أزور فتقصيني وأنأى فتعب | وأوهم أني مذب حين تغضب |
وأرجو التلاقي كلّما بخلت به | كذلك يرجى البرق والبرق خلّب |
وأعجب من لاح يطيل ملامتي | ويعجب مني عاذلي حين أعجب |
هو البخل طبع في الرجال مذمم | ولكنه في الغيد شيء محبب |
كلفت بها بيضاء سكرى من الصبا | وما شربت خمرا ولا هي تشرب |
لها الدرّ ثغر واللجين ترائب | وشمس الضّحى أم وبدر الدّجى أب |
خليلي أما خدّها فمورّد | حياء واما ثغرها فهو اشنب |
لئن فرقّت بين الغواني جمالها | لدام لها ما يجعل الغيد تغضب |
ولو أن رهبان الصوامع أبصروا | ملاحتها واللّه لم يترهّبوا |
تكلّفني في الحبّ ما لا أطيقه | وتضحك إما جئتها أتعتّب |
أفاتنتي حسب المتّيم ما به | وحسبك أني دون ذنب أعذّب |
أحبك حبّ التازح الفرد أهله | فهل منك حب الأهل من يتغرّب؟ |
وهبتك قلبي واستعضت به الأسى | وهبتك شيئا في الورى ليس يوهب |
فإن يك وصل فهو ما أتطلّب | وإن يك بعد فالمنيّة أقرب |