كَحبّاتِ المَطرِ يَهطِلُ المِداد .. قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك
وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ
** * **
جئتُ أحث القلم على البَوح .. فخذَلَني !
فثارَ السؤالُ مُطالِبا بجواب : مَن يَتَحكّم في الآخرِ ؟!
** * **
هل نحتاج إلى أكثر مِن يَدٍ واحدةٍ تُمسك بيَدِنا ـ بحرصٍ وحَنانٍ ـ كي نعبر الشَّارِع بأمانٍ وسلامٍ ؟!
** * **
عِندما تكتشف أنَّك غارقٌ في مُستنقعٍ آسن غادِرْه فورًا؛ لا تُفكِّر ـ برومانسيةٍ بلهاء ـ أن تقومَ بتنظيفِ المُستنقع !
** * **
ثمَّة قلوب إن علمنا أنها تضرعت لله ودعت لنا شعرنا بالطمأنينة تسري في عروقنا.
** * **
يَسيرُ مُرهقًا في دائِرَةٍ مُفرَغةٍ بحثًا عَن جِذعِ زاويَةٍ يَستندُ إليه !
** * **
هَجَر (هُنا) فاستقبلَه (هُناك) بحفاوةٍ، لكنَّه ما لَبِثَ أن ترَكَ (هُناك)، وعادَ لِيَستقبِله (هُنا) بحفاوة أكبر !
في ظلِّ هذا الغُموض أيحقّ للمَرء أن يَسأل : ما الذي يَحدث ؟!
** * **
كنتُ أمارس عادَة غَريبَة ، لا أدري من أين اكتسبتها !
كنتُ أدوِّن على الأوراق النَّقديَّة عبارات دعويَّة ، وأقول: علّ أحدهم يقرؤها فتكونُ له نِبراس هِداية، فيُكتَب لي الأجر...
إلا أنَّني اضطررتُ إلى تركها عندما صَدر قرارٌ مَفاده :
أنَّهم لن يَقبلوا أيَّة ورقة نقديَّة قد نُقشَ عليها بالحبر الـ ـ ـ /
أيّا كان لونه!
** * **
كَمْ أحتـاجُ إلى .. وَطن
إلى مَساحَةٍ حُرَّة بحجمي لا أكبر ..
إلى بُقعةِ أرضٍ ثابِتةٍ تحتَ قدميّ ..
مَهما تَعَثَّرتُ على سَطحِها لا أقع !
** * **
الطَّريقُ واحدٌ، ومَا مِنهم كَفيف، فلِمَ وَصَلَ البعض؟ بينما انت**َ البعض الآخر ..!
** * **
كانَت
تُتابِع نَشرة الأخبارِ التي اكتظَّت بصُوَرِ القتلى والجرحى والتَّدمير،
حينما أقبلَ زوجها نحوَها وراحَ يَشكو لها ظُلم رئيسه له في العَمَل !
فابتسم "عبد الودود" ابتسامة ذابلة في وجه أبيه قائلا: - لا تحزن يا والدي الحبيب، فظلم ذَوي القُربى أشدّ مَضاضة!
- ماذا تقصد يا بُنيّ ؟
فأجابته الأم بحزن: - قبل قليل كان "عبد الودود" يسألني عن عِلاج ناجِع لفظاظةِ زوجه وتكبّرها !
- لا حول ولا قوة إلا بالله!
نفثت "الآه" مِن صَدرها، وأطرقت تفكِّر ...
وبَينما هي في توجُّعها إذ جاءتها ابنتها ـ بصُحبة أبنائها ـ بوجهٍ مُكْفَهِرَ وعيون تفيض دَمعًا من قسوة الزَّوج وجَبَروته !
ثمَّ رنَّ جَرس الهاتِف فدعت الله ـ سرًّا ـ أن يُسمعها خيرًا، لكن سُرعان ما خاب رجاؤها !
فها هو صَوت بنت أختها يُرَدِّدُ شكواه الدَّائمة مِن غياب الوالدين وانشغالهما المُستمِر !
دَقائق
من الصَّمتِ خيّمت على المكان، قطَعَها صَوت طَرق خَفيف على باب المنزل،
فإذ بالجارةِ "أم وصال" تستأذنها بالدُّخول، والجلوس بين يَدَيْها لتبثّها
شكواها مِن ظلمِ أخيها، وأكْله مالها بغيرِ وَجه حقّ !
- يا "رَحمـة"...
بالكاد سَمعتُ اسمي وهو يَنتقل عبر مَوجات الهواء، فقد غاصَ صوتها في أَوْدية من ألَم !
- نَعَم يا أمِّي الحبيبة ...
- خُذي بيدي يا ابنتي ، أريدُ الخروج إلى فناءِ المنزلِ حيثُ النَّسمات النقيَّة العليلة ..
تَسَربَلَت بشالها الصُّوفي ، ثم اتَّكأت على يَدي وخرجنا ..
في
الكون بَقايا نور، والسَّماء مُكتظَّة بالغُيوم ، حتّى خُيِّل إليَ أن
الغَيمة إن سَجَدَت فَسَتسْجد على ظهرِ أختِها مِن ضِيق المكان!
مَنظرٌ لم أرَ مثله مِن قبل ...
- انظري يا أمّاه، كلّ هذا الغَيم ولا قطرة مَطر واحِدة !
- كيف سَنُمْطَر يا ابنتي، وكيف سَنُنصَر وكلّ هذا الظلم في عالَمِنا ؟!
- لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
- لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ
** * **
جئتُ أحث القلم على البَوح .. فخذَلَني !
فثارَ السؤالُ مُطالِبا بجواب : مَن يَتَحكّم في الآخرِ ؟!
** * **
هل نحتاج إلى أكثر مِن يَدٍ واحدةٍ تُمسك بيَدِنا ـ بحرصٍ وحَنانٍ ـ كي نعبر الشَّارِع بأمانٍ وسلامٍ ؟!
** * **
عِندما تكتشف أنَّك غارقٌ في مُستنقعٍ آسن غادِرْه فورًا؛ لا تُفكِّر ـ برومانسيةٍ بلهاء ـ أن تقومَ بتنظيفِ المُستنقع !
** * **
ثمَّة قلوب إن علمنا أنها تضرعت لله ودعت لنا شعرنا بالطمأنينة تسري في عروقنا.
** * **
يَسيرُ مُرهقًا في دائِرَةٍ مُفرَغةٍ بحثًا عَن جِذعِ زاويَةٍ يَستندُ إليه !
** * **
هَجَر (هُنا) فاستقبلَه (هُناك) بحفاوةٍ، لكنَّه ما لَبِثَ أن ترَكَ (هُناك)، وعادَ لِيَستقبِله (هُنا) بحفاوة أكبر !
في ظلِّ هذا الغُموض أيحقّ للمَرء أن يَسأل : ما الذي يَحدث ؟!
** * **
كنتُ أمارس عادَة غَريبَة ، لا أدري من أين اكتسبتها !
كنتُ أدوِّن على الأوراق النَّقديَّة عبارات دعويَّة ، وأقول: علّ أحدهم يقرؤها فتكونُ له نِبراس هِداية، فيُكتَب لي الأجر...
إلا أنَّني اضطررتُ إلى تركها عندما صَدر قرارٌ مَفاده :
أنَّهم لن يَقبلوا أيَّة ورقة نقديَّة قد نُقشَ عليها بالحبر الـ ـ ـ /
أيّا كان لونه!
** * **
كَمْ أحتـاجُ إلى .. وَطن
إلى مَساحَةٍ حُرَّة بحجمي لا أكبر ..
إلى بُقعةِ أرضٍ ثابِتةٍ تحتَ قدميّ ..
مَهما تَعَثَّرتُ على سَطحِها لا أقع !
** * **
الطَّريقُ واحدٌ، ومَا مِنهم كَفيف، فلِمَ وَصَلَ البعض؟ بينما انت**َ البعض الآخر ..!
** * **
كانَت
تُتابِع نَشرة الأخبارِ التي اكتظَّت بصُوَرِ القتلى والجرحى والتَّدمير،
حينما أقبلَ زوجها نحوَها وراحَ يَشكو لها ظُلم رئيسه له في العَمَل !
فابتسم "عبد الودود" ابتسامة ذابلة في وجه أبيه قائلا: - لا تحزن يا والدي الحبيب، فظلم ذَوي القُربى أشدّ مَضاضة!
- ماذا تقصد يا بُنيّ ؟
فأجابته الأم بحزن: - قبل قليل كان "عبد الودود" يسألني عن عِلاج ناجِع لفظاظةِ زوجه وتكبّرها !
- لا حول ولا قوة إلا بالله!
نفثت "الآه" مِن صَدرها، وأطرقت تفكِّر ...
وبَينما هي في توجُّعها إذ جاءتها ابنتها ـ بصُحبة أبنائها ـ بوجهٍ مُكْفَهِرَ وعيون تفيض دَمعًا من قسوة الزَّوج وجَبَروته !
ثمَّ رنَّ جَرس الهاتِف فدعت الله ـ سرًّا ـ أن يُسمعها خيرًا، لكن سُرعان ما خاب رجاؤها !
فها هو صَوت بنت أختها يُرَدِّدُ شكواه الدَّائمة مِن غياب الوالدين وانشغالهما المُستمِر !
دَقائق
من الصَّمتِ خيّمت على المكان، قطَعَها صَوت طَرق خَفيف على باب المنزل،
فإذ بالجارةِ "أم وصال" تستأذنها بالدُّخول، والجلوس بين يَدَيْها لتبثّها
شكواها مِن ظلمِ أخيها، وأكْله مالها بغيرِ وَجه حقّ !
- يا "رَحمـة"...
بالكاد سَمعتُ اسمي وهو يَنتقل عبر مَوجات الهواء، فقد غاصَ صوتها في أَوْدية من ألَم !
- نَعَم يا أمِّي الحبيبة ...
- خُذي بيدي يا ابنتي ، أريدُ الخروج إلى فناءِ المنزلِ حيثُ النَّسمات النقيَّة العليلة ..
تَسَربَلَت بشالها الصُّوفي ، ثم اتَّكأت على يَدي وخرجنا ..
في
الكون بَقايا نور، والسَّماء مُكتظَّة بالغُيوم ، حتّى خُيِّل إليَ أن
الغَيمة إن سَجَدَت فَسَتسْجد على ظهرِ أختِها مِن ضِيق المكان!
مَنظرٌ لم أرَ مثله مِن قبل ...
- انظري يا أمّاه، كلّ هذا الغَيم ولا قطرة مَطر واحِدة !
- كيف سَنُمْطَر يا ابنتي، وكيف سَنُنصَر وكلّ هذا الظلم في عالَمِنا ؟!
- لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
- لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