*·~-.¸¸,.-~*شخصيته وعاداته*·~-.¸¸,.-~*
على أي حال؛ فإن هولمز ليس سيداً فيكتورياً متشدداً ومتمسكاً بالأفكار والعادات السائدة في عصره، وفي الواقع فإنه يصف نفسه وعاداته بأنها بوهيمية. يمكن أن يعاني من إحباط شديد وكآبة عقلية عنيفة، حين لا يكون منشغلاً بحل إحدى قضاياه، أو بهوايته في التجارب الكيميائية. ويلجأ للحد من كآبته إلى تعاطي الكوكايين والمورفين بشكل دائم كإحدى عاداته (الأمر الذي يفاجئ بعض قرائه المعاصرين). يحاول صديقه الدكتور واطسون إقناعه دائماً بالإقلاع عن تعاطي المخدرات، لكنه لا يستجيب لدعواته، إلى أن يتمكن من إقناعه في القضايا الأخيرة بعدم الإستمرار في تعاطي المخدرات.
كما كان المعهود في ذلك الوقت، لم يعتبر واطسون عادة هولمز في تعاطي المخدرات والتدخين نشاطات إجرامية أو مسيئة، كما لم يعتبر ليه للحقائق وكسره للقانون كذلك عندما اقتضته أغراضه فعل ذلك. (أمثلة على تجاوزه للقانون: الكذب على الشرطة، إخفاء الأدلة، الإقتحام والسطو على المنازل) . وفي إنجلترا الفكتورية، لم تكن أفعال كهذه تعتبر إجرامية أو مسيئة بالضرورة طالما أن فاعلها هو سيد محترم لأغراض نبيلة، كحماية شرف امرأة أو سمعة عائلة (وقد ناقش هولمز وواطسون ذلك في قضية تشارلز أغسطس ميلفيرتون). وكثيراً ما تتضمن القصص قيام هولمز (وواطسون) ببعض من هذه الأفعال، الأمر الذي يوجب على القراء المعاصرين تقبلها كما هي، رغم أنها قد تودي إلى السجن بمقاييس الأزمنة اللاحقة، وبشكل عام فإن تجاوز القانون بهذا الشكل بقي ديدن المحققين – حتى المحدثين منهم – لتحقيق أغراضهم النبيلة. وعلى ذلك، فإن هولمز يمتلك حساً قوياً بالشرف و(فعل الصواب دائماً).
يفتقر هولمز غالباً إلى التعاطف مع الآخرين، وكثيراً ما يكون بارد السلوك، لكنه حين يتحمس أثناء حل القضايا، يبدي من الإنفعال والعاطفة ما يعوض به سلوكه البارد.
يملك موهبة في لفت الإنتباه، وغالباً ما يُعد فخاخاً مسرحية لاعتقال المُدانين؛ تهدف إلى إبهار واطسون، أو أحد مفتشي سكوتلانديارد، كما أنه يحتفظ بسلسلة أسبابه المنطقية، وطرقه في حل الجرائم، ولا يكشفها، أو يعطي تلميحات ملغزة حولها، لتكون النتائج مفاجئة، حين يشرح في نهاية كل شيء، كيف تم كل شيء.
يملك هولمز كبرياء عالياً، يصل إلى حد التعجرف أحياناً، غير أن تعجرفه مبرر بذكائه. ويميل إلى إدهاش مفتشي الشرطة ومفاجأتهم بتحليلاتها، كما أنه يظهر مستمتعاً بتقدير واطسون الكبير له.
هولمز لا يخشى شيئاً بشكل عام، يفحص مسارح الجرائم المروعة والعنيفة بدون أي تأثر عاطفي، كما أنه لا يسمح للمواقف الخارقة للطبيعة (كما في رواية كلب آل باسكرفيل)، أو المقززة بجعله يخاف أو يتراجع، وكثيراً ما يواجه مجرمين عنيفين.