عرفت منظمة الصحة العالمية في عام 1948 "الصحة" بانها: "حالة من العافية الكاملة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية"، " ولسيت حال انتفاء المرض او العجز". ومازال هذا المفهوم معتمدا حتى اليوم.
ولقد تم انتقاد هذا التعريف وذلك لسببين: الاول ينتقد بان التعريف غير واقعي ومثالي جدا من جهة، ويعطي دلالة على ان الصحة ثابتة وغير متغيرة من جهة اخرى. فمن منا يشعر دائما انه بحالة من المعافاة الكاملة؟ وما هو الشيء المتقلب اكثر من الحياة والصحة؟
الصحة هي ابعد بكثير من ان تكون الوقاية من الموت المبكر او انتفاء المرض او العجز. الصحة حالة ديناميكية كاملة من الرفاه الجسدي؟، النفسي، الروحي والاجتماعي. (نت بيم 1997، بيري آند جيسر 1985)
ان تطور وتعدد الصحة من الممكن ان تاخذنا الى نظرة اكثر شمولية بحيث يعطيان الصحة ابعاد عدة يمكن تبويبها كما يلي:
- الصحة البدنية: نعني القدرة على قيام اجسامنا بوظائفها الفيزيولوجية والميكانيكية. وهذا البعد هو الاكثر وضوحا وشهرة.
- الصحة العقلية: تعني القدرة على ان نفكر بوضوح وتناسق. القدرة على التعلم والقدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
- الصحة النفسية: وتعني الراحة النفسية الشخصية للفرد. مثلا ان لا نكون مكتئبين . كما تعني ايضا القدرة على نتعرف على مشاعرنا كالخوف والفرح والحزن وان نعبر عنها بالطريقة المناسبة وعندما نريد. وان نسيطر على الضغوط والقلق ونتعامل معها بايجابية.
- الصحة الروحية: تتضمن الايمان بغرض اعلى او متعالي للوجود. الايمان بان هناك قوة عليا تجمعنا. يربط معظمنا الصحة الروحية بالمعتقدات والممارسات الدينية وبعضنا قد يربطها بالمذاهب والمباديء السلوكية والطرق التي توصل الى راحة النفس والبال.
- الصحةالاجتماعية: تتضمن القدرة على القيام بادوارنا الاجتماعية واقامة واستمرارية علاقات اجتماعية مع الاخرين تكون راضين عنها.
- الصحة المجتمعية: تعني الصحة على مستوى كل من يحيط بالفرد. وذلك لان صحة الفرد بابعادها المذكورة أعلاه تتأثر بصحة المجتمع المحيط به. فمثلا كيف نكون نسوة اصحاء في حال نعيش في مجتمع لا يقدر قيمة المرأة ولا يسمح لها مثلا بالمشاركة في اتخاذ القرارات وكيف نكون اصحاء في منطقة تعاني نفصا في الخدمات الاساسية الصحية والحياتية.
ترتبط وتتاثر هذه الابعاد ببعضها البعض. واي مؤثر على واحد منها يؤدي الى تاثرها جميعا.
ان مفهوم الصحة يرتبط بالوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للاشخاص لاذين يعيشون وضع اقتصادي سيء.
كما تختلف معايير ان نكون "أصحاء" بين شخص وآخر، فنحن مثلا نحدد اذا ما كنا بصحة جيدة حسب معاييرنا وتوقعاتنا الشخصية: فمثلا قد يعتبر مريض القلب بانه قد اصبح بصحة جيدة عندما يصعد الدرج دون ان يعاني من شعور ضيق التنفس، وقد يعتبر غير المدخن بان السعال الصباحي علامة مرضية بينما لا يعتبرها كذلك الشخص المدخن.
باختصار. إنَ تقييم الأشخاص لأنفسهم على أنهم بصحة جيدة أو لا وبالتالي لجوءهم إلى الخدمات الصحية الوقائية أو العلاجية ، يعتمد على خبراتهم، ومعاييرهم، ومعلوماتهم، وقيمهم، وأدوارهم في الحياة ومتطلباتها.
المعافاة حالة إيجابية دائماً والمرض حالة سلبية دائماً. كيف يمكن أن يتعايشا معا؟ يمكن أن يتعايشا في حال فكرنا بمفهوم "تحقيق القدرات".
فلنأخذ مثلاً: شخصان مبتورا الأيدي من جراَءِ حادث، قد يتم التعريف بهما على انهما مريضان. ولكن الأول هو شخص تابع تحصيله العلمي وتخصص في الفنون واشترك مجدداً في مباريات الرسم وهو يعلّم الرسم في إحدى الجامعات ولديه الكثير من العلاقات الإجتماعية.
