*** الأخوة في رحاب الله***
مَهْدِي أخِي يابْنَ الشقيقةِ مالنا ؟
هلْ ثَمَّ خَطْبٌ حالَ دُونَ وِصَالَنَا ؟
مَرَّتْ لَيَالٍ ما كتَبْتَ لنا فهَلْ
سَيَطولُ رَدُّكَ أمْ تَمِيلُ لِحَالِنَا ؟
هلْ لمْ تَصِلْكَ رسائِلي أمْ يا تُرى
هلْ غابَ عنَّا ما يَشُّدُّ حِبالَنا ؟
إنَّ الجزائرَ أخْتُ تونسَ دائمًا
ولَكُمْ كذلِكَ في الفؤادِ كمَا لنَا
وهُناكَ ساقِيةٌ أتَذْكُرُ إذْ بِهَا
مُزِجَتْ دِماءُ رِجالِكُمْ ورِجَالِنَا ؟
بالأمْسِ كانتْ أرضكُمْ ودِياركُمْ
مَهْدُ العُلومِ لها تُشَدُّ رِحَالُنَا
لوْ كنتُ أقدرُ يا أخي لأتيتُكُمْ
زَحْفًا وحَبْوًا عابِرًا لِجِبَالِنَا
وتقولُ نفْسِي قدْ نَسَاكَ وإِنَّنِي
لا أستجِيبُ لِكِبْرِهَا ودَلَالِهَا
وأقولُ كلَّا قدْ كذبْتِ وكيفَ لَا
مَهْدي أخي بلْ شمْسُنا وهِلالُنَا
سَطعَ الجَمِيعُ بِفَهْمِهِمْ لكِنَّهُ
نَجْمُ الفصِيحِ هُنا وخيرُ رِجَالِنَا
إنِّي سَأصْطَبِرُ الشُّهُورَ فرُبَّمَا
يَأتِي الرَّبِيعُ بِمَا يَسُرُّ حِيَالَنَا
ويعُودُ حَرْفِي والشُّعُورُ لِسَاحَتِي
فقَرِيحَتِي والشِّعْرُ سِرُّ جَمَالِنَا
يا رَبَّ هذا الكونِ عَفْوكَ خَالِقِي
مَاذا يكُونُ غدًا جَوَابُ سُؤالِنَا
إنَّ الأخوة فِي رِحابِكَ سِلْعَةٌ
لا تُشْتَرَى يَا ذا الجَلالِ بِمَالِنَا
عَظُمَتْ ذُنُوبِي يا كريمُ وإِنَّنِي
ما زِلْتُ أطمَعُ في جِوَارِ رسُولِنَا
خيرُ الأنامِ مُحَمَّدٌ وعَظِيمُهُمْ
أهْلُ الشّفَاعَةِ والمُغِيثُ لِحَالِنَا
صَلِّي وسَلِّمْ ثمَّ آتِ وسِيلَةً
مَحْمُودَةً لِحَبِيبِنَا وكمَالِنَا
واجْمَعْ شَتَاتِي كَيْ أفوزَ بِجَنَّةٍ
ولَهَا يكُونُ كما وعَدْتَ مَآلُنَا
واغْفِرْ لِأُمَّةِ أحْمَدٍ نُورُ الهُدَى
وارْحَمْ كذلِكَ يا رَحِيمُ عِيَالَنَا