سكوتُهم وسكونُهم المغلّف بالعجزِ عن الحديثِ ، وأحاديثهم المخبّئة في أسوارهم …
لا يعني أنّهم متبلّدو الإحساس ، أو أنّهم لا يشعرونَ كمَا يشعرُ غيرهم ، أو أنّهم فارغون من المشاعرِ والعواطفِ !
رفقًا بهم ، وبقلوبهم !
لا تزد أوجاعهم ، ولا تكسرْ أفئدتهم .. فلَقلُوبهم أشدُّ هشاشةً من ورقةِ خريفٍ بائسة ! ..
ثمّ إنّك إن جرحت أحدهم فسيُؤْثر الصّمت - كما عادتُه - على أن يقول لكَ : عفوًا ، لقد آلمتني ! ..
ليست دعوةً للحزنِ أو ما شابه ..
إنّما هي دعوةٌ لتركِ النّاسِ وشأنهم ،
فهم أدرى لمَا هُم في غيابهٍ الوحدةِ والسّكونِ قاطنونَ ..!”