تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الدولة الفاطمية
العاصمة:المهدية,القاهرة
اللغة الرسمية :لغة عربية
الديانة الرسمية:الإسلام
نظام الحكم:خلافة
تاريخ التأسيس:909
تاريخ السقوط:1171
الفاطميون أو العبيديون سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة،
حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في الجزائر، والمغرب والجزيرة العربية و
صقلية وكان لها نفوذ قوي ببلاد النوبة عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909
و1171 م.
المقر: القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 820-973 م، القاهرة: منذ 973 م.
يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام، كما
يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق،
ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى بعض المؤرخين اليوم أن نسبهم كان
منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه جمهرة
أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله. على
أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب وفي اتعاظ
الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا، وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان
بصحة نسبهم الحسيني الهاشمي.
مؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو
عبد الله الشيعي، كان يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء
على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته
كتامة، الذين زحفوا إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين
المعز، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق
الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة
969 م استولى المعز (953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة.
دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا
السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز
والحرمين مابين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت
حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر
الله الفاطمي (996-1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة
عرفت باسم الدروز واللذي إختفا في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد
حكم المستنصر (1036-1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين
النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ
(1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.
آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين
الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء
على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر بعدها إلى المذهب
السني.
العاصمة:المهدية,القاهرة اللغة الرسمية :لغة عربية الديانة
الرسمية:الإسلام نظام الحكم:خلافة تاريخ التأسيس:909 تاريخ السقوط:1171
الفاطميون أو العبيديون سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة،
حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في الجزائر، والمغرب والجزيرة العربية و
صقلية وكان لها نفوذ قوي ببلاد النوبة عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909
و1171 م. المقر: القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 820-973 م، القاهرة:
منذ 973 م. يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول
الإسلام، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن
جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى بعض المؤرخين اليوم
أن نسبهم كان منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي
في كتابه جمهرة أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم
عبيد الله. على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب
وفي اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا، وكذلك ابن خلدون في
تاريخه، يجزمان بصحة نسبهم الحسيني الهاشمي. مؤسس السلالة عبيد الله
المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، كان
يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و
حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة، الذين زحفوا
إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز، ولم يتبق منهم
في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم
ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز
(953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة. دخل الفاطميون في صراع مع
العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع
أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965-1070
م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز
بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021 م) وفي
عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز واللذي إختفا
في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر (1036-1094 م)
الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى
الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة
إلى مصر فقط. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة
القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة
منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر
بعدها إلى المذهب السني.
إمبراطورية بيزنطية
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:قسطنطينية
اللغة الرسمية:لغة لاتينية
الديانة الرسمية:المسيحي الأرثذوكسي الشرقي
نظام الحكم:ملكي
تاريخ التأسيس:330
تاريخ السقوط:1453
الإمبراطورية البيزنطية ( باللغةاليونانية ، Βασιλεία τῶν Ρωμαίων ) هي
إمبراطورية تاريخية كانت عاصمتها القسطنطينية (بيزنطة). وكان يطلق عليها
الإمبراطورية الرومانية الشرقية . وكان العرب يطلقون عليها أسم بلاد الروم .
وكان مؤسسها الإمبراطور قسطنطين قد جعل عاصمتها القسطنطينية عام 335م.
بعدما كانت روما عاصمة للإمبراطورية الرومانية .والتي أصبحت بعد إنفصال جزء
ها الشرقي( البيزنطي ) عاصمة للإمبراطورية الرومانية الغربية. وظلت روما
مقرا للكنيسة الكاثوليكية الغربية وبها كرسي الباباوية (الفاتيكان). وكانت
الإمبراطورية البيزنطية تضم هضبة الأناضول بآسيا وأجزاء من اليونان وجزر
بحر إيجه وأرمينية وآسيا الصغرى والشام ومصر وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر
وأجزاء من شمال بلاد النوبة. وكانت هذه الإمبراطورية تأخذ طابعا إغريقيا
في الثقافة والعلوم حيث حافظت علي التراث الإغريقي والروماني . كما تأثرت
بحضارات وفنون الشام ومصر وبلاد الإغريق ومابين النهرين . لكن البيزنطيين
إستحدثوا لهم ثقافاتهم وطرزهم المعمارية الخاصة بهم ولاسيما في بناء
الكنائس والقصور والحمامات والمكتبات والمستشفيات والخانات والأسواق
المغطاة وبيوت الضيافة علي طرق القوافل . واشتهروا بالأيقونات الملونة .
ولشتهرت مخطوطاتهم بالتزيين والخط البديع وتهميش الصفحات ووضع العناوين .
كما إشتهروا بصناعة ابواب القصور والقلاع المصفحة ونسج الحرير الملون
وصناعة الأختام من الرصاص والسيراميك (الفسفساء) والزجاج الملون وسك
الدنانير البيزنطية الذهبية و التي كانت متداولة في الإمبراطورية وظلت
الإمبراطورية قائمة حتي فتحها محمد الفاتح عام 1453 م. وكانت معبرا للقوافل
التجارية بين الشرق والغرب.
إمبراطورية رومانية مقدسة
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:لم توجد عاصمة محددة
اللغة الرسمية:اللاتينية . الألمانية . ولغات أخرى
الديانة الرسمية: المسيحية بمذاهبها الكاثوليكية . اللوثرية . الكالفينية
نظام الحكم:ملكي مطلق
تاريخ التأسيس 800 م
تاريخ السقوط 1806 م
الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت في الأساس تكتلا للأراضي الجرمانية في
وسط أوروبا في فترة القرون الوسطى وبداية العصر الحديث، وكانت تعرف أيضا
بالإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الألمانية وذلك من أواخر القرن
الخامس عشر فصاعدا. سميت بالإمبراطورية الرومية نسبة للإمبراطور الرومي ـ
الألماني الذي يحكمها ويُلقب بهذا اللقب. بدأت هذه الإمبراظورية من القرون
الوسطى حتى سنة 1806 م. وما ألمانيا والنمسا الحاليتين إلا جزء من هذه
الإمبراطورية القديمة.
تأسست هذه الإمبراطورية في القرن العاشر مع عائلة أوتو وبقيت حتى 1806. ومن بعدها ظهرت القيصرية الألمانية والنمساوية.
في ذروة مجد الإمبراطورية اشتملت أراضيها على أراضي الدول المعاصرة التالية:
ألمانيا . النمسا . سويسرا . ليختنشتاين . لوكسمبورغ . تشيك .
سلوفينيا . بلجيكا . هولندا، وأجزاء كبيرة من : بولندا . فرنسا .
إيطاليا.
وفي أقصى حالات ضعفها اشتملت على :
جزء كبير من ألمانيا، وأجزاء صغيرة من الدول التالية، فرنسا . إيطاليا . بولندا . كرواتيا . بلجيكا . هولندا
وقد أطلقت تسمية الرايخ الأول على هذه الإمبراطورية من قبل آرثر مولير فان
دين بروك عام 1920، والتي لحقها الرايخ الثاني أو الامبراطورية الألمانية
الثانية، وذلك رغبة من فان دين بروك بالدعوة لإقامة الرايخ الثالث. وقد
تبنت هذا المصطلح الحركة النازية ومن ثم دولة ألمانيا النازية لأغراض
الدعاية والشحن الجماهيري.
1194-1220-1250 : فريدريك الثاني
1747-1790-1792 : ليوبولد الثاني، الإمبراطورية الرومانية المقدسة
1768-1792-1806-1835 : فرانسيس الثاني
دولت عالیه عثمانیه
Devlet-i Âliye-yi Osmâniyye
Sublime Ottoman State
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:إسطنبول
اللغة الرسمية:تركية عثمانية
الديانة الرسمية:الإسلام
نظام الحك:سلطنة/خلافة
تاريخ التأسيس:1299
تاريخ السقوط:1922
العثمانيون أو آل عثمان سلالة تركية حكمت في تركيا (البلقان و الأناضول) و في أراض واسعة أخرى، مابين سنوات 1280-1922.
المقر: ياني سهير: 1280-1366، إدرنة (إدرين): 1366-1453، إستانبول (القسطنطينية): منذ 1453.
أصولهم ونشأة الدولة
ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات
المغولية تحولوا عن مواطنهم في منغوليا إلى ناحية الغرب. أقامو منذ 1237 م
إمارة حربية في بتيينيا (شمال الأناضول، و مقابل جزر القرم). تمكنوا بعدها
من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. في عهد السلطان عثمان الأول (عثمان
بن ارطغل) (1280-1300 م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاءه من بعده،
توسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة (إحتلال بورصة: 1376 م، إدرين: 1361
م). سنة 1354 م وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. كانت
مدينة غاليبولي (في تركية) قاعدتهم الأولى. شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت
باسم الإنكشارية (كان أكثر أعضاءها من منطقة البلقان). تمكنوا بفضل هذه
القوات الجديدة من التوسع سريعا في البلقان و الأناضول معا (معركة
نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك في أنقرة سنة
1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة
توازنها و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد
الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يدخل القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي
بذالك قرونا من التواجد البيزنطي في المنطقة.
توسع الدولة
أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب
إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم الاول (1512-1520 م) من
السيطرة على العراق:1514 وكل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م.
انتصر على الصفويين في معركة جيلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة
أوجها في عهد ابنه سليمان القانوني (1520-1566 م) الذي واصل غزو البلقان
(المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، 1532 استولى بعدها على الساحل الصومالي من
البحر الأحمر واستطاع بناء اسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط
بمساعدة خير الدين بربروسا الذي قدم ولاءه للسلطان (بعد 1552 م تم اخضاع
دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا حيث أخضعت طرابلس في حدود عام
1551). فأصبحت الدولة تمتد على معظم ما يشكل اليوم الوطن العربي باستثناء
وسط الجزيرة ومراكش وعُمان بإلإضافة إلى امتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق
أوروبا. حكمت الدوله العثمانيه: الجزيره العربيه مصر المغرب العربي الصومال
العراق النمسا ايطاليا جورجيا كردستان رومانيا بلغاريا السودان
توسع العثمانيين في آسيا الصغرى
وسع عثمان حدود السلطة حتى بلغ البحر الاسود . تولى الزعامة ابنه أورخان سنة 1326م الذي أسس الجيش الانكشاري.
توسّع العثمانيين في أوروبا
* توفي أورخان سنة 1359م فخلفه ابنه مراد الأول الذي هاجم شبه جزيرة
البلقان واستولى على أدرنة وقد قتل بعد أن تغلب على الصرب والبلغار في
معركة قوصوه (معركة كوسوفو) سنة 1389 م
* تغلب بايزيد الأول على التحالف الأوروبي الصليبي في معركة نيقوبولس 1396 م ضم شرق صوفيا عاصمة بلغاريا.
