بخلاء هذا الزمان !
قال تعالى : " وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ "
نهت الآية عن الاتصاف بالبخل فهو صفة ذميمة تسلب الناس أواصر المحبة
وتجعل الخير شحيحا بينهم ..
وهذا بخل لا يجهله أحد .. معروف مشهور لا نتمناه ونسأل الله منه عافية
بَيد أن بخلا من نوع آخر قد بدأت منذ زمن أراه يتفشى بين الكرام وصار لهم ملازما
هو بخل بأخير الأشياء وأحسنها
مشهد :
دخل المصلون بيت الله لصلاة التراويح
كبر الإمام فكبروا .. قرأ فركع فرفع فسجد فجلس فسجد فقام وفعلوا مثله
وهكذا .. ثم تشهد فسلم ..
وصولا بالوتر الذي دعا فيه دعاءه ثم أنهيت الصلاة وخرج المصلون
انتهت الصلاة فأين العبرة ؟؟
سأخبركم خبر هذا الإمام
هو إمام يدخل صلاته فيقرأ الفاتحة كغيره من الأئمة لكنه يقرؤها بلا وقوف على رأس كل آية
- والوقوف على رؤوس الآي سنة -
ثم يتلو بعد الفاتحة كغيره لكنه لا يزيد عن الآية الواحدة وإن كانت سطرا واحدا
وأحيانا سطرا وكلمة في كل ركعة !
فلا يبقي للمصلين مجالا ليتدبروا ..
ويكمل صلاته على تلك الشاكلة فيسبق فيها نضج البيضة المسلوقة
ثم إذا جاء الوتر صلاه واحدة
وإن أحدث نقلة وصلاه ثلاثا قرأ في الأولى بالأعلى ؟
لا طبعا فهي طويلة وشاقة عليه فيقرأ بآخر ست آيات منها
ثم إذا جاء الدعاء دعا بتلك الجمل التي يدعو بها كل يوم هي هي لا يغيرها إلا قليلا
ويقف أحيانا ليأتي بالكلمة التي تناسب السجع
ليكون دعاؤه مَسجوعا مُلحنا
يرفع منصوبه وينصب مجروره ويجر ساكنه
ليفسد إلى هنا الخشوع وكل عشيرته
وقد كان ابن عباس يوصي مولاه عكرمة فيقول له : " فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ ، فَإِنِّى عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاِجْتِنَابَ "
فما أدري والله أتقبل لي صلاة عند ذاك الإمام وقد أذهبت أفعاله كل خشوع عندي
وزادتني غضبا على غضب
وحجة هؤلاء : " أفتّان أنت يا معاذ "
فسبحان الله .. لما قال الحبيب لمعاذ ذا الكلام كان معاذ قد قرأ البقرة
تقارب الخمسين صفحة
فشق على الناس ذلك فنهاه الحبيب
ولكن أفاضل هذا الزمان يشق عليهم سطر من صفحة
ويضجون إذا زاد الإمام عليه شيئا يسيرا
فأين هذا من ذاك
سبحان ربي
صحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالتخفيف في الصلاة فقال :
" إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ ، فَلْيُخَفِّفْ ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ ، وَالسَّقِيمَ ، وَالْكَبِيرَ ، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ ، فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف صلاته لما يسمع صوت بكاء طفل رأفة به وبأمه
لكن التخفيف الذي أمر به الحبيب ليس تخفيفا مفسدا للصلاة ولا مذهبا للخشوع
ولا يقال أن الصلاة تبطل بذلك
ولكن سبحان الله يشق على القوم بضع آيات ولكن لا يشق عليهم لهو الدنيا
تركنا الوقوف على رؤوس الآي لننتهي من الصلاة بسرعة
وقللنا الآيات المتلوّة لننتهي منها على عجل
فصرنا نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فشيئا
بل ونجاوز الحد في الرخص
فكيف فهم الصحابة التخفيف في الصلاة ؟
وكيف كان في عهدهم معه ؟
إليكم :
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : " دَعَا عُمَرُ الْقُرَّاءَ فِي رَمَضَانَ فَأَمَرَ أَسْرَعَهُمْ قِرَاءَةً أَنْ يَقْرَأَ ثَلاَثِينَ آيَةً ، وَالْوَسَطَ خَمْسة وَعِشْرِينَ آيَةً ، وَالْبَطِيءَ عِشْرِينَ آيَةً "
هكذا كان التخفيف
يراعى فيه أحوال الناس بلا إفساد للصلاة
فكان الإمام البطيء في القراءة يقرأ آيات أقل من السريع
تخفيفا على المصلين وتيسيرا عليهم
ولم يقل له اقرأ سطرا واحدا أو آية واحدة !
