........آخر نظره للأم وهي تمعن النظر لوجه
أبنها لقد كانت آخر نظره قبل وفاتها.
و تساءلت أنا ماذا كانت تريد أن تقوله و
لم تستطيع؟
] إبني
..السلام عليكم . أتركك الآن في دنيا لا يعلمها الا الله
ساعدنى
أنا لم أطلب الكثير و لكن طلبت أن أربيك
بأمان.
وفي نفس الوقت وضعت نفسى مكان
الأبن الذى تلفظ أمه أنفاسها الأخيره و هي بين يديه ولا يستطيع عمل شيء إلا البكاء و النواح. ووجدت الدموع تخرج
من عيني و كأنها تقول .....الوداع أمااااه
تذكرت أمي حين سهرت ليل طوال لأنام.. وتعبت النهار
لأسعد..وأمنيتها كل يوم أن ترى ابتسامتي.. وسروري في كل لحظة أن أطلب شيئاً
تصنعه لي، فتلك هي منتهى السعادة بالنسبة لها!ومرت الليالي والأيام وأنت
على تلك الحال لم تقصري ، وداعيةٌ لي بالخير والتوفيق ، ترقبينني يوماً
بعد يوم حتى اشتد عودي، واستقام شبابي، وبدت علي معالم الرجولة، لقد
حملتك9شهور _ _ مجانا
قاسيت الحمل والولادة _ _ مجانا
قضيت الليل
للعناية بي مريضا _ _ مجانا
رضيت بكل الهموم التي سببتها لكي _ _ مجانا
علمتني
دروسا في الحياة _ _ مجانا
اعتنيت بي وبنظافتي وثيابي ومسح دموعي_ _
مجانا[
تذكرت قصة من سأل عبدالله بن عمر وهو يقول:
أمي عجوز لا
تقوى على الحراك وأصبحتُ أحملها إلى كل مكان حتى لتقضي حاجتها
..
وأحياناً لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها .. أتراني قد أديت
حقها
؟ ... فأجابهُ ابن عمر: ولا بطلقة واحدة حين ولادتكَ ... تفعل هذا
وتتمنى
لها الموت حتى ترتاح أنتَ وكنت تفعلها وأنتَ صغير وكانت تتمنى
لكَ
الحياة
......افتكرت
حينها كم ظلمت أمي و أحسستها بالألم من غير قصد .عرفت حينها أنني ربما
أقع في مثل واقعت هذا الابن..شعرت بألم شديد في صدري وبنفسي تضيق شيئا
فشيئا ]
صرخت صرخة
لم أعهدها في من قبل وبدءت أركض دو ن معرفة الواجهة والدموع تنهمر من
عيني...أجري والحرقة تسابقني ..أجرى..أجري......فاذا بي أجد نفسي على
عتبة المنزل فتحت ودخلت مهرولا
رأيت حبيبتي (أمي)كأنني ألاقيها أول مرة و
زاد اجهاشي بالبكاء ..عانقتها وهي تبتسم
كأنها تخبرني عن معرفتها بما أحس .في هذه
اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة "حب" أو "أحبك"
وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه.
لا
شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم . إمنحهم الوقت الذي يستحقونه ..
فهو
حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل لا تؤجل لا تؤجل ابداً.