يمشي الزمان بمن ترقب حاجة | متثاقلا كالخائف المتردّد
|
حتى ليحسبه أسيرا موثقا | ويراه أبطأ من يح مقعد
|
ويخال حاجته التي يصبو لها | في دارة الجوزاء أو في الفرقد
|
ويكون ما يرجوه زورة صاحب | ويكون أبعد ما يرجّى في غد
|
فإذا تولّى النفس خوف في الضحى | من واقب تحت الدجى أو معتد
|
طارت بها خيل الزمان ونوقه | نحو الزمان المدلهمّ الأسود
|
فكأنها محمولة في بارق، | أو عارض، أو عاصف في فدفد
|
ويكون أقصر ما يكون إذا الفتى | مدّت له الدنيا يد المتودّد
|
فتوسط اللذّات غير منفّر | وتوسد الأحلام غير منكّد
|
فإذا لذيذ العيش نغبة طائر | وإذا طويل الدهر خطرة مرود
|
وإذا الفتى لبس الأسى ومشى به | فكأنما قد قال للزمن اقعد
|
فإذا الثواني أشهر، وإذا الدقائق | أعصر ، والحزن شيء سرمدي
|
وإذا صباح أخي الأسى أو ليله | متجدد مع همه المتجدّد
|
فهو الورى وأذلّهم أنّ الورى | متعلل، أو طامع ، أو مجتد
|
جعلوا رغائبهم قياس زمانهم | والدهر أكبر أن يقاس بمقصد
|
وقلت في نفسي الرغائب والمنى | فقهرته بتجرّدي وترّهدي
|
يشكو الذي يشكو السهاد جفونه | أو لم يكن ذا ناظر لم يسهد
|
إن كان شيء للنفاد أعده | فيما انقضى ومضى وإن لم ينفد
|
ما أن رأيت الكحل في حدق المهى | إلاّ لمحت الدود خلف الأثمد
|
من ليس يضحك والصباح مورّد | لم يكتئب والصبح غير مورّد
|
سيّان أحلام أراها في الكرى | عندي ، وأشياء اشتملت يدي
|
أنا في الزمان كموجة في زاخر | أنا فيه إن يزيد وإن لم يزيد
|
مهما تلاطم فهو ليس بمغرقي، | أو مخرجي منه، ولا بمبدّدي
|
هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا | هل أرتجي وأخاف ما لم يوجد
|
والأمس فيّ فكيف أحسبه انتهى | أفما رأيت الأصل في الفرع الندي؟
|
قبل كبعد حالة وهميّة | أمسي أنا، يومي أنا، وأنا غدي |