ولما طُعن عمر رضي الله عنه
قرأ بعده عبد الرحمن بن عوف بأقصر سورتين في القرآن بالكوثر والنصر
وهذا كان مراعاة لحالهم فقد كان الموقف يستوجب التعجيل فهم في حضرة أمر جلل
وأما حال التابعين في رمضان :
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : " مَنْ أَمَّ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ فَلْيَأْخُذْ بِهِمَ الْيُسْرَ ، فَإِنْ كَانَ بَطِيءَ الْقِرَاءَةِ فَلْيَخْتِمَ الْقُرْآنَ خَتْمَةً ، وَإِنْ كَانَ قِرَاءَةً بَيْنَ ذَلِكَ فَخَتْمَة وَنِصْف ، فَإِنْ كَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ فَمَرَّتَيْنِ "
لما قرأت كلامه عليه رحمة الله ورضوانه
قلت سبحان الله بعض الأئمة يقرأ صفحة واحدة في اليوم في كل التراويح .. أو صفحتين إن حلّقت خيله بعيدا
فينتهي رمضان وهو لم ينه البقرة بعد !
فصار لا يأخذ من السنة إلا أفتان أنت يا معاذ
وما يدري كيف كان فتانا
أليس علينا أن نراجع أنفسنا ونجود قليلا ونتحامل على بخلنا في الطاعة يا كرام ؟
قال تعالى : " وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ "
نهت الآية عن الاتصاف بالبخل فهو صفة ذميمة تسلب الناس أواصر المحبة
وتجعل الخير شحيحا بينهم ..
وهذا بخل لا يجهله أحد .. معروف مشهور لا نتمناه ونسأل الله منه عافية
بَيد أن بخلا من نوع آخر قد بدأت منذ زمن أراه يتفشى بين الكرام وصار لهم ملازما
هو بخل بأخير الأشياء وأحسنها
مشهد :
دخل المصلون بيت الله لصلاة التراويح
كبر الإمام فكبروا .. قرأ فركع فرفع فسجد فجلس فسجد فقام وفعلوا مثله
وهكذا .. ثم تشهد فسلم ..
وصولا بالوتر الذي دعا فيه دعاءه ثم أنهيت الصلاة وخرج المصلون
انتهت الصلاة فأين العبرة ؟؟
سأخبركم خبر هذا الإمام
هو إمام يدخل صلاته فيقرأ الفاتحة كغيره من الأئمة لكنه يقرؤها بلا وقوف على رأس كل آية
- والوقوف على رؤوس الآي سنة -
ثم يتلو بعد الفاتحة كغيره لكنه لا يزيد عن الآية الواحدة وإن كانت سطرا واحدا
وأحيانا سطرا وكلمة في كل ركعة !
فلا يبقي للمصلين مجالا ليتدبروا ..
ويكمل صلاته على تلك الشاكلة فيسبق فيها نضج البيضة المسلوقة
ثم إذا جاء الوتر صلاه واحدة
وإن أحدث نقلة وصلاه ثلاثا قرأ في الأولى بالأعلى ؟
لا طبعا فهي طويلة وشاقة عليه فيقرأ بآخر ست آيات منها
ثم إذا جاء الدعاء دعا بتلك الجمل التي يدعو بها كل يوم هي هي لا يغيرها إلا قليلا
ويقف أحيانا ليأتي بالكلمة التي تناسب السجع
ليكون دعاؤه مَسجوعا مُلحنا
يرفع منصوبه وينصب مجروره ويجر ساكنه
ليفسد إلى هنا الخشوع وكل عشيرته
وقد كان ابن عباس يوصي مولاه عكرمة فيقول له : " فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ ، فَإِنِّى عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ الاِجْتِنَابَ "
فما أدري والله أتقبل لي صلاة عند ذاك الإمام وقد أذهبت أفعاله كل خشوع عندي
وزادتني غضبا على غضب
وحجة هؤلاء : " أفتّان أنت يا معاذ "
فسبحان الله .. لما قال الحبيب لمعاذ ذا الكلام كان معاذ قد قرأ البقرة
تقارب الخمسين صفحة
فشق على الناس ذلك فنهاه الحبيب
ولكن أفاضل هذا الزمان يشق عليهم سطر من صفحة
ويضجون إذا زاد الإمام عليه شيئا يسيرا
فأين هذا من ذاك
سبحان ربي
صحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالتخفيف في الصلاة فقال :
" إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ ، فَلْيُخَفِّفْ ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ ، وَالسَّقِيمَ ، وَالْكَبِيرَ ، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ ، فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف صلاته لما يسمع صوت بكاء طفل رأفة به وبأمه
لكن التخفيف الذي أمر به الحبيب ليس تخفيفا مفسدا للصلاة ولا مذهبا للخشوع
ولا يقال أن الصلاة تبطل بذلك
ولكن سبحان الله يشق على القوم بضع آيات ولكن لا يشق عليهم لهو الدنيا
تركنا الوقوف على رؤوس الآي لننتهي من الصلاة بسرعة
وقللنا الآيات المتلوّة لننتهي منها على عجل
فصرنا نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فشيئا
بل ونجاوز الحد في الرخص
فكيف فهم الصحابة التخفيف في الصلاة ؟
وكيف كان في عهدهم معه ؟
إليكم :
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : " دَعَا عُمَرُ الْقُرَّاءَ فِي رَمَضَانَ فَأَمَرَ أَسْرَعَهُمْ قِرَاءَةً أَنْ يَقْرَأَ ثَلاَثِينَ آيَةً ، وَالْوَسَطَ خَمْسة وَعِشْرِينَ آيَةً ، وَالْبَطِيءَ عِشْرِينَ آيَةً "
هكذا كان التخفيف
يراعى فيه أحوال الناس بلا إفساد للصلاة
فكان الإمام البطيء في القراءة يقرأ آيات أقل من السريع
تخفيفا على المصلين وتيسيرا عليهم
ولم يقل له اقرأ سطرا واحدا أو آية واحدة !
ولما طُعن عمر رضي الله عنه
قرأ بعده عبد الرحمن بن عوف بأقصر سورتين في القرآن بالكوثر والنصر
وهذا كان مراعاة لحالهم فقد كان الموقف يستوجب التعجيل فهم في حضرة أمر جلل
وأما حال التابعين في رمضان :
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : " مَنْ أَمَّ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ فَلْيَأْخُذْ بِهِمَ الْيُسْرَ ، فَإِنْ كَانَ بَطِيءَ الْقِرَاءَةِ فَلْيَخْتِمَ الْقُرْآنَ خَتْمَةً ، وَإِنْ كَانَ قِرَاءَةً بَيْنَ ذَلِكَ فَخَتْمَة وَنِصْف ، فَإِنْ كَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ فَمَرَّتَيْنِ "
لما قرأت كلامه عليه رحمة الله ورضوانه
قلت سبحان الله بعض الأئمة يقرأ صفحة واحدة في اليوم في كل التراويح .. أو صفحتين إن حلّقت خيله بعيدا
فينتهي رمضان وهو لم ينه البقرة بعد !
فصار لا يأخذ من السنة إلا أفتان أنت يا معاذ
وما يدري كيف كان فتانا
أليس علينا أن نراجع أنفسنا ونجود قليلا ونتحامل على بخلنا في الطاعة يا كرام ؟