تغلّب المنتخب الأرجنتيني على نظيره البرازيلي بهدف مقابل لا شيء في المباراة الدولية الودية التي جرت على إستاد خليفة الدولي في الدوحة.
وجاءت المباراة في إطار حملة قطر لاستضافة مونديال 2022.
سجل هدف المباراة الوحيد ليونيل ميسي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل عن ضائع.
ولقي الـ"سيليساو" هزيمته الأولى بقيادة مانو مينيزيس الذي خلف كارلوس دونغا عقب فشله في مونديال جنوب أفريقيا، وذلك بعد ثلاثة انتصارات على التوالي كانت ضحيتها الولايات المتحدة 2-صفر وإيران 3-صفر واوكرانيا 2-صفر.
أما منتخب الـ"تانغو" فلعب لقاءه الأوّل بقيادة رسمية من مدربه سيرخيو باتيستا بعد تثبيته بمنصبه بشكل دائم خلفاً لدييغو مارادونا بعد الفشل المونديالي أيضاً، علماً أن أداء ونتائج المنتخب بقيادة باتيستا لم تكن ثابتة إذ هزم ايرلندا 1-صفر، ثم سحق اسبانيا بطلة العالم 4-1 قبل أن يسقط أمام اليابان صفر-1 الشهر الماضي بأداء لاتيني هزيل وآسيوي رفيع.
تكريم النجوم
وفي لافتة مميزة كرمت اللجنة المنظمة خلال استراحة ما بين الشوطين نخبة من نجوم الكرة، وقام الشيخ حمد بن خليفة بن حمد أل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم بتكريم كل من البرازيلي كارلوس ألبرتو والأرجنتينيين ماريو كمبس وبوروتشاغا والفرنسي زين الدين زيدان والجزائري رابح ماجر والعراقي أحمد راضي والمصري مجدي عبد الغني والكويتي فيصل الدخيل والسعودي سامي الجابر والحارس الألماني الشهير هارالد شوماخر ويوب هاينكس والإماراتي خالد مبارك والأرجنتيني أرديلس والمغربي مصطفى حجي والهولندي رونالد دي بوير والمدرب الصربي الشهير بورا ميلوسيفيتش بالإضافة إلى ميسي ورونالدينيو.
مستوى رفيع
جاءت المباراة على قدر عال من الندية فأمتعت أكثر من خمسين ألف مشاهد على المدرجات رغم تصنيفها الودي ولم يبخل لاعبو المنتخبين بنقطة عرق واحدة في سبيل كرامتهما الكروية.
وكانت البرازيل الطرف الأفضل عموماً وقدمت كرة أجمل من غريمتها الدائمة دون أن يحالفها الحظ في التسجيل فيما جاءت خطورة الأرجنتين متفاوتة واستفادت من علو كعب نجمها ليونيل ميسي.
عودة رونالدينيو
شهدت المباراة عودة النجم البرازيلي رونالدينيو إلى المنتخب بعد غياب استمر نحو تسعة عشر شهراً تخللها عدم استدعائه للمشاركة في مونديال جنوب أفريقيا وهو خاض مباراته رقم 88 مع المنتخب سجل خلالها 32 هدفاً.
تفوّق أرجنتيني
رفعت الأرجنتين بتفوقها في الدوحة عدد انتصاراتها على البرازيل إلى 34 انتصاراً مقابل 33 للأخيرة فيما تعادل الفريقان 23 مرة في مجموع لقاءاتهما، علماً أن آخر لقاءين وديين انتهيا صفراوَي اللون عام 1999 في بورتو اليغري (4-2) و2006 في لندن (3-0).
وفي إحصاءات اللقاءات الودية دون الرسمية بات رصيد الأرجنتين 16 انتصاراً مقابل 18 للبرازيل وتعادلا 13 مرة، وسجل أبناء مارادونا 80 مرة (مع هدف الفوز في الدوحة) مقابل 79 لأبناء بيليه.
ورغم اقتصار اللقاء على هدف واحد إلا أن إحصاءات الفرص كانت مختلفة وعالية مع الجرأة الهجومية التي دمغت أداء الطرفين اللذين تبادلا السيطرة طوال المباراة ولوحظ تركيز محاولتهما على الاختراق من العمق أكثر من استخدام الأطراف.
