لا تغضب ولك الجنة
قال بعض الصالحين الغضب من خوارم المروئه..
فالغضب جذوة نارٍٍ تشتعل في القلب، فيغلي الدم في القلب طلباً للانتقام،
فمتى غضب الإنسان ثارت نار الغضب ثوراناً يغلي به دم القلب وينتشر في
العروق ويرتفع إلى أعلى البدن كما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر؛ ولذلك
يحمر الوجه، وتنتفخ الأوداج، وتتتابع الأنفاس، وتحمرّ العين، وترتعد
الأطراف نتيجة خفقان القلب وزيادة النبضات .
وكلما قويت نار الغضب والتهبت أعمت صاحبها، وأَصَمَّتْهُ عن كل موعظة؛ لأن
الغضب يرتفع إلى الدماغ فيحجب الفكر وربما تعدّى إلى الحس، فتُظْلِم عينه
فلا يرى من أمامه، وتُسَد أذنه فلا يسمع من يذكره ويعظه، ويكون دماغه كمثل
كهف أُضْرِمت فيه نار، فاسود ما بداخله وحمي جوفه وامتلأ بالدخان فحجب
الرؤيا، وكان بالكهف سراج فانطفأ.
فلا يثبت فيه قدم ولا تسمع فيه كلمة ولا ترى فيه صورة.
وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة: كالقتل والضرب وأنواع الظلم
والعدوان، وينشأ من ذلك أيضاً كثير من الأقوال المحرمة: كالقذف والسب
والفحش وربما إلى درجة الكفر.
وهكذا الغضب يفعل بأهله، فالغضب داء عضال، ومرض قلبي خطير استشرى بين أبناء المسلمين
فكم ضــاع مـن خير وأجر وفضل من أجل الغضب!
وكم حلَّت من مصيبةٍ ودمـارٍ وهلاكٍ من أجل الغضب!
وكم وقعت من خصومات ومشاجرات من أجل الغضب!
وكم قـطـعـت من صدقــات مـن أجـل الغضب!
وكم تعـادى الإخوان وتهاجر الجيران من أجل الغضب!
وكـم قُـطِّـعَـتْ من أرحــام مـن أجـل الغضب!
وكـم طُـلِّـقَـتْ من زوجــات من أجـل الغضب!
وكـم زُجّ بـقـوم فـي الـسـجـون بسبب الغضب!
وكـم أُزْهِقَتْ من أرواح وقتل أبريـاء بسبب الغضب!
ولذلك أخي الحبيب نريد في هذا الشهر أن نتخلص من هذا المرض الخطير
أجعل همك أن تغير من عاداتك السيئة وطباعك المتواصلة في شهر التغيير
إن الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء فهو في أمراض القلوب نظير الحمى
والوسواس والصرع في أمراض الأبدان فالغضبان المغلوب في غضبه كالمريض
والمحموم والمصروع المغلوب في مرضه .
من أجل هذا ينبغي لمن كان مصاباً بهذا المرض أن يسارع إلى علاجه والتخلص منه، لأنه يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.
يقول ابن حبان ـ رحمه الله ـ كما في روضة العقلاء صـ 140:
" لو لم يكن في الغضب خصلة تُذَمْ إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له، لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب.
فالغضب مرضٌ كغيره من الأمراض، وكما علَّمنا الشرع أن لكل داء دواء.
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"
ومن الآداب الشرعية والأدوية النبوية لعلاج داء الغضب:
1ـ العمل بوصية الرسول :
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
" أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً: لا تغضب"
فدل هذا الحديث على أن الغضب هو جماع الشر، وأن التحرر منه هو جماع الخير،
فيا لها من وصية جامعة مانعة، استقلها هذا الرجل وطلب من النبي أن يزيده
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام اقتصر على ذلك فقط، فعلم أن النجاة في عدم
الغضب .
