The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
291 المساهمات
224 المساهمات
143 المساهمات
78 المساهمات
77 المساهمات
76 المساهمات
54 المساهمات
46 المساهمات
24 المساهمات
20 المساهمات
آخر المشاركات

لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

+9
Gσĸυ
ѕσσиα ™
امير الذوق
Dark Smile
Akatsuki
نرمين
SoCcEr LoVeR
MostWanted
Poliana
13 مشترك



×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

السلام عليكم ورحمة الله
عندي لعبة رائعة ومفيدة جدا وهي لعبة التعريف بالشخصيات كل واحد يكتب المعلومات الي عندو حول هذه الشخصية وبدون إعادة المعلومة
نبدأ بالشخصيات الإسلامية كل اسبوع نقوم بإختيار شخصية ونجمع المعلومات ونبذة عن حياتها قدر المستطاع وهكذا
سابدا الأولى
رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
غـزوة بـدر الكبرى

و فى رمضان سنة اثنين من الهجرة كانت غزوة بدر الكبرى, و كان من خبر هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع بأبى سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير عظيمة لقريش فيما أموالهم وتجارتهم وفيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش وكانت الحرب قائمة بين المسلمين وبين مشركي قريش كما نعرف فلو أن أهل مكة فقدوا هذه الثروة لكانت موجعة حقا وفيها عوض لما لحق بالمسلمين من خسائر في أثناء هجرتهم الأخيرة ، كما أنها فرصة للنيل من هيبة قريش وصلفها
لذلك لما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا وكان من أشد الناس عداوة للإسلام ، ندب رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس للخروج إليها وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض ، ولم يحتفل لها احتفالا بليغاً لان الأمر أمر عير ، وقال:هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا لعل الله ينفلكموها ( أي يجعلها غنيمة لكم ) فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب معه لا يرونها إلا غنيمة لهم ولا يظنون أن يكون كبير قتال إذا لقوهم وهذا ما عبر عنه القرآن في قوله تعالى:{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}سورة الأنفال، من آية 7
ولم يدر بخلد واحد منهم انه مقبل علي يوم من اخطر أيام الإسلام ولو علموا لا تخذوا أهبتهم كاملة ولما سمح لمسلم أن يبقي في المدينة
وخروج رسول الله صلي الله عليه وسلم مسرعاً في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ولم يكن برفقتهم سوى فرسين وسبعين بعيراً يتعاقبون ركوبها كل أثنين كل ثلاثة
وكان حظ الرسول في هذا كحظ سائر من معه فكان هو وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الفتوى يعتقبون بعيراً واحداً ، وقد روى أن أبا لبابه وعلي كانا زميلا رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان إذا كانت عقبة النبي صلي الله عليه وسلم قالا إركب حتي نمشي عنك فيقول ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى من الأجر منكما
وكان الخروج من المدينة يوم الاثنين لثمان او لتسع أو لإثني عشر خلون من رمضان ودفع الرسول صلي الله عليه وسلم اللواء إلي مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلي علي بن أبي طالب وراية الأنصار إلي سعد بن معاذ
وبلغ أبو سفيان خروج رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلم بقصده فأرسل الي مكة ضمضم بن عمرو الغفاري مستصرخا لقريش ليمنعوه من المسلمين وبلغ الصريخ أهل مكة فجد جدهم نهضوا مسرعين فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً لأن معظمهم كان له فيها نصيب
وخرجوا من ديارهم كما وصفهم الله تعالي:{بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ}سورة الأنفال، من آية 47
ولما سمع أبو سفيان بخروج المسلمين غير طريقة المعتاد ولحق بساحل البحر فنجا وسلمت العير وأرسل إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجاها الله فارجعوا ، وهموا بالرجوع فأبي أبو جهل إلا القتال وقال : والله لا نرجع حتي نرد بدراً فنقيم عليها ثلاثا تنحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها فامضوا
ورغم قول أبى جهل فقد رجع بنو زهرة ، وبنو عدي بن كعب، ولولا سلاطة لسان أبى جهل ورمية المترددين بالجبن والضعف لانسحب عدد كبير ووقف عتبة بن ربيعة حين وقف في معسكر المشركين يدعوهم إلى الرجوع
إلا أن صوت عتبة وغيره من عقلاء قريش ضاع بين صرخات الحرب وشهوة الانتقام من جانب أبى جهل ومن انضم إليه
ومضت قريش في مسيرها وكانت عدتهم ما بين التسعمائة والألف معهم مائة فرس وسبعمائة بعير ونزلوا بالعدوة القصوى من وادي بدر




