يستطيع بعض الأشخاص النوم في أماكن يكثر فيها الضجيج والفوضى
كالمطارات ومحطات القطار، وفي أي مكان مزدحم
بينما لا يستطيع آخرون النوم مع وجود أصوات وان كانت منخفضة..
ترى ما سبب نجاح الفريق الأول في النوم وتجاهل أفراده للظروف الخارجية؟!
أماط باحثون من جامعة هارفارد جزءاً من اللثام الذي يلف هذه الظاهرة
بعد ان اثبتوا الدور الأساسي للموجات الدماغية في استقرار النوم أمام المؤثرات الخارجية.
وفق الدراسة التي نشرها فريق الباحثين في مجلة كارانت بايلوجي
فان دماغ هذا النوع من الأشخاص الذين يستطيعون النوم مهما كانت الظروف
ينتج وفي حالته الطبيعية، أمواجا دماغية أكثر ما يسمح له بتوقيف عملية انتقال الأصوات.
تعتبر نوعية النوم محددا رئيسيا لسلامة صحتنا واجسامنا، غير ان
الضجيج الذي اصبح ملازما لمجتمعاتنا العصرية، بات من أهم الأسباب
المؤدية إلى اضطرابات النوم خصوصا في المناطق الحضرية
ففي دراسة اجراها صندوق الضمان الصحي في باريس
اكد 40 في المائة من الباريسيين ان الضجيج
هو السبب الرئيسي لمعاناتهم من اضطرابات النوم.
ويقول البروفيسور داميان ليجي المسؤول عن مركز النوم في منطقة «اوتيل ديو» الباريسية
ان الضجيج الذي ينتج عن وسائل النقل البرية وايضا الجوية في المناطق المحاذية للمطارات
بالاضافة إلى ضجيج الجيران وضجيج العائلة نفسه، هو ما يسبب اضطرابات النوم.
ويتكون الليل من الناحية الفسيولوجية من ست دورات
تتراوح فترة كل دورة ما بين ساعة وساعتين وتبدأ بالنوم الخفيف
ثم العميق، وتنتهي بفترة النوم التي نرى فيها الأحلام.
وتترجم هذه المراحل بأنواع مختلفة من الأموال لدى قياسها
عن طريق جهاز الأمواج الدماغية (ايه ايه جي)
لذلك اهتم تيان تان دانغ فو وزملاؤه بحزم الموجات الدماغية
التي يتم انتاجها من قبل منطقة في الدماغ خلال فترة النوم الخفيف.
وتسمح هذه الموجات بالانتقال من مرحلة اليقظة إلى مرحلة النوم العميق
بحسب البروفيسور ليجي.
لقد خضع للتجربة الاميركية 12 شابا في صحة جيدة ولا يعانون أي مشاكل في النوم
حيث سجل نشاطهم الدماغي خلال ليلة هادئة ثم خلال ليلتين مواليتين
تم تعريضهم فيها الى اربعة عشر نوعا من الضجيج بحدات متزايدة
كأصوات أحاديث ورنات هواتف نقالة وصوت سيفون الحمام والغسالة وصوت المروحية
واستخلص العلماء
انه كلما انتج مخ الإنسان موجات دماغية للنوم بصفة طبيعية قاوم الضجيج الخارجي.
وينتظر ان يكون لهذا الاكتشاف انعكاسات من الناحية العلاجية
حيث يمكن ان يضع الاطباء لاحقا طرقا ميكانيكية او مغناطيسية او ادوية
لتحفيز إنتاج حزم أمواج النوم هذه، لكن ذلك لن يكون في الغد القريب
وفق البروفيسور ليجي
لكن أهمية الدراسة تكمن في انها ستمهد الطريق
امام باحثين آخرين يعملون من اجل ايجاد حل لقضية تهم الصحة العام