السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير
أولاً أبارك لكل الأخوة والأخوات الذين أنهوا أختباراتهم بنجاح وأقول لهم مبارك وعقبال الشهادات العليا إن شاء الله
كما أدعوا لكل الطلاب والطالبات الذين مازلوا يناضلون في ميدان الإختبارات بالتوفيق والسداد وأن يكون عاقبة أمرهم خيراً إن شاء الله
أحبتي أسمحوا لي أن أتطفل عليكم في هذه الزاوية لأشارككم في موضوع أشعر أنه
من المواضيع المهمة التي نحتاج إلى طرحها وتذاكرها وأن يناقش بيننا
ويعلم الله أن ترددت كثيراً في طرحه لا لذات الموضوع وإنما لعلمي أني لست
من اهل الكتابة ولا أجيدها كثيراً ولكنها محاولة داعياً المولى القديرأن
يكتب لها قبولاً بينكم في هذا الفضاء المبارك والآن أترككم مع الموضوع:
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
(( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ))
صورة جميلة من صور القرآن الكريم تتجلى فيها حقيقة الوفاء وحفظ الجميل لأهله ومقابلة الجميل بمثله
فالوفاء للمحسن في أسمى صورة يتبين ويتأكد عندما ترد له الحسنة بمثلها
وتتسامى هذه الصورة عندما تحفظ له حقه في حضرته وغيبته في حياته وبعد موته .
. . نعم أن حفظ الجميل خلق نبيل وصورة مشرقة من صور أخلاق هذا الدين
العظيم . .
ولنا في رسول الله أسوة حسنة . . . فها هو معلم البشرية وإمام المرسلين
صلوات ربي وسلامه عليه يرسم لنا هذا المعنى ويجسده واقعاً حياً نتربى
وتتربى الأمة كلها عليه من بعده من خلال سيرته العطرة فحياته كلها تشهد
بوفائه صلى الله عليه وسلم لكل من أحسن إليه أو أسدى له معروفاً
وانظروا إن شئتم إلى قصته صلى الله عليه وسلم مع صويحبات أمُنا خديجة
رضي الله عنها وأرضاها وكيف أنه كان يكرمهن بعد موتها رضي الله عنها
وأرضاها
وكان يقوم لإحداهن إذا جاءته وإذا سأل عن سبب قيامه لها قال صلوات ربي
وسلامه عليه هذه من صويحبات خديجة رضي الله عنها وفاءاً وحفظاً لجميلها
وتقديراً لدورها العظيم رضي الله عنها في نصرتها ومؤازرتها له ووقوفها معه
في أصعب لحظات حياته عندما عاداه قومه واتهموه بالكذب والجنون فكانت له
عوناً وسنداً في أمره كله .
صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله . . كم حفظت من جميل وأضعنا !!!
أحبتي . .
ما أحوجنا اليوم أن نربى أنفسنا على هذا الخلق العظيم ونربي عليه غيرنا . .
فنبادر بغرسه في نفوس من نربيهم من من هم تحت رعايتنا واهتمامنا من
الأولاد والزوجات والأخوان والأخوات والطلاب والطالبات، فمتى حُفظ الجميل
وقُوبل الإحسان بمثله حسنت الحال وفشت المحبة وساد الإخاء والود بين الناس
ولتنافس الناس في تقديم المعروف والإحسان لبعضهم ، لعلمهم أن هذا المعروف
لن يضيع فالجميع يؤمن بأنه (( لا جزاء للإحسان إلا الإحسان ))
لكن ماذا لو قوبل أحسانك بالضد ؟؟؟
أليس منا أيها الأحبة من بذل قصارى جهده في الإحسان لكل من يعرف ولكل من
حوله من والدين أو أخوان وأخوات أو أصدقاء وصديقات . . . . ثم يتفا جئ بعد
كل هذا الإحسان أن منهم من قد نسي هذا الإحسان فضلاَ عن نكرانه له بل قد
يتعدى الأمر إلى الإساءة في مقابل ذلك الإحسان
صحيح أن الإنسان لا يفعل الإحسان إلا لله عز وجل ولا يريد على ذلك جزاء
ولا شكوراَ - وهذا خلق كل مسلم ومسلمة - لكن هذا لا يتنافى مع أن يكون
هناك حفظاً لهذا الجميل ولسان حال ذلك المحسن ( أنني لا أطلب منك شيء فقط
لا تسيء إلي . . . أنا لا أريد منك أحسان أو رداً له بمثله . . فقط أحفظ
الجميل ولا تنكره ))
وهذا لعمري أصعب شيء على نفس الإنسان أن يجد أقرب الناس إليه هو من ينكر
إحسانه وجميله بل قد يتعد الأمر إلى أن يعامل بالضد وهذا ما تألم منه
الشاعر وصدق ( طرفة ابن العبد ) حين قال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
والحل في ظني هو الصبر على ذلك والاستمرار في الإحسان لهم لأن
ديننا يربينا على أن نحفظ الجميل لغيرنا ولا ننتظر من أحد إحسانا في
المقابل وكلنا نعرف قصة ذلك الصحابي الذي قال للرسول الكريم صلى الله عليه
وآله وسلم : أن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي فقال له
الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل)) أو كما
قال صلى الله عليه وسلم ( والمل هو الرماد الحار )
وكذلك في المقابل لا بد من وقفة :
وقفة صادقة مع نفوسنا . . كم من إنسان أحسن إلينا ولم يجد منا إحسانا ؟؟؟ . . ناهيك إن لم نسيء في حقه ؟؟؟؟
فلا نكون من أسرع الناس وقوعاً فيما ننكر على الناس الوقوع فيه من نكرانٍ للجميل !!!
وختاماً . . . أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لتأدب بآداب هذا الدين العظيم
وأن يعيننا على تربية كل من أسترعانا الله عليها . . وصلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أتمنى من
جميع أخواني وأخواتي أن يشاركوني هذا الموضوع بتعليقاتهم المباركة
ومداخلاتهم الكريمة . . فبتواجدهم يزداد الموضوع أهمية وفائدة . . . لا
عدمتكم ناصحين موجهين أحبتي
بورك فيكم أحبتي جميعاً
دمتم بخير
أخوكم