تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
عام 2007، ظهر بين أندروود، الذي كان يبلغ من العمر حينها 14 سنة،
وهو أحد سكان سكرامنتو في كاليفورنيا، في برنامج «أوبرا وينفري شو»
وعلى نشرة الأخبار المسائية بمحطة «سي بي إس» وفي عدد من المقالات في
الصحف والمجالات. وقد أذهل أندروود جيرانه وزملاءه بالمرحلة الثانوية
بقدرته على الطقطقة بلسانه بسرعة واستخدام صدى الصوت في التعرف على
الأشياء المحيطة به. وباستخدام هذا الأسلوب، أمكنه التنقل حول المنطقة التي
يعيش فيها مستخدما أداة للتزلج.
* الاستشعار بالصدى
* لقد دعم قدرة أندروود الغريبة على التنقل عن طريق الصوت تقنية
«الاستشعار بالصدى»، وهو الاسم الذي أطلقه العلماء على قدرة المخلوقات
الليلية كالخفافيش على الحركة عن طريق إصدار موجات صوتية بترددات
عالية
جدا، بحيث يستحيل على البشر سماعها. ويتيح لها ذلك أن تحدد مواقع
الحشرات الطائرة التي تتغذى عليها.
وتستخدم بعض الدلافين أيضا تقنية الاستشعار بالصوت في السباحة
في الماء بإصدار أصوات طقطقة. ومع وجود كاميرات تلفزيونية تسجل
المشهد، قام أندروود بالسباحة مع الدلافين في البحر لمقارنة أساليبه
المتبعة في السباحة بأساليبهم.
ولا يعتبر استخدام صوت طقطقة اللسان في الحركة مفهوما حديثا؛ فهناك
شخص آخر من كاليفورنيا، وهو دانيال كيش، يتبع هذا الأسلوب منذ سنوات،
بل ويقوم بتعليمه لآخرين من المكفوفين ليستخدموه كبديل عن عصا بيضاء
أو الاستعانة بكلب، ليدلهم على الطريق.
وقال ميل غودال، مدير مركز المخ والأعصاب بجامعة ويسترن أونتاريو
وأستاذ علوم الأعصاب المرئية ببرنامج «كندا ريسيرش تشير» البحثي،
في بيان صحافي للمكتبة العامة للعلوم نقله موقع «ميديكال نيوز توداي»
الإلكتروني، إنه «يبدو من الواضح أن تقنية الاستشعار بالصوت تتيح
للمكفوفين القيام بالأشياء التي كان يعتقد أنه يستحيل قيامهم بها من دون
تمتعهم بحاسة الرؤية، وبهذه الطريقة، يمكن أن تزود هذه التقنية المكفوفين
وذوي الإعاقات البصرية بقدرة كبيرة على الاعتماد على أنفسهم في شؤون
حياتهم اليومية».
* المكفوفون وقدرة السمع
* ويعتقد أن المكفوفين لديهم قدرة على السمع أفضل من المبصرين، الأمر
الذي يعزا إليه المواهب الموسيقية التي يتمتع بها موسيقيون مكفوفون مشاهير
أمثال راي تشارلز وستيفي وندر وروني ميسلاب. وعادة ما يفترض أن
حاسة اللمس تكون قوية وعلى درجة شديدة من الحساسية في المعتاد لدى
المكفوفين، مما يمكنهم من القراءة باستخدام طريقة «برايل».
ويتعلم من يعانون من إعاقات بصرية إصدار أصوات طقطقة والاستماع
إلى صوت الصدى الخافت المنبعث منها، ويعجز المكفوفون عن تحديد البيئات
المحيطة بهم والتعرف على أشياء مثل سيارة أو مبنى أو صندوق بريد.
ويشير هذا الدليل الجديد إلى أنه ربما تكون لدى المكفوفين القدرة على
ممارسة رياضات جماعية أو التعرف على الطريق من حولهم باستغلال
هذه الموهبة.
ومن المثير للعجب، أنه بقياس النشاط الذهني لدى المشاركين في الوقت
الذي كانوا يتبعون فيه تقنية «الاستشعار بالصدى»، اكتشف المحققون
أيضا أن المكفوفين الذين يستخدمون هذه التقنية كانوا يوظفون في حقيقة
الأمر الجزء «المرئي» من عقولهم لمعالجة الأصوات.