أم الثاني فهو شخص غاضب لما حدث له، مكتئب ويعزل نفسه عن بقية الناس ونادراً ما يغادر غرفته وتسليته الوحيدة هي مشاهدة التلفاز. ألا يختلف الإثنان في ابعادهما الصحية والجسدية والعقلية والاجتماعية؟ الأول استطاع أن يحقق أكثر من الثاني من امكانياته على الصعيد الاجتماعي والعقلي والجسدي. لذلك أحدهما أقرب للمعافاة من الآخر بالرغم من أنهما من ذوي الحاجات الخاصة.
ما هي العوامل المؤثرة على الصحة؟
هنالك عدة عوامل تؤثو على أن نكون أصحاء أو مرضى، ويمكن تصنيفها كما يلي:
* عوامل وراثية: تتاثر الى حد ما كلّ وظائفنا الفيزيولوجية بالوراثة والتي تسيطر ايضا على هذه الوظائف، إضافة إلى العدد الغير قلل من الامراض التي يمكن توارثها من أهلنا وعائلاتنا.
* عوامل بيئية محيطة بنا ومنها:
- البيئة المادية كالهواء والماء والسكن والمأكل وما إلى ذلك.
- البيئة الاجتماعية: والتي تشمل الوضع الاقتصادي (المدخول المادي ، المستوى التعليمي، الوضع المهني) والثقافي والاجتماعي للفرد ووسائل الدعم المتوفرة له على هذه الأصعدة.
- السياسات الصحية والعامة.
* السلوك الشخصي على الصعيد الصحي بنظرته الشمولية؛ هل ندخن؟ هل نأكل الكثير من المواد الدهنية؟ هل نعرف كيف نسيطر بإيجابية على الغضب وضغوط الحياة اليومية؟ هل نتّكل على الآخرين لاتخاذ قراراتنا؟
* الرعاية الصحية، هل هي متوفرة وهل من الممكن الحصول عليها؟ هل هي مناسبة لحاجاتنا؟ هل هي فعالة؟
تعتبر هذه العوامل متداخلة ولا يمكن الفصل بينها، وفي أغلب الأحيان نجد أن المشكلة الصحية هي نتيجة لتداخل عدة لعوامل مع بعضها البعض:
مثلاً: إنّ أسباب الموت المبكر من جَّراء الإصابة بسرطان الرئة قد تكون: التدخين (سلوك شخصي) تلوث الهواء بالمواد المسببة للسرطانات (عامل بيئي)، عدم توفر خدمات فعّالة للكشف المبكر عن هذه الحالات وتحويلها للمعالجة (رعاية صحية)...
ولقد تم انتقاد هذا التعريف وذلك لسببين: الاول ينتقد بان التعريف غير واقعي ومثالي جدا من جهة، ويعطي دلالة على ان الصحة ثابتة وغير متغيرة من جهة اخرى. فمن منا يشعر دائما انه بحالة من المعافاة الكاملة؟ وما هو الشيء المتقلب اكثر من الحياة والصحة؟
الصحة هي ابعد بكثير من ان تكون الوقاية من الموت المبكر او انتفاء المرض او العجز. الصحة حالة ديناميكية كاملة من الرفاه الجسدي؟، النفسي، الروحي والاجتماعي. (نت بيم 1997، بيري آند جيسر 1985)
ان تطور وتعدد الصحة من الممكن ان تاخذنا الى نظرة اكثر شمولية بحيث يعطيان الصحة ابعاد عدة يمكن تبويبها كما يلي:
- الصحة البدنية: نعني القدرة على قيام اجسامنا بوظائفها الفيزيولوجية والميكانيكية. وهذا البعد هو الاكثر وضوحا وشهرة.
- الصحة العقلية: تعني القدرة على ان نفكر بوضوح وتناسق. القدرة على التعلم والقدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
- الصحة النفسية: وتعني الراحة النفسية الشخصية للفرد. مثلا ان لا نكون مكتئبين . كما تعني ايضا القدرة على نتعرف على مشاعرنا كالخوف والفرح والحزن وان نعبر عنها بالطريقة المناسبة وعندما نريد. وان نسيطر على الضغوط والقلق ونتعامل معها بايجابية.
- الصحة الروحية: تتضمن الايمان بغرض اعلى او متعالي للوجود. الايمان بان هناك قوة عليا تجمعنا. يربط معظمنا الصحة الروحية بالمعتقدات والممارسات الدينية وبعضنا قد يربطها بالمذاهب والمباديء السلوكية والطرق التي توصل الى راحة النفس والبال.
- الصحةالاجتماعية: تتضمن القدرة على القيام بادوارنا الاجتماعية واقامة واستمرارية علاقات اجتماعية مع الاخرين تكون راضين عنها.