التراجع
بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين. ثم منذ
1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء (وزيري أعظم) أو كبار القادة
الإنكشاريين. بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي. كان
العثمانيون في صراع دائم مع الهبسبورغ، ملوك النمسا (حصار فيينا: 1683 م)،
إلا أن مراكز القوى تغيرت، منذ 1700 م تحول وضع العثمانييين من الهجوم إلى
الدفاع. تم إعادة هيكلة الدولة في عهد السلطانين سليم الثالث (1789-1807 م)
ثم محمود الثاني (1808-1839 م) من بعده، رغم هذا استمر وضع الدولة في
الانحلال. أعلنت التنظيمات سنة 1839 م وهي إصلاحات على الطريقة الأوروبية.
أنهى السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909 م) هذه الإصلاحات بطريقة
استبدادية، نتيجة لذلك استعدى السلطان عليه كل القوى الوطنية في تركيا. سنة
1922 م تم خلع آخر السلاطين محمد السادس (1918-1922 م). وأخيرا ألغى مصطفى
كمال أتاتورك الخلافة نهائيا في 1924 م.
عوامل ضعف الدولة العثمانية
العوامل الداخلية 1. ضعف السلاطن المتأخرين ويتضح من:
*
o عدم قيادتهم للجيش.
o عدهم ترأسهم جلسات الديوان.
o ضعف قدرتهم على الإدارة.
o انشغالهم بأمورهم الخاصة.
2. انحدار الإنكشارية:
*
o أهملوا تدريباتهم.
o قل ارتباطهم بثكناتهم مما أدى إلى ضعف قدراتهم القتالية و الحربية.
3. سوء نظام جباية الضرائب:
* كان تحصيل وجمع الأموال العامة في الولايات يتم عن طريقة الالتزام.
العوامل الخارجية:
1. الامتيازات الأجنبية لبعض الدول الأروبية أدى إلى التدخل في شؤون الدولة.
2. الأطماع الاستعمارية الأروبية في ممتلكات الدولة العثمانية.
3. ظهور روسيا القيصرية كقوة تسعى على حساب الدولة العثمانية ، وتحريض شعوب البلقان للثورة ضدها.
4. الهزائم التي ألحقتها الجيوش الأروبية بالجيش العثمانية بسبب:
* اختراع الأروبين اسلحة جديدة.
* تفوق اساليبهم القتالية وضعف الانكشارية.
نظام الحكم و الإدارة في الدولة العثمانية
1. السلطان: من مهامه:
* تطبيق الشريعة الإسلامية.
* قيادة الجيوش.
* تعيين الوزراء وعزلهم.
2. الصدر الأعظم.
* كان مستشار السلطان في البداية العهد العثماني.
* أصبح ممثل السلطان في فترة ضعف السلاطين, والتحكم بالتعيينات والوظائف والأمور المتعلقة بالجيش والإدارة.
أدى الجيش العثماني دوراً مهماً في تأسيس الدولة وتوطيد أركانها. وكان الجيش العثماني يقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1. القوات البرية.
وتتكون من الفرسان (الخيالة) و المدفعية، والإنكشارية هي أشهر هذه الفرق.
وللتعرف إلى كيفية إعداد الانكشارية ودورها في توسع الدولة واستقرارها .
2. قوات الولايات.
تكونت هذه القوات من الفرسان( أصحاب العسكرية ) و قوات القلاع التي رابطت
في مختلف القلاع ، وأحياناً كان الولاة يشكلون قوات خاصة بهم عرفت بالقوات
المحلية, وقد استفاد منهم الولاة في توطيد سلطانهم وتوحيد ولاياتهم.
3. القوات البحرية.
أبدى العثمانيون اهتماماً بالغاً بالقوات البحرية ولا سيما بعد إحتلال
القسطنطينية وقد أنشئ العديد من الترسانات و القواعد البحرية في عهد
السلطان بايزيد الثاني، ووصل ذلك الاهتمام أوجه بتعين خير الدين بربروس
قائداً أعلى للقوات البحرية في عهد السلطان سليمان القانوني إذ أصبح
الأسطول العثماني في عهده أقوى أسطول في البحر الأبيض المتوسط .
نظام الحكم و الإدارة العثمانية في الولايات العربية
عندما أتسعت الدولة العثمانية لجأ العثمانيون إلى تقسيمها ولايات . وقسمت
الولايات إلى أقسام إدارية صغيرة عرفت بالسنجق و التي قسمت بدورها إلى
أقسام إدارية أصغر سميت بالناحية .
ويتشكل الجهاز الإداري للولايات العثمانية من عدد من كبار موظفي الدولة على النحو الأتي:
1. الوالي: كانت مهمة الوالي أن ينوب عن السلطان في الأمور الإدارية و
العسكرية ، وحفظ الأمن وجباية الضرائب وإرسال الأموال المفروضة على الولاية
إلى خزينة الدولة. كانوالي الشام متميزاً عن غيره من الولاة بإضافة منصصب
إمارة الحج غليه, وكانت مهمة لأمير الحج لإشراف على قافلة الحج الشامي التي
تضم حجاجاً من أنحاء بلاد الشام و الأناضول و البلقان وتنطلق القافلة من
دمشق مارةً بشرق الأردن إلى الحجاز.
2. السنجق و الناحية: يتولى حكام السنجق و الناحي تنفيذ أوامر الوالي و
الإدارة المركزية وتصريف الأمور الداخلية وحفظ أمن و استقرار الأوضاع من
مناطقهم.
3. الدفتردار: يعين من قبل السلطان مباشرة ، ويتمثل دوره الشؤون المالية في الولاية وهو بمثابة أمين الخزينة.
قائمة السلاطين
بداية ظهور آل عثمان بعد وفاة أرطغرل قام السلطان علاء الدين السلجوقي
بتنصيب الأمير عثمان مكانه، وعثمان بن أرطغرل ولد عام 656 هـ/1258م وتوفي
عام 726هـ/ 1326م. و هو من عشيرة قايي، من قبيلة الغزالأغوز التركية. هاجر
جده سليمان شاه ، أمير عشيرة قايي، مع عشيرته من موطنه الأصلي، في آسيا
الوسطى، ليستقر في الأناضول فتابع طريق الجهاد بشجاعة خارقة، فكافأه
السلطان علاء الدين، وكرّمه بإعطائه شارات السلاجقة، وهي الراية البيضاء
والخلعة والطبل، ومنحه استقلالاً، ولقب بك، ابتداء من سنة 688 هـ/ 1289م،
وسمح له بأن يسكك النقود باسمه (أى يكتب عليها أسمه ) ، وبذكر اسمه بعد اسم
السلطان علاء الدين من على منابر المساجد والجوامع السلجوقية ، ومنحه
السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث جهات إسكي شهر وإينونو، عام
(1289م).. وقرر منحه ما يفتحه من أرضي البيزنطيين وغيرهم ، حاصر عثمان
مدينة بورصة، المعروفة في غرب الأناضول، في عام(1314م)، ولكنه لم يتمكن من
فتحها ، وتوسعت منطقة نفوذ عثمان أو إمارته، فشملت مناطق سوغود، ودومانيج،
وإينه كول، ويني شهر، وإن حصار، وقويون حصار، وكوبري حصار، ويوند حصار.
وجعل في عام(1300م) ، يني شهر مركزاً لتلك الإمارة. خيانة قائد بيزنطي
ونهاية دولة السلاجقة ونشأت صداقة بين عثمان الأول ، والقائد البيزنطي كوسه
ميخائيل حاكم قلعة (خرمن قايا) الذي أسلم، وأنقذ عثمان من مؤامرة بيزنطية
دُبرت له في وليمة عرس بيزنطي . وفي تلك الأثناء هاجم قازان المغولي المدن
السورية، ومدينة قونية، فاحتلها سنة 699هـ/ 1299م، وأنهى دولة سلاجقة
الأناضول ،, وفد على عثمان بن أرطغرل كثير من علماء الدولة السلجوقية هرباً
من المغول ، وأقبل عليه أمراؤها وأعيانها وأثريائهم ، فأثورا إمارته
وأنتقلت من مجرد قبيلة وأمارة إلى أن تصبح لها مقومات الدولة وبهذا الحدث
يمكن القول أنه بدأت بهؤلاء القادمين العاربين من وجه المغول سلطنة آل
عثمان في عام( 708هـ/1308م)، أى عندما توفي آخر سلاطين سلاجقة الروم
السلطان غياث الدين مسعود الثالث، حيث كانت الإمارة العثمانية تابعة للدولة
السلجوقية قبل ذلك.. الإستيلاء على بورصا
وكان الهدف الأسمى، الذي يسعى الأمير عثمان لتحقيقه ، هو فتح مدينة بورصا
واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية. وظل هذا هدفاً يطمح إليه الأمير عثمان
حتى آخر حياته ؛ فقد أمر ، وهو على فراش الموت ، ولده أورخان بفرض الحصار
عليها، والاستماتة في غزوها والإستيلاء عليها . وقد نجح أورخان في ذلك،
وطارت أنباء الفتح إلى الأمير عثمان وهو يجود بأنفاسه الأخيرة. ونُقل
جثمانه إلى مدينة بورصا ودفن بها. في عام( 726هـ 1324/م) ، بعد أن عاش
سبعين عاماً، قضى منها 27 عاماً على عرش السلطنة. وكان عثمان الأول له من
الأولاد سبعة، هم: أورخان بك، وعلاء الدين بك، وجوبان بك، وحامد بك، وفاطمة
خاتون، وبازارلي بك، وملك بك.