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن رجل من
أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام :" أن رجلا قال للنبي أخبرني بكلمات أعيش
بهم ولا تكثر علي فأنسى، قال: اجتنب الغضب، ثم أعاد عليه فقال: اجتنب
الغضب" (السلسلة الصحيحة:884)
أي: اجتنب الأسباب المفضية إلى الغضب والتي تؤدي إليه.
لكن لحالة الإنسان البشرية ربما يرد عليه الغضب ولا يستطيع دفعه وردَّه عن
نفسه، ففي هذه الحالة عليه ألا يكبت غضبه، ويكبح النفس ويلجمها بلجام الشرع
فيأخذ هذه الخطوات العملية:-
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا غَضِبَ أحدكم وهو قائمٌ فليجْلِس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجح"
( صححه الألباني في صحيح أبي داود )
ولا تنسى أخي استحضار الأجر الكبير، والطمع فيما أعده الله لمن كظم غيظه:لا تغضب ولك الجنة اسمع
1- الفوز بدرجة المحسنين ومحبة رب العالمين:
قال تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران:134)
وليس هناك أفضل من درجة الإحسان والفوز بمحبة الرحمن .
2ـ كظم الغيظ من أفضل الأعمال وأعظم الأجور:
أخرج الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد عن ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
"ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في الاستقامة 2|272:
ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة .
3- كظم الغيظ سبب في زيادة الإيمان:
أخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه قال:
" ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً ".
4- كظم الغيظ سبب في قوة الرجاء:
أخرج الطبراني في الكبير بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من كظم غيظه ولو شاء أن يمضيَهُ أمضاه، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة" الصحيحة:906)
5- ترك الغضب سبب لدخول الجنة:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
"قلت يا رسول الله: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: لا تغضب ولك الجنة " .
6- ترك الغضب للفوز بالحور العين:
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله على رءوس الخلائق، حتى يخيره الحور العين، يزوجه منها ما شاء "
(صحيح الجامع:6522)
وعند أبي داود بلفظ: " من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله
تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما يشاء "
اسأل الله أن يطهر نفوسنا من هذه الأمراض وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
قال بعض الصالحين الغضب من خوارم المروئه..
فالغضب جذوة نارٍٍ تشتعل في القلب، فيغلي الدم في القلب طلباً للانتقام،
فمتى غضب الإنسان ثارت نار الغضب ثوراناً يغلي به دم القلب وينتشر في
العروق ويرتفع إلى أعلى البدن كما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر؛ ولذلك
يحمر الوجه، وتنتفخ الأوداج، وتتتابع الأنفاس، وتحمرّ العين، وترتعد
الأطراف نتيجة خفقان القلب وزيادة النبضات .
وكلما قويت نار الغضب والتهبت أعمت صاحبها، وأَصَمَّتْهُ عن كل موعظة؛ لأن
الغضب يرتفع إلى الدماغ فيحجب الفكر وربما تعدّى إلى الحس، فتُظْلِم عينه
فلا يرى من أمامه، وتُسَد أذنه فلا يسمع من يذكره ويعظه، ويكون دماغه كمثل
كهف أُضْرِمت فيه نار، فاسود ما بداخله وحمي جوفه وامتلأ بالدخان فحجب
الرؤيا، وكان بالكهف سراج فانطفأ.
فلا يثبت فيه قدم ولا تسمع فيه كلمة ولا ترى فيه صورة.
وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة: كالقتل والضرب وأنواع الظلم
والعدوان، وينشأ من ذلك أيضاً كثير من الأقوال المحرمة: كالقذف والسب
والفحش وربما إلى درجة الكفر.
وهكذا الغضب يفعل بأهله، فالغضب داء عضال، ومرض قلبي خطير استشرى بين أبناء المسلمين
فكم ضــاع مـن خير وأجر وفضل من أجل الغضب!
وكم حلَّت من مصيبةٍ ودمـارٍ وهلاكٍ من أجل الغضب!
وكم وقعت من خصومات ومشاجرات من أجل الغضب!
وكم قـطـعـت من صدقــات مـن أجـل الغضب!
وكم تعـادى الإخوان وتهاجر الجيران من أجل الغضب!
وكـم قُـطِّـعَـتْ من أرحــام مـن أجـل الغضب!
وكـم طُـلِّـقَـتْ من زوجــات من أجـل الغضب!
وكـم زُجّ بـقـوم فـي الـسـجـون بسبب الغضب!
وكـم أُزْهِقَتْ من أرواح وقتل أبريـاء بسبب الغضب!
ولذلك أخي الحبيب نريد في هذا الشهر أن نتخلص من هذا المرض الخطير
أجعل همك أن تغير من عاداتك السيئة وطباعك المتواصلة في شهر التغيير
إن الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء فهو في أمراض القلوب نظير الحمى
والوسواس والصرع في أمراض الأبدان فالغضبان المغلوب في غضبه كالمريض
والمحموم والمصروع المغلوب في مرضه .
من أجل هذا ينبغي لمن كان مصاباً بهذا المرض أن يسارع إلى علاجه والتخلص منه، لأنه يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.
يقول ابن حبان ـ رحمه الله ـ كما في روضة العقلاء صـ 140:
" لو لم يكن في الغضب خصلة تُذَمْ إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له، لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب.
فالغضب مرضٌ كغيره من الأمراض، وكما علَّمنا الشرع أن لكل داء دواء.
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"
ومن الآداب الشرعية والأدوية النبوية لعلاج داء الغضب:
1ـ العمل بوصية الرسول :
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
" أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً: لا تغضب"
فدل هذا الحديث على أن الغضب هو جماع الشر، وأن التحرر منه هو جماع الخير،
فيا لها من وصية جامعة مانعة، استقلها هذا الرجل وطلب من النبي أن يزيده
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام اقتصر على ذلك فقط، فعلم أن النجاة في عدم
الغضب .
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن رجل من
أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام :" أن رجلا قال للنبي أخبرني بكلمات أعيش
بهم ولا تكثر علي فأنسى، قال: اجتنب الغضب، ثم أعاد عليه فقال: اجتنب
الغضب" (السلسلة الصحيحة:884)
أي: اجتنب الأسباب المفضية إلى الغضب والتي تؤدي إليه.
لكن لحالة الإنسان البشرية ربما يرد عليه الغضب ولا يستطيع دفعه وردَّه عن
نفسه، ففي هذه الحالة عليه ألا يكبت غضبه، ويكبح النفس ويلجمها بلجام الشرع
فيأخذ هذه الخطوات العملية:-
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا غَضِبَ أحدكم وهو قائمٌ فليجْلِس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجح"
( صححه الألباني في صحيح أبي داود )
ولا تنسى أخي استحضار الأجر الكبير، والطمع فيما أعده الله لمن كظم غيظه:لا تغضب ولك الجنة اسمع
1- الفوز بدرجة المحسنين ومحبة رب العالمين:
قال تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران:134)
وليس هناك أفضل من درجة الإحسان والفوز بمحبة الرحمن .
2ـ كظم الغيظ من أفضل الأعمال وأعظم الأجور:
أخرج الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد عن ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
"ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في الاستقامة 2|272:
ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة .
3- كظم الغيظ سبب في زيادة الإيمان:
أخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه قال:
" ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً ".
4- كظم الغيظ سبب في قوة الرجاء:
أخرج الطبراني في الكبير بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من كظم غيظه ولو شاء أن يمضيَهُ أمضاه، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة" الصحيحة:906)
5- ترك الغضب سبب لدخول الجنة:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
"قلت يا رسول الله: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: لا تغضب ولك الجنة " .
6- ترك الغضب للفوز بالحور العين:
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله على رءوس الخلائق، حتى يخيره الحور العين، يزوجه منها ما شاء "
(صحيح الجامع:6522)
وعند أبي داود بلفظ: " من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله
تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما يشاء "
اسأل الله أن يطهر نفوسنا من هذه الأمراض وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه