أيّ خطب دها فبات المهجر | مثل حقل مرّت عليه صرصر
|
ضربت عقد زهرة فتبعثر | و مشت فوق عشبه فتنكر
|
بعد أن كان عبهريا نديّا
|
*
|
قد سمعنا ، يا ليتنا لم نسمع | نبأ زعزع القلوب و ضعضع
|
فجزعنا ، و حقنا أن نجزع | لفراق الفتى الأديب الألمع
|
وذرفنا دمعا سخينا سخيّا
|
*
|
قد بكينا كما بكى لبنان | و حنّتنا كأرزه الأحزان
|
ليس بعد الأمين ثمّ مكان | غير مستوحش و لا إنسان
|
ذو وفاء لم يبك ذاك الوفيّا
|
*
|
ألمهيّ قد غاب تحت الرغام | إنّما لم يغب عن الأفهام
|
فهو باق فينا مدى الأيّام | فعليه تحيتي و سلامي
|
عاش حرّا ، و مات حرّا أبيّا
|
*
|
لم يعفّر جبينه في التراب | لم يوارب في موقف ، لم يحارب
|
لم يبع قومه من الأغراب | لم يسر في سوى طريق الصواب
|
لم يكن خائنا و لا إمعيّا
|
*
|
عاش في الأرض مثل زهر البنفسج | كلّما زاد فركه يتأرّج
|
و كنجم في برجه يتوهّج | لا يبالي أحبّه من أدلج
|
أم أحبّ اللّيل البهيم الدجيّا
|
*
|
فابسمي فوق قبره ، يا نجوم | و ترنّم من حوله ، يا نسيم
|
فالدّفين الذي هناك يقيم | بطل مصلح وروح كريم
|
و لسان تخاله نبويّا
|
*
|
و تنصّت إذا رأيت الأقاحي | جاثيات في هيكل الأرواح
|
قائلات بلهجة النصّاح | أيّها النّاس ، بعض هذا النذواح
|
" فأمين " ما زال في الأرض حيّا
|