gdwl]
دارت معركة بدر في صبيحة يوم الجمعة 17 من رمضان من السنة الثانية للهجرة، وفي بدايتها عدل الرسول صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين ومشى في موضع المعركة وجعل يشير بيده هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان إن شاء الله، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته
ثم نظر إلى قريش فقال: اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها تحاربك وتكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم (أهلكهم) الغداة
وبعد أن قوم الرسول صلى الله عليه وسلم الصفوف وتفقد الرجال وأسدى النصائح والتوجيهات وحث على الثبات والإقدام، رجع إلى العريش الذي بني له فدخله ومعه أبو بكر ليس معه فيه غيره، وظل يكثر من الابتهال والتضرع والدعاء قائلاً: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد بعدها في الأرض
وجعل يهتف بربه عز وجل: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم نصرك، ويرفع يديه إلى السماء حتى سقط الرداء عن منكبيه، وجعل أبو بكر رضي الله عنه يسليه ويشفق عليه من كثرة الابتهال
وتزاحف الجمعان، وبدأ الهجوم من قبل المشركين؛ فقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وكان رجلاً شرسًا سيئ الخلق، فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه، فتصدى له حمزة بن عبد المطلب فلما التقيا ضربه حمزة ضربة أطاحت بساقه فسقط إلى ظهره تشخب رجله دمًا، ثم أتبعها حمزة بضربة أخرى قضت عليه دون الحوض
وما أن سقط الأسود حتى خرج عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة، فلما توسطوا بين الصفين طلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة فتية من الأنصار هم عوف ومعوذ ابنا الحارث ورجل آخر يقال هو عبد الله بن رواح، فقالوا: من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار، قالوا: مالنا بكم حاجة، ثم نادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا عبيدة بن الحارث وقم يا حمزة وقم يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فذكر كل منهم اسمه، قالوا: نعم، أكفاء كرام
وبارز عبيدة، وكان أسن القوم، عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة؛ فأما حمزة وعلي فلم يمهلا خصمهما أن قتلاهما، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه (أي جرحه جراحة بالغة) وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فأجهزا عليه واحتملا عبيدة وهو جريح ومات شهيدَا
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس وحرض المسلمين فقال: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، فقال عمير بن الحمام أخو بنو سلمة، وفي يده تمرات يأكلهن: بخ بخ (كلمة تقال في حالة الإعجاب) أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟ ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل
وتسابق الشباب في الشهادة، يقول عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرًا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًا من صاحبه مثله. قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء، وتركاه بين الحياة والموت حتى مر به عبد الله بن مسعود فأجهز عليه
وحمي الوطيس واستدارت رحى الحرب واشتد القتال، حتى لقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالاً شديدًا، قال الإمام أحمد في حديث عن علي قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إلى العدو وكان من اشد الناس يومئذ بأسًا
ومع اشتداد القتال وعنفه اشتدت ضراعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه وابتهاله إليه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق و هو يقول له: بعض مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك، وأغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة قصيرة ثم تنبه فقال: أبشر يا أبا بكر هذا جبريل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب، وكانت الملائكة يومئذ تبادر المسلمين إلى قتل أعدائهم
قال ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس فوقه يقول: أقدم حيزوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه مستلقيًا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاحضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة
وقال أبو داود المازني: إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري
وفي ذلك نزل قول الله تعالى في كتابة الكريم:{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ}سورة الأنفال ، الآيات 12-14
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشًا بها ثم قال: شاهت الوجوه، نفحهم بها وأمر أصحابه فقال: شدوا، فكانت الهزيمة. وانجلت المعركة عن هزيمة مروعة للمشركين؛ قتل منهم سبعون وأسر مثل ذلك وهرب الباقون، بينما لم يفقد المسلمون سوى أربعة عشر رجلاً، وغنم المسلمون غنائم كثيرة
ولما أسفرت الحرب عن انتصار المسلمين وهزيمة المشركين، أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على القتلى فقال: بئس العشيرة أنتم التي كنتم لنبيكم؛ كذبتموني وصدقني الناس وخذلتموني ونصرني الناس وأخرجتموني وآواني الناس، وقال حين رأى أبا جهل: هذا فرعون هذه الأمة وأمر بالقتلى أن يطرحوا بالقليب، فطرحوا فيه ووقف عليهم فقال: يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا، فقال المسلمون: يا رسول الله أتنادي قومًا قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني
وتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مؤيدًا مظفرًا، وأرسل بشيرين إلى المدينة هما زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة يبشرانهم بالنصر، فوصلاها وقد نفض أهل المدينة أيديهم من تراب رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم وزوج عثمان بن عفان
وقسم الرسول صلى الله عليه وسلم النفل الذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء
ولقد وصلت أنباء هزيمة قريش ومصابها في زعمائها، فعم الحزن وساد الأسى ووقعت النياحة في بيوت المشركين، وكثر البكاء على القتلى، حتى لقد مرض أبو لهب ومات بعد أيام قليلة ونذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
قضية أسرى بدر

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة استشار أصحابه في شأن الأسرى، فأشار أبو بكر ومعه بعض الصحابة بالإبقاء عليهم وأخذ الفداء، وقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأنهم لعل الله أن يتوب عليهم
وأشار عمر ومعه البعض الآخر بقتلهم، وقال عمر: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فاضرب أعناقهم
وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر واديًا كثير الخطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارًا
ومال النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر، فقبل منهم الفداء، وكان ينادي بهم على قدر أموالهم من أربعة آلاف درهم إلى ألف درهم
ومن لم يستطع افتداء نفسه وكان يحسن القراءة والكتابة كانت فديته أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين. ومنّ الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض الأسرى، ولم يقتل من الأسرى إلا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط
ولما تم الفداء نزل القرآن يعاتب المسلمين لا على ما فعلوه من إطلاق سراح الأسرى والمن عليهم بالفداء، ولكن على نفس الأسر أثناء القتال وميل بعض المسلمين إلى الإبقاء على المشركين دون قتلهم رغبة في الفدية..... قال تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآّخِرَةَ}سورة الأنفال ، آية 67
فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن اتخاذ الأسرى قبل الإثخان في قتل هؤلاء الكفار؛ لأن عداوتهم للإسلام متمكنة في نفوسهم وأنهم لو ظفروا بالمسلمين لقضوا عليهم، ومن هنا وجب الحرص على قتلهم وتطهير الأرض من رجسهم وصلفهم رعاية لمصلحة الإسلام وحرصًا على إزاحة هؤلاء البغاة من طريقه دون إرادة عرض الدنيا وهو الفدية

