ينشأ البوتيوليزم نتيجة سموم تفرزها بكتيريا ذات اسم مرعب شبيه بتعويذة سحرية هو (كلوستريديوم بوتيولينوم)، يعرف العلماء منها ثمانية أنواع مختلفة منها ما يصيب الإنسان ومنها ما يصيب الحيوانات والطيور والأسماك. تعزل هذه البكتيريا نفسها داخل غلاف (نسميها حويصلات أو أبواغ) كي تحتمي من الحرارة والظروف البيئية، وتتمكن هذه البكتيريا من التكاثر في ظروف غياب الأكسجين كما في الأطعمة المعلبة أو الأغذية المخزنة بطريقة سيئة (مثلما في حالة السمك المملح) وتفرز حينئذ المادة السمية التي تسبب المرض.
...................................................................
يقدر العلماء أن سم البوتيولين هو أحد أقوى السموم المعروفة على الإطلاق، ويمكن تفهم هذا إذا ما عرفنا كيف يعمل؛ فهو يعبث بالإشارات التي تصل بين العصب والعضلة التي يحركها ويتحد مع الأسيتيل كولين (الوسيط الذي يحث العضلة على الانقباض) قبل وصوله إلى هدفه، أو يمنع إفرازه من النهايات العصبية بالأساس.
ولسوء الحظ فإن الأعصاب الأكثر نشاطاً هي الأكثر تضرراً، فتبدأ المتاعب بأعراض تأثر الأعصاب اللاإرادية كجفاف الحلق والدوار والإمساك مع الغثيان والقئ، ثم أعراض تلي تأثر الأعصاب الدماغية كإتساع حدقة العين وإزدواج الرؤية وإرتخاء الجفن وصعوبة التحدث أو البلع وفقدان تعابير الوجه، بعدها يبدأ إرتخاء العضلات بشكل مميز في الانتشار من العنق إلى الكتف والأذرع ثم عضلات الأرجل من أعلى لأسفل، في الحالات المتدهورة تصاب عضلات التنفس بالشلل ما يسبب فشل التنفس ويكون هذا غالباً سبب الوفاة.
................................................................................
حدث كل هذا في غضون ساعات إلى عدة أيام، ولا يصحب المرض حمى في العادة، كما أن ظهور أعراض متشابهة بين من تناولوا ذات الطعام يرجح التشخيص. من المهم إدراك أن هذا النوع من البكتيريا لا ينتقل بالعدوى من شخص لشخص، وإنما تحدث الإصابة في حالة تسمم الطعام عند تكاثر البكتيريا في الأغذية غير المخزنة جيداً والمعرضة لدرجات حرارة غير مناسبة مثل الأسماك المملحة والمدخنة، ومنتجات اللحوم والأسماك المعلبة، والخضروات المحفوظة في أماكن سيئة التهوية.
هناك نوع خاص من البوتيوليزم منتشر أكثر في البلدان الغربية يصيب الأطفال الرضع وفيه تتكاثر البكتيريا داخل أمعائهم (حيث تكون مناعتهم حينها غير مكتملة بعد، فهذا لا يمكن حدوثه في البالغين) وقد وجد أن عسل النحل الملوث بحويصلات البكتيريا هو السبب الرئيس.
............................................................................
لا تصيب بكتيريا (كلوستيريديوم بوتيولينوم) الإنسان عن طريق الطعام الملوث فحسب، فقد تدخل عن طريق الجروح الملوثة، حيث تشكل الأنسجة الميتة وسطاً مناسباً للتكاثر وإفراز مادتها السمية في غياب الأكسجين، والتي تنتشر بعدها في مجرى الدم مسببة ذات الأعراض السابقة لكنها تأخذ وقتاً أطول في الظهور بعد فترة حضانة قد تصل لأسبوعين. هناك أيضاً حالات تم فيها
معظمنا.
إستنشاق سم البوتيولين داخل المعامل وأدى لذات الأعراض الخطيرة، يعطينا هذا فكرة عن خطورة البوتيولين كسلاح بيولوجي
...............................................................
ما هو العلاج إذاً ؟
تعامل كل حالات البوتيوليزم بوصفها حالات طارئة تستدعي التدخل السريع والتأكد من عدد الحالات المصابة وعدم بقاء أي طعام ملوث. بالإضافة للإسعافات الأولية والعلاج المساعد في المستشفى، قد يتطلب الأمر إستخدام جهاز التنفس الصناعي في حالات فشل التنفس، ويحتاج شلل العضلات عدة أسابيع للتعافي. إذا ما تم إعطاء المصل المضاد لسم البوتيولين في وقت مبكر فإنه يساعد على تخفيف حدة المرض، لكن توفيره قد لا يكون متاحاً دائماً بسبب كلفته العالية.
ولذلك فالوقاية هي الخيار الأفضل لا شك؛ الإعداد الجيد للطعام أمر ضروري (الطهو على درجة حرارة > 85 مئوية لأكثر من خمس دقائق كفيل بالقضاء على الميكروب)، تعقيم الأطعمة المعلبة بالحرارة، والتأكد من إعادة غلي وتسخين الأطعمة التي تقوم بحفظها في البيت، وبالطبع منع تلوث الجروح بإستخدام المواد المطهرة.
...................................................................
يقدر العلماء أن سم البوتيولين هو أحد أقوى السموم المعروفة على الإطلاق، ويمكن تفهم هذا إذا ما عرفنا كيف يعمل؛ فهو يعبث بالإشارات التي تصل بين العصب والعضلة التي يحركها ويتحد مع الأسيتيل كولين (الوسيط الذي يحث العضلة على الانقباض) قبل وصوله إلى هدفه، أو يمنع إفرازه من النهايات العصبية بالأساس.
ولسوء الحظ فإن الأعصاب الأكثر نشاطاً هي الأكثر تضرراً، فتبدأ المتاعب بأعراض تأثر الأعصاب اللاإرادية كجفاف الحلق والدوار والإمساك مع الغثيان والقئ، ثم أعراض تلي تأثر الأعصاب الدماغية كإتساع حدقة العين وإزدواج الرؤية وإرتخاء الجفن وصعوبة التحدث أو البلع وفقدان تعابير الوجه، بعدها يبدأ إرتخاء العضلات بشكل مميز في الانتشار من العنق إلى الكتف والأذرع ثم عضلات الأرجل من أعلى لأسفل، في الحالات المتدهورة تصاب عضلات التنفس بالشلل ما يسبب فشل التنفس ويكون هذا غالباً سبب الوفاة.
................................................................................
حدث كل هذا في غضون ساعات إلى عدة أيام، ولا يصحب المرض حمى في العادة، كما أن ظهور أعراض متشابهة بين من تناولوا ذات الطعام يرجح التشخيص. من المهم إدراك أن هذا النوع من البكتيريا لا ينتقل بالعدوى من شخص لشخص، وإنما تحدث الإصابة في حالة تسمم الطعام عند تكاثر البكتيريا في الأغذية غير المخزنة جيداً والمعرضة لدرجات حرارة غير مناسبة مثل الأسماك المملحة والمدخنة، ومنتجات اللحوم والأسماك المعلبة، والخضروات المحفوظة في أماكن سيئة التهوية.
هناك نوع خاص من البوتيوليزم منتشر أكثر في البلدان الغربية يصيب الأطفال الرضع وفيه تتكاثر البكتيريا داخل أمعائهم (حيث تكون مناعتهم حينها غير مكتملة بعد، فهذا لا يمكن حدوثه في البالغين) وقد وجد أن عسل النحل الملوث بحويصلات البكتيريا هو السبب الرئيس.
............................................................................
لا تصيب بكتيريا (كلوستيريديوم بوتيولينوم) الإنسان عن طريق الطعام الملوث فحسب، فقد تدخل عن طريق الجروح الملوثة، حيث تشكل الأنسجة الميتة وسطاً مناسباً للتكاثر وإفراز مادتها السمية في غياب الأكسجين، والتي تنتشر بعدها في مجرى الدم مسببة ذات الأعراض السابقة لكنها تأخذ وقتاً أطول في الظهور بعد فترة حضانة قد تصل لأسبوعين. هناك أيضاً حالات تم فيها
معظمنا.
إستنشاق سم البوتيولين داخل المعامل وأدى لذات الأعراض الخطيرة، يعطينا هذا فكرة عن خطورة البوتيولين كسلاح بيولوجي
...............................................................
ما هو العلاج إذاً ؟
تعامل كل حالات البوتيوليزم بوصفها حالات طارئة تستدعي التدخل السريع والتأكد من عدد الحالات المصابة وعدم بقاء أي طعام ملوث. بالإضافة للإسعافات الأولية والعلاج المساعد في المستشفى، قد يتطلب الأمر إستخدام جهاز التنفس الصناعي في حالات فشل التنفس، ويحتاج شلل العضلات عدة أسابيع للتعافي. إذا ما تم إعطاء المصل المضاد لسم البوتيولين في وقت مبكر فإنه يساعد على تخفيف حدة المرض، لكن توفيره قد لا يكون متاحاً دائماً بسبب كلفته العالية.
ولذلك فالوقاية هي الخيار الأفضل لا شك؛ الإعداد الجيد للطعام أمر ضروري (الطهو على درجة حرارة > 85 مئوية لأكثر من خمس دقائق كفيل بالقضاء على الميكروب)، تعقيم الأطعمة المعلبة بالحرارة، والتأكد من إعادة غلي وتسخين الأطعمة التي تقوم بحفظها في البيت، وبالطبع منع تلوث الجروح بإستخدام المواد المطهرة.