الخاطرة الأولى :
لاتيأس من عودة قلبك القاسي إلى الخشوع فعسى أن
يلين مع مداومة الذكر ، وأن تصبحه وتمسيه بالأوراد وأن تشن
عليه غارات من الدعاء في ميدان السحر وساعة
الإستجابة يوم الجمعة وبين الأذانين وفي السجود وأدبار الصلوات ،
فأدمن اللهج بالإسم الأعظم وابتهل إلى مولاك في
إصلاح قلبك ، واستعن بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة مع
تدبرالقرآن العظيم ، فلعل آية منه تقع موقعها
فتداوي جراح هذا القلب وتخرج صدأه وتزيل علته وتذهب عاهته .
الخاطرة الثانية :
إنما جعل بين الصلوات الخمس أوقات وفصل بينها
بأزمان لترتاح النفس وتستعيد نشاطها وقوتها ثم تقبل على العبادة
بنهم ورغبة وشوق ، وهذه عبرة للعبد في أموره فينبغي
ان لايجهد نفسه ويواصل العمل طيلة الوقت فتنقطع به وتمل
العبادة وتكره الطاعة ، بل ينبغي له أن يكون ماهراً
في قيادة نفسه لطيفا معها حتى يحيا حياةً طيبة مع طاعة مولاه ،
وكان بعض العباد يرتاح من الأوراد في بعض الوقت
ليتقوى على أوراده فتكون الراحة في حقه عبادة .
الخاطرة الثالثة :
لاتثق بمدح الناس ولاتخشى بذمهم ، فكل يوم لهم مذهب يرضون
لأغراضهم ويغضبون لها ، فعامل أنت واحداً أحداً فرداً
صمداً واترك غيره ، لأنه سوف يقبل لك بقلوبهم على رغم
أنوفهم .
الخاطرة الرابعة :
لاتنخدع بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم
ذباب طمع ، ولن تجد منهم وقت الأزمة إلا قليلاً ، فخالطهم
بالمعروف ولا تثق إلا بالله .
الخاطرة الخامسة :
لاتحتقر رأي أحد مهما كان ، فإني استفدت من أناس
ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنان وليسوا في أماكن
مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي مايفوق كبار
الناس ، ولله في خلقه أسرار .
مقتطفة من كتاب ( حدائق ذات بهجة )