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
أهمية غزوة بدر


ولا شك أن هذه الغزوة كان لها أثر عظيم في حياة المسلمين؛ فقد رفعت من روحهم المعنوية وزادتهم إيمانًا بأنهم على الحق، ووطدت هيبتهم وسلطانهم بين سائر العرب، وكانت درسًا عمليًا تجلت فيه ثمرة الإيمان؛ فنصر الله المسلمين وهم قلة بإيمانهم وخذل المشركين وهم كثرة لأنهم ضعاف باتباعهم لأهوائهم وشيطانهم. وقد خلد الله ذكرها في القرآن فسماها بيوم الفرقان، وامتن على المسلمين بها فقال تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}سورة آل عمران، آية 123

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
بين غزوة بدر وغزوة أحد:



ترك انتصار المسلمين في بدر أثارَا كبيرة في اليهود والمنافقين بالمدينة، وفي قريش بمكة، وفي القبائل الضاربة حول المدينة والبعيدة عنها، ولم تزدهم هزيمة قريش إلا كرهًا للإسلام ونقمة على محمد وصحبه واضطهادًا لمن يدخل في الإسلام

وقد قام الجميع بمحاولات للكيد للإسلام والمسلمين والنيل منهم، ولكنهم لم يفلحوا ورد الله كيدهم في نحورهم فلم ينالوا شيئًا، ولا بد لنا من الإشارة إلى أهم هذه الأحداث ليتبين لنا كيف أن حياة المسلمين كانت سلسلة متواصلة من المعاناة والآلام والجهاد، وأن المسلمين تحملوا في سبيل الدعوة ما لم تتحمله جماعة من قبل. وأهم هذه الأحداث

أولاً : إجلاء يهود بني قينقاع

قلنا أن اليهود وقفوا من الرسول صلى الله عليه وسلم موقفًا حاقدًا معاديًا منذ هاجر إلى المدينة، وقد برز هذا الحقد والعداء للمسلمين بصورة مضاعفة بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر؛ فقد انضموا بعواطفهم وألسنتهم ودعايتهم ضد محمد وأصحابه وأظهروا للرسول الحسد والبغي، وقد عبر عن هذا كعب بن الأشرف، أحد رؤساء اليهود، الذي أظهر حزنه وألمه بعد غزوة بدر وقال: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، وخرج كعب بن الأشرف حتى قدم مكة وجعل يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكي قتلى قريش، ثم رجع إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى أذاهم، حتى انتدب له الرسول صلى الله عليه وسلم من قتله

وفي فرحة المسلمين بانتصارهم في غزوة بدر لم يستح أولئك اليهود أن يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس، وظل عناد اليهود وحقدهم يتواصل حتى حدثت حادثة التعدي على إحدى نساء الأنصار، وخلاصة ما حدث: أن امرأة من الأنصار ذهبت إلى سوق بني قينقاع تبتاع شيئًا، فجلست إلى صائغ هناك فاجتمع حولها نفر من اليهود يريدونها كشف وجهها فأبت، فعمد رجل منهم إلى طرف ثوبها وهي غافلة فعقده على ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود منها، فصاحت المرأة فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون وكان ذلك في شوال من السنة الثانية للهجرة

ولم يبق بعد ذلك إلا مقاتلتهم فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة حتى نزلوا علي حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبي بن سلول وقال: يا محمد أحسن إلى موالي، وكانوا حلفاء الخزرج، فأطلقهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا سبعمائة مقاتل، وقد رحلوا إلى أذرعات الواقعة على حدود الشام وغنم الرسول صلى الله عليه وسلم منهم أموالاً وسلاحًا وآلات للصياغة

وفي موقف عبد الله بن أبي من يهود بني قينقاع نزل قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهْم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}سورة المائدة، الآيات 51-52

ثانيًا: غزوة السويق

لم يكن من المتوقع أن يتلقى أهل مكة هزيمتهم من المسلمين بالقبول والاستسلام، ولذلك فإنهم منذ عادوا من بدر أعلنوا أن يوم الانتقام قريب ونذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا صلى الله عليه وسلم

ولذلك تعجل أبو سفيان القيام بعمل سريع يعيد به إلى قريش كبرياءها ومكانتها التي فقدتها في بدر، وينال به من المسلمين إرضاء لنزعه الحقد والغيظ التي ملكت القرشيين جميعًا ضد المسلمين وضاعفتها هزيمة بدر

فخرج في مائتي راكب من قريش وذلك في ذي الحجة، أي بعد غزوة بدر بشهرين، يريد المدينة ولما قاربها أتى بني النضير تحت جنح الليل، فأتى حي بن أخطب فلم يقبل مقابلته، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير في زمانه، فاستأذن عليه فأذن له، واجتمع به فعرف منه بعض أخبار المسلمين، وأعلمه أبو سفيان بما عزم عليه وأتى من أجله ثم خرج من عنده ليلاً وبعث رجالاً من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها يقال لها العريض في طرف المدينة فحرقوا نخلاً بها وقتلوا رجلاً من الأنصار وحليفًا له في حرث لهما ثم كروا راجعين، ورأى أبو سفيان أنه قد بر بيمينه في غزو محمد

وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في أثرهم وسار معه بعض أصحابه حتى بلغوا قرقرة الكدر( ماء لبني سليم ) ولم يلحقوا بهم لإمعان أبي سفيان وأصحابه في الفرار لخوفهم، حتى أنهم ألقوا ما معهم من الأزواد للتخفف حتى استطاعوا النجاة من جيش المسلمين، وقد سميت غزوة السويق (والسويق هو: قمح أو شعير يغلى ثم يطحن فيتزود به ملتوتًا بماء أو سمن أو عسل) لأن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق، فهجم المسلمون على سويق كثير فسميت الغزوة بذلك الاسم

ثالثًا: غزوات لبعض القبائل حول المدينة

قام الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض الغزوات للقبائل القريبة من المدينة والتي تقع في طريق تجارة مكة إلى الشام، وكانت قريش تحالفهم لحماية تجارتها وتحرضهم للقيام بغزو المدينة والإغارة على المسلمين، ولذلك نهض الرسول صلى الله عليه وسلم ليشتت هذه الجموع ويمنعها من أن تتحد على غزو المدينة وحرب المسلمين، وفي نفس الوقت لا يعطي الفرصة لقريش لكي تأمن على طرق تجارتها ومن هذه الغزوات

غزوة بني سليم: حلفاء مكة، وكانت قريش قد حرضتهم على غزو المدينة فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم فهربوا

وغزوة ذي أمر: وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غطفان لأنهم أرادوا غزو المدينة فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم فلم يلق كيدًا

وغزوة الفرع من بحران: وقد غزا الرسول صلى الله عليه وسلم يريد قريشًا حتى بلغ بحران ثم رجع إلى المدينة دون قتال

سرية زيد بن حارثة إلى القردة: وقد لقي فيها زيد بن حارثة أبا سفيان بن حرب أثناء إرسال قريش لتجارة عن طريق العراق، وهو طريق وعر كان القرشيون يعتقدون أن المسلمين لا يعرفونه، ولكن أخبار هذه التجارة قد وصلت إلى المسلمين فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فلقي القرشيين على القردة (ماء من مياه نجد) فأصاب تلك العير وما فيها من فضة كثيرة وقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن هرب منه الرجال

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
غزوة أحد:



أسلفنا أن قريشًا طعنت طعنة لم تكن تتوقعها أبدًا في غزوة بدر، وقد بذلت محاولات متعددة لأخذ ثأرها واستعادة هيبتها ولكنها باءت جميعًا بالخيبة والفشل؛ فغزوة السويق التي قام بها أبو سفيان كانت أشبه بحملات قطاع الطرق؛ فقد قام فيها ببعض أعمال التخريب في أطراف المدينة ثم لاذ بالفرار السريع دون أن يحقق شيئًا ذا بال فهو عمل لم يرض غل القرشيين أو ينفس عن أحقادهم

وتحريض قريش للقبائل القريبة من المدينة على الرسول صلى الله عليه وسلم فشل فشلاً ذريعًا كما رأينا بفضل يقظة الرسول صلى الله عليه وسلم ومبادأته بتفريق شملهم وتشتيت جمعهم حتى لا يتحدوا عليه

وجاء استيلاء زيد بن حارثة على قافلة قريش ضربة موجعة رأت فيها قريش تهديدًا خطيرًا لها في تجارتها واقتصادها

لكل هذا فكرت قريش في عمل كبير تسترد به هيبتها، فاجتمع من بقي من أشرافهم بأبي سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش إن محمدًا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه، فعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا، ففعلوا

وفيهم نزل قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ سورة الأنفال، آية 36

وأعدت قريش حملة خرجت في منتصف شوال من السنة الثالثة للهجرة بحدها وحديدها وأحابيشها ومن تابعها من القبائل في عدد يربو على ثلاثة آلاف مقاتل من بينهم سبعمائة من الجنود المدرعة ومائتين من الفرسان

وخرجت بعض النسوة من قريش مع الجيش ليبعثن الحماس في الرجال، وعلى رأس هؤلاء النسوة هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، وهي أشدهن على الثأر حرقة؛ فقد قتل يوم بدر أبوها وأخوها. وواصل الجيش الزحف إلى المدينة فنزل قريبًا من جبل أحد وأرسل خيله وإبله ترعى زروع المدينة

واجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون يتشاورون، وكان من رأي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقيم المسلمون بالمدينة ويدعون المشركين حيث نزلوا فإن قاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا المدينة قاتلوهم في طرقاتها وشوارعها، وكان مع الرسول على هذا الرأي شيوخ المهاجرين والأنصار ووافق على هذا الرأي أيضًا عبد الله بن أبي بن سلول، ولكن الشباب من المسلمين وخاصة ممن لم يشهد بدرًا قالوا: يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرونا أنا جبنا عنهم وضعفنا، فلم يزالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بيته فلبس لامته (الدرع وقيل السلاح) وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة

وشعر القوم أنهم استكرهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيهم فقالوا:استكرهناك يا رسول الله ولم يكن ذلك لنا، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل

ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من الغلمان لصغرهم منهم أسامة بن زيد وعبد الله ابن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت .... وغيرهم

ورد سمرة بن جندب ورافع بن خديج، وهما ابنا خمس عشرة سنة، فشفع أبو رافع لابنه وقال:يا رسول الله إن ابني رافعًا رام، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض على رسول الله سمرة بن جندب وهو في سن رافع فرده الرسول لصغره، فقيل لرسول الله أن سمرة يصرع رافعًا فأجازه هو الآخر

وقيل أن رسول الله استصغر رافعًا فقام على خفين له فيهما رقاع وتطاول على أطراف أصابعه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم أجازه

وبهذه الروح الوثابة الحريصة على الجهاد وقتال أعداء الله خرج الجيش الإسلامي وكان عدده يبلغ ألف مقاتل. فلما كانوا بالشوط (بين المدينة وأحد) انخذل عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني

وفيه ومن انسحب معه نزلت الآية:{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ}سورة آل عمران، آية 167

في ميدان أحد :

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل سفح جبل أحد (وهو جبل على نحو ثلاثة كيلو مترات من المدينة)، وجعل ظهره وعسكره إلى جبل أحد ووجههم إلى المدينة

أما المشركون فقد نزلوا ببطن الوادي قرب سفح الجبل وعلى ميمنتهم خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل

وأصدر الرسول صلى الله عليه وسلم أمرًا عامًا يمنع فيه المسلمين من محاولة الاشتباك مع المشركين قبل صدور أمره إليهم بذلك، ورتب الرسول صلى الله عليه وسلم رماة النبل خلف الجيش على ظهر الخيل، وهم خمسون رجلاً يقودهم عبد الله بن جبير، ووجه الرسول صلى الله عليه وسلم إليه توجيهه قائلاً: انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت الدائرة لنا أو علينا، فاثبت في مكانك لا تؤتين من قبلك، وأمرهم بأن يلزموا مركزهم ويثبتوا في مكانهم وأن لا يفارقوه ولو رأوا الطير تتخطف العسكر، و لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم درعًا فوق درع ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه

المعركة

واشتبك الفريقان ودنا بعضهم من بعض وقامت هند بنت عتبة في النسوة وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال يحرضنهم، فقالت هند فيما قالت

ويها حماة الأدبار ويهابني عبد الدار
ضربًا بكل بتار

وتقول

ونفرش النمارق إن تقبلوا نعانق
وفراق غير وامق أو تدبروا نفارق

نمارق : أي الوسائد الصغيرة و كل ما يجلس عليه
الوامق : أي المحب
وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد " أمت . أمت "، واقتتل الناس حتى حميت الحرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحني، قال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه فأعطاه إياه، وكان أبو دجانة رجلاً شجاعًا يختال عند الحرب، وكان إذا اعتصب بعصابة له حمراء علم الناس أنه سيقاتل. فلما أخذ السيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك فعصب بها رأسه وجعل يتبختر بين الصفين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر: إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن وصار أبو دجانة يقول

ونحن بالسفح لدى النخيل أنا الذي عاهدني خليلي
اضرب بسيف الله والرسول ألا أقوم للدهر في الكيول

فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله

و الكيول : أي اخر الصفوف و يعني عدم قيامه في الكيول الا يقاتل في مؤخرة الصفوف بل يظل ابدا في المقدمة
وأبلى المسلمون بلاء حسنًا؛ فقد قاتل حمزة بن عبد المطلب قتالاً شديدًا وقتل عددًا من الأبطال لا يقف أمامه شئ حتى قتل شهيدًا إذ ضربه وحشي، غلام جبير بن مطعم بحربة له

وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل، وكان الذي قتله ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى قريش فقال: قتلت محمدًا، فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء لعلي بن أبي طالب

وخرج حنظلة بن أبي عامر إلى القتال وهو جنب فضربه شداد بن الأسود فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكم، يعني حنظلة، لتغسله الملائكة، فسألوا أهله ما شأنه، فسئلت صاحبته عنه فقالت خرج وهو جنب سمع الهاتفة

إن حادي التضحية كان أملك لنفس حنظلة وأملأ لحسه من داعي اللذة، فاستشهد البطل وهو حديث عهد بعرس ليعطي النموذج الأعلى للتضحية والإيثار والإخلاص لله ولرسوله

قال ابن إسحاق: وأنزل الله تعالى نصره على المسلمين وصدقهم وعده حتى كشفوا المشركين عن العسكر وكانت الهزيمة لاشك فيها وولت النساء مشمرات هوارب

قال ابن الزبير: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير

الرماة يتسببون في هزيمة المسلمين :

ولما رأى المسلمون تقهقر المشركين وفرارهم أقبلوا على المغانم يأخذونها، وغادر الرماة مواقعهم وتركوا مراكزهم التي شدد الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يلزموها وألا يبرحوها أبدًا ولو رأوا الجيش تتخطفه الطير، وقالوا: يا قوم الغنيمة الغنيمة، فذكرهم أميرهم عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في لحظة يسيرة من لحظات الضعف الإنساني لم يسمعوا وظنوا أن ليس للمشركين رجعة، فذهبوا في طلب الغنيمة وأخلوا الثغر وخلوا ظهور المسلمين إلى الخيل

