إنًّ اللهَ يُحبُّ المتوكّلين
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ}آل عمران 159
من هم؟
- علموا أن الله من أسمائه الوكيل فهو الذي يتولّى بإحسانه شؤون عباده كلها، فلا يضيعهم ولا يسلّمهم للشر أبداً، لكن يأخذ بأيديهم لما فيه مصلحتهم.
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً} النساء81
- علموا أن التوكل على الله معناه الثقة به والاعتماد عليه، والإيقان بأنّ قضاءه ماض، لكن يجب السعي فيما لا بدّ منه من الأسباب.
من معاني التوكل أن تأخذ بالأسباب (بجوارحك) ثم تقطع الأسباب عن القلب. أي هو عبادة قلبية محضة، يعني أنك بجوارحك يديك رجليك لسانك... تأخذ بالأسباب كأن ليس هناك توكل، والقلب كأن ليس هناك جوارح منقطع عن الأسباب متصل بالله وحده..
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق 3
- استجابوا لأمر ربّهم بالتوكّل، فتوكلوا عليه وحده.
فهم من إيمانهم يقولون: إن الله ما منعك إلا ليعطيك وما ابتلاك إلا ليعافيك وما امتحنك الا ليصفيك وما أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة.... فكانت المرتبة التي تلي الصّبر.
{رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً}المزمل 9
- فهم في توكلهم سعداء يعيشون في سكينة بعيدين عن الخوف من المستقبل لأنهم وكلوا أمورهم لله الذي لا إله غيره.
{ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ} التغابن 13
لخالق الكون
{ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الزمر62
لمالك السموات والأرض
{وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً}
النساء 132
للعزيز الذي لا يذل من استجار به، ولا يضيع من لاذ بجنابه والتجأ بحماه.
الرحيم.. الذي لا يغيب عليه شيء..
{وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ} الشعراء 217..220
للحكيم في تدبير شؤون عباده لما فيه مصلحتهم
{إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال 49
للحي الذي لا يموت
{وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً} الفرقان 58
لمن له الامر
{وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} هود 123
لمن له الحكم
{وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف 67
فهو يكفيهم
{وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً} الأحزاب 48
- فوكلوه جميع أمورهم فهو الوكيل المطلق في كل الأحوال وفي كل الظروف، والمُتَوَكِّل في كل حياتهم.
{... وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود88
- توكلوا على الله ولازموا تسبيحه وتنزيهه عما لا يليق به
{وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً} الفرقان 58
- فهم في توكلهم يسلكون نهج الأنبياء يقول تعالى مخاطباً نبيه صلّى الله عليه وسلّم {فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ} النمل 79
أي: ففوِّض إلـى الله يا محمد أمورك وثق به، فإنه كافـيك.
- متوكلون على الدّوام، يزدادون إيمانا عند سماعهم كلام الله
{إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال 2
فهم في قوة توكلهم يرتقون إلى درجات (ذكرها الغزالي في الإحياء):1- الثقة بكفالته.
2- أن يكون حاله مع الله كحال الطفل مع أمه لا يفزع لسواها ولا يعتمد إلا إياها.
3- والأعلى أن يكون بين يدي الله مثل الميّت بين يدي الغاسل وهو الذي قوي يقينه وانكشفت بصيرته أن لا فاعل سوى الله ولم ينظر إلى غيره بل يكون منه الخوف وله الرجاء وبه الثقة وعليه التوكل، فهو الفاعل والكل حوله مسخرون له.
جزاء المتوكلين
الله يبشر المتوكلين عليه ويعدهم في الدنيا
1- حفظهم وحمايتهم من الشيطان، فلا قوة ولا سلطان له عليهم.
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً}الإسراء 65
2- لا يمسهم سوء وأذى والناس..
{ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ * فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} آل عمران 173
3- وفي الآخرة يبيّن لنا تعالى أنّ لهم الأجر الجليل والثواب الجزيل والنّعيم المقيم الذي هو خير من لذات الدنيا...{وأبقى} لأنه نعيم لا منغص فيه، ولا كدر، ولا انتقال.
{فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الشورى 36
لكن نلاحظ بأن الله تعالى أخفى لنا ما أعدّ لهم في الآخرة من ألوان النعيم...لكنه لم يخفِ
4- محبته لهم
{.. إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران 159
أدعية قرآنية في التوكل
- {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ} التوبة 129
- {.... رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ} الممتحنة 4
- {...عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ}
يونس 85
- {... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ} الأعراف 89
دعاء الاستخارة
الذي علّمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة ونصحهم بالتزامه في كل الأمور فقال:(إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إنّي أستخيرك بعلمك وأستقدِرُكَ بقُدرَتِك وأسألك من فضلك العظيم فإنّك تقدِر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر (وتسميه باسمه) خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره ويسّره لي ثم بارك لي فيه. اللهمّ وإن كنت تعلمه شرّاً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به ولا حول ولا قوّة إلا بالله).رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ}آل عمران 159
من هم؟
- علموا أن الله من أسمائه الوكيل فهو الذي يتولّى بإحسانه شؤون عباده كلها، فلا يضيعهم ولا يسلّمهم للشر أبداً، لكن يأخذ بأيديهم لما فيه مصلحتهم.