بداية السلطنة العثمانية (699-726) هـ/ 1299 - 1326م السلطان عثمان الأول
وُلد في بلدة سُغُوْت (Sogüt) إحدى البلاد التابعة لمدينة (يني شهر) سنة
656 هـ/ 1258م ، وعندما مات السلطان علاء الدين السلجوقي ، أعلن سلطنته
فأتاه أمراء الدولة السلجوقية ، ودخلوا تحت حمايته ، ونصبوه سلطانا على
الأناضو ، فاتخذ مدينة يني شهر عاصمة له ، وأستمر في الحروب لمدة سبع
سنوات، وغزا الكثير من قلاع الروم البيزنطيين، وغزا مدينة كبري حصار، وقلعة
أزنيق الشهيرة، وهاجت الجيوش البيزنطة على يني شهر عاصمة العثمانيين ،
فتصدى لهم السلطان عثمان على رأس جيشه بجوار قلعة قيون حصار وهزمهم ثم
اقتفى أثرهم حتى موقع ديمبوز ، فقتل أمير مدينة كستل البيزنطي ، وهرب بقية
الأمراء البيزنطيين نحو بورصة والقسطنطينية ، وشيد السلطان عثمان قلعتين
بالقرب من مدينة بروسه سنة 717 هـ/ 1317م وأقام في إحداهما ابن أخيه آق
تيمور قائداً ، وفي الأخرى بلبانجق أحد مماليكه قائداً ، وحاصر بروسه ،
وترك ولده السلطان أورخان وكوسه ميخال وصالتق ألب للمحافظة على البلاد
وحاصر قلعة قره ، ثم غزا السلطان عثمان قلعة لبلبنجي ، وقلعة جادرلق ،
ويكينجه حصار ، وآق حصار ، وتكفور، ثم أرسل الغازي أورخان والغازي عبد
الرحمن وغيرهما إلى قلعة قره جيش ، فإستولوا عليها ، وتابع السلطان غزواته
نحو مدينة أزميد ، (قوجة إيلّي) وحينذا غزا الغازي عبد الرحمن مدينة أزنيق (
نيقيا). وعزم السلطان عثمان غازي على غزو بروسه سنة 726 هـ/ 1326م، وعين
ابنه أورخان بك قائداً لجيوش الغزو ، واستولى على جبل أولمبة (أولو داغ)
قرب بورصة (بروسة) ثم غزا بورصة، و مرض السلطان عثمان، فقام بزيارته ابنه
الغازي أورخان، وتوفى السلطان عثمان الأولوهو يبلغ من العمر 70سنة ، توفي
في 17 أو 20 رمضان سنة 726هـ/ 1326م، وقد غزا عثمان أراضى البيزنطيين وضمها
إلى أملاكه حتى بلغت ستة عشر ألف كيلومتر غداة وفاته سنة 724 هـ/ 1324م ،
ومدة سلطنته 27 سنة، ودفن في تربته الخاصة في بروسة (بورصة) وتسلطن بعده
ابنه الغازي في سبيل الله أورخان فأوكل إدارة شؤون الإدارة لأخيه علاء
الدين ، ووُلد لأورخان في تلك السنة ابنه مراد الأول .
اليقظة العربية
تمكنت الدولة العثمانية من ضم معظم الأقطار العربية للحكم العثماني خلال
القرن السادس عشر، واستمر حكمها للبلاد العربية حتى مطلع القرن العَشرين.
وخلال هذه الفترة عزلت البلاد العربية عن التَيارات الحضارية، فأصابها
التدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ورافقه تراجع في الحياة
الثقافية والفكرية، وعندما ضعفت الدولة العثمانية، أصبحت مطمعاً للدول
الأوروبية. كما خيبت حركة الاتراك الإصلاحية آمال العرب، فبدلاً من إطلاق
الحريات وتحسين أحوال البلاد الاقتصادية والاجتماعية، زادت سيطرتهم على
الإدارة المركزية في البلاد العربية، كما زاد ظلمهم للأهالي. ومنذ النصف
الثاني للقرن التاسع عشر، ظهرت عند العرب بوادر يقظة أدبية، تمثلت في بعث
الأدب والفكر العربيين، وكان ذلك بداية لانتشار الوعي القومي والسياسي،
الذي تبلور في مطالبة العرب بحكم أنفسهم بأنفسهم، والقيام بالإصلاح المنشود
في بلادهم.
إمبراطورية قرطاجية
إمبراطورية
قرطاجية، كانت أراضي قرطاجة تشمل مناطق المستعمرات ال فينيقية الأسبق منها
وقامت قرطاجة ببناء مستعمرات جديدة و في كثير من الحالات أعادة إستعمار
المستعمرات الفينيقية و قد جعلت تلك المستعمرات في طرابلس، تونس ،الجزائر،
المغرب وجنوب إسبانيا جعلت من قرطاجة القائد والحامي الرسمي لفينيقييو
الغرب.
قامت قرطاجة ببناء مستعمرة لها في إيبيزا في جزر البليار عام654 ق.م وقامت
كذلك بتحويل الأسواق التجارية المؤقتة في مدن طرابلس الفينيقية (لبدة، أويا
وصبراتة) إلى أسواق دائمة طول العام مما أنعش هذه المدن وزاد من إستقرارها
الإقتصادي.
و قد وصلت مستعمرات القرطاجيين التجارية حتى جنوب البرتغال كما قاموا ببناء
المستعمرات كذلك على شواطىء الأطلسي للمغرب الأقصى،و تدل رحلة حانون
الملاح على النشاط الإستعماري للقرطاجيين حيث قام بزرع العديد من
المستعمرات القرطاجية على ساحل المغرب الأطلسي بهدف توطين الكثير من
الفينيقيين هناك حسب نص الرحلة. وكانت قرطاجة تحكم 300 مدينة في الشمال
الأفريقي وحده قبل إندلاع الحروب البونيقية(264-146ق.م)، وبلغ عدد سكان
مدينة قرطاجة ذاتها ال700،000 نسمة. وكانت المدن الفينيقية الغربية تتمتع
بالحكم الذاتي لكن في ظل سيادة قرطاجة عليها ويقدر أن عدد رعايا
الإمبراطورية القرطاجية بلغ ما بين ال3000،000 وال4000،000 ملايين نسمة.
وقد كان سكان تلك الإمبراطورية خليطا من الفينيقيين والليبيين (البربر او
الأمازيغ) والإيبيريين و السردينيون وحتى بعض الجاليات اليونانية
والإتروسكية. و قد كانت للفينيقيين أنفسهم جاليات تقيم في المدن الإتروسكية
في إيطاليا القديمة مثل مدينتي (بيرغي) و(جرافيسكا) اللتين تطلان على
البحر المتوسط وتقعان شمال نابولي، فقد جاء في لوحات بيرغي الشهيرة والتي
كانت تعتبر ميناءا لمدينة (كايري) الإتروسكية أن ملك الأخيرة
والمدعو(ثيفاري فالياناس) قد أقام معبدا للألهة الفينيقية (عشتروت) في
حوالي العام 500 ق.م، وفي اعمال المجالس الشعبية.
'''أدخل النص غير المنسق هنا'''==النظام السياسي== في قرطاجة زالت الملكيّة
الوراثيّة باكراً وحلّت محلّها الملكيّة الانتخابيّة. ومع أنّ الملكيّة
جمعت في نفسها وظيفة الكهنوت والقضاء والإدارة التّنفيذيّة، فإنّ انفصال
القيادة الحربيّة والسّلطة العسكريّة عنها أضعف مركزها وسيطرتها. ثمّ إنّ
الملكيّة نفسها انحطّت في أوائل القرن الرابع ق. م إلى حالة الانتخاب
السّنويّ بواسطة الكليّة الانتخابيّة. وهكذا نجد الدّولة القرطاجيّة تتّجه
رويداً نحو الدّيمقراطيّة السّياسيّة، بعد أن كاد احتكار بيت ماقون سلطة
الإدارة الممثّلة في السّوفتين وقيادة الجيش يعيدها إلى ملكيّة.
إنّ أهمّ عصور الدّولة القرطاجيّة كان عصر مجلس الشّيوخ ومجلس المئة والأربعة أعضاء.
مجلس الشّيوخ
وكان مجلس الشّيوخ يتألّف من نحو ثمانية وعشرين عضواً وكان يمثّل رأس
الدّولة، ففي صلاحيّته كان إبرام شؤون الدولة وتمثيلها في الخارج وإليه
يعود الملوك ومنه يستمدّون قوّتهم.
الأرستقراطيّة
وهنا نجد الدّولة الأرستقراطيّة المؤلّفة من طبقة التّجار المثرين وأصحاب
الأملاك الواسعة، ولكنّ قبض أسرة ماقون على الجيش والإدارة معاً بالتّعاقب
أوجد خطراً عظيماً على الأرستقراطيّة بإمكانيّة إعلان هذه الأسرة نفسها
أسرة مالكة. فلما أنشئ مجلس الـ104 أصبح هذا المجلس صاحب السّلطة العليا في
الحكم على موظّفي الدّولة وقواد الجيش ورجال مجلس الشّيوخ والملوك
المنتخبين سنوياً أو السوفت. ومع أنّ قسماً من هذا المجلس كان ينتخب
سنويّاً من الشّعب فإنّ نفوذ الطّبقة الغنيّة واستعمال المال وعدم وجود
مادّة تمنع قابليّة إعادة انتخاب الأعضاء على طول الحياة، جعل هذا المجلس
يمثّل حكم الطّبقة. ولكنّه كان في كلّ حال خطوة واسعة نحو الدّيمقراطية ،
إذ إنّ مرتبة المتموّلين لم تكن طبقة خاصّة قائمة بنفسها ومنفصلة عن عامّة
الشّعب، بل كانت مرتبة يتعاطى أهلها الأعمال التّجاريّة ويمتزجون بالشّعب.
وهذه كانت ميزة للطّبقة الحاكمة في قرطاجة، وإنّ الطّبقات في الدّول
السّوريّة البحريّة لم تتحدّد التّحدّد الّذي نراه في غيرها. ولقد تمّ نشوء
هذا المجلس الّذي كان يقصد منه وضع حدّ للعائلة المسيطرة على شؤون الدّولة
بدون أن تلجأ هذه إلى مقاومته، فبرهنت الدّولة القرطاجيّة بذلك على مرونة
سياسيّة كبيرة جعلتها فوق جميع الدّول والإمبراطوريات التي تقدّمتها أو
عاصرتها. وماير يقول إنّه لم يكن بين جميع دول الإغريق دولة واحدة بلغت أو
كادت تبلغ ما بلغته قرطاجة من وسائل القوّة والاتّساع. ولا يعطي ماير
قرطاجة حقّها الكامل حين يقول إنّها جديرة بأن تكون، من حيث التّرتيبات
السّياسيّة، مثالاً يقتبس عنه الإغريق من بعض الوجوه.
إنّ محاولة الجمهوريّة الإغريقيّة ألغت الدّولة أو كادت تلغيها. وإنّ
الأسلوب الّذي جرت عليه الدّولة في تقدّمها وارتقائها كان الأسلوب السّوريّ
الّذي ارتقى في قرطاجة إلى الدّيمقراطيّة ووضوح الحقوق المدنيّة والحقوق
الشّخصيّة مع بقاء الدّولة شيئاً متميّزاً عن الشّعب، مؤسّسة لا يمكن أن
تعرّض لعبث الجمهور. والحقيقة أنّ نظام الدّولة القرطاجيّة كان معرّضاً
لانتقادات بعيدة عن الصّواب، إذ ليس معقولاً، من الوجهة المنطقيّة، أن
تتمكّن مؤسّسة فاسدة من إنشاء إمبراطورية واسعة جدّاً وربح حروب عديدة في
البرّ والبحر وإدارة هذه الإمبراطورية الضّخمة طوال قرون. فقد أخضعت قرطاجة
جميع الشّعوب الالأمازيغ في تونس و مرّاكش وسيطرت على قبائل البدو
المجاورة وألحقت بسلطتها المدن الفينيقيّة على الشاطئ الأفريقيّ واحتكرت
الجنوب الغربيّ من البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي. وإدارة دولة بهذه
المساحة تقتضي نظاماً راقياً قويّاً ومؤسسات ثابتة.
الأرستقراطيّة
وهنا نجد الدّولة الأرستقراطيّة المؤلّفة من طبقة التّجار المثرين وأصحاب
الأملاك الواسعة، ولكنّ قبض أسرة ماقون على الجيش والإدارة معاً بالتّعاقب
أوجد خطراً عظيماً على الأرستقراطيّة بإمكانيّة إعلان هذه الأسرة نفسها
أسرة مالكة. فلما أنشئ مجلس الـ104 أصبح هذا المجلس صاحب السّلطة العليا في
الحكم على موظّفي الدّولة وقواد الجيش ورجال مجلس الشّيوخ والملوك
المنتخبين سنوياً أو السوفت. ومع أنّ قسماً من هذا المجلس كان ينتخب
سنويّاً من الشّعب فإنّ نفوذ الطّبقة الغنيّة واستعمال المال وعدم وجود
مادّة تمنع قابليّة إعادة انتخاب الأعضاء على طول الحياة، جعل هذا المجلس
يمثّل حكم الطّبقة. ولكنّه كان في كلّ حال خطوة واسعة نحو الدّيمقراطية ،
إذ إنّ مرتبة المتموّلين لم تكن طبقة خاصّة قائمة بنفسها ومنفصلة عن عامّة
الشّعب، بل كانت مرتبة يتعاطى أهلها الأعمال التّجاريّة ويمتزجون بالشّعب.
وهذه كانت ميزة للطّبقة الحاكمة في قرطاجة، وإنّ الطّبقات في الدّول
السّوريّة البحريّة لم تتحدّد التّحدّد الّذي نراه في غيرها. ولقد تمّ نشوء
هذا المجلس الّذي كان يقصد منه وضع حدّ للعائلة المسيطرة على شؤون الدّولة
بدون أن تلجأ هذه إلى مقاومته، فبرهنت الدّولة القرطاجيّة بذلك على مرونة
سياسيّة كبيرة جعلتها فوق جميع الدّول والإمبراطوريات التي تقدّمتها أو
عاصرتها. وماير يقول إنّه لم يكن بين جميع دول الإغريق دولة واحدة بلغت أو
كادت تبلغ ما بلغته قرطاجة من وسائل القوّة والاتّساع. ولا يعطي ماير
قرطاجة حقّها الكامل حين يقول إنّها جديرة بأن تكون، من حيث التّرتيبات
السّياسيّة، مثالاً يقتبس عنه الإغريق من بعض الوجوه.
إنّ محاولة الجمهوريّة الإغريقيّة ألغت الدّولة أو كادت تلغيها. وإنّ
الأسلوب الّذي جرت عليه الدّولة في تقدّمها وارتقائها كان الأسلوب السّوريّ
الّذي ارتقى في قرطاجة إلى الدّيمقراطيّة ووضوح الحقوق المدنيّة والحقوق
الشّخصيّة مع بقاء الدّولة شيئاً متميّزاً عن الشّعب، مؤسّسة لا يمكن أن
تعرّض لعبث الجمهور. والحقيقة أنّ نظام الدّولة القرطاجيّة كان معرّضاً
لانتقادات بعيدة عن الصّواب، إذ ليس معقولاً، من الوجهة المنطقيّة، أن
تتمكّن مؤسّسة فاسدة من إنشاء إمبراطورية واسعة جدّاً وربح حروب عديدة في
البرّ والبحر وإدارة هذه الإمبراطورية الضّخمة طوال قرون. فقد أخضعت قرطاجة
جميع الشّعوب الالأمازيغ في تونس و مرّاكش وسيطرت على قبائل البدو
المجاورة وألحقت بسلطتها المدن الفينيقيّة على الشاطئ الأفريقيّ واحتكرت
الجنوب الغربيّ من البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي. وإدارة دولة بهذه
المساحة تقتضي نظاماً راقياً قويّاً ومؤسسات ثابتة.
أتباع الدّولة القرطاجيّة
قسّم ديودروس أتباع الدّولة القرطاجيّة إلى أربعة أصناف:
1. فينيقييّ قرطاجة،
2. فينيقييّ ليبيا ،
3. الرّعايا الليبيين،
4. البدو.
ولقد ميّزت قرطاجة بين رعاياها الفينقيّين ورعاياها اللّيبيّين. وصحيح أنّ
المدن الفينيقيّة الّتي كانت في البدء حليفة قرطاجة أصبحت خاضعة لها وداخلة
في نطاق حقوقها، مع احتفاظها بحكوماتها الخاصّة، ولكنّ ذلك جعل أبناء هذه
المدن مساوين للقرطاجيّين في الحقوق الشّخصيّة والمدنيّة فكانوا يترقّون في
الجيش ويحقّ لهم تسنّم المراتب العالية فيه. ولهم نفس مرتبة القرطاجيّين
تجاه الشعوب الحاميّة المخضعة ولكنّهم كانوا فاقدي الحقوق السّياسيّة.
لم تعرف قرطاجة الثوّرات الدّمويّة العنيفة وهذه الحقيقة تدلّ على أنّ
الدّولة لم تسر على طريقة الإرهاق. وإذا كان هنالك ضغط فهو قد تناول العبيد
و اللّيبيين الّذين كان يصعب على الفينيقيّين الامتزاج بهم وإدخالهم في
متّحدهم ولذلك لم تتمكّن قرطاجة من منح هؤلاء حقوق أبنائها، كما فعلت روما
فيما بعد مع الشّعوب الّتي دخلت ضمن إمبراطوريتها. وروما نفسها، لم تسلّم
بتساوي اللاّتين وأبنائها إلاّ بعد حروب عنيفة ومشاكل صعبة.
إنّ المعضلة السّياسيّة العظمى الّتي كانت تواجهها قرطاجة هي النّزاع
الشّديد الصّامت بين الطّبقة القابضة على زمام السّلطة وإمبراطور الجيش.
والحقيقة أنّ هذا النّزاع كان السّبب الرئيسيّ في خسارة الحرب الفينيقيّة
الثّانية مع روما. ففي هذه الحرب الطاحنة الّتي وضع خطّتها هانيبعل أعظم
نابغة حربيّ في كلّ العصور وكلّ الأمم، سلك مجلس قرطاجة خطة غريبة تجاه هذا
القائد القرطاجيّ العظيم، فقد اهتمّ هذا المجلس بإرسال المدد إلى الميدان
الإسبانيّ ولم يتّخذ أيّ تدبير حاسم لإيصال المدد الضّروريّ إلى الميدان
الإيطاليّ. إنّ حنبعل (هانيبال) كان يدرك جيّداً أنّ الضّربة القاضية الّتي
يمكن إحدى الدّولتين المتنازعتين أن تنزلها بالأخرى يجب أن تكون في
مركزها، ولذلك زحف على روما ذلك الزّحف الرّائع مجتازاً جبال الألب
الشّاهقة حتّى بلغ أسوار روما وقد دبّ فيها الرّعب على أثر معركة كاناي
المخلّدة نبوغه وهلع قلب شعبها لتناقل العبارة (187)Hannibal ad Portas!.
ولكنّ مجلس قرطاجة بقي غارقاً في دسائسه ضدّ القائد ذاهلاً عن المرمى
البعيد الّذي رمى إليه حنبعل.
الصراع السياسي
وفي قرطاجة، كما في روما، كان نزاع شديد بين حزب الشّعب والطّبقة القابضة
على مقاليد الأمور. ومع أنّ المبدأ المعترف به في قرطاجة كان مبدأ سيادة
الشّعب، إذ كان من المقرّر أن يستفتى الشّعب في كلّ اختلاف بين المجلس
والمراجع الحكوميّة، فإنّ هذا المبدأ ظلّ بعيداً عن التّحقيق بسبب مناورات
الطّبقة الحاكمة وبذل المال. ولكنّ الكوارث الّتي نزلت بقرطاجة في الحرب
بونيقية أولى وخسارة الحرب البونيقية الثانية الّتي كانت كفتها فيها راجحة،
قوّت روح الاستياء في شعب المدينة ونشط الحزب الدّيمقراطيّ ومكّن هاني بعل
من تحقيق إصلاحه الدّيمقراطيّ بإلغاء إعادة انتخاب أعضاء مجلس ال104 أكثر
من مرّة واحدة وتحوير بعض القوانين الإداريّة والماليّة فكان هذا الإصلاح
سابقة للإصلاح الغراقيّ في روما.
أعطى إصلاح حنبعل قرطاجة الدّيمقراطيّة الصّحيحة والاتّجاه الدّيمقراطيّ
الفعليّ. ولم يبق أمام قرطاجة لاستعادة حيويتها الإمبراطورية سوى تمديد
الحقوق السّياسيّة المركزيّة إلى المدن الفينيقيّة التّابعة أو الموالية
لها ورفع الحقوق الشّخصيّة والمدنيّة في الشّعوب اللّيبية الّتي ظلّت
موالية لها، وإعادة تنظيم الجيش على أساس قوميّ بدلاً من الجيش المستأجر
الّذي كان يؤلّف أهمّ قسم من القّوات المحاربة. ولكنّ روما لم يكن يهدأ لها
روع ما دامت ندّتها العظيمة قيد الوجود فظلّ كاتو يختم كلّ خطاب من خطبه
في مجلس شيوخ روما بهذه العبارة [أعتقد أنّه يجب تدمير قرطاجة] حتّى كانت
الحرب الفينيقيّة الثالثّة الّتي انتهت بخراب المدينة وقتل معظم أهلها
وجلاء الباقين عنها.
وصف ارسطو حكومة قرطاجة في 340 ق م وقال أنها كانت أساسا حكومة أغنياء
المدينة، وأن أساس نجاحها كانت نموها اقتصادية الدائمة واستعمارها، فهكذا
كل مواطن رأى أن حاله كان يتحسن. وكان أكبرهم الـ"شوفط"، قاض القضاة، وقائد
الجيوش الذي لم يدخل في حكومة المدينة، وفي القديم أيضا كان لهم ملوك.
تحتهم كان مجلس الشيوخ وتحتهم مجلس المدنيين. واختيار الشوفطين والملوك كان
حسب حسنهم ومالهم، ولا يرتبط بعائلتهم. ويذكر أرسطو أن من أراد أن يجادل
رأي الملوك والشوفطين يستطيع أن يفعل ذالك لما خاطب الملوك والشوفطين
الشعب. ولمعظم تاريخهم كان جنودهم أجراء وليس حلفاء، وأحيانا أصبح هذا
مشكلة كبيرة كما رأينا.
الدولة الفاطمية
العاصمة:المهدية,القاهرة
اللغة الرسمية :لغة عربية
الديانة الرسمية:الإسلام
نظام الحكم:خلافة
تاريخ التأسيس:909
تاريخ السقوط:1171
الفاطميون أو العبيديون سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة،
حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في الجزائر، والمغرب والجزيرة العربية و
صقلية وكان لها نفوذ قوي ببلاد النوبة عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909
و1171 م.
المقر: القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 820-973 م، القاهرة: منذ 973 م.
يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام، كما
يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق،
ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى بعض المؤرخين اليوم أن نسبهم كان
منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه جمهرة
أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله. على
أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب وفي اتعاظ
الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا، وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان
بصحة نسبهم الحسيني الهاشمي.
مؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو
عبد الله الشيعي، كان يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء
على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته
كتامة، الذين زحفوا إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين
المعز، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق
الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة
969 م استولى المعز (953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة.
دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا
السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز
والحرمين مابين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت
حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر
الله الفاطمي (996-1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة
عرفت باسم الدروز واللذي إختفا في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد
حكم المستنصر (1036-1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين
النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ
(1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.
آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين
الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء
على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر بعدها إلى المذهب
السني.
العاصمة:المهدية,القاهرة اللغة الرسمية :لغة عربية الديانة
الرسمية:الإسلام نظام الحكم:خلافة تاريخ التأسيس:909 تاريخ السقوط:1171
الفاطميون أو العبيديون سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة،
حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في الجزائر، والمغرب والجزيرة العربية و
صقلية وكان لها نفوذ قوي ببلاد النوبة عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909
و1171 م. المقر: القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 820-973 م، القاهرة:
منذ 973 م. يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول
الإسلام، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن
جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى بعض المؤرخين اليوم
أن نسبهم كان منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي
في كتابه جمهرة أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم
عبيد الله. على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب
وفي اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا، وكذلك ابن خلدون في
تاريخه، يجزمان بصحة نسبهم الحسيني الهاشمي. مؤسس السلالة عبيد الله
المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، كان
يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و
حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة، الذين زحفوا
إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز، ولم يتبق منهم
في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم
ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز
(953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة. دخل الفاطميون في صراع مع
العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع
أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965-1070
م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز
بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021 م) وفي
عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز واللذي إختفا
في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر (1036-1094 م)
الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى
الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة
إلى مصر فقط. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة
القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة
منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر
بعدها إلى المذهب السني.
إمبراطورية بيزنطية
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:قسطنطينية
اللغة الرسمية:لغة لاتينية
الديانة الرسمية:المسيحي الأرثذوكسي الشرقي
نظام الحكم:ملكي
تاريخ التأسيس:330
تاريخ السقوط:1453
الإمبراطورية البيزنطية ( باللغةاليونانية ، Βασιλεία τῶν Ρωμαίων ) هي
إمبراطورية تاريخية كانت عاصمتها القسطنطينية (بيزنطة). وكان يطلق عليها
الإمبراطورية الرومانية الشرقية . وكان العرب يطلقون عليها أسم بلاد الروم .
وكان مؤسسها الإمبراطور قسطنطين قد جعل عاصمتها القسطنطينية عام 335م.
بعدما كانت روما عاصمة للإمبراطورية الرومانية .والتي أصبحت بعد إنفصال جزء
ها الشرقي( البيزنطي ) عاصمة للإمبراطورية الرومانية الغربية. وظلت روما
مقرا للكنيسة الكاثوليكية الغربية وبها كرسي الباباوية (الفاتيكان). وكانت
الإمبراطورية البيزنطية تضم هضبة الأناضول بآسيا وأجزاء من اليونان وجزر
بحر إيجه وأرمينية وآسيا الصغرى والشام ومصر وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر
وأجزاء من شمال بلاد النوبة. وكانت هذه الإمبراطورية تأخذ طابعا إغريقيا
في الثقافة والعلوم حيث حافظت علي التراث الإغريقي والروماني . كما تأثرت
بحضارات وفنون الشام ومصر وبلاد الإغريق ومابين النهرين . لكن البيزنطيين
إستحدثوا لهم ثقافاتهم وطرزهم المعمارية الخاصة بهم ولاسيما في بناء
الكنائس والقصور والحمامات والمكتبات والمستشفيات والخانات والأسواق
المغطاة وبيوت الضيافة علي طرق القوافل . واشتهروا بالأيقونات الملونة .
ولشتهرت مخطوطاتهم بالتزيين والخط البديع وتهميش الصفحات ووضع العناوين .
كما إشتهروا بصناعة ابواب القصور والقلاع المصفحة ونسج الحرير الملون
وصناعة الأختام من الرصاص والسيراميك (الفسفساء) والزجاج الملون وسك
الدنانير البيزنطية الذهبية و التي كانت متداولة في الإمبراطورية وظلت
الإمبراطورية قائمة حتي فتحها محمد الفاتح عام 1453 م. وكانت معبرا للقوافل
التجارية بين الشرق والغرب.
إمبراطورية رومانية مقدسة
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:لم توجد عاصمة محددة
اللغة الرسمية:اللاتينية . الألمانية . ولغات أخرى
الديانة الرسمية: المسيحية بمذاهبها الكاثوليكية . اللوثرية . الكالفينية
نظام الحكم:ملكي مطلق
تاريخ التأسيس 800 م
تاريخ السقوط 1806 م
الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت في الأساس تكتلا للأراضي الجرمانية في
وسط أوروبا في فترة القرون الوسطى وبداية العصر الحديث، وكانت تعرف أيضا
بالإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الألمانية وذلك من أواخر القرن
الخامس عشر فصاعدا. سميت بالإمبراطورية الرومية نسبة للإمبراطور الرومي ـ
الألماني الذي يحكمها ويُلقب بهذا اللقب. بدأت هذه الإمبراظورية من القرون
الوسطى حتى سنة 1806 م. وما ألمانيا والنمسا الحاليتين إلا جزء من هذه
الإمبراطورية القديمة.
تأسست هذه الإمبراطورية في القرن العاشر مع عائلة أوتو وبقيت حتى 1806. ومن بعدها ظهرت القيصرية الألمانية والنمساوية.
في ذروة مجد الإمبراطورية اشتملت أراضيها على أراضي الدول المعاصرة التالية:
ألمانيا . النمسا . سويسرا . ليختنشتاين . لوكسمبورغ . تشيك .
سلوفينيا . بلجيكا . هولندا، وأجزاء كبيرة من : بولندا . فرنسا .
إيطاليا.
وفي أقصى حالات ضعفها اشتملت على :
جزء كبير من ألمانيا، وأجزاء صغيرة من الدول التالية، فرنسا . إيطاليا . بولندا . كرواتيا . بلجيكا . هولندا
وقد أطلقت تسمية الرايخ الأول على هذه الإمبراطورية من قبل آرثر مولير فان
دين بروك عام 1920، والتي لحقها الرايخ الثاني أو الامبراطورية الألمانية
الثانية، وذلك رغبة من فان دين بروك بالدعوة لإقامة الرايخ الثالث. وقد
تبنت هذا المصطلح الحركة النازية ومن ثم دولة ألمانيا النازية لأغراض
الدعاية والشحن الجماهيري.
1194-1220-1250 : فريدريك الثاني
1747-1790-1792 : ليوبولد الثاني، الإمبراطورية الرومانية المقدسة
1768-1792-1806-1835 : فرانسيس الثاني
دولت عالیه عثمانیه
Devlet-i Âliye-yi Osmâniyye
Sublime Ottoman State
العلم
الشعار
الخريطة
العاصمة:إسطنبول
اللغة الرسمية:تركية عثمانية
الديانة الرسمية:الإسلام
نظام الحك:سلطنة/خلافة
تاريخ التأسيس:1299
تاريخ السقوط:1922
العثمانيون أو آل عثمان سلالة تركية حكمت في تركيا (البلقان و الأناضول) و في أراض واسعة أخرى، مابين سنوات 1280-1922.
المقر: ياني سهير: 1280-1366، إدرنة (إدرين): 1366-1453، إستانبول (القسطنطينية): منذ 1453.
أصولهم ونشأة الدولة
ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات
المغولية تحولوا عن مواطنهم في منغوليا إلى ناحية الغرب. أقامو منذ 1237 م
إمارة حربية في بتيينيا (شمال الأناضول، و مقابل جزر القرم). تمكنوا بعدها
من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. في عهد السلطان عثمان الأول (عثمان
بن ارطغل) (1280-1300 م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاءه من بعده،
توسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة (إحتلال بورصة: 1376 م، إدرين: 1361
م). سنة 1354 م وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. كانت
مدينة غاليبولي (في تركية) قاعدتهم الأولى. شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت
باسم الإنكشارية (كان أكثر أعضاءها من منطقة البلقان). تمكنوا بفضل هذه
القوات الجديدة من التوسع سريعا في البلقان و الأناضول معا (معركة
نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك في أنقرة سنة
1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة
توازنها و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد
الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يدخل القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي
بذالك قرونا من التواجد البيزنطي في المنطقة.
توسع الدولة
أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب
إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم الاول (1512-1520 م) من
السيطرة على العراق:1514 وكل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م.
انتصر على الصفويين في معركة جيلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة
أوجها في عهد ابنه سليمان القانوني (1520-1566 م) الذي واصل غزو البلقان
(المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، 1532 استولى بعدها على الساحل الصومالي من
البحر الأحمر واستطاع بناء اسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط
بمساعدة خير الدين بربروسا الذي قدم ولاءه للسلطان (بعد 1552 م تم اخضاع
دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا حيث أخضعت طرابلس في حدود عام
1551). فأصبحت الدولة تمتد على معظم ما يشكل اليوم الوطن العربي باستثناء
وسط الجزيرة ومراكش وعُمان بإلإضافة إلى امتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق
أوروبا. حكمت الدوله العثمانيه: الجزيره العربيه مصر المغرب العربي الصومال
العراق النمسا ايطاليا جورجيا كردستان رومانيا بلغاريا السودان
توسع العثمانيين في آسيا الصغرى
وسع عثمان حدود السلطة حتى بلغ البحر الاسود . تولى الزعامة ابنه أورخان سنة 1326م الذي أسس الجيش الانكشاري.
توسّع العثمانيين في أوروبا
* توفي أورخان سنة 1359م فخلفه ابنه مراد الأول الذي هاجم شبه جزيرة
البلقان واستولى على أدرنة وقد قتل بعد أن تغلب على الصرب والبلغار في
معركة قوصوه (معركة كوسوفو) سنة 1389 م
* تغلب بايزيد الأول على التحالف الأوروبي الصليبي في معركة نيقوبولس 1396 م ضم شرق صوفيا عاصمة بلغاريا.
