عجبت لمن ابتلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول:
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)} ..........(الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ{ (84)}.
عجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) } ..........(الأنبياء)
والله تعالى يقول بعدها:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}
عجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173)}(آلعمران).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}
عجبت لمن كوبد في أمر، كيفيذهل عنه أن يقول:
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)} ...... (غافر).
والله تعالى يقول بعدها:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)}.
عجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)} (الكهف)
عجِبْتُ لمن:
يتوكل على الله حق التوكل، ثم يكون قلقاً للمستقبل..
• عجِبْتُ لمن:
يثق في رحمة الله تمام الثقة، ثم ييأس من الفرج..
• عجِبْتُ لمن:
يوقن بحكمة الله تمام اليقين، ثم يعتب على الله في قضائه وقدره..
• عجِبْتُ لمن:
يطمئن إلى عدالة الله تمام الاطمئنان، ثم يشكك في نهاية الظالمين..
• عجِبْتُ لمن:
يعلم بأنه خُلق لعبادة الله وأنَّ الله قد تكفَّل برزقه، ثم يترك
العبادة ويطلب الرزق الحرام ويذل نفسه في السعي إليه..
• عجِبْتُ لمن:
أيقن بيوم الحساب، ثم لا يعمل له..
• عجِبْتُ لمن:
ادّعى حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ترك سنته..
• عجِبْتُ لمن:
قرأ القرآن، ثم لم يعمل به..
• عجِبْتُ لمن:
ادعى النجاة من عذاب جهنم، ثم رمى نفسه فيها باتباع الهوى..
• عجِبْتُ لمن:
دفن الأموات، ثم لم يعتبر..
• عجِبْتُ لمن:
اشتغل بعيوب الناس، ثم أغفل عيوبه..
• عجِبْتُ لمن:
يرفع يداه للدعاء، ثم يستمر على المعصية.