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً} النساء81
- علموا أن التوكل على الله معناه الثقة به والاعتماد عليه، والإيقان بأنّ قضاءه ماض، لكن يجب السعي فيما لا بدّ منه من الأسباب.
من معاني التوكل أن تأخذ بالأسباب (بجوارحك) ثم تقطع الأسباب عن القلب. أي هو عبادة قلبية محضة، يعني أنك بجوارحك يديك رجليك لسانك... تأخذ بالأسباب كأن ليس هناك توكل، والقلب كأن ليس هناك جوارح منقطع عن الأسباب متصل بالله وحده..
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق 3
- استجابوا لأمر ربّهم بالتوكّل، فتوكلوا عليه وحده.
فهم من إيمانهم يقولون: إن الله ما منعك إلا ليعطيك وما ابتلاك إلا ليعافيك وما امتحنك الا ليصفيك وما أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة.... فكانت المرتبة التي تلي الصّبر.
{رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً}المزمل 9
- فهم في توكلهم سعداء يعيشون في سكينة بعيدين عن الخوف من المستقبل لأنهم وكلوا أمورهم لله الذي لا إله غيره.
{ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ} التغابن 13
لخالق الكون
{ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الزمر62
لمالك السموات والأرض
{وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً}
النساء 132
للعزيز الذي لا يذل من استجار به، ولا يضيع من لاذ بجنابه والتجأ بحماه.
الرحيم.. الذي لا يغيب عليه شيء..
{وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ} الشعراء 217..220
للحكيم في تدبير شؤون عباده لما فيه مصلحتهم
{إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال 49
للحي الذي لا يموت
{وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً} الفرقان 58
لمن له الامر
{وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} هود 123
لمن له الحكم
{وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف 67
فهو يكفيهم
{وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً} الأحزاب 48
- فوكلوه جميع أمورهم فهو الوكيل المطلق في كل الأحوال وفي كل الظروف، والمُتَوَكِّل في كل حياتهم.
{... وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود88
- توكلوا على الله ولازموا تسبيحه وتنزيهه عما لا يليق به
{وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً} الفرقان 58
- فهم في توكلهم يسلكون نهج الأنبياء يقول تعالى مخاطباً نبيه صلّى الله عليه وسلّم {فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ} النمل 79
أي: ففوِّض إلـى الله يا محمد أمورك وثق به، فإنه كافـيك.
- متوكلون على الدّوام، يزدادون إيمانا عند سماعهم كلام الله
{إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال 2
فهم في قوة توكلهم يرتقون إلى درجات (ذكرها الغزالي في الإحياء):1- الثقة بكفالته.
2- أن يكون حاله مع الله كحال الطفل مع أمه لا يفزع لسواها ولا يعتمد إلا إياها.
3- والأعلى أن يكون بين يدي الله مثل الميّت بين يدي الغاسل وهو الذي قوي يقينه وانكشفت بصيرته أن لا فاعل سوى الله ولم ينظر إلى غيره بل يكون منه الخوف وله الرجاء وبه الثقة وعليه التوكل، فهو الفاعل والكل حوله مسخرون له.
جزاء المتوكلين
الله يبشر المتوكلين عليه ويعدهم في الدنيا
1- حفظهم وحمايتهم من الشيطان، فلا قوة ولا سلطان له عليهم.
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً}الإسراء 65
2- لا يمسهم سوء وأذى والناس..
{ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ * فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} آل عمران 173
3- وفي الآخرة يبيّن لنا تعالى أنّ لهم الأجر الجليل والثواب الجزيل والنّعيم المقيم الذي هو خير من لذات الدنيا...{وأبقى} لأنه نعيم لا منغص فيه، ولا كدر، ولا انتقال.
{فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الشورى 36
لكن نلاحظ بأن الله تعالى أخفى لنا ما أعدّ لهم في الآخرة من ألوان النعيم...لكنه لم يخفِ
4- محبته لهم
{.. إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران 159
أدعية قرآنية في التوكل
- {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ} التوبة 129
- {.... رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ} الممتحنة 4
- {...عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ}
يونس 85
- {... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ} الأعراف 89
دعاء الاستخارة
الذي علّمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة ونصحهم بالتزامه في كل الأمور فقال:(إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إنّي أستخيرك بعلمك وأستقدِرُكَ بقُدرَتِك وأسألك من فضلك العظيم فإنّك تقدِر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر (وتسميه باسمه) خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره ويسّره لي ثم بارك لي فيه. اللهمّ وإن كنت تعلمه شرّاً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به ولا حول ولا قوّة إلا بالله).رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه.