه ، هيهات لن تعطى سواها
|
لا تؤجّل لغد ، ليس غد | غير يوم كالّذي ضاع و تاها
|
و إذا لم تبصر النفس المنى | في الضحى كيف تراها في مساها
|
هذه الجنّة فاسرح في رباها | و اشهد السّحر زهورا و مياها
|
و استمع للشّعر من بلبلها | فهو الشعر الذي ليس يضاهى
|
...
|
ما أحيلى الصيف ما أكرمه | ملأ الدنيا رخاء ورفاها
|
عندما ردّ إلى الأرض الصّبا | ردّ أحلامي التي الدهر طواها
|
كنت أشكو مثلما تشكو الضّنى | فشفى آلام نفسي وشفاها |