لولا العنكبوت لمات البشر جوعاً
إعداد: د. نظمي خليل أبو العطا
العنكبوت في العلم الحديث:
ويقول منذر عبد الرحمن في مقالة العنكبوت كائن كل العصور في مجلة الخفجي:
لو لم تكن هناك عناكب لجاع البشر حتى الموت , فكمية الحشرات الضارة
بالزراعة التي تدمرها العناكب في اليوم الواحد تفوق في وزنها وزن سكان
العالم حيث يوجد 50 مليوناً من العناكب في كل هكتار خشب في بريطانيا 250
مليوناً في الغابات المدارية فإذا علمنا أن وجبة كل عنكبوت في اليوم الواحد
تتراوح ما بين 10 و15 حشرة فسندرك على الفور أهمية العناكب.
ويوجد العنكبوت الذئبي الذي يمشط حقول القطن وفول الصويا مجاناً دون
استعمال للمبيدات الحشرية وتوجد عناكب تنظف بساتين التفاح وتحد من انتشار
المن وغيرها.
وقال: إن غزل العناكب مليء بالهواء، ولذلك فهو عازل حراري ممتاز وخفيف
الوزن جداً ومتنوع في السمك , وهو أكثر مرونة من خيوط الفولاذ وإذا فتلنا
143 خيطاً من خيوط العنكبوت مع بعضها البعض فسنحصل على خيط سمكه ميلمتر
واحد وإذا أخذنا منه خيطاً فإنه يلتف حول الأرض مع أن وزنه كيلوجرامان.
وتستخدم العناكب حالياً في الطب الشرعي في تحديد سبب الوفاة ببعض السموم
لقلة الكمية التي يمكن الحصول عليها من السم المستخدم في الجريمة ويمكن
استثارة العنكبوت بتقديم قطرة متجمدة من دم المسموم للتغذي عليها فينعكس
نوع السم على شكل خيط العنكبوت وقد استخدم الكمبيوتر في تحليل نوع السم من
تحديد اتجاهات نوع السم المستخدم.
لحمد لله رب العالمين القائل
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7]،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
سوف نتناول في هذه المقالة إحدى المعجزات النبوية الشريفة في مجال طب
الأسنان. فقد حدثنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عن طريقة متطورة
لوقاية الأسنان من التسوس والنخر. وبنفس الوقت وقاية أجزاء الفم مثل اللسان
من الالتهابات التي قد تصيبه نتيجة تراكم البكتريا.
فقد رُوي عن أبي بردة، عن أبيه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته
يستن بسواك بيده، يقول: أع أع، والسواك في فيه كأنه يتهوع)[رواه البخاري
ومسلم]. وعن أبي بردة أيضاً، عن أبي موسى قال: (دخلت على النبي صلى الله
عليه وسلم وطرف السواك على لسانه)[رواه مسلم].
شرح الحديث:
ورد في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني:
(جعل رسول الله السواك على طرف لسانه كما عند مسلم والمراد طرفه الداخل كما
عند أحمد يستن إلى فوق ولهذا قال هنا كأنه يتهوع والتهوع التقيؤ أي له صوت
كصوت المتقيّئ على سبيل المبالغة ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان
طولا أما الأسنان فالأحبّ فيها أن تكون عرضاً) [فتح الباري ج1 ص356].
ومن هنا ظهر معنى قوله على طرف لسانه انه الطرف الداخلي لأن هذا الجزء إن
وضعت عليه شيء دفعك إلى الميل للتقيؤ وهذا ما حدث مع رسول الله في قوله (أع
أع).
التفسير العلمي للحديث
يلاحظ بالعين المجردة أن اللسان بكامل سطحه العلوي به شقوق واضحة غائرة ولا
شك أن هذه الشقوق يلتصق بها الكثير من بقايا فتات الطعام والشراب الدقيقة
مما ينتج عنه بعد ذلك تعفنها وخروج رائحة كريهه.
وقد ثبت علمياً أن اللسان أخصب مكان في الفم لنمو شتى أنواع البكتريا
الضارة من جراء هذا التعفن لاسيما المنطقة الخلفية (قاعدة اللسان) لأن
المنطقة الأماميه من اللسان تحتكّ دائماً بالأسنان وسقف الفم مما يعمل على
تنظيفها من هذه البكتريابصفة دائمة.
كما أن الحليمات الذوقية التي تغلفها شقوقها أقل غوراً وأقل تجعداً بعكس
المنطقة الخلفية (قاعدة اللسان) التي تفتقد لهذا وشقوقها أكثر غوراً
وتجعداً ولا شك أن هذه البكتريا الضارة تندفع إلى داخل جسم الإنسان مع أي
وجبة قادمة وقد تسبب هذه البكتريا بعض التقرحات للسان.