- الصحة المجتمعية: تعني الصحة على مستوى كل من يحيط بالفرد. وذلك لان صحة الفرد بابعادها المذكورة أعلاه تتأثر بصحة المجتمع المحيط به. فمثلا كيف نكون نسوة اصحاء في حال نعيش في مجتمع لا يقدر قيمة المرأة ولا يسمح لها مثلا بالمشاركة في اتخاذ القرارات وكيف نكون اصحاء في منطقة تعاني نفصا في الخدمات الاساسية الصحية والحياتية.
ترتبط وتتاثر هذه الابعاد ببعضها البعض. واي مؤثر على واحد منها يؤدي الى تاثرها جميعا.
ان مفهوم الصحة يرتبط بالوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للاشخاص لاذين يعيشون وضع اقتصادي سيء.
كما تختلف معايير ان نكون "أصحاء" بين شخص وآخر، فنحن مثلا نحدد اذا ما كنا بصحة جيدة حسب معاييرنا وتوقعاتنا الشخصية: فمثلا قد يعتبر مريض القلب بانه قد اصبح بصحة جيدة عندما يصعد الدرج دون ان يعاني من شعور ضيق التنفس، وقد يعتبر غير المدخن بان السعال الصباحي علامة مرضية بينما لا يعتبرها كذلك الشخص المدخن.
باختصار. إنَ تقييم الأشخاص لأنفسهم على أنهم بصحة جيدة أو لا وبالتالي لجوءهم إلى الخدمات الصحية الوقائية أو العلاجية ، يعتمد على خبراتهم، ومعاييرهم، ومعلوماتهم، وقيمهم، وأدوارهم في الحياة ومتطلباتها.
المعافاة حالة إيجابية دائماً والمرض حالة سلبية دائماً. كيف يمكن أن يتعايشا معا؟ يمكن أن يتعايشا في حال فكرنا بمفهوم "تحقيق القدرات".
فلنأخذ مثلاً: شخصان مبتورا الأيدي من جراَءِ حادث، قد يتم التعريف بهما على انهما مريضان. ولكن الأول هو شخص تابع تحصيله العلمي وتخصص في الفنون واشترك مجدداً في مباريات الرسم وهو يعلّم الرسم في إحدى الجامعات ولديه الكثير من العلاقات الإجتماعية.
أم الثاني فهو شخص غاضب لما حدث له، مكتئب ويعزل نفسه عن بقية الناس ونادراً ما يغادر غرفته وتسليته الوحيدة هي مشاهدة التلفاز. ألا يختلف الإثنان في ابعادهما الصحية والجسدية والعقلية والاجتماعية؟ الأول استطاع أن يحقق أكثر من الثاني من امكانياته على الصعيد الاجتماعي والعقلي والجسدي. لذلك أحدهما أقرب للمعافاة من الآخر بالرغم من أنهما من ذوي الحاجات الخاصة.
ما هي العوامل المؤثرة على الصحة؟
هنالك عدة عوامل تؤثو على أن نكون أصحاء أو مرضى، ويمكن تصنيفها كما يلي:
* عوامل وراثية: تتاثر الى حد ما كلّ وظائفنا الفيزيولوجية بالوراثة والتي تسيطر ايضا على هذه الوظائف، إضافة إلى العدد الغير قلل من الامراض التي يمكن توارثها من أهلنا وعائلاتنا.
* عوامل بيئية محيطة بنا ومنها:
- البيئة المادية كالهواء والماء والسكن والمأكل وما إلى ذلك.
- البيئة الاجتماعية: والتي تشمل الوضع الاقتصادي (المدخول المادي ، المستوى التعليمي، الوضع المهني) والثقافي والاجتماعي للفرد ووسائل الدعم المتوفرة له على هذه الأصعدة.
- السياسات الصحية والعامة.
* السلوك الشخصي على الصعيد الصحي بنظرته الشمولية؛ هل ندخن؟ هل نأكل الكثير من المواد الدهنية؟ هل نعرف كيف نسيطر بإيجابية على الغضب وضغوط الحياة اليومية؟ هل نتّكل على الآخرين لاتخاذ قراراتنا؟
* الرعاية الصحية، هل هي متوفرة وهل من الممكن الحصول عليها؟ هل هي مناسبة لحاجاتنا؟ هل هي فعالة؟
تعتبر هذه العوامل متداخلة ولا يمكن الفصل بينها، وفي أغلب الأحيان نجد أن المشكلة الصحية هي نتيجة لتداخل عدة لعوامل مع بعضها البعض:
مثلاً: إنّ أسباب الموت المبكر من جَّراء الإصابة بسرطان الرئة قد تكون: التدخين (سلوك شخصي) تلوث الهواء بالمواد المسببة للسرطانات (عامل بيئي)، عدم توفر خدمات فعّالة للكشف المبكر عن هذه الحالات وتحويلها للمعالجة (رعاية صحية)...