* سونار إيجابي وسلبي
* ثمة نوعان من المعالجة بـ«أشعة» (أو بالأحرى موجات) السونار،
السلبي والإيجابي. والسونار السلبي هو النوع الأكثر شيوعا في الاستخدام
بين البشر. ويعتمد على الأصوات في البيئة المحيطة أو الأصوات التي
يصدرها المستمع بشكل عارض، مثل خطوات القدم أو النقرات بالعصا.
ومن ثم، تكون الصور الناتجة غامضة نسبيا وغير واضحة. وربما
يكون السونار السلبي كافيا لتحديد أماكن الأشياء، ولكن ليس لتمييز
السمات التفصيلية، فهو أشبه إلى حد ما بسماع همهمة الناس أثناء أحاديثهم
من حولك، إذ تأخذ في التقاط أجزاء متفرقة، ولكن قد لا تتمكن من إدراك كل
فحوى هذه المحادثات.
ويشمل السونار الإيجابي استخدام إشارة يصدرها المستمع بشكل فعلي.
وهو يتيح إدراك سمات بعينها، فضلا عن الأشياء الموجودة على مسافات
أبعد من السونار السلبي. وهو أشبه بالمشاركة في محادثة فعلية مع عناصر
البيئة المحيطة. وربما يطرح الفرد أسئلة معينة عن عناصر محددة ويتلقى
إجابات أوضح. وفي حقيقة الأمر، يطلق العلماء الذين يدرسون الخفافيش
على هذه العملية مسمى «استجواب الطبيعة».
فالخفاش يقوم بدور فعال في اكتشاف سمات البيئة للتعرف على معلومات
معينة من خلال إشارات السونار، التي تعتبر متنوعة وذات أهمية استراتيجية
تماما كاللغة. ومؤخرا فقط ظهرت حقيقة أنه يمكن للبشر تعلم القيام
بالطريقة نفسها
ودمتم سالمين
عام 2007، ظهر بين أندروود، الذي كان يبلغ من العمر حينها 14 سنة،
وهو أحد سكان سكرامنتو في كاليفورنيا، في برنامج «أوبرا وينفري شو»
وعلى نشرة الأخبار المسائية بمحطة «سي بي إس» وفي عدد من المقالات في
الصحف والمجالات. وقد أذهل أندروود جيرانه وزملاءه بالمرحلة الثانوية
بقدرته على الطقطقة بلسانه بسرعة واستخدام صدى الصوت في التعرف على
الأشياء المحيطة به. وباستخدام هذا الأسلوب، أمكنه التنقل حول المنطقة التي
يعيش فيها مستخدما أداة للتزلج.
* الاستشعار بالصدى
* لقد دعم قدرة أندروود الغريبة على التنقل عن طريق الصوت تقنية
«الاستشعار بالصدى»، وهو الاسم الذي أطلقه العلماء على قدرة المخلوقات
الليلية كالخفافيش على الحركة عن طريق إصدار موجات صوتية بترددات
عالية
جدا، بحيث يستحيل على البشر سماعها. ويتيح لها ذلك أن تحدد مواقع
الحشرات الطائرة التي تتغذى عليها.
وتستخدم بعض الدلافين أيضا تقنية الاستشعار بالصوت في السباحة
في الماء بإصدار أصوات طقطقة. ومع وجود كاميرات تلفزيونية تسجل
المشهد، قام أندروود بالسباحة مع الدلافين في البحر لمقارنة أساليبه
المتبعة في السباحة بأساليبهم.
ولا يعتبر استخدام صوت طقطقة اللسان في الحركة مفهوما حديثا؛ فهناك
شخص آخر من كاليفورنيا، وهو دانيال كيش، يتبع هذا الأسلوب منذ سنوات،
بل ويقوم بتعليمه لآخرين من المكفوفين ليستخدموه كبديل عن عصا بيضاء
أو الاستعانة بكلب، ليدلهم على الطريق.
وقال ميل غودال، مدير مركز المخ والأعصاب بجامعة ويسترن أونتاريو
وأستاذ علوم الأعصاب المرئية ببرنامج «كندا ريسيرش تشير» البحثي،
في بيان صحافي للمكتبة العامة للعلوم نقله موقع «ميديكال نيوز توداي»
الإلكتروني، إنه «يبدو من الواضح أن تقنية الاستشعار بالصوت تتيح
للمكفوفين القيام بالأشياء التي كان يعتقد أنه يستحيل قيامهم بها من دون
تمتعهم بحاسة الرؤية، وبهذه الطريقة، يمكن أن تزود هذه التقنية المكفوفين
وذوي الإعاقات البصرية بقدرة كبيرة على الاعتماد على أنفسهم في شؤون
حياتهم اليومية».
* المكفوفون وقدرة السمع
* ويعتقد أن المكفوفين لديهم قدرة على السمع أفضل من المبصرين، الأمر
الذي يعزا إليه المواهب الموسيقية التي يتمتع بها موسيقيون مكفوفون مشاهير
أمثال راي تشارلز وستيفي وندر وروني ميسلاب. وعادة ما يفترض أن
حاسة اللمس تكون قوية وعلى درجة شديدة من الحساسية في المعتاد لدى
المكفوفين، مما يمكنهم من القراءة باستخدام طريقة «برايل».
ويتعلم من يعانون من إعاقات بصرية إصدار أصوات طقطقة والاستماع
إلى صوت الصدى الخافت المنبعث منها، ويعجز المكفوفون عن تحديد البيئات
المحيطة بهم والتعرف على أشياء مثل سيارة أو مبنى أو صندوق بريد.
ويشير هذا الدليل الجديد إلى أنه ربما تكون لدى المكفوفين القدرة على
ممارسة رياضات جماعية أو التعرف على الطريق من حولهم باستغلال
هذه الموهبة.
ومن المثير للعجب، أنه بقياس النشاط الذهني لدى المشاركين في الوقت
الذي كانوا يتبعون فيه تقنية «الاستشعار بالصدى»، اكتشف المحققون
أيضا أن المكفوفين الذين يستخدمون هذه التقنية كانوا يوظفون في حقيقة
الأمر الجزء «المرئي» من عقولهم لمعالجة الأصوات.
* سونار إيجابي وسلبي
* ثمة نوعان من المعالجة بـ«أشعة» (أو بالأحرى موجات) السونار،
السلبي والإيجابي. والسونار السلبي هو النوع الأكثر شيوعا في الاستخدام
بين البشر. ويعتمد على الأصوات في البيئة المحيطة أو الأصوات التي
يصدرها المستمع بشكل عارض، مثل خطوات القدم أو النقرات بالعصا.
ومن ثم، تكون الصور الناتجة غامضة نسبيا وغير واضحة. وربما
يكون السونار السلبي كافيا لتحديد أماكن الأشياء، ولكن ليس لتمييز
السمات التفصيلية، فهو أشبه إلى حد ما بسماع همهمة الناس أثناء أحاديثهم
من حولك، إذ تأخذ في التقاط أجزاء متفرقة، ولكن قد لا تتمكن من إدراك كل
فحوى هذه المحادثات.
ويشمل السونار الإيجابي استخدام إشارة يصدرها المستمع بشكل فعلي.
وهو يتيح إدراك سمات بعينها، فضلا عن الأشياء الموجودة على مسافات
أبعد من السونار السلبي. وهو أشبه بالمشاركة في محادثة فعلية مع عناصر
البيئة المحيطة. وربما يطرح الفرد أسئلة معينة عن عناصر محددة ويتلقى
إجابات أوضح. وفي حقيقة الأمر، يطلق العلماء الذين يدرسون الخفافيش
على هذه العملية مسمى «استجواب الطبيعة».
فالخفاش يقوم بدور فعال في اكتشاف سمات البيئة للتعرف على معلومات
معينة من خلال إشارات السونار، التي تعتبر متنوعة وذات أهمية استراتيجية
تماما كاللغة. ومؤخرا فقط ظهرت حقيقة أنه يمكن للبشر تعلم القيام
بالطريقة نفسها
ودمتم سالمين