سألتني و قد رجعت إليها | و على مفرقي غبار السنينا :
|
أيّ شيء وجدت في الأرض بعدي ؟ | قلت : إنّي وجدت ماء و طينا
|
جمع الحسن و الدمامة و الإق | دام و الخوف و النهى و الجنونا
|
و الرجاء الذي يصير به الفد | فد روضا ، و شوكه نسرينا
|
و القنوط الذي يعرّي من الأو | راق في نشوة الربيع الغصونا
|
ووجدت الهوى كما كان قدما | ثقة تارة ، و طورا ظنونا
|
و شبابا سكران من خمرة الوهم | يخال المحال أمرا يقينا
|
فإذا شاخت الرؤى و تلاشت | وصحا بات جزمه تخمينا
|
لا يزال الإيمان نوعا من | الرّهبة ، و الحسن للغرور خدينا
|
لا يزال الغنيّ يختال في الأر | ض و إن كان جاهلا مأفونا
|
كلّ من قد لقيت مثلك ، يا نف | سي ، في ما تبدين أو تخفينا
|
فانظري مرّة إليك مليّا | تبصري الأوّلين و الآخرينا |