عارضة لألفيش
سيطرت الأرجنتين على ربع الساعة الأولى من اللقاء دون تحقيق خطورة كبيرة باستثناء تصويبة خافيير زانيتي الأرضية في الدقيقة 6من داخل المنطقة عطلها الحارس البرازيلي فيكتور لياندرو سابحاً.
بعد انتهاء الثلث الأول بدقيقة تحركت البرازيل نحو مرمى سيرجيو روميرو وكادت أن تهز شباكه في الدقيقة 18 حين صوّب داني الفيض كرة صاروخية إثر تبادل مع المدافع مارنيو إلا أن كرته اصطدت بالعارضة وسط ثبات اعترى الحارس الأرجنتيني.
دانت السيطرة الميدانية للبرازيل في ظل عيوب كثيرة في خط الظهر الأرجنتيني الذي اخترق مراراً وتكراراً وكاد يدفع الثمن في الدقيقة 23 مع ركلة حرة نفذها رونالدينيو من حافة المنطقة طار لها بنجاح روميرو.
ميسي يتألّق
وبعد سجال وعمليات كر وفر، كان لميسي صولته الخاصة في الدقيقة 39 حين صوّب كرة طائرة من خارج المنطقة حفت القائم الأيمن البرازيلي واستلم بعدها رفاق نجم برشلونة المبادرة إنما دون جديد.
انتهت الاستراحة فشرعت البرازيل الشوط الثاني بتفوق نسبي وكان لنجم آي سي ميلان رونالدينيو ركلتين حرتين هددتا مرمى الأرجنتين وكادتا أن تغيرا أرقام اللقاء.
الحسم
شيئاً فشيئاً عاد تلامذة باتيستا ووجدوا هويتهم الفنية وكان للتبديلات لا سيما دخول ايزيكييل لافيتزي مكان غونزالو هيغواين الأثر الإيجابي الواضح بخلاف تبديلات مينيزيس مع خروج رونالدينيو ونيمار قبل نهاية اللقاء بـ15 دقيقة.
وفي الوقت الذي كانت تتجه فيه المباراة نحو تعادل سلبي، كان لميسي رأي آخر حين استلم الكرة من لافيتزي بتمريرة بعقب القدم فتوغل الأوّل مرواغاً كما حلا له ثم سدد من حدود المنطقة إلى الزاوية اليسرى الأرضية للمرمى البرازيلي مانحاً بلاده فوزاً معنوياً هاماً.
لقطات
رغم احتكاكهما النادر إلا أن وجود ميسي ورونالدينيو شكل جذباً كبيراً لانتباه الجماهير وصراعاً غير معلن عنوانه "المهارات الفنية" حيث أمتعانا كل على طريقته وإن كان حضور ميسي أقوى.
لم تهدأ الجماهير عن التشجيع طوال الدقائق التسعين واختلطت الألوان الزرقاء مع الصفراء في لقطة تمازج نادرة في عالم كرة القدم، وشكلت لوحة جميلة أضفت رونقاُ جمالياً خاصاً على تحفة إستاد خليفة. وأدت الجماهير احتفالية الموجة "مراراً وتكراراً" بتناغم ملفت.
رغم اكتظاظ الملعب وامتلائه عن بكرة أبيه إلا أن التنظيم الممتاز أمّن دخول وخروج الآلاف بشكل سلس وسهولة تامة وبوقت سريع.
تم تثبيت شاشة عملاقة في "قرية الجماهير" ضمن الباحة الخارجية للملعب كي يتسنى، لمن لم يحالفه الحظ بالدخول بعد نفاذ التذاكر، متابعة اللقاء فحضر الآلاف وشجعوا بحماسة ملفتة.
حظيت المباراة باهتمام إعلامي دولي ومحلي كبير، فاكتظت الأماكن المخصصة للتغطية بالصحفيين والمراسلين من مختلف دول العالم وامتلأت المنصة الخاصة بالمحررين بالكامل شأن غرف التعليق الخاصة بالنقل المرئي.
جرت المبارة وسط أجواء مثالية مع درجة حرارة بلغت 25 درجة مئوية مما ساعد اللاعبين على إظهار الكثير من مهاراتهم.
حظي جميع المكرمين بحفاوة خاصة وتفاعل رائع من الجماهير إلا أن النجم الفرنسي، الجزائري الأصل، زين الدين زيدان ألهب الملعب مع ذكر اسمه.