تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الفلك يـدور
بقلم الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين
و نشر بجريدة المدينة المنورة السعودية
الآن حصحص الحق
نسف رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو كل مبادرات السلام ،
وذلك بخطابه عن التسوية المنتظرة للقضية الفلسطينية،
وطوى أكثر من عشرين عاما من المفاوضات العقيمة مع السلطة الفلسطينية،
فمفتاح التسوية وجوهرها كما أوضح نتنياهو،
هو اعتراف الفلسطينيين الواضح الصريح الموثق بأن إسرائيل دولة يهودية للشعب اليهودي،
مما ينفي أي حق للفلسطينيين في أرض بلادهم،
لا بل لقد عاد نتنياهو الى الأساطير الأساسية للصهيونية ،
حين أكد بأن يهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) هي جزء لا يتجزأ
من أرض آبائهم وأجدادهم لا يفرطون في شبر منها،
وأن اليهود على استعداد لأن يتصدقوا على الفلسطينيين برقعة من هذه الأرض،
أرض الآباء والأجداد الصهاينة، ليعيشوا فوقها بشروط إجرامية مروعة،
يمكن أن يعتبروها حكما ذاتيا، أو ربما يسمونها دولة، لكن الأمن والجو والبحر والبر
خاضع للسيادة الصهيونية، ومن الطبيعي والأساسي عند نتنياهو،
ألا عودة للاجئين، ولاتنازل عن القدس العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.
* * *
ولا يحسبن أحدا أن هذا الموقف خاص بنتنياهو دون غيره،
بل هو نظرة الأغلبية الساحقة للإسرائيليين،
وتلك في الأغلب الأعم مواقف رؤساء الوزارات السابقين،
يبدأون المفاوضات بالحدود القصوى ليعطوا للفلسطينيين الفتات،
بينما نبدأ بالحدود الدنيا فلا يعود أمامنا إلا المزيد من التنازلات،
وهم على استعداد للاستمرار في التفاوض 60 عاما أخرى،
بحيث لا يكون هناك أدنى إمكانية للتسوية،
وقد أكملوا تهويد القدس وبناء الجدار العازل وزراعة الأرض بالمستعمرات
التي هي قلاع عسكرية ،
وقد بدأوا مؤخرا في إعلان مساحات من الحرم القدسي ( المسجد الأقصى )
باعتبارها مناطق عسكرية .
الذين بادروا منذ زمن بالتطبيع مع العدو الصهيوني،
والسلطة الفلسطينية التي تقوم بالتنسيق الأمني مع الكيان الغاصب،
أي ملاحقة فصائل المقاومة وإحباط عملياتها،
كل هؤلاء مطالبون اليوم من قبل الوسيط الأمريكي جورج ميتشل،
بالمزيد من الانفتاح والتعاون والتطبيع،
مما يشكل في ضوء خطاب نتنياهو مهزلة أليمة مبكية،
بين عدو مجرم يوغل في الجريمة آناء الليل وأطراف النهار،
وضحايا يسارعون للاسترضاء،
وقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة،
أن سنوات تفاوضه الطويلة مع أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني السابق،
لم تسفر عن الاتفاق حول أي شئ على الإطلاق!؟
* * *
هل نتوقع ردا عربيا على
خطاب نتنياهو يرقى الى مستوى هذا التحدي المجرم ؟!
ويسحب مبادرات السلام المطروحة كلها ،
كما أنذر بذلك أكثر من مرة وزراء الخارجية العرب؟!
أم هل نستنجد بالوسيط الأمريكي وأعضاء اللجنة الرباعية ،
الذين لا تبعد رؤاهم للسلام المزعوم كثيرا عما عرضه نتنياهو في خطابه الأخير ؟!
بقلم الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين
و نشر بجريدة المدينة المنورة السعودية
الآن حصحص الحق
نسف رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو كل مبادرات السلام ،
وذلك بخطابه عن التسوية المنتظرة للقضية الفلسطينية،
وطوى أكثر من عشرين عاما من المفاوضات العقيمة مع السلطة الفلسطينية،
فمفتاح التسوية وجوهرها كما أوضح نتنياهو،
هو اعتراف الفلسطينيين الواضح الصريح الموثق بأن إسرائيل دولة يهودية للشعب اليهودي،
مما ينفي أي حق للفلسطينيين في أرض بلادهم،
لا بل لقد عاد نتنياهو الى الأساطير الأساسية للصهيونية ،
حين أكد بأن يهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) هي جزء لا يتجزأ
من أرض آبائهم وأجدادهم لا يفرطون في شبر منها،
وأن اليهود على استعداد لأن يتصدقوا على الفلسطينيين برقعة من هذه الأرض،
أرض الآباء والأجداد الصهاينة، ليعيشوا فوقها بشروط إجرامية مروعة،
يمكن أن يعتبروها حكما ذاتيا، أو ربما يسمونها دولة، لكن الأمن والجو والبحر والبر
خاضع للسيادة الصهيونية، ومن الطبيعي والأساسي عند نتنياهو،
ألا عودة للاجئين، ولاتنازل عن القدس العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.
* * *
ولا يحسبن أحدا أن هذا الموقف خاص بنتنياهو دون غيره،
بل هو نظرة الأغلبية الساحقة للإسرائيليين،
وتلك في الأغلب الأعم مواقف رؤساء الوزارات السابقين،
يبدأون المفاوضات بالحدود القصوى ليعطوا للفلسطينيين الفتات،
بينما نبدأ بالحدود الدنيا فلا يعود أمامنا إلا المزيد من التنازلات،
وهم على استعداد للاستمرار في التفاوض 60 عاما أخرى،
بحيث لا يكون هناك أدنى إمكانية للتسوية،
وقد أكملوا تهويد القدس وبناء الجدار العازل وزراعة الأرض بالمستعمرات
التي هي قلاع عسكرية ،
وقد بدأوا مؤخرا في إعلان مساحات من الحرم القدسي ( المسجد الأقصى )
باعتبارها مناطق عسكرية .
الذين بادروا منذ زمن بالتطبيع مع العدو الصهيوني،
والسلطة الفلسطينية التي تقوم بالتنسيق الأمني مع الكيان الغاصب،
أي ملاحقة فصائل المقاومة وإحباط عملياتها،
كل هؤلاء مطالبون اليوم من قبل الوسيط الأمريكي جورج ميتشل،
بالمزيد من الانفتاح والتعاون والتطبيع،
مما يشكل في ضوء خطاب نتنياهو مهزلة أليمة مبكية،
بين عدو مجرم يوغل في الجريمة آناء الليل وأطراف النهار،
وضحايا يسارعون للاسترضاء،
وقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة،
أن سنوات تفاوضه الطويلة مع أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني السابق،
لم تسفر عن الاتفاق حول أي شئ على الإطلاق!؟
* * *
هل نتوقع ردا عربيا على
خطاب نتنياهو يرقى الى مستوى هذا التحدي المجرم ؟!
ويسحب مبادرات السلام المطروحة كلها ،
كما أنذر بذلك أكثر من مرة وزراء الخارجية العرب؟!
أم هل نستنجد بالوسيط الأمريكي وأعضاء اللجنة الرباعية ،
الذين لا تبعد رؤاهم للسلام المزعوم كثيرا عما عرضه نتنياهو في خطابه الأخير ؟!