أكد علماء أمريكيون أن أسماك القد في نهر هودسون بالولايات المتحدة تحورت بشكل سريع لحماية نفسها من تزايد كميات السموم في النهر على مدى عقود.
وأشار الباحثون تحت إشراف إساك ويرجين من كلية الطب بجامعة نيويورك أن المسئول عن هذه التحورات هو جين واحد. ونشر الباحثون نتائج دراستهم اليوم الخميس في مجلة "ساينس".
وتعيش سمكة القد التي يبلغ طولها نحو 20 سنتمتراً في قاع الأنهار وهى واسعة الانتشار. غير أن العلماء أشاروا في مجلة ساينس إلى عدم وجود اهتمام اقتصادي كبير بهذه الأسماك.
وتعرض نهر هودسون للتلوث في الفترة من عام 1947 إلى عام 1976 من قبل مصنعين تابعين لشركة جنرال اليكتريك بطول 315 كيلومتراً من النهر، وذلك بسبب إلقاء المصنعين ما يقرب من 590 ألف طن من المواد السامة.
وأكد ويرجين أن نسبة السموم التي تم رصدها في كبد الأسماك هى أعلى نسبة يسجلها الباحثون في كبد الأسماك. ولم يعرف الباحثون كيفية تأقلم الأسماك مع هذه الظروف.
وتبين للباحثين غياب ستة من مكونات الحمض النووي في الجين الخاص بالأسماك التي تم اصطيادها من الأماكن الملوثة مما يصعب على السم الالتصاق بالبروتين الموجود في الجين المسئول في حالته السليمة عن التعرف على التأثيرات السامة للمواد في الخلية، وأضعفت هذه الخاصية داخل الخلية جراء البروتينات المتحورة أو أوقفت تماماً.
كما تبين وجود نفس التحور في الأسماك التي تعيش في أماكن نظيفة في النهر وإن كانت أندر بكثير عنها في الأماكن الملوثة. ولكن بمجرد وصول السم بكميات كبيرة إلى الماء سارعت الأسماك إلى هذا التحور.
وأوضح الباحثون أن الكثير من الأسماك الصغيرة التي تخلو من هذه الحماية الجينية تموت في وقت مبكر بسبب قصور في القلب.
كما أكد الباحثون أن دراستهم مثال جيد على سرعة تدخل التكيف الحيوي لمواجهة الظروف المتغيرة في البيئة.