ولما رأى خالد بن الوليد قائد جناح المشركين يومئذ خلو المرتفع من الرماة انطلق ببعض فرقته فقتل من ثبت من الرماة وعلى رأسهم قائدهم عبد الله بن جبير، واستولى على المرتفع وفاجأ المسلمين من الخلف مفاجأة أذهلتهم، ورأى الفارون من قريش هذا التغير المفاجئ فتراجعوا

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
متابعة



وفي لحظات مال ميزان الفوز في جانب المشركين؛ فقد انتفضت صفوف المسلمين واختلطوا من غير شعور وصار يضرب بعضهم بعضًا

ما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

وكرّ المشركون كرة وانتهزوا الفرصة وانكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، واستطاع المشركون أن يخلصوا قريبًا من النبي صلى الله عليه وسلم وأصابته الحجارة حتى وقع لشقه و أصيبت رباعيته وشج في وجهه وجرحت شفته صلى الله عليه وسلم، وجعل الدم يسيل على وجهه فيمسحه ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم

ووقع الرسول صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها المشركون ليقع فيها المسلمون فأخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيده صلى الله عليه وسلم

وكان من المشركين رجل يقال له ابن قمئة قتل مصعب بن عمير صاحب اللواء وأشاع أن محمدًا قد قتل فزاد ذلك من صعوبة موقف المسلمين

ولما انهزم الناس لم ينهزم انس بن النضير عم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقدم فلقيه سعد بن معاذ فقال: أين يا أبا عمر؟ فقال أنس: وأما لريح الجنة يا سعد إني أجدها دون أحد

وانتهى أنس بن النضير إلى رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم وانكسرت نفوسهم، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فماذا تصنعون بالحياة من بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل. يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: لقد وجدنا به (أي أنس بن النضر) يومئذ سبعين ضربة فما عرفه إلا أخته، عرفته ببنانه

وأول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة كعب بن مالك، فنادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاد إلى المسلمين صوابهم إذ وجدوا الرسول حيًا وهم يحسبونه مات فنهضوا به ونهض معهم نحو الشعب

وأدركه أبي بن خلف الجمحي وهو يقول: أي محمد لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟ فقال رسول الله: دعوه فلما دنا تناول رسول الله الحربة من أحد أصحابه ثم استقبله وطعنه في عنقه طعنة تقلب بها عن فرسه مرارًا

وخرج علي بن أبي طالب فملأ درقته ماء وغسل من وجهه صلى الله عليه وسلم الدم، وكانت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم تغسله وعلي بسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم

ومص مالك بن سنان الدم عن وجهه صلى الله عليه وسلم وابتلعه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من مس دمي دمه لم تصبه النار

ونزع أبو عبيدة بن الجراح إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت سنته ونزع الأخرى فكان ساقطا السنتين

صورة رائعة من الحب والتضحية :

وقد ضرب المسلمون في هذه المعركة أروع الأمثلة في التضحية والحب و الفداء؛ فهذا أبو دجانة تترس بنفسه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل

ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يناوله النبل ويقول: أرم فداك أبي وأمي

وأصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما

وقاتل زياد بن السكن في خمسة من الأنصار دون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلون دونه رجلاً ثم رجلاً، فقاتل زياد حتى أثبتته الجراحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنوه مني، فأدنوه فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج وكان له أربعة أبناء شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توجه إلى أحد أراد أن يخرج معه فقال له بنوه: إن الله قد جعل لك رخصة فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد، وأتى عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني هؤلاء يمنعونني أن أخرج معك ووالله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد، وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيدًا

وقال عبد الله بن جحش في ذلك اليوم: اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدًا فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني ثم تطلبني فيم ذلك ؟ فأقول فيك

شماتة المشركين بالمسلمين :

وكان لهذا التحول في سير المعركة أثره لدى المشركين، فقد فرحوا وعبروا عن شماتتهم وحقدهم تجاه المسلمين حتى القتلى منهم؛ فقد وقفت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من المسلمين، يقطعن الأذان والأنوف، وبقرت هند عن كبد حمزة رضي الله عنه فمضغتها فلم تستطيع أن تسينها فلفظتها

ولما أراد أبو سفيان الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته إن الحرب سجال يوم بيوم اعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا عمر فأجبه، فقال: الله أعلى وأجل، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم

ولما انصرف وانصرف المسلمون نادى: إن موعدكم بدر للعام القابل، فقال رسول الله لرجل من أصحابه: قل نعم هو بيننا وبينكم موعد

الرسول يتفقد شهداء المعركة :

وفرغ الناس لقتلاهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع في الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار، هو محمد بن مسلمة: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه رمق، قال فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال: أنا في الأموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام، وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم أنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف، قال: ثم لم أبرح حتى مات، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع أنفه وأذناه، فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقال: لن أصاب بمثلك أبدًا، ما وقفت موقفًا قط أغيظ إلي من هذا، ثم قال: جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السماوات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله

وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لابنها الزبير بن العوام: ألقها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها، فقال لها: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أن قد مثل بأخي وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، وأتته فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت له، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن

وكان بعض المسلمين قد حملوا قتلاهم إلى المدينة ليدفنوهم بها، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: ادفنوهم حيث صرعوا

ومر الرسول صلى الله عليه وسلم على القتلى فقال: أنا شهيد على هؤلاء أنه ما من جريح يجرح في الله إلا وأنه يبعث يوم القيامة يدمي جرحه، اللون لون الدم والريح ريح المسك. وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد فكان يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا

وقد بلغ عدد شهداء المسلمين يوم أحد سبعون، أكثرهم من الأنصار، وقتل من المشركين اثنان وعشرون رجلاً

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
الرسول يواجه الموقف الجديد



وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بوادي زفران أن قريشًا خرجت في عدة الحرب لتمنع عيرها وأن القافلة قد نجت، وأن قريشًا تتحدى المسلمين، وهكذا تغير الموقف بالنسبة للمسلمين ولم تعد المعركة ضد قافلة تجارية قليلة العدد، وإنما أصبحت المهمة الجديدة أمام المسلمين هي مواجهة قوات قريش في معركة فاصلة يتفوق فيها العدو عددًا وعدة

ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه في موقف يحتاج فيه إلى استشارة أصحابه وخاصة الأنصار لأن ما بينه وبينهم من عهود إنما تتعلق فقط بالدفاع عن النبي داخل المدينة وحمايته بها ولم يحدث أن اشتركوا في أي من السرايا السابقة

أما وقد خرج من المدينة فقد تغير الموقف ومن ثم بدأ النبي يوجه حديثه إلى المسلمين طالبًا رأيهم ومشورتهم، وكان يعني بصفة خاصة الأنصار

فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال:يا رسول الله، امض لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى{فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع في أقصى اليمن أو مدينة الحبشة) لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له

ولفت نظر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء جميعًا من المهاجرين وهو إنما يريد استجلاء موقف الأنصار، فقال مرة أخرى: أشيروا علي أيها الناس

ففهمت الأنصار أنه يعنيهم، فنهض سعد بن معاذ صاحب رايتهم وقال: يا رسول الله لكأنك تريدنا؟ قال: أجل، فقال سعد: قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا علي السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا علي بركة الله

وفي رواية أنه قال: إني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فاظعن حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، واعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، والله لئن استعرضت بنا هذا البحر خضناه معك

فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال: سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ( العير أو النفير ) والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم

وهكذا تقررت المعركة وأمر عليه الصلاة والسلام بالارتحال

ذ فلما صاروا على مقربة من بدر بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بحنكة القائد الحصيف يجمع معلومات عن قوة العدو وعدده وقواده؛ فأرسل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له، فقدموا بعبدين لقريش كانا يمدانهم بالماء فأتوا بهما فسألوهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم هذا الخبر ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فربما كانت لا تزال في نفوس البعض بقايا أمل في الاستيلاء علي القافلة

فضربوهما ضربًا موجعًا حتى اضطر الغلامان أن يقولا نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتين ثم سلم وقال: إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله أنهما لقريش. ثم قال للغلامين أخبراني عن قريش، قالا: هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى، بالعدوة القصوى، فقال لهما رسول الله: كم القوم؟ قالا: كثير، قال: ما عدتهم؟ قالا: لا ندري، قال كم ينحرون كل يوم؟قالا:يومًا تسعًا ويومًا عشرًا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القوم فيما بين التسعمائة والألف، ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن نوفل.... الخ ما ذكراه من كبراء مكة، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال:هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها

ونزل المسلمون بجانب بدر فجاء الحباب بن المنذر وقال: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، وأشار عليه أن ينتقل المسلمون من مكانهم وينزلوا عند أقرب ماء إلى العدو ثم يبنون عليه حوضًا ويطمسون كل ما عداه من ينابيع فيشرب المسلمون دون المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي، ونهض ومن معه من الناس فأتى أدنى ماء من القوم فنزل عليه، وهكذا امتلك المسلمون مواقع الماء، وكان اختيار هذا الموقع الموفق بعض ما أعد الله من أسباب النصر؛ فإن مصير المعارك يخطه إخلاص القادة ورؤيتهم السليمة للأمور وتنظيمهم المحكم لكل ما يتعرضون له

ولما بنى المسلمون الحوض أشار سعد بن معاذ بمشورة أخرى فقال: يا نبي الله ألا نبني لك عريشًا (شبه الخيمة يستظل بها، وكان من جريد النخل)تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست علي ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبًا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير وبنى العريش فوق تل مشرف على ميدان المعركة

وشاء الله عز وجل أن يقضي المسلمون ليلة المعركة ليلاً هادئًا أخذوا فيه قسطًا وافرًا من راحة الجسم والأعصاب، وأنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرًا كان على المشركين وابلاً شديدًا، منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلاً طهرهم به وأذهب عنهم رجس الشيطان ووطأ به الأرض وصلب به الرمل وثبت الأقدام وربط به على قلوبهم

قال تعالى:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}سورة الأنفال، آية 11

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
غزوة حمراء الأسد :



وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة ولكنهم وجدوا المدينة كالمرجل المتقد؛ إذ كشف المنافقون واليهود والمشركون عما في قلوبهم نحو محمد ودينه وأظهروا السرور والفرح لما لحق بالمسلمين من هزيمة

فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الموقف يستدعي عملاً سريعًا يخفف من وقع هزيمة أحد، فأعاد تنظيم رجاله على عجل، وتحامل الجريح مع السليم على تكوين جيش جديد يخرج في أعقاب قريش ليطاردهم ويمنع ما قد يجد من تكرار عدوانها، ولإشعار الكفار بأن الهزيمة لم تؤثر في عزيمة المسلمين وأنهم من القوة بحيث خرجوا يطلبون الثأر

لقد كانت معركة أحد في يوم السبت لخمسة عشر من شوال وكان خروج هذا الجيش في يوم الأحد لستة عشر منه؛ فقد أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بالخروج في طلب العدو وأذن ألا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرجوا لم يتخلف منهم أحد حتى بلغوا حمراء الأسد، وهي على بعد ثمانية أميال من المدينة في طريق مكة، واقتربوا من جيش أبي سفيان

وكان رجال من قريش يتلاومون يقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئًا أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبتروهم

فلما علموا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم في أثرهم ظنوا أنه قد حضر معه من لم يحضر بالأمس لاسيما حين مر بهم معبد الخزاعي وقال لهم: إن محمدًا قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، فبعد أن كانوا يتلاومون على ترك المسلمين من غير شن الغارة على المدينة تزلزل تفكيرهم، وفترت همتهم وآثروا أن يبقوا على نصرهم في أحد واستمروا في سيرهم إلى مكة

أقام الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون في حمراء الأسد ثلاثة أيام ثم عادوا إلى المدينة، وقد أثنى الله تعالى على ذلك وخلد ذكره فقال تعالى:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}-سورة آل عمران الآيات 172-175

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
نتائج غزوة أحد:


وبقدر ما كان انتصار بدر ذا أهمية كانت هزيمة أحد درساً للمسلمين في لزوم طاعة الرسول وعدم التكالب علي عرض الدنيا، وأن تكون الأعمال كلها لله غير متطور فيها لعرض الدنيا ، والحذر من المفاجأة واليقظة في حالة الفوز والأخذ بنواميس الطبيعة حتى ولو كان الرسول بينهم

وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص أختبر الله به المؤمنين وأمتحن المنافقين وكشف خبيئتهم مما جعل الرسول يحتاط منهم بعد ذلك

وكان يوماً أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة، كما هيأ الله فيه نفوس المسلمين لتتلقي نبأ وفاته بعد ذلك وفي هذا تعليم للمسلمين أن رباط المسلمين برسولهم إنما يكون عن طريق ما جاء به من تعاليم وما سنة من سنن وما حث عليه من توجيهات وإرشادات وإن هذه العلاقة هي الحبل الموصول الذي يربطهم بنبيهم حياً وميتاً

فواجب المسلم هو الثبات علي العقيدة ، والجهاد في سبيلها وفي الوفاء لها في حياة الرسول وبعد وفاته وهذا هو الحب الحقيقي والصلة الحقيقية بين المسلم ونبيه

قال تعالى:{وَمَا مُحَمًّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}-سورة آل عمران آية 144

ومن آثار غزوة أحد:

أن اليهود استغلوا هذه الهزيمة في بث بذور الفتن في المدينة وتوسيع شقة الخلاف بين أصحابها

كما أنها جرأت عليهم بعض البدو المجاورين للمدينة وفتحت لهم أبواب الأمل في الإغارة علي المدينة وانتهاب أهلها فقد اعتقد هؤلاء الأعراب أن معركة أحد قد غيرت ميزان القوة لغير صالح المسلمين ولقد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم حرج الموقف ودقته فأخذ أهبته وأستعد لكل طارئ

descriptionلعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة - صفحة 8 Emptyرد: لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة

more_horiz
نتائج غزوة أحد:

وبقدر ما كان انتصار بدر ذا أهمية كانت هزيمة أحد درساً للمسلمين في لزوم طاعة الرسول وعدم التكالب علي عرض الدنيا، وأن تكون الأعمال كلها لله غير متطور فيها لعرض الدنيا ، والحذر من المفاجأة واليقظة في حالة الفوز والأخذ بنواميس الطبيعة حتى ولو كان الرسول بينهم
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص أختبر الله به المؤمنين وأمتحن المنافقين وكشف خبيئتهم مما جعل الرسول يحتاط منهم بعد ذلك
وكان يوماً أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة، كما هيأ الله فيه نفوس المسلمين لتتلقي نبأ وفاته بعد ذلك وفي هذا تعليم للمسلمين أن رباط المسلمين برسولهم إنما يكون عن طريق ما جاء به من تعاليم وما سنة من سنن وما حث عليه من توجيهات وإرشادات وإن هذه العلاقة هي الحبل الموصول الذي يربطهم بنبيهم حياً وميتاً
فواجب المسلم هو الثبات علي العقيدة ، والجهاد في سبيلها وفي الوفاء لها في حياة الرسول وبعد وفاته وهذا هو الحب الحقيقي والصلة الحقيقية بين المسلم ونبيه
قال تعالى:{وَمَا مُحَمًّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}-سورة آل عمران آية 144
ومن آثار غزوة أحد:
أن اليهود استغلوا هذه الهزيمة في بث بذور الفتن في المدينة وتوسيع شقة الخلاف بين أصحابها
كما أنها جرأت عليهم بعض البدو المجاورين للمدينة وفتحت لهم أبواب الأمل في الإغارة علي المدينة وانتهاب أهلها فقد اعتقد هؤلاء الأعراب أن معركة أحد قد غيرت ميزان القوة لغير صالح المسلمين ولقد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم حرج الموقف ودقته فأخذ أهبته وأستعد لكل طارئ
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
لعبة الشخصيات.....رائعة ومفيدة
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة