مرّت ليال و قلبي حائر قلق | كالفلك في النهر هاج النوء مجراه
|
أو كالمسافر في قفر على ظمإ | أضنى المسير مطاياه و أضناه
|
لاأدرك الأمر أهواه و أطلبه ، | و أبلغ الأمر نفسي ليس تهواه
|
عجبت من قائل إنّي نسيتكم | من كان في القلب كيف القلب ينساه ؟
|
إن كنت بالأمس لم أهبط مربعكم | فالطير يقعد موثوقا جناحاه
|
فلا يقرّبه شوق إلى نهر | و ليس تنقله في الرّوض عيناه
|
و ليس يشكو و لا يبكي مخافة أن | تؤذي مسامع من يهوى شكاواه
|
إنّي لأعجب منّا كيف تخدعنا | عن الحقائق أمثال و أشباه
|
إذا بنى رجل قصرا وزخرفه | سقنا إليه التهاني و امتدحناه
|
و ما بنى قصره إلاّ ليحجب عن | أبصارنا في زواياه خطاياه
|
و نمدح المرء من خزّ ملابسه | و ذلك الخزّ لم تنسجه كفّاه
|
و إن أتانا أخو مال يكاثرنا | بالتّبر تيها رجوناه و خفناه
|
و قد يكون نضار في خزائنه | دما سفكناه أو جهدا بذلناه
|
لا تحسب المجد ما عيناك أبصرتا | أو ما ملكت هو السلطان و الجاه
|
ألمال مولاك ما أمسكته طمعا | فانفقه في الخير تصبح أنت مولاه
|
ما دام قلبك فيه رحمة لأخ | عان ، فأنت امرؤ في قلبك الله |