التراجع
بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين. ثم منذ
1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء (وزيري أعظم) أو كبار القادة
الإنكشاريين. بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي. كان
العثمانيون في صراع دائم مع الهبسبورغ، ملوك النمسا (حصار فيينا: 1683 م)،
إلا أن مراكز القوى تغيرت، منذ 1700 م تحول وضع العثمانييين من الهجوم إلى
الدفاع. تم إعادة هيكلة الدولة في عهد السلطانين سليم الثالث (1789-1807 م)
ثم محمود الثاني (1808-1839 م) من بعده، رغم هذا استمر وضع الدولة في
الانحلال. أعلنت التنظيمات سنة 1839 م وهي إصلاحات على الطريقة الأوروبية.
أنهى السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909 م) هذه الإصلاحات بطريقة
استبدادية، نتيجة لذلك استعدى السلطان عليه كل القوى الوطنية في تركيا. سنة
1922 م تم خلع آخر السلاطين محمد السادس (1918-1922 م). وأخيرا ألغى مصطفى
كمال أتاتورك الخلافة نهائيا في 1924 م.
عوامل ضعف الدولة العثمانية
العوامل الداخلية 1. ضعف السلاطن المتأخرين ويتضح من:
*
o عدم قيادتهم للجيش.
o عدهم ترأسهم جلسات الديوان.
o ضعف قدرتهم على الإدارة.
o انشغالهم بأمورهم الخاصة.
2. انحدار الإنكشارية:
*
o أهملوا تدريباتهم.
o قل ارتباطهم بثكناتهم مما أدى إلى ضعف قدراتهم القتالية و الحربية.
3. سوء نظام جباية الضرائب:
* كان تحصيل وجمع الأموال العامة في الولايات يتم عن طريقة الالتزام.
العوامل الخارجية:
1. الامتيازات الأجنبية لبعض الدول الأروبية أدى إلى التدخل في شؤون الدولة.
2. الأطماع الاستعمارية الأروبية في ممتلكات الدولة العثمانية.
3. ظهور روسيا القيصرية كقوة تسعى على حساب الدولة العثمانية ، وتحريض شعوب البلقان للثورة ضدها.
4. الهزائم التي ألحقتها الجيوش الأروبية بالجيش العثمانية بسبب:
* اختراع الأروبين اسلحة جديدة.
* تفوق اساليبهم القتالية وضعف الانكشارية.
نظام الحكم و الإدارة في الدولة العثمانية
1. السلطان: من مهامه:
* تطبيق الشريعة الإسلامية.
* قيادة الجيوش.
* تعيين الوزراء وعزلهم.
2. الصدر الأعظم.
* كان مستشار السلطان في البداية العهد العثماني.
* أصبح ممثل السلطان في فترة ضعف السلاطين, والتحكم بالتعيينات والوظائف والأمور المتعلقة بالجيش والإدارة.
أدى الجيش العثماني دوراً مهماً في تأسيس الدولة وتوطيد أركانها. وكان الجيش العثماني يقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1. القوات البرية.
وتتكون من الفرسان (الخيالة) و المدفعية، والإنكشارية هي أشهر هذه الفرق.
وللتعرف إلى كيفية إعداد الانكشارية ودورها في توسع الدولة واستقرارها .
2. قوات الولايات.
تكونت هذه القوات من الفرسان( أصحاب العسكرية ) و قوات القلاع التي رابطت
في مختلف القلاع ، وأحياناً كان الولاة يشكلون قوات خاصة بهم عرفت بالقوات
المحلية, وقد استفاد منهم الولاة في توطيد سلطانهم وتوحيد ولاياتهم.
3. القوات البحرية.
أبدى العثمانيون اهتماماً بالغاً بالقوات البحرية ولا سيما بعد إحتلال
القسطنطينية وقد أنشئ العديد من الترسانات و القواعد البحرية في عهد
السلطان بايزيد الثاني، ووصل ذلك الاهتمام أوجه بتعين خير الدين بربروس
قائداً أعلى للقوات البحرية في عهد السلطان سليمان القانوني إذ أصبح
الأسطول العثماني في عهده أقوى أسطول في البحر الأبيض المتوسط .
نظام الحكم و الإدارة العثمانية في الولايات العربية
عندما أتسعت الدولة العثمانية لجأ العثمانيون إلى تقسيمها ولايات . وقسمت
الولايات إلى أقسام إدارية صغيرة عرفت بالسنجق و التي قسمت بدورها إلى
أقسام إدارية أصغر سميت بالناحية .
ويتشكل الجهاز الإداري للولايات العثمانية من عدد من كبار موظفي الدولة على النحو الأتي:
1. الوالي: كانت مهمة الوالي أن ينوب عن السلطان في الأمور الإدارية و
العسكرية ، وحفظ الأمن وجباية الضرائب وإرسال الأموال المفروضة على الولاية
إلى خزينة الدولة. كانوالي الشام متميزاً عن غيره من الولاة بإضافة منصصب
إمارة الحج غليه, وكانت مهمة لأمير الحج لإشراف على قافلة الحج الشامي التي
تضم حجاجاً من أنحاء بلاد الشام و الأناضول و البلقان وتنطلق القافلة من
دمشق مارةً بشرق الأردن إلى الحجاز.
2. السنجق و الناحية: يتولى حكام السنجق و الناحي تنفيذ أوامر الوالي و
الإدارة المركزية وتصريف الأمور الداخلية وحفظ أمن و استقرار الأوضاع من
مناطقهم.
3. الدفتردار: يعين من قبل السلطان مباشرة ، ويتمثل دوره الشؤون المالية في الولاية وهو بمثابة أمين الخزينة.
قائمة السلاطين
بداية ظهور آل عثمان بعد وفاة أرطغرل قام السلطان علاء الدين السلجوقي
بتنصيب الأمير عثمان مكانه، وعثمان بن أرطغرل ولد عام 656 هـ/1258م وتوفي
عام 726هـ/ 1326م. و هو من عشيرة قايي، من قبيلة الغزالأغوز التركية. هاجر
جده سليمان شاه ، أمير عشيرة قايي، مع عشيرته من موطنه الأصلي، في آسيا
الوسطى، ليستقر في الأناضول فتابع طريق الجهاد بشجاعة خارقة، فكافأه
السلطان علاء الدين، وكرّمه بإعطائه شارات السلاجقة، وهي الراية البيضاء
والخلعة والطبل، ومنحه استقلالاً، ولقب بك، ابتداء من سنة 688 هـ/ 1289م،
وسمح له بأن يسكك النقود باسمه (أى يكتب عليها أسمه ) ، وبذكر اسمه بعد اسم
السلطان علاء الدين من على منابر المساجد والجوامع السلجوقية ، ومنحه
السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث جهات إسكي شهر وإينونو، عام
(1289م).. وقرر منحه ما يفتحه من أرضي البيزنطيين وغيرهم ، حاصر عثمان
مدينة بورصة، المعروفة في غرب الأناضول، في عام(1314م)، ولكنه لم يتمكن من
فتحها ، وتوسعت منطقة نفوذ عثمان أو إمارته، فشملت مناطق سوغود، ودومانيج،
وإينه كول، ويني شهر، وإن حصار، وقويون حصار، وكوبري حصار، ويوند حصار.
وجعل في عام(1300م) ، يني شهر مركزاً لتلك الإمارة. خيانة قائد بيزنطي
ونهاية دولة السلاجقة ونشأت صداقة بين عثمان الأول ، والقائد البيزنطي كوسه
ميخائيل حاكم قلعة (خرمن قايا) الذي أسلم، وأنقذ عثمان من مؤامرة بيزنطية
دُبرت له في وليمة عرس بيزنطي . وفي تلك الأثناء هاجم قازان المغولي المدن
السورية، ومدينة قونية، فاحتلها سنة 699هـ/ 1299م، وأنهى دولة سلاجقة
الأناضول ،, وفد على عثمان بن أرطغرل كثير من علماء الدولة السلجوقية هرباً
من المغول ، وأقبل عليه أمراؤها وأعيانها وأثريائهم ، فأثورا إمارته
وأنتقلت من مجرد قبيلة وأمارة إلى أن تصبح لها مقومات الدولة وبهذا الحدث
يمكن القول أنه بدأت بهؤلاء القادمين العاربين من وجه المغول سلطنة آل
عثمان في عام( 708هـ/1308م)، أى عندما توفي آخر سلاطين سلاجقة الروم
السلطان غياث الدين مسعود الثالث، حيث كانت الإمارة العثمانية تابعة للدولة
السلجوقية قبل ذلك.. الإستيلاء على بورصا
وكان الهدف الأسمى، الذي يسعى الأمير عثمان لتحقيقه ، هو فتح مدينة بورصا
واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية. وظل هذا هدفاً يطمح إليه الأمير عثمان
حتى آخر حياته ؛ فقد أمر ، وهو على فراش الموت ، ولده أورخان بفرض الحصار
عليها، والاستماتة في غزوها والإستيلاء عليها . وقد نجح أورخان في ذلك،
وطارت أنباء الفتح إلى الأمير عثمان وهو يجود بأنفاسه الأخيرة. ونُقل
جثمانه إلى مدينة بورصا ودفن بها. في عام( 726هـ 1324/م) ، بعد أن عاش
سبعين عاماً، قضى منها 27 عاماً على عرش السلطنة. وكان عثمان الأول له من
الأولاد سبعة، هم: أورخان بك، وعلاء الدين بك، وجوبان بك، وحامد بك، وفاطمة
خاتون، وبازارلي بك، وملك بك.
بداية السلطنة العثمانية (699-726) هـ/ 1299 - 1326م السلطان عثمان الأول
وُلد في بلدة سُغُوْت (Sogüt) إحدى البلاد التابعة لمدينة (يني شهر) سنة
656 هـ/ 1258م ، وعندما مات السلطان علاء الدين السلجوقي ، أعلن سلطنته
فأتاه أمراء الدولة السلجوقية ، ودخلوا تحت حمايته ، ونصبوه سلطانا على
الأناضو ، فاتخذ مدينة يني شهر عاصمة له ، وأستمر في الحروب لمدة سبع
سنوات، وغزا الكثير من قلاع الروم البيزنطيين، وغزا مدينة كبري حصار، وقلعة
أزنيق الشهيرة، وهاجت الجيوش البيزنطة على يني شهر عاصمة العثمانيين ،
فتصدى لهم السلطان عثمان على رأس جيشه بجوار قلعة قيون حصار وهزمهم ثم
اقتفى أثرهم حتى موقع ديمبوز ، فقتل أمير مدينة كستل البيزنطي ، وهرب بقية
الأمراء البيزنطيين نحو بورصة والقسطنطينية ، وشيد السلطان عثمان قلعتين
بالقرب من مدينة بروسه سنة 717 هـ/ 1317م وأقام في إحداهما ابن أخيه آق
تيمور قائداً ، وفي الأخرى بلبانجق أحد مماليكه قائداً ، وحاصر بروسه ،
وترك ولده السلطان أورخان وكوسه ميخال وصالتق ألب للمحافظة على البلاد
وحاصر قلعة قره ، ثم غزا السلطان عثمان قلعة لبلبنجي ، وقلعة جادرلق ،
ويكينجه حصار ، وآق حصار ، وتكفور، ثم أرسل الغازي أورخان والغازي عبد
الرحمن وغيرهما إلى قلعة قره جيش ، فإستولوا عليها ، وتابع السلطان غزواته
نحو مدينة أزميد ، (قوجة إيلّي) وحينذا غزا الغازي عبد الرحمن مدينة أزنيق (
نيقيا). وعزم السلطان عثمان غازي على غزو بروسه سنة 726 هـ/ 1326م، وعين
ابنه أورخان بك قائداً لجيوش الغزو ، واستولى على جبل أولمبة (أولو داغ)
قرب بورصة (بروسة) ثم غزا بورصة، و مرض السلطان عثمان، فقام بزيارته ابنه
الغازي أورخان، وتوفى السلطان عثمان الأولوهو يبلغ من العمر 70سنة ، توفي
في 17 أو 20 رمضان سنة 726هـ/ 1326م، وقد غزا عثمان أراضى البيزنطيين وضمها
إلى أملاكه حتى بلغت ستة عشر ألف كيلومتر غداة وفاته سنة 724 هـ/ 1324م ،
ومدة سلطنته 27 سنة، ودفن في تربته الخاصة في بروسة (بورصة) وتسلطن بعده
ابنه الغازي في سبيل الله أورخان فأوكل إدارة شؤون الإدارة لأخيه علاء
الدين ، ووُلد لأورخان في تلك السنة ابنه مراد الأول .
اليقظة العربية
تمكنت الدولة العثمانية من ضم معظم الأقطار العربية للحكم العثماني خلال
القرن السادس عشر، واستمر حكمها للبلاد العربية حتى مطلع القرن العَشرين.
وخلال هذه الفترة عزلت البلاد العربية عن التَيارات الحضارية، فأصابها
التدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ورافقه تراجع في الحياة
الثقافية والفكرية، وعندما ضعفت الدولة العثمانية، أصبحت مطمعاً للدول
الأوروبية. كما خيبت حركة الاتراك الإصلاحية آمال العرب، فبدلاً من إطلاق
الحريات وتحسين أحوال البلاد الاقتصادية والاجتماعية، زادت سيطرتهم على
الإدارة المركزية في البلاد العربية، كما زاد ظلمهم للأهالي. ومنذ النصف
الثاني للقرن التاسع عشر، ظهرت عند العرب بوادر يقظة أدبية، تمثلت في بعث
الأدب والفكر العربيين، وكان ذلك بداية لانتشار الوعي القومي والسياسي،
الذي تبلور في مطالبة العرب بحكم أنفسهم بأنفسهم، والقيام بالإصلاح المنشود
في بلادهم.
إمبراطورية قرطاجية
إمبراطورية
قرطاجية، كانت أراضي قرطاجة تشمل مناطق المستعمرات ال فينيقية الأسبق منها
وقامت قرطاجة ببناء مستعمرات جديدة و في كثير من الحالات أعادة إستعمار
المستعمرات الفينيقية و قد جعلت تلك المستعمرات في طرابلس، تونس ،الجزائر،
المغرب وجنوب إسبانيا جعلت من قرطاجة القائد والحامي الرسمي لفينيقييو
الغرب.
قامت قرطاجة ببناء مستعمرة لها في إيبيزا في جزر البليار عام654 ق.م وقامت
كذلك بتحويل الأسواق التجارية المؤقتة في مدن طرابلس الفينيقية (لبدة، أويا
وصبراتة) إلى أسواق دائمة طول العام مما أنعش هذه المدن وزاد من إستقرارها
الإقتصادي.
و قد وصلت مستعمرات القرطاجيين التجارية حتى جنوب البرتغال كما قاموا ببناء
المستعمرات كذلك على شواطىء الأطلسي للمغرب الأقصى،و تدل رحلة حانون
الملاح على النشاط الإستعماري للقرطاجيين حيث قام بزرع العديد من
المستعمرات القرطاجية على ساحل المغرب الأطلسي بهدف توطين الكثير من
الفينيقيين هناك حسب نص الرحلة. وكانت قرطاجة تحكم 300 مدينة في الشمال
الأفريقي وحده قبل إندلاع الحروب البونيقية(264-146ق.م)، وبلغ عدد سكان
مدينة قرطاجة ذاتها ال700،000 نسمة. وكانت المدن الفينيقية الغربية تتمتع
بالحكم الذاتي لكن في ظل سيادة قرطاجة عليها ويقدر أن عدد رعايا
الإمبراطورية القرطاجية بلغ ما بين ال3000،000 وال4000،000 ملايين نسمة.
وقد كان سكان تلك الإمبراطورية خليطا من الفينيقيين والليبيين (البربر او
الأمازيغ) والإيبيريين و السردينيون وحتى بعض الجاليات اليونانية
والإتروسكية. و قد كانت للفينيقيين أنفسهم جاليات تقيم في المدن الإتروسكية
في إيطاليا القديمة مثل مدينتي (بيرغي) و(جرافيسكا) اللتين تطلان على
البحر المتوسط وتقعان شمال نابولي، فقد جاء في لوحات بيرغي الشهيرة والتي
كانت تعتبر ميناءا لمدينة (كايري) الإتروسكية أن ملك الأخيرة
والمدعو(ثيفاري فالياناس) قد أقام معبدا للألهة الفينيقية (عشتروت) في
حوالي العام 500 ق.م، وفي اعمال المجالس الشعبية.
'''أدخل النص غير المنسق هنا'''==النظام السياسي== في قرطاجة زالت الملكيّة
الوراثيّة باكراً وحلّت محلّها الملكيّة الانتخابيّة. ومع أنّ الملكيّة
جمعت في نفسها وظيفة الكهنوت والقضاء والإدارة التّنفيذيّة، فإنّ انفصال
القيادة الحربيّة والسّلطة العسكريّة عنها أضعف مركزها وسيطرتها. ثمّ إنّ
الملكيّة نفسها انحطّت في أوائل القرن الرابع ق. م إلى حالة الانتخاب
السّنويّ بواسطة الكليّة الانتخابيّة. وهكذا نجد الدّولة القرطاجيّة تتّجه
رويداً نحو الدّيمقراطيّة السّياسيّة، بعد أن كاد احتكار بيت ماقون سلطة
الإدارة الممثّلة في السّوفتين وقيادة الجيش يعيدها إلى ملكيّة.
إنّ أهمّ عصور الدّولة القرطاجيّة كان عصر مجلس الشّيوخ ومجلس المئة والأربعة أعضاء.
مجلس الشّيوخ
وكان مجلس الشّيوخ يتألّف من نحو ثمانية وعشرين عضواً وكان يمثّل رأس
الدّولة، ففي صلاحيّته كان إبرام شؤون الدولة وتمثيلها في الخارج وإليه
يعود الملوك ومنه يستمدّون قوّتهم.
الأرستقراطيّة
وهنا نجد الدّولة الأرستقراطيّة المؤلّفة من طبقة التّجار المثرين وأصحاب
الأملاك الواسعة، ولكنّ قبض أسرة ماقون على الجيش والإدارة معاً بالتّعاقب
أوجد خطراً عظيماً على الأرستقراطيّة بإمكانيّة إعلان هذه الأسرة نفسها
أسرة مالكة. فلما أنشئ مجلس الـ104 أصبح هذا المجلس صاحب السّلطة العليا في
الحكم على موظّفي الدّولة وقواد الجيش ورجال مجلس الشّيوخ والملوك
المنتخبين سنوياً أو السوفت. ومع أنّ قسماً من هذا المجلس كان ينتخب
سنويّاً من الشّعب فإنّ نفوذ الطّبقة الغنيّة واستعمال المال وعدم وجود
مادّة تمنع قابليّة إعادة انتخاب الأعضاء على طول الحياة، جعل هذا المجلس
يمثّل حكم الطّبقة. ولكنّه كان في كلّ حال خطوة واسعة نحو الدّيمقراطية ،
إذ إنّ مرتبة المتموّلين لم تكن طبقة خاصّة قائمة بنفسها ومنفصلة عن عامّة
الشّعب، بل كانت مرتبة يتعاطى أهلها الأعمال التّجاريّة ويمتزجون بالشّعب.
وهذه كانت ميزة للطّبقة الحاكمة في قرطاجة، وإنّ الطّبقات في الدّول
السّوريّة البحريّة لم تتحدّد التّحدّد الّذي نراه في غيرها. ولقد تمّ نشوء
هذا المجلس الّذي كان يقصد منه وضع حدّ للعائلة المسيطرة على شؤون الدّولة
بدون أن تلجأ هذه إلى مقاومته، فبرهنت الدّولة القرطاجيّة بذلك على مرونة
سياسيّة كبيرة جعلتها فوق جميع الدّول والإمبراطوريات التي تقدّمتها أو
عاصرتها. وماير يقول إنّه لم يكن بين جميع دول الإغريق دولة واحدة بلغت أو
كادت تبلغ ما بلغته قرطاجة من وسائل القوّة والاتّساع. ولا يعطي ماير
قرطاجة حقّها الكامل حين يقول إنّها جديرة بأن تكون، من حيث التّرتيبات
السّياسيّة، مثالاً يقتبس عنه الإغريق من بعض الوجوه.
إنّ محاولة الجمهوريّة الإغريقيّة ألغت الدّولة أو كادت تلغيها. وإنّ
الأسلوب الّذي جرت عليه الدّولة في تقدّمها وارتقائها كان الأسلوب السّوريّ
الّذي ارتقى في قرطاجة إلى الدّيمقراطيّة ووضوح الحقوق المدنيّة والحقوق
الشّخصيّة مع بقاء الدّولة شيئاً متميّزاً عن الشّعب، مؤسّسة لا يمكن أن
تعرّض لعبث الجمهور. والحقيقة أنّ نظام الدّولة القرطاجيّة كان معرّضاً
لانتقادات بعيدة عن الصّواب، إذ ليس معقولاً، من الوجهة المنطقيّة، أن
تتمكّن مؤسّسة فاسدة من إنشاء إمبراطورية واسعة جدّاً وربح حروب عديدة في
البرّ والبحر وإدارة هذه الإمبراطورية الضّخمة طوال قرون. فقد أخضعت قرطاجة
جميع الشّعوب الالأمازيغ في تونس و مرّاكش وسيطرت على قبائل البدو
المجاورة وألحقت بسلطتها المدن الفينيقيّة على الشاطئ الأفريقيّ واحتكرت
الجنوب الغربيّ من البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي. وإدارة دولة بهذه
المساحة تقتضي نظاماً راقياً قويّاً ومؤسسات ثابتة.
الأرستقراطيّة
وهنا نجد الدّولة الأرستقراطيّة المؤلّفة من طبقة التّجار المثرين وأصحاب
الأملاك الواسعة، ولكنّ قبض أسرة ماقون على الجيش والإدارة معاً بالتّعاقب
أوجد خطراً عظيماً على الأرستقراطيّة بإمكانيّة إعلان هذه الأسرة نفسها
أسرة مالكة. فلما أنشئ مجلس الـ104 أصبح هذا المجلس صاحب السّلطة العليا في
الحكم على موظّفي الدّولة وقواد الجيش ورجال مجلس الشّيوخ والملوك
المنتخبين سنوياً أو السوفت. ومع أنّ قسماً من هذا المجلس كان ينتخب
سنويّاً من الشّعب فإنّ نفوذ الطّبقة الغنيّة واستعمال المال وعدم وجود
مادّة تمنع قابليّة إعادة انتخاب الأعضاء على طول الحياة، جعل هذا المجلس
يمثّل حكم الطّبقة. ولكنّه كان في كلّ حال خطوة واسعة نحو الدّيمقراطية ،
إذ إنّ مرتبة المتموّلين لم تكن طبقة خاصّة قائمة بنفسها ومنفصلة عن عامّة
الشّعب، بل كانت مرتبة يتعاطى أهلها الأعمال التّجاريّة ويمتزجون بالشّعب.
وهذه كانت ميزة للطّبقة الحاكمة في قرطاجة، وإنّ الطّبقات في الدّول
السّوريّة البحريّة لم تتحدّد التّحدّد الّذي نراه في غيرها. ولقد تمّ نشوء
هذا المجلس الّذي كان يقصد منه وضع حدّ للعائلة المسيطرة على شؤون الدّولة
بدون أن تلجأ هذه إلى مقاومته، فبرهنت الدّولة القرطاجيّة بذلك على مرونة
سياسيّة كبيرة جعلتها فوق جميع الدّول والإمبراطوريات التي تقدّمتها أو
عاصرتها. وماير يقول إنّه لم يكن بين جميع دول الإغريق دولة واحدة بلغت أو
كادت تبلغ ما بلغته قرطاجة من وسائل القوّة والاتّساع. ولا يعطي ماير
قرطاجة حقّها الكامل حين يقول إنّها جديرة بأن تكون، من حيث التّرتيبات
السّياسيّة، مثالاً يقتبس عنه الإغريق من بعض الوجوه.
إنّ محاولة الجمهوريّة الإغريقيّة ألغت الدّولة أو كادت تلغيها. وإنّ
الأسلوب الّذي جرت عليه الدّولة في تقدّمها وارتقائها كان الأسلوب السّوريّ
الّذي ارتقى في قرطاجة إلى الدّيمقراطيّة ووضوح الحقوق المدنيّة والحقوق
الشّخصيّة مع بقاء الدّولة شيئاً متميّزاً عن الشّعب، مؤسّسة لا يمكن أن
تعرّض لعبث الجمهور. والحقيقة أنّ نظام الدّولة القرطاجيّة كان معرّضاً
لانتقادات بعيدة عن الصّواب، إذ ليس معقولاً، من الوجهة المنطقيّة، أن
تتمكّن مؤسّسة فاسدة من إنشاء إمبراطورية واسعة جدّاً وربح حروب عديدة في
البرّ والبحر وإدارة هذه الإمبراطورية الضّخمة طوال قرون. فقد أخضعت قرطاجة
جميع الشّعوب الالأمازيغ في تونس و مرّاكش وسيطرت على قبائل البدو
المجاورة وألحقت بسلطتها المدن الفينيقيّة على الشاطئ الأفريقيّ واحتكرت
الجنوب الغربيّ من البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي. وإدارة دولة بهذه
المساحة تقتضي نظاماً راقياً قويّاً ومؤسسات ثابتة.
أتباع الدّولة القرطاجيّة
قسّم ديودروس أتباع الدّولة القرطاجيّة إلى أربعة أصناف:
1. فينيقييّ قرطاجة،
2. فينيقييّ ليبيا ،
3. الرّعايا الليبيين،
4. البدو.
ولقد ميّزت قرطاجة بين رعاياها الفينقيّين ورعاياها اللّيبيّين. وصحيح أنّ
المدن الفينيقيّة الّتي كانت في البدء حليفة قرطاجة أصبحت خاضعة لها وداخلة
في نطاق حقوقها، مع احتفاظها بحكوماتها الخاصّة، ولكنّ ذلك جعل أبناء هذه
المدن مساوين للقرطاجيّين في الحقوق الشّخصيّة والمدنيّة فكانوا يترقّون في
الجيش ويحقّ لهم تسنّم المراتب العالية فيه. ولهم نفس مرتبة القرطاجيّين
تجاه الشعوب الحاميّة المخضعة ولكنّهم كانوا فاقدي الحقوق السّياسيّة.
لم تعرف قرطاجة الثوّرات الدّمويّة العنيفة وهذه الحقيقة تدلّ على أنّ
الدّولة لم تسر على طريقة الإرهاق. وإذا كان هنالك ضغط فهو قد تناول العبيد
و اللّيبيين الّذين كان يصعب على الفينيقيّين الامتزاج بهم وإدخالهم في
متّحدهم ولذلك لم تتمكّن قرطاجة من منح هؤلاء حقوق أبنائها، كما فعلت روما
فيما بعد مع الشّعوب الّتي دخلت ضمن إمبراطوريتها. وروما نفسها، لم تسلّم
بتساوي اللاّتين وأبنائها إلاّ بعد حروب عنيفة ومشاكل صعبة.
إنّ المعضلة السّياسيّة العظمى الّتي كانت تواجهها قرطاجة هي النّزاع
الشّديد الصّامت بين الطّبقة القابضة على زمام السّلطة وإمبراطور الجيش.
والحقيقة أنّ هذا النّزاع كان السّبب الرئيسيّ في خسارة الحرب الفينيقيّة
الثّانية مع روما. ففي هذه الحرب الطاحنة الّتي وضع خطّتها هانيبعل أعظم
نابغة حربيّ في كلّ العصور وكلّ الأمم، سلك مجلس قرطاجة خطة غريبة تجاه هذا
القائد القرطاجيّ العظيم، فقد اهتمّ هذا المجلس بإرسال المدد إلى الميدان
الإسبانيّ ولم يتّخذ أيّ تدبير حاسم لإيصال المدد الضّروريّ إلى الميدان
الإيطاليّ. إنّ حنبعل (هانيبال) كان يدرك جيّداً أنّ الضّربة القاضية الّتي
يمكن إحدى الدّولتين المتنازعتين أن تنزلها بالأخرى يجب أن تكون في
مركزها، ولذلك زحف على روما ذلك الزّحف الرّائع مجتازاً جبال الألب
الشّاهقة حتّى بلغ أسوار روما وقد دبّ فيها الرّعب على أثر معركة كاناي
المخلّدة نبوغه وهلع قلب شعبها لتناقل العبارة (187)Hannibal ad Portas!.
ولكنّ مجلس قرطاجة بقي غارقاً في دسائسه ضدّ القائد ذاهلاً عن المرمى
البعيد الّذي رمى إليه حنبعل.
الصراع السياسي
وفي قرطاجة، كما في روما، كان نزاع شديد بين حزب الشّعب والطّبقة القابضة
على مقاليد الأمور. ومع أنّ المبدأ المعترف به في قرطاجة كان مبدأ سيادة
الشّعب، إذ كان من المقرّر أن يستفتى الشّعب في كلّ اختلاف بين المجلس
والمراجع الحكوميّة، فإنّ هذا المبدأ ظلّ بعيداً عن التّحقيق بسبب مناورات
الطّبقة الحاكمة وبذل المال. ولكنّ الكوارث الّتي نزلت بقرطاجة في الحرب
بونيقية أولى وخسارة الحرب البونيقية الثانية الّتي كانت كفتها فيها راجحة،
قوّت روح الاستياء في شعب المدينة ونشط الحزب الدّيمقراطيّ ومكّن هاني بعل
من تحقيق إصلاحه الدّيمقراطيّ بإلغاء إعادة انتخاب أعضاء مجلس ال104 أكثر
من مرّة واحدة وتحوير بعض القوانين الإداريّة والماليّة فكان هذا الإصلاح
سابقة للإصلاح الغراقيّ في روما.
أعطى إصلاح حنبعل قرطاجة الدّيمقراطيّة الصّحيحة والاتّجاه الدّيمقراطيّ
الفعليّ. ولم يبق أمام قرطاجة لاستعادة حيويتها الإمبراطورية سوى تمديد
الحقوق السّياسيّة المركزيّة إلى المدن الفينيقيّة التّابعة أو الموالية
لها ورفع الحقوق الشّخصيّة والمدنيّة في الشّعوب اللّيبية الّتي ظلّت
موالية لها، وإعادة تنظيم الجيش على أساس قوميّ بدلاً من الجيش المستأجر
الّذي كان يؤلّف أهمّ قسم من القّوات المحاربة. ولكنّ روما لم يكن يهدأ لها
روع ما دامت ندّتها العظيمة قيد الوجود فظلّ كاتو يختم كلّ خطاب من خطبه
في مجلس شيوخ روما بهذه العبارة [أعتقد أنّه يجب تدمير قرطاجة] حتّى كانت
الحرب الفينيقيّة الثالثّة الّتي انتهت بخراب المدينة وقتل معظم أهلها
وجلاء الباقين عنها.
وصف ارسطو حكومة قرطاجة في 340 ق م وقال أنها كانت أساسا حكومة أغنياء
المدينة، وأن أساس نجاحها كانت نموها اقتصادية الدائمة واستعمارها، فهكذا
كل مواطن رأى أن حاله كان يتحسن. وكان أكبرهم الـ"شوفط"، قاض القضاة، وقائد
الجيوش الذي لم يدخل في حكومة المدينة، وفي القديم أيضا كان لهم ملوك.
تحتهم كان مجلس الشيوخ وتحتهم مجلس المدنيين. واختيار الشوفطين والملوك كان
حسب حسنهم ومالهم، ولا يرتبط بعائلتهم. ويذكر أرسطو أن من أراد أن يجادل
رأي الملوك والشوفطين يستطيع أن يفعل ذالك لما خاطب الملوك والشوفطين
الشعب. ولمعظم تاريخهم كان جنودهم أجراء وليس حلفاء، وأحيانا أصبح هذا
مشكلة كبيرة